مشاركة: رد على رسالة سابقه(ارجو عدم فهمي خطاء)
شبهة أن سيدنا موسى صلى الله عليه و سلم قتل
أنت تقصد الآية :
بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (17)
سورة القصص
و نفس القصة مذكورة بإختصار في سورة أخرى :
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)
سورة الشعراء
و المشكك يتعلق بأربعة كلمات لإثبات وقوع الجريمة بيد من لا يعرف للجرم سبيلا :
1. (هذا من عمل الشيطان ).
2. (رب إنّي ظلمت نفسي ).
3. (فاغفر لي فغفر له ).
4. (فعلتها إذاً وأنا من الضّالّين ).
القصة بإختصار شديد , أن سيدنا موسى دخل القرية فوجد أحد الإسرائليين ( أتباع موسى ) و أحد المصريين (أتباع فرعون عدو موسى ) يقتتلان ,أي يحاول أن يقتل كلا منهما الأخر , فتدخل رسول الله سريعا لنصرة تابعه و قتل عدوه
أولا أحب أن أذكر جرم فرعون تجاه بني إسرائيل و سبب عداوة موسى له
1- أنه إستكبر و أفسد في الأرض و شتت أهل الأرض , وذبح رجال بني إسرائيل و سبى نسائهم بدون جرم إلا أنهم قالوا لا إله إلا الله
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
2- أنه إستعبد بني إسرائل لقوله تعالى :
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ
3- و طبعا لم يفعل فرعون ذلك إنما فعلها أتباعه من المصريين أو ما يطلق عليهم القبطيين أو الأقباط (ذلك الوقت)
1- قتل رسول الله موسى لعدوه المجرم الذي ذبح الرجال و سبى النساء لا يعد عمل إجرامي لأي منصف عاقل
2- لو لم يقتل موسى القبطي الكافر , لقتل الكافر الإسرائيلي المؤمن , و لا يعقل أن يوافق الله و رسوله على ذلك
3- قتل القبطي كان تعجيل بتدمير العدو كجزء من الحرب بين موسى و فرعون
و قد قال تعالى :
"فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمينَ "
و الآن جاء وقت الرد على الأربعة آيات التي يستمسك بها المشككون
1 قوله :
هذا من عمل الشيطان
أولا : لا يوجد دليل واحد على أن "هذا" تعود على عملية القتل , فلماذا لم يقصد موسى أن المشاجرة من الأساس من عمل الشيطان ؟؟؟
ثانيا :
عملية القتل هذه أدت إلى عواقب وخيمة على رسالة سيدنا موسى , كما جاء في الذكر الحكيم
"وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فاخْرُجْ إِنّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ "
, لذلك فهو عاتب نفسه على عدم التروي في إتخاذ القرار
و هذا ليس عيب ينتقص من عصمته كما حدث في قصة داود و الملكين و كما كان محمد صلى الله عليه و يسلم يستشير أصحابه لإتخاذ القرارات الحربية و السياسية
ثالثا :
من المعروف أن المعاصي تنسب للشيطان لقوله تعالى :
(إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الاََنْصابُ وَ الاََزْلاَمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُلَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
فكذلك الاَعمال الخاطئة الناجمة من سوء التدبير وضلال السعي، السائقة للاِنسان إلى العواقب المرة، تنسب إليه أيضاً.
2 قوله :
"رب إنّي ظلمت نفسي"
الظلم يا ضيفنا الكريم يعني في اللغة العربية "وضع الشيئ في غير موضعه"
و ظلم النفس أنواع و درجات و ليس كلها معصية لله
فمثلا الشرك بالله هو ظلم للنفس و يسمى الظلم العظيم و تجازى عليه
لا تُشْرِكْ بِاللهِ إنَّ الْشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ
و إذا قطفت زهرة فجرحتك شوكتها هو ظلم للنفس و لا جرم في ذلك بل تثاب عليه
وهناك ظلم للنفس يسمى سوء التدبير و هذا لا تجازى عليه و لا تثاب
و هذا ما فعله موسى فقتل القبطي لم يكن من حسن التدبير لأن مفسدته كان أعظم من منفعته
أسأل الله أن تفهم لغتي , أنا مصري مثلك لكني لا أستطيع أن أتكلم في الدين بالعامية المصرية , فأنا أشرح كما أقرأ في الكتب و كما تعلمت في المساجد و لا أعرف غير ذلك
3 قوله :
فاغفر لي فغفر له
ليس طلب المغفرة دليلاً على صدور المعصية، لاَنّه بمعنى الستر، كأنه يقول "أستر يا رب" أي " يا إلهي خفف عني تبعات هذا الموقف " لأنه كان يعلم أن ردة فعل فرعون مصر ستكون شديدة , و لا منجي له إلا الله . فدعاه
4 قوله :
فعلتها إذاً وأنا من الضّالّين
المراد من الضلال هو الغفلة عمّا يترتب على العمل من العاقبة الوخيمة,وليس ذلك أمراً غريباً، فقد استعمل في هذين المعنيين في الذكر الحكيم، قال سبحانه: ( مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى) ، فالمراد نسيان أحد الشاهدين وغفلته عما شهد به، وقال سبحانه: (وَقَالُوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ) أي إذا غبنا فيها.
إبحث في لسان العرب تجد أن:
الضلال = النسيان
و أخر دعوانا
التعديل الأخير تم بواسطة sa3d ; 04-11-2005 الساعة 05:57 AM
"سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ"
المفضلات