قال الله تعالى:( اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ) (الشورى : 19 )) وقال تعالى:( (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ) (الأنعام : 113 ))
اللطيف من أسمائة الحسنى وهو الذي يلطف بعبده في أموره الداخليه المتعلقة بنفسه ويلطف بعبده في الأمور الخارجية عنه,فيسوقه ويسوق إليه مابه صلاحه من حيث لا يشعر,وهذا من آثار علمه وكرمه ورحمته ,فلهذا كان معنى اللطيف نوعين:
1) أنه الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور,وما لطف ودق من كل شيء
2) النوع الثاني لطفه بعبده ووليه الذي يريد أن يتم عليه إحسانه ويشمله بكرمه ويرقيه الى المنازل العالية فييسره لليسرى ويجنبه العسرى,ويجري عليه من اصناف المحن التي يكرهها وتشق عليه ةهي عين صلاحه والطريق الى سعادته,كما امتحن الأنبياء بأذى قومهم وبالجهاد في سبيله وكما ذكر الله عن يوسف عليه السلام وكيف ترقت به الأحوال ولطف الله به وله بما قدره عليه من تلك الأحوال التي حصل له في عاقبتها حسن العقبى في الدنيا و الأخرة,وكما يمتحن اولياءه بما يكرهونه لينيلهم ما يحبون.
فكم لله من لطف وكرم لا تدركه الأفهام ولا تتصوره الأوهام وكم استشرف العبد على مطلوب من مطالب الدنيا من ولاية او رياسة , فيصرفه الله عنها ويصرفها عنه رحمة به لئلا تضره في دينه.فيظل العبد حزينا من جهاه وعدم معرفته بربه ولو علم ما ذخر له في الغيب وأريد إصلاحه فيه لحمد الله وشكره على ذلك فإن الله بعباده رؤؤوف رحيم لطيف بأوليائه.
وفي الدعاء المأثور(( اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغا لي فيما تحب)) الترمذي