السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يتبع ......

\\\\\ موضوع ((( أمانة القلم )))



لفضيلة الشيخ :: سعود الشريم

الخطبة الثانية :

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده... وبعد.


أيها الناس:



إن المسلمين بعامَّةٍ لفي حاجةٍ ماسَّةٍ إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدَّخَل،

إلى القلم المُلْهَم، الذي يأخذ بلبُِّ قارئه؛ صِدْقًا ونصحًا وصفاءً، ينشر الحقَّ، ويُحيي السنَّةَ، ويدلُّ

النَّاسَ إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم: {وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ} [البقرة: 282].

إن القلم أمانةٌ، وحَمَلَتُه من بني الإسلام كُثرٌ، غير أن الإنسان كان ظلومًا جهولاً، وما كلُّ مَنْ حمل

الأمانة عرف قدرها، ولأجل ذلك لفت علماء الإسلام الانتباهَ إلى صفاتٍ وضوابطَ لا يَسَعُ الأمةَ

إهمالها، ولا ينبغي أن يقصِّر في فيها كاتبٌ أو ذو قلم. أو من جهةٍ أخرى: من قِبَلِ القرَّاء وأمثالهم،

إلى: عمَّن يتلقون ما ينفع؟ ولمَنْ يقرؤون ما يفيد؟ وممَّن يأخذون؟ ولمَنْ يَذَرون؟ فتكلموا عن كَوْن

الكاتب مسلمًا أو مستقيمًا؛ ليؤمَن جانبه، ويوثَق فيما يسطره بنانه، حتى لا يذوق القرَّاء مراراتٍ

يتجرَّعونها ولا يكادون يسيغونها غيرَ مرَّةٍ.

كما تكلم علماء الإسلام أيضا عن كَوْن الكاتب ذا علمٍ وبصيرة، وأن يقتصر صاحب التخصُّص على

تخصُّصه، فلا يتحوَّل الكاتب بقلمه من كونه صحفيُّا إلى كونه فقيهًا مفتيًا، ولا من كونه أديبًا إلى

كونه طبيبًا، ولا من كونه مفكرًا إلى كونه وصيًّا على أفكار القرَّاء ومصادرَ تلقِّيهم.

وحادي الجميع في ذلكم: أن يكون المرجعُ كتابَ الله وسنَّةَ رسوله - صلى الله عليه وسلم.

وإنَّ من أهم ما بيَّنه علماءُ الإسلام والناصحون منهم: أن يكون صاحب القلم متَّصِفًا بالعدالة

والإنصاف، وإدراك معنى الحوار السليم؛ لأن الكاتب الجائر ليس له قائدٌ في فكره وقلمه، إلا الهوى

والتدليس والتلبيس، والتهويش والتشويش، ولربما زاد ونَقَصَ، وحرّف وأَوَّل؛ فكان كمَنْ وصفهم

الله بقوله: {تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا} [الأنعام: 91].

وإذا كان الناس يُكبُّون على وجوهم في النار بسبب حصائد ألسنتهم، مع أن اللسان يفنى وينقطع

حديثه؛ فما ظنُّكم بالقلم الذي يطول تسطيره، ويبقى حيًّا وإن مات صاحبه وأضحى فتاتًا؟!!

قلمان لو تعرفهما لعرفت نوع مدادِ

قلم الرزين وعكسه قلم السفيه الصادي

فاختر لنفسك واحدًا يُنجيك يوم معادِ

هذا وصلُّوا رحمكم الله على خير البرية، وأزكى البشرية؛ محمد بن عبدالله، صاحب الحوض

والشفاعة، فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه، وثنَّى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيَّه بكم أيها

المؤمنون؛ فقال جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].

اللهم صلِّ وسلم وزِدْ وبارك على عبدك ورسولك محمد، صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر،

وارضَ اللهم عن خلفائه الأربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر صحابة نبيِّك محمد -

صلى الله عليه وسلم - وعن التابعين، ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجودك

وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخْذُلِ الشِّرك والمشركين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنَّة نبيِّك

وعبادك المؤمنين.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، ونفِّث كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ

مرضانا ومرضى المسلمين.

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.

اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا

رب العالمين.

اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا حي يا قيوم، اللهم أصلح له بطانته يا

ذا الجلال والإكرام.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

اللهم لا تمنعنا خير ما عندك بشر ما عندنا، اللهم إنَّا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلك يا

ذا الجلال والإكرام.

{رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].

سبحان ربنا رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المصدر :

مكتبة المسجد النبوي الشريف



جزى الله فضيلة الشيخ : سعود الشريم

خير الجزاء على هذه الخطبة الهاااامة جداً والهااادفة

نفع الله به وبعلمه الإسلام والمسلمين

وجزى الله القائمين على تفريغ خطب الحرمين الشريفين خير

الجزاء

وجزى الله كل من ساهم في نشرها خير الجزاء

نفعنا الله بها جميعاً


تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال _ فيما يحبه ويرضاه

أأأأأأمين _ أأأأأأأأمين