شكرا لك أخي علي هذا التنبيه علي خطورة اللسان وعواقب تركه دون قيد , فلو لم يكن خطيرا ما كان موضعه بين فكين قويين , وخلق الله من كل الحواس اثنين إلا اللسان . وفي هذا المعنى قال بعض الحكماء : ألزم الصمت تعد حكيما جاهلا كنت أو عالما .
وقال بعض البلغاء : ألزم الصمت فإنه يكسبك صفوة المحبة , ويؤمنك سوء المغبة, ويلبسك ثوب الوقار , ويكفيك مؤنة الاعتذار .
وقال بعض الفصحاء : إعقل لسانك إلا عن حق توضحه , أو باطل تدحضه , أو حكمة تنشرها , أو نعمة تذكرها .
وفي الأمثال : سلامة الإنسان في حفظ اللسان .
زلة اللسان أشد من جرح السنان.
وقال الشاعر : وما شئ إذا فكرت فيـــــه ... أحق بطول سجن من لسان
وقال آخر : جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتئم ما جـــرح اللسان
شكرا لك مرة أخرى . ونسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا إلى حفظ ألسنتنا عن كل قول لا تحمد عواقبه في الدنيا أو الآخرة . وأن يجعلنا نوظفه في نشر الخير والكلمة الطيبة بين الناس.
والله الموفق . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .