

-
أوباما ودغدغة مشاعر المسلمين
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا يا أخي على اثارتك لهذا الخطاب الذي ومع الأسف قام بصياغته بعض الذين ينسبون أنفسهم لديننا الحنيف
ولكم الرد الشافي لنباح المرتد الطاغي
قام بكتابته السيد أبو داود في مقل له بموقع لواء الشريعة
كان تخوف الكثيرين من المثقفين الإسلاميين في محله عندما حذروا من الانبهار المنتظر في صفوف العوام، فضلًا عن الإعلاميين والساسة المصريين والعرب والمسلمين، بخطاب أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة، متوجهًا به إلى العالم الإسلامي كله.
فالرجل يتمتع بكاريزما واضحة، وبثقافة عميقة، يلاحظها أبسط الناس، وقد ظهرت في خطابه الذي استمر قرابة الساعة، ولم يستعن خلاله بورقة يقرأ منها.
كما أن الخطاب تمت صياغته بطريقة جيدة ومتماسكة، وتطرق إلى الحديث بشكل إيجابي عن المسلمين وحضارتهم.
استمع عامة المسلمين إلى ذلك وقارنوه بخطاب سلفه جورج بوش الابن، المتطرف تطرفًا يصل إلى حد الجنون، والسطحي غير المثقف، والذي كان دائم الاستخدام لمصطلحات مثل: "الإرهاب ـ الإرهابيون ـ الفاشية الإسلامية ـ المتطرفون المسلمون ـ الحروب الصليبية"، وبعد المقارنة انبهروا بأوباما وشخصيته وثقافته وحديثه الإيجابي عن الإسلام والمسلمين.
وبالتالي؛ فما حذر منه كثير من المثقفين الإسلاميين وقع بالفعل، وهو أن قطاعات كثيرة من الإعلاميين والساسة وقادة الرأي من المصريين والعرب انبهروا بخطاب أوباما، واعتقدوا أن الأمور الصعبة قد تم حلها، وفي هذا خطأ كبير.
اللعبة الكبرى التي يمكن أن تحدث في هذا الصدد، هي أن نأكل من أسلوب أوباما اللفظي الذي يدغدغ مشاعرنا وننخدع به، فيعطينا "من طرف اللسان حلاوة، ويروغ منا كما يروغ الثعلب".
وما يجعلنا نقول ذلك؛ هو أن أوباما منذ حملته الانتخابية وهو يجيد الكلام النظري واللعب بالألفاظ، أما على أرض الواقع فلم نجد له أي إسهام إيجابي يختلف فيه عن سلفه المتطرف فيما يخص قضايانا في العالمين العربي والإسلامي.
فهو يتحدث عن انسحاب من العراق، في الوقت الذي نجد الحال على ما هي عليه في بلاد الرافدين، وعمليات الجيش الأمريكي متواصلة، والتخطيط للبقاء قائم، والإعداد للقواعد الأمريكية الكبيرة لا ينتهي الحديث عنه، وهجمات الطائرات والمدرعات الأمريكية على العراقيين مستمرة يوميًّا، ولا تنبئ أن هذه القوات ستبدأ الانسحاب بعد شهر أو شهرين.
أما في أفغانستان؛ فإن أوباما كان أكثر تطرفًا من سلفه، وأشعل الحرب هناك، ووسع من رقعتها من أجل إنقاذ الأمريكان من هزيمة محققة، فزاد عدد قواته بمقدار 21 ألف جندي وضابط.
كما فرض على القيادة الباكستانية العلمانية العميلة أن تخوض حربًا ضد ملايين من المدنيين الباكستانيين في "وادي سوات" و"وزيرستان"، نيابة عن الأمريكان ووفق الأهداف والأجندة الأمريكية.
وعندما يتحدث أوباما عن الكيان الصهيوني يتحدث عن "الرباط الذي لا ينفصم"، فهل بعد ذلك كله تستطيع كلمات أوباما المعسولة أن تحل مشكلاتنا وأن تقنعنا بتصديقه؟! أم أن تصديقه يتطلب فعلًا حقيقيًّا وسياسات مختلفة وتنفيذ محدد على أرض الواقع يشعر به المسلمون؟
مجرد الحديث الإيجابي عن التسامح الإسلامي في الأندلس، والتسامح الذي عاشه أوباما ولمسه في إندونيسيا لا يسمن ولا يغني من جوع، بل إن أوباما يطلب منا أن نعيد هذا التسامح اليوم مع الآخر الديني، ويستشهد في ذلك بالأقباط في مصر والموارنة في لبنان، في إطار الانتقاد للمسلمين عن هذين الملفين، وهذا كذب وخداع وتضليل.
فهاتان الأقليتان تعيشان حياة لا تستطيع أية أقلية إسلامية في العالم أن تعيشها، وهما في بلديهما تعيشان أفضل حالًا من المسلمين العرب الذين يشكلون الأغلبية في هذه البلاد.
لكن ما ينبغي أن نذكِّره بالتسامح في هذا الملف هو الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي لا تتسامح مع المسلمين في أي ملف من ملفاتهم، بل وتتحالف ضدهم وتنصر أعداءهم عليهم، وبالتالي فالحديث عن التسامح الديني هنا إنما هو حديث مخادع ومغلوط.
وإذا كان أوباما قد قصد الحديث إلى المسلمين بهذا الشكل العاطفي اللفظي لدغدغة مشاعرهم ليس أكثر، لإقناعهم بالرؤى والسياسات الأمريكية حتى يتفهموها ولا يثوروا عليها، فإن هذا منطق ساذج، قد ينجح لبعض الوقت لكنه سيكون مصيره الفشل الذريع؛ لأن الملفات والقضايا الكبرى لا يتم حلها بالكلام وإنما بالفعل.
أوباما يأمل أن يتعاطف معه المسلمون في حربه ضد العنف والتطرف والتشدد في أفغانستان لكي يتمكن من اقتلاع "القاعدة" و"طالبان"؛ لأنهم قتلوا آلاف الأمريكيين الأبرياء في 11 سبتمبر 2001م، ولو كان أوباما منطقيًّا لسأل نفسه عن الأسباب التي جعلت هؤلاء الشباب المسلمون ينفذون هجمات سبتمبر التي رفضها معظم العرب والمسلمين.
لو كان صادقًا؛ لاعترف بالظلم الذي يشعر به العالم العربي والإسلامي من مجمل السياسات الأمريكية خلال عقود طويلة كان العداء لنا واضحًا، وكان الالتفاف على مصالحنا وأمانينا المشروعة أكثر وضوحًا، وكان التحالف مع أعدائنا ضدنا يعلمه القاصي والداني.
ولو كان أوباما صادقًا؛ لاعتذر عن هذه المظالم، ولبدأ على الفور في إصلاح الانحراف في سياسات بلاده، وفي رفع الظلم عنَّا، ولكنه يفعل السهل وهو "العلاج بالألفاظ" دون الأفعال، فيترك المظالم قائمة ويطلب منا أن نتفهم المبررات الأمريكية.
ولو كان أوباما منطقيًّا وصادقًا؛ لهزه وأوجعه مقتل مليون عراقي نتيجة حرب ظالمة اختارها الأمريكيون، طمعًا وظلمًا وعدوانًا، مثلما هزه وأوجعه مقتل ثلاثة آلاف أمريكي على يد تنظيم "القاعدة"، لكن للأسف فإن أوباما ينطلق من نفس المنطلقات الأمريكية الأحادية والانتقائية.
ما نخشاه ونحذر منه هو تلك الحالة من الانبهار بأوباما وخطابه، ليس من البسطاء منا ولكن من الإعلاميين والسياسيين وقادة الرأي فينا، وهذا معناه هزيمة نفسية ومزيد من الذيلية والتبعية للأمريكان وأفكارهم وسياساتهم، رغم ظلم هذه الأفكار والسياسات لنا ولقضايانا.
منقول عن السيد أبو داود في مقل له بموقع لواء الشريعة
أحبكم في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة elqurssan في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 13-06-2009, 04:21 AM
-
بواسطة elqurssan في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 09-06-2009, 08:30 PM
-
بواسطة elqurssan في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 31-05-2009, 05:43 AM
-
بواسطة عادل محمد في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 18-09-2006, 10:14 PM
-
بواسطة همة المسلم في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 10-02-2006, 05:06 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات