لكن الآية القرآنية الكريمة، بعد أن هدأت من عواطف المسلم الذي يراد استفزازه لكي يرد بالعاطفة غاضباً، تعلم المسلمين كيف يكون تحويل هذه الاساءات الكريهة إلى فرص سانحة للحوار الذي تبدأه الآية بقوله تعالى آمراً لنا: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

وعلى ضوء هذه الآية الكريمة أريد أن أردد على مسامع الحاخام في المناظرة: هل لديك تشريع رباني يبيح لك قتل الأطفال والنساء والمدنيين من العرب والمسلمين في توراتك واسفارك المقدسة؟ {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

هنا أنهى المذيع الحديث ووعد بسرعة بثه وبابلاغي في حال أوفى بوعده، ولكن العلج الخبيث امتنع عن ذلك طيلة الأسبوع المنصرم ظناً منه أن الموضوع سوف يهدأ من جانبي عند هذا الحد، خصوصاً في ظل تواطؤ مكشوف من كبرى وسائل الاعلام الأمريكي التي لم تنقل تصريحات الحاخام الأمريكي لكي لا يتحدث المسلمون عن «الارهاب اليهودي».

ومن خلال خبرات وتجارب سابقة مع «مصداقية» و «حيادية» الإعلام الأمريكي، كما يقولون، وبتوفيق من الله من قبل ومن بعد، استشعرت أهمية مواصلة الاتصال بكافة وسائل الاعلام الأمريكية التي نشرت تصريحات الحاخام في نفس الليلة التي أدليت بها بحديثي لالاذاعة وقد كان، فمن لم أجده تركت له رسالة صوتية على حساب مستقبل الرسائل الصوتية الخاص به أو بها.
ولم يستجب حتى الآن سوى مسؤول الشؤون الدينية في الصحيفة الأولى بولاية «ميناسوتا»، الذي أنصفني مشكوراً بعد أن بحت له بما لمسته من فتور زملائه الاعلاميين في التعاون معي لايصال رسائل ايجابية وسط هذه التصريحات السلبية وردود الأفعال حولها.
ولكن مسؤول التحرير الأمريكي حاول من جانبه بث اليأس في نفسي بسؤالي اذا كنت أعتقد أن الحاخام سوف يستجيب بقبول المناظرة، وأجابني المحرر على سؤاله قبل أن يسمع جوابي فقال: «لا أظن الحاخام فريدمان يقبل الدعوة للمناظرة أساساً ولن يوافق فماذا سيكون موقفك حيئنذ، هذا لو أجابك على عرضك؟!»
فقلت للمحرر أثناء الاتصال الهاتفي الثاني به في اليوم التالي مساء الثلاثاء الماضي:
لديكم معشرالأمريكان مثل جميل يقول: «لن تعرف إلا إذا جرب وحاولت»، فهلا ساعدتني على المحاولة وعندها سأعرف وسيعرف الجميع حقيقة الموقف».