فوائد تتعلق بالحجامة ، منها :

يستحب لمن أراد الحجامة ألا يقرب النساء قبل ذلك بيوم وليلة وبعده كذلك.ومثل الحجامة في ذلك الفصادة. ومنها: أنه إذا أراد الحجامة في الغد أن يتعشى في ذلك اليوم عند العصر ، ولا ينبغي له دخول الحمام في يومه ذلك.

ومنها أنه ينبغي أن لا يأكل مالحاً إثر الحجامة فإنه يخاف منه القروح والجرب، نعم يستحب له إثرها الحلو ليسكن ما به، ثم يحسو شيئاً من المرقة ويتناول شيئاً من الحلو إن قدر، وينبغي له ترك اللبن بسائر أصنافه ولو رائباً، ويقلل شرب الماء في يومه.

ومنها اجتناب الحجامة في نقرة القفا لما قيل من أنها تورث النسيان، والنافعة في وسط الرأس لما روي عنه عليه الصلاة والسلام " إنها في هذا المحل نافعة من وجع الرأس والأضراس والنعاس والبرص والجذام والجنون".

ومنها أنه يستحب ترك الحجامة في زمن شدة الحر في الصيف، ومثله شدة البرد في الشتاء، وأحسن زمانها الربيع، وخير أوقاتها في الشهر عند أخذه في النقصان قبل انتهاء آخره /إهـ.

مقالة في الفصد لأمين الدولة بن التلميذ ( المتوفى 560هـ)

الفصد هو تفرق اتصال إرادي، يتبعه استفراغ كلي من العروق خاصة ويتوسطها من جميع الجسم، وقولنا من العروق خاصة لنفصله عن الحجامة لأن الحجامة هي تفرق اتصال لكن أكثر استفراغها من نواحي الجلد والفضل لا من العروق خاصة .

الأغراض المقصودة في الفصد ثلاثة وهي إما نقص الكمية وإما إصلاح الكيفية وإما هما معاً .

[ثم ذكر أبواباً يفصل فيها في كيفية الفصد لسنا هنا في معرض إيرادها حتى وصل إلى الباب السادس في ذكر العلل التي يفصد لها كل واحد من هذه العروق]:

تفصد عروق الهامة لقروح الرأس والسعفة والصداع ويفصد عرق الجبهة للسدد، وثقل الرأس وغلظ الجفون، وعرق المآقين للسبل والأرماد العنيفة. وعرق الأرنبة للبثور في باطن الأنف وبخر الأنف ونتن ريحه ونتن رائحة الفم، ويفصد شريانا الصدغين للشقيقة الصعبة والنوازل الدموية إلى العينين. والعرق التي خلف الأذنين لقروح مؤخر الرأس، وأما عرق الذقن فيقال أن فصده ينفع في البخر.

والودجان يفصدان للجذام والأمراض السوداوية وخشونة الصوت والبحة المزمنة. والعرق الذي على الكبد يفصد للمستسقين الذين يحتاجون إلى إخراج الدم. والباسليقان ينفعان من أمراض التنفس وأمراض الأحشاء الامتلائية.والشريان الذي بين الإبهام والسبابة وهو الذي أمر جالينوس بفصده من اليمنى من امرأة لوجع كان في كبدها . وهو شديد النفع من الأمراض المزمنة في الكبد والحجاب .

وأما عرق النسا فيفصد من ألم مفصل الورك الممتد إلى القدم والمسمى وجع عرق النسا، والصافن يفصد لإدرار الطمث ولأصحاب الشقيقة.

الباب السابع في العلل التي ينفع بها الفصد : ينفع من أصناف سوء المزاج الحار مع مادة كالحميات الحارة والحميات الحادثة من عفونة الأخلاط كما ينفع في الأورام الحارة كالسرسام والرمد الحار وذات الرئة وذات الكبد وسائر أورام الأحشاء. وينفع في الخفقان الحار والصداع الحار والتشنج الامتلائي ويفصد من يخاف عليه حدوث ورم بعد ضربة، ويفصد من يعتريه نفث الدم من انصداع عرق في الرية لأن الدم إذا كثر في أوردتها صدع ذلك العرق فعلاً بغته الدم، فيفصد ليؤمن الانصداع .

وأما الأصحاء، فإن أصحاب الكباد الحارة وهم الذين عروقهم واسعة وألوانهم حمر جيدة ذات رونق يكون الأقدام إلى فصدهم أكثر ./إهـ(1).

الحجامة

تعريفها ..وأنواعها .

الحجم لغة: المصُ، يقال: حجم الصبي ثدي أمه إذا مصه، سمي به فعل الحاجم لما فيه من المص للدم في موضع الشرط، والفعل منه(حجم) بفتح الجيم ويحجم(بالكسر والضم)، واحتجم: طلب الحجامة، يقال: احتجم من الدم، والحجام [ المصّاص]. قال الأزهري: يقال للحاجم [حجّام ] لامتصاصه فم المحجمة. والحجامة هي فعل الحاجم وحرفته، والمحجم: الآلة التي يحجم بها، أي يمُصُ بها الدم، وهي أيضاً مشرط الحجام، وكذلك الآلة التي يجمع بها الدم[أي قارورته](1) .

فإذا استعمل المحجم للمصّ دون شرط الجلد سميت(الحجامة الجافة) كما يدعوها العوام " كؤوس الهواء" حيث تشعل ورقة أو قطعة قطن داخل الكأس لتفريغ الهواء ثم توضع مباشرة على جلد المريض، وآلية ذلك أن الهواء يسخن داخل الكأس فيتمدد بالحرارة وعند ملامسته للجلد يبرد الهواء فينكمش ويقل حجمه فيحدث فراغاً داخل الكأس مما يجذب الجلد إلى جهته، ويؤولها آخرون أن الاحتراق نفسه يستهلك الأوكسجين ضمن الكأس، ويحدث فراغاً يجذب إليه الجلد ويحدث تبيغ الدم في موضعها، حيث يتغير لون الجلد فيصبح بنفسجياً لعدة ساعات نتيجة لاحتقان الدم فيه وتمر عليه أيام قبل أن يعود إلى الجلد لونه الطبيعي (1) .

أما إذا جرى تشطيب أو شرط للجلد قبل تطبيق المحاجم عليه فهي الحجامة الدامية أو الرطبة والتي تهدف إلى استخراج كمية من الدم من الدورة الدموية للمريض وطرحها خارجاً لغاية علاجية أو وقائية.وذلك لأن المحجم أو الكأس إذا طبق على المكان المبزغ بالمشرط فإنه يسرع في خروج الدم ويعمل بذلك على منع تجمده على فوهة الجرح وتوقف سيلانه وهكذا فإن كؤوس الحجامة تمص الدم من المكان المبزغ(2)حتى تمتلئ بالدم فيرفع الكأس ويوضع مكانه رباط ضاغط، وليعلم أن مكان الشرط قد يترك ندباً دائمة لا تزول وخاصة عندما يكون الشرط عميقاً .

والفصادة مثل الحجامة تهدف إلى استخراج كمية من دم المريض على أن يتم ذلك ببزل الوريد بإبرة عريضة – وقد تتم ببزل الشريان .

يقول الدكتور النسيمي(1):" إن المصادر اللغوية وكتب الحديث تدل على أن الحجامة الشائعة عند العرب وخاصة في العهد النبوي هي الحجامة المبزغة لقوله r عنها [شرطة محجم] ولم أعثر على نصوص تفيد صراحة وجود الحجامة الجافة في ذينك العهدين، غير أن المص الذي يفيده معنى الحجم يمكن أن يتصور من دون شرط، فقد ورد عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: دعا النبي r حجاماً فحجمه بقرن وشرط بشفرة، فرآه رجل من بني فزاره فقال: يا رسول الله علام تدع هذا يقطع لحمك ؟ فقال أتدري ما هذا ؟ هذا الحجم وهو خير ما تداويتم به(2).

وكان المحجم يتخذمن أي آلة مجوفة ذات فوهتين، وأول ما اتخذ من قرون الحيوانات كقرن الثور، حيث توضع الفوهة الواسعة على المكان المختار للحجم من الجلد ثم يسحب الهواء من المحجم من الفوهة الثانية بمصه بواسطة الفم، فبالمص يخلخل الهواء في المحجم المطبق ويحدث هجوم دموي إلى الجلد بسبب ازدياد الضغط الداخلي عن الخارجي، ويخرج الدم من العروق الدقاق محدثاً ما يشبه الكدمة. وبذلك يخف أو يزول احتقان المناطق من البدن الواقعة تحت موضع الحجامة، علاوة إلى حدوث أفعال انعكاسية أخرى ذات تأثير بين في تسكين الآلام وزوال الاحتقان(1)(1).

يقول البروفسور سيرنيك عمر Sir Nik Omar من كولومبو (2) :"منذ العصور الغابرة استعمل الصينيون الحجامة بقرون الحيوانات Horn Method . وأول ما طبقت لاستخراج الصديد من مكامنه في الآفات الجلدية الالتهابية. ولقد تطورت الحجامة حديثاً وتطورت أدواتها إلى حد كبير كما توسعت استطباباتها كثيراً لبساطتها ولعظم فوائدها العلاجية ولفتت الأنظار لتطبيقها في العديد من المراكز الطبية العالمية وقد استحدث الأطباء أنواعاً من المشارط الخاصة لإجرائها بشكل مبسط وتظهر الصورة رقم (2) أشكالاً لمشارط منوعة، منها مشرط فيدال ذي الثلاث، أو الثمانية شفرات، مخفية تظهر عند الضغط على زر جانبي فتحدث ثلاث، أو ثمانية شرطات بآن واحد لتسهيل العمل (1)).

الحجامة بدودة العلق Blood Sucking Leech . (الأصوب هو (الفصد بدودة العلق) وليس (الحجامة بدود العلق) _ هذا تعليق مني ناقل المقال)

العلق دود يعيش في أماكن معينة كالمستنقعات حيث يلتقط من هناك ويحفظ ضمن قوارير زجاجية تملأ بالماء ويستفاد من خاصة التصاقه بالجلد وامتصاصه لمقادير معينة من الدم وإن كان البعض يتهم استعمال العلق بإمكانية إحداثه للتلوث والأغلب أنهم يفعلون ذلك بسبب التقزز منه (2).

يقول العلامة ابن منظور (1): العلق دويدة حمراء تكون في الماء تعلق بالبدن وتمص الدم وهي من أدوية الحلق والأورام الدموية لامتصاصها الدم الغالب على الإنسان، والمعلوق من الدواب والناس: الذي أخذ العلق بحلقه عند الشرب، وقد يشرط موضع المحاجم من الإنسان ويرسل عليه العلق حتى يمص دمه، والإعلاق إرسال العلق على الموضع ليمص الدم.

وفي الحديث عن عامر رفعه: " خير الدواء العلق والحجامة، وفيه أيضاً: "خير الدواء اللدود والسعوط والمشي والحجامة والعلق " ذكرها السيوطي في الجامع الصغير وأشار إلى ضعفها .

ويقول ابن القف في كتابه " الجراحة ": والعلق جذبه للمواد الدموية أبلغ من جذب الحجامة ولو أنه أقل من الفصد، ومن العلق ما طبعه السمية

ومنه ما هو خال من السمية وهو المستعمل في المداواة الطبية، وتصاد أو يوم واحد ثم تكب على رؤوسها حتى يخرج جميع ما في أجوافها حتى يشتد جوعها وتلتقم الجلد. حتى إذا امتلأت أجوافها تسقط ويعلق غيرها إذا لزم الأمر، وتعلق المحاجم حيث تمص مصاً قوياً لجذب الدم المتبقي" /إ هـ.

وفي القرن الثامن عشر وأوائل التاسع عشر بلغ استعمال العلق الطبي لاستنزاف الدم أوجه من الناحية الطبية. ومنذ أوائل هذا القرن تراجع تطبيق هذه الطريقة المنفرة – كما يقولون – حتى بدا وكأنه تم التوقف عن استعمالها مطلقاً في الوسط الطبي .

يقول تشارلز لينيت (1) الذي يعمل في قسم البيولوجيا التابع لجامعة يوتا – في مدينة لوغان الأمريكية: "في الوقت الذي خلنا فيه أن هذه الدودة لم تعد الرفيقة الملازمة للطبيب، بدأت تظهر معالجات جديدة تستخدم العلق، فقد أخذ أطباء الجراحة الرأبية يلجؤون إلى العلق الطبي لإخراج الدم من الانسدادات التي تعقب العمليات، وهذا إجراء يزيد من نجاح زرع الأنسجة، ورأب الثدي، وإعادة وصل الأطراف والأصابع المبتورة بإنقاص تواتر التموت Necrosis الموضعي للأنسجة. ويجري البحث اليوم في المواد الكيميائية الهامة لتلك العملية والمطروحة في لعاب العلق، ولكونها عوامل علاجية ضد عدد من الأمراض من بينها التصلب العصيدي والخثار Thrcombosis والسرطان" .

وفي عام 1987 كتب كل من مات كلارك Matt Clark ودونا فوت (1) من لندن على أن العلق قد عاد في السنوات الأخيرة فاتخذ طريقه مجدداً إلى الممارسة الطبية، فالعلق تستخدمه اليوم مؤسسات طبية أمريكية وبريطانية وفرنسية بعد الجراحة المجهرية لإعادة وصل أجزاء من الجسم كالأصابع والأنوف، فلقد تبين للجراحين بأنهم عندما يعيدون وصل الأعضاء يمنى عملهم بالفشل خلال مدة قصيرة بسبب احتقان الأوعية الشعرية، فإذا وضعت علقة على ذلك الجزء من الجسم فهي تفتح الأوعية الصغيرة. فبعد أن تمص ما مقداره 28 غ أو نحوه من الدم وتسقط، نلاحظ عودة جريان الدم عند المريض بعد عدة أيام إلى صورته الطبيعية داخل النهاية التي أعيد زرعها.

ويرى صوير Sawyer الذي يدير مختبراً بيولوجياً في ويلز، هو في الواقع مزرعة للعلق، أن ما سيكون أشد إثارة في المستقبل هو الإمكانات الصيدلانية التي يوفرها لعاب العلق، و " الهيرودين Hirudin " تلك المادة الموجودة في اللعاب والتي تمنع تخثر الدم، كما يحتوي اللعاب على مادة الهيمنتين Hementin المشابهة والتي عزلها "صوير " من نوع من أنواع علق الأمازون والتي تميع الخثرات فور تشكلها .

ويبدو أن هناك مادة مخدرة في اللعاب يفترض بأنها تحول دون شعور مستخدم العلقة بالألم عند امتصاصها لدمه وعندما يبعدها عن جلده. وأخيراً فاللعاب يحتوي على مادة الأورغيليز Orgelease وهي خميرة تساعد على زيادة تدفق الدم في منطقة النسيج الذي تتغذى(تمص)العلقة فوقه. ويعتقد صوير أن المادتين المضادتين للتخثر علاوة على هذه الخميرة يمكن أن يبرهن على فائدتها في معالجة الذين يتعرضون للأزمات القلبيةHeart Attack لأنها تنشط جريان الدم في المناطق المؤوفة من العضلة القلبية .

وقد ذكرت مجلة نيوزويك العربية (1)أن العلق اليوم يستعان به في مشفى العيون المركزي في موسكو لإزالة ظلمة العين عند المصابين بالساد Cataract عند وضعه على صدغ المريض. كما يطبق في مستشفى هامر سميث الشهير في لندن، حيث يجد أطباء المشفى المذكور أن مداواة تلوث العلق – إن كان ملوثاً كما يدعى البعض – أهون بكثير من مداواة ما يشفيه العلق وإن كان ملوثاً .


أشكال مقترحة للحجامة ؟
يتساءل د. فاخوري (1) عن إمكانية قلع سن من فم مريض بالشقيقة ليس له حاجة به – كرحى ثالثة مثلاً فقدت مقابلتها وتطاولت – وتركها تنزف لمدة محدودة، أي باختصار القيام بعملية حجامة فموية على أسنان تحتاج للقلع ولا يقوم المريض بقلعها بسبب الخوف أو غيره، فيشجعه طبيب الأسنان على قلعها كحجامة فموية للمصاب بالشقيقة .

ويرى كثير من أطباء الأسنان أن النزف بعد القلع يخفف الألم حتى إن إحدى طرق معالجة التهاب السنخ الجاف هي تخريش مكان القلع حتى ينزف فتتحسن الحالة .

فهل نستطيع تفسير شفاء الشقيقة بالحجامة أن النزف يقلل أو يوقف الألم، وهل صحيحة تلك المقولة: أن النزف والألم لا يلتقيان ؟

الحجامة الحديثة: ما هي ؟

تقول د. هيلينا عبد الله من ماليزيا(1) أن الحجامة الحديثة طريقة معاصرة هدفها تنظيف الدم من خلال الجلد. فمن خلال هذه الطريقة يتسنى للجسم التخلص من فضلاته السمية الموجودة في الدم، دون استنزاف ثروة الدم المتنقلة في أجسادنا. وهذه الطريقة خالية من المحاذير أو المفاجآت غير السارة. ويمكن أن تلبي احتياجات المجتمع المعاصر. وتعتبر الحجامة الحديثة طريقة مأمونة جداً وغير مؤلمة وغير ضارة، وتستعيد وظائف الجسم وتحقق الوقاية جنباً إلى جنب مع العلاج لكثير من الأمراض. ويؤدي استخدامها المتكرر إلى التخلص من الفضلات السمية الموجودة في الدم ومن الفضلات الموجودة تحت الجلد.

وترى د. هيلينا أن المؤشرات العامة إلى استخدام الحجامة الحديثة هي:

1- عندما يكون الدم زائداً جداً لدرجة أن مرضاً ما يوشك أن يظهر نتيجة لذلك.

2- عندما يكون المرض موجوداً بالفعل .

3- الآلام التي يعاني منها الجسم ابتداء من الضجر والخفقان وحتى الآلام الحادة .

4- الأضرار الناتجة عن السقوط أو الصدمات أو الحوادث .

5- الضعف العام والإعياء .

6- مشكلات التنفس كاللهاث أو صعوبة التنفس أو التنفس بألم .

7- المالنخوليا أو الإحباط الشديد .

8- الالتهابات .

وتتكون الحجامة- كما تقول د. هيلينا – من أربع عمليات للعلاج. وهكذا لا يتركز العلاج على تقليل الفضلات السمية في الدم فحسب ولكنها تركز على تقوية حيوية الجسم ومقاومته للأمراض إلى جانب التخلص من الفضلات الراكدة.

أما العمليات الأربع فهي:


1- الوخز بالإبر:

تتحرك عملية الوخز بالإبر خلال إجراء الحجامة حيث تستخدم كاسات بلاستيكية وذراع امتصاص لإحداث عملية الامتصاص على نقاط الوخز مما يعطي الجسم إحساساً بالتوازن في ضغطه. وبالإمكان التحكم في الضغط الناتج بواسطة اليد حسب تحمل المريض، كما يجب أن تكون تلك العملية مريحة للمريض.وحيث يخفف الضغط إذا بدا للمريض أي ازعاج .


2- فصد الدم :

يتم وخز البقعة المشكلة بواسطة إبرة معقمة ثم يتم الضغط على نفس البقعة من الجلد باستخدام كأس بلاستيكية والذي يحدث بواسطة المضخة اليدوية المتصلة بالكأس بواسطة الضخ وهكذا ينشأ عنه تفريغ شديد يؤدي إلى إجبار الفضلات السمية الراكدة في الدم على التدفق خلال الجلد الموخوز .


3- تنشيط نقاط الوخز:


يحدث تنشيط نقاط الوخز عندما يتم وخز الجلد بالإبر وتتركز جميع الوخزات حول نقطة وخز معينة وعند معالجة الأمراض المزمنة كالصرع والسعال المزمن والبلغم، ويتم اختيار نقاط بعينها للوخز وإبراً للعلاج وذلك حسب علم الكونيات وأنشطة العناصر الخمسة للطبيب الصيني ين يانج.


4- المعالجة المثلية:


تحدث أثناء إجراء الحجامة الحديثة حيث يتم اختيار المعدات المستخدمة بطريقة تبدو وكأن حارساً ما يحمي إبرة الوخز .

ويبدو مما تشرحه د.هيلينا أن الحجامة الحديثة طريقة تخلط أعمال الحجامة التقليدية مع طريقة الوخز بالإبر المعروفة عند الصينيين.وأرى أنها تتعدى مفهوم الحجامة النبوية و موضوع كتابنا هذا وينبغي لمن أراد أن يدرسها أو يطبقها أن يراجع المراجع الخاصة بها .

شروط السلامة

لمن أراد الحجامة .


كتب السيد علاء الدين محمد السيد في جريدة الرياض السعودية يقول(1):

لقد بدأت الحجامة تأخذ دوراً في المعالجات الطبية فأنشئت معاهد متخصصة في هذا الشأن في ألمانيا وفرنسا والصين وأمريكا وماليزيا والدانمارك. فها هو الغرب قد سبقنا بتطبيق سنة النبي r، يزحف وراء العلاج بالحجامة، وهي نوع من الطب البديل له عياداته المتخصصة في أنحاء العالم، أخذ روادها يتزايدون يوماً بعد يوم لتطبيقها بدل الأدوية الكيميائية والتي أضرت بكثير من الناس، كيف لا والحجامة أمر بها من لا ينطق عن الهوى.

وهناك آداب وشروط عامة لابد في توفرها فيمن يريد أن يمارس الحجامة كتقوى الله والحياء منه سبحانه وتعالى، لكن أهم شروطها :

أولاً : العلم بالطب لقول النبي r:" من تطبب ولم يعلم منه الطب فهو ضامن" فالطبيب باستطاعته تشخيص المرض ليطبق الحجامة في الموضع الصحيح .

ثانياً : أن يمتنع عن إجرائها عند وجود أحد محظوراتها التالية :

ارتفاع الحرارة عند المصاب، والمرضى المصابين بآفة كبدية وخاصة التهاب الكبد الفيروسي، والمصابين بميوعة الدم، وكذا الأطفال الصغار وكبار السن، و المصابين بالرشح أو البرد، ولمن بدأ بالغسل الكلوي .

ثالثاً: أن تطبق مع اتخاذ إجراءات التعقيم الجراحية الخاصة كاستخدام الأدوات الطبية المعقمة من قفازات ومشرط وكؤوس .

رابعاً : يجب أن يكون الحجام أو من يساعده سليماً من الأمراض المعدية وخاصة آفات الكبد الفيروسية والسل الرئوي وغيرها .

خامساً : يجب أن يخضع الحجام لدورة خبرة معتمدة وتحت إشراف خبراء اختصاصيين لضمان شروط السلامة .

وفي كتاب الجراحة يفضل (1) عند إجراء الحجامة أن يستلقي المحجوم على جنبه المقابل للطرف الذي ستطبق عليه المحاجم، كما يمكن اجراؤها والمريض جالس علىكرسيّ أن يميل إلى الإمام. ولا تجوز الحجامة والمريض واقف، أو كان على كرسي ليس له جوانب تمنع المريض من السقوط على الأرض، لأنه قد يغمى عليه وقت الحجامة.

وتمنع الحجامة على جلد مصاب بقوباء أو أمراض جلدية معدية ، كما لا يجوز إجراؤها في المواضع التي لا يكون فيها نسيج عضلي مرن، ولا في الأماكن التي تكثر فيها الأوردة البارزة كظهر اليدين والقدمين عند الأشخاص ضعيفي البنية. كما لا تحجم المرأة الحامل في أسفل البطن ولا على الثديين ومنطقة الصدر خاصة في أشهر الحمل الثلاثة الأولى. ويزيد آخرون بعض الملاحظات كتجنب الحجامة على أربطة المفاصل الممزقة وفي الأيام شديدة البرودة، وعلى الركبة المصابة بالماء(المفاصل المتورمة) ولكن بجوارها .

ويوصي بعضهم بتجنب الحجامة بأكثر من كأس لمن يعاني من فقر دم أو يعاني من انخفاض الضغط، ولمن حجامته على الفقرات القطنية لأنها تسبب في انخفاض ضغط الدم بسرعة، وينصح بأن يشرب المصاب شراباً حلواً أو طعاماً يزوده بسعرات حرارية قبل الحجامة .

ويضيف د. النسيمي كمضاد لاستطباب الحجامة: الداء السكري بعدما ذكر الإنتانات الجلدية وعندما يخشى الطبيب من استمرار النزف مكان التشريط بسبب وجود اضطراب في أزمنة النزف والتخثر والبروترومبين وفي قصورات الكبد.


الحجامة الجافة


وقد عرفناها بأنها تطبيق المحاجم على الجلد الطبيعي دون إجراء تبزيغ أو تشطيب مسبق له . ولإجراء الحجامة تحضر الكؤوس(المحاجم)المعقمة جانباً، ثم يعقم الموضع المراد حجامته بالمطهرات الطبية .

قد نضطر لدهن حواف الكأس بقليل من الزيت أو الفازلين أو كريم كامفوفينيك أو أي مادة مزلقة حتى يحكم لصق المحجم على الجلد، كما يرى كثيرون(1) ضرورة طلي المنطقة كلها بتلك المادة المزلقة لإجراء

حركات(تمسيد) دائرية بكأس الحجامة أثناء تطبيقه .

ثم إن كانت المحاجم تقليدية (الحجامة بالنار): نضع قطعة قطن مبللة بقليل من الكحول أو قطعة ورق، ثم تشعل ويوضع الكأس على المكان المراد من الجلد ( الشكل رقم –7). أما المحاجم ذات المكبس فتطبق على المكان المراد ثم نلجأ إلى سحب المدكَ لإجراء تفريغ الهواء من المحجم .. وإذا حدث ألم ما فيمكن إنقاص حجم الهواء المخلى كما أن هذه الطريقة تسمح بتحريك المحاجم بشكل أسهل .

وهكذا سوف ينسحب الجلد على شكل نصف كرة داخل الكأس ويمكن نزعه بعد 5-10 دقائق بلطف بالضغط على الجلد عند حافة الكأس، وفي حالة حجامة الوجه يجب أن لا تزيد المدة عن ثلاثين ثانية – وينصح البعض بزلق الكأس كل 5 دقائق من مكان إلى آخر لتأخذ المعالجة سطحاً أوسع، وهي ما يدعوها البعض بالحجامة المتزحلقة(1).

تنتهي الحجامة بتشكيل بقعة قرمزية غامقة، وأحياناً يظهر مجرد احمرار خفيف وأحياناً يسود الجلد وقد يكسو سطحه نقط صغيرة من المصل. وبعد رفع المحاجم لا تدهن المنطقة بأي مستحضر، بل بالعكس امسح بلطف المادة المزلقة التي دهنت به. تبدو البقع وكأنها مؤلمة، لكنها ليست كذلك ويتراجع اللون غالباً خلال24ساعة إلا إذا اسود الجلد فإنه يتأخر بالتراجع. أما الأعراض التي طبقت من أجلها الحجامة من ألم وسواه فهي تزول خلال بضعة أيام .

فالحجامة الجافة (1) تفيد في تخفيف أو إزالة الاحتقان من المناطق في البدن الواقعة حولها، علاوة على حدوث تأثيرات انعكاسية أخرى ذات تأثير بين في تسكين الألم وتخفيف الاحتقان. ومن أهم استطباباتها آفات الرئة الحادة واحتقانات الصدر الناتجة عن الإصابات القلبية والرئوية، احتقانات الكبد، التهابات الكلية، التهاب التامور وفي العصابات القطنية الوربية .

ويمكن أن تقوم الحجامة الجافة مقام الاستدماء الذاتي لدى الأطفال أو لدى من يتعذر العثور على أوردتهم من الكهول. والاستدماء الذاتي يكون بنقل الدم من وريد المريض وحقنه في عضله الإليوي، وهي طريقة عامة لإزالة التحسس وتقوية الدفاع الذاتي للمريض .

وتحت عنوان " الحجامة المدلكة من أجل حفظ الصحة " كتبت اختصاصية العلاج الفيزيائي الأمريكية (2) أنيتا شانون Anita Shanon تقول :

الحجامة المدلكة هي تطوير حديث لعلاج قديم وتعتبرإضافة فعالة لعملية حفظ الصحة ومتممة لعلاج عدد من الأمراض الشائعة. ولقد اعتمدت التطبيقات العلاجية للحجامة من خلال إحداث تبيغ في الجلد المحجوم من أجل :

1- تصريف السوائل الفائضة والسموم .

2- حل التصاقات وتنشيط الأنسجة الضامة .

3- تنشيط الدوران الدموي في الجلد والعضلات القريبة .

4- تنشيط الجهاز العصبي المحيطي .

وتتابع الدكتورة شانون بحثها فتقول : التطبيق المفضل للمحاجم هو السطح الواسع للظهر ونتائجها لا تصدق خاصة كمعالجة مضافة للتدليك، وهي مسكنة بشكل فعال للجهاز العصبي كما تساعد على دخول العضوية في حالة من الاسترخاء، وليس نادراً أن تؤدي إلى غطيط عميق. وهي مفيدة جداً لمعالجة ارتفاع الضغط الدموي، والقلق والتعب، والصداع المزمن، والآلام العصبية، والتقفع العضلي، إذ أن العضلات المتقلصة والمحتقنة تتلين وتسترخي بسرعة بعد دقائق من الحجامة التالية للتدليك .

وترى د. شانون أن تخلية الهواء من الكؤوس يحاكي فعلها فعل الضغط الدائري للمساج العميق دون إحداث أي انزعاج. وحركة الكؤوس يمكن أن تكون دائرية أو خطية وهي مناسبة لحل العقد الجاسئة أو المعندة من الجلد المؤوف . واحمرار الجلد مكان التطبيق يدل على حضور جيد للدوران الدموي في سطح الجلد الذي يمكنه عند تطبيق المروخات والحلالات النباتية المائية المسكنة فوراً بعد الحجامة أن تمتص عميقاً في الأنسجة وتؤدي إلى فاعلية سريعة .

تقول د. شانون : إن زيادة الورود الدموي الهائل إلى المنطقة تحضر إليها التغذية الكافية وتؤدي إلى سحب السموم خارج المنطقة عن طريق العود الوريدي. وفي الحقيقة شعور المرضى لا يمكن وصفه (يكاد لا يصدق) والمرضى كثيراً ما يصفون شعورهم بدفء عميق ودغدغة لطيفة تستمر في المنطقة لما بعد انتهاء الحجامة، وخلاصة القول ترى [ شانون ] أن الحجامة ليست مؤذية للبدن ولا للجلد، تطرد الالتهاب وهي عملية ممتازة خاصة عند تطبيقها كعلاج مغاير أي حين تتبع بتطبيق مروخات علاجية أو كمادات باردة.

ومن مستشفى هوليود (1)كتب ستيفن ميكر معللاً الآلية الإمراضية الفاعلة للحجامة يقول:" عندما تشعر بالألم فإن ذلك يعود إلى نقص الأوكسجين في الخلايا بصرف النظر عن سبب أو نوع الألم، وعندما تكون الدورة الدموية أو اللمفاوية في حالة ركود في منطقة ما، أو أن الدم لايستطيع الانتشار نحو الخلايا بشكل صحيح فإنه يفسد بما تتراكم فيه من فضلات استقلابية ومن ثم يبدأ بإعاقة عمل الأجهزة .



والصينيون يسمون هذه الحالة بالسم الدموي أو باختصار SA ويشخصونها عند وجود ألم في المنطقة، ومن انخفاض نسبي في القدرة على الحركة مع وجود علامة ابيضاض الجلد عند ضغطه. وعندما يشخص الطبيب الصيني هذا التناذر SA فإن الحجامة هي العلاج المفضل عندهم ".

الحجامة الرطبة [ المبزغة أو الدامية ]

وهي الحجامة التي يسبقها شرط للجلد وهي التي تشير إليها الأحاديث النبوية الداعية للحجامة والتي يؤكدها قول النبي r " وشرطة محجم ".

ولإجراء الحجامة الرطبة، ننظف الجلد المراد حجامته، وتعقم أدوات الحجامة من كؤوس ومشارط، ويستحسن استخدام مشرط جديد معقم لكل مريض. ثم يعقم الموضع المراد بالمطهرات اللازمة وربما نحتاج وضع قليل من الزيت أو الفازلين على حافة الكأس حتى يحكم التصاقه بالجلد .

يفرغ الكأس من الهواء بحرق قطعة من القطن داخله إذا كان من النوع التقليدي ثم يوضع على الجلد، أما إن كان من النوع الحديث الذي يستعمل المكبس، فيوضع الكأس أولاً على الجلد ثم يخلى من الهواء بسحب المدك .

بعد خمس دقائق بنزع الكأس بالضغط برفق على الجلد عند حافة الكأس ثم يجرى شرط أو تشطيب موضع الحجامة بالمشرط تشريطاً سطحياً خفيفاً، بحيث يتوجب كون التشريط على امتداد العروق أي طولياً من ناحية الرأس إلى القدم وليس عرضياً يتقاطع مع العروق .

توضع الكؤوس(المحاجم) مرة أخرى على المكان المشرط، وينسحب الجلد إلى داخل الكأس ويخرج الدم من خلال الجروح التي أحدثها المشرط . ينزع الكأس عند امتلائه بالدم ويفرغ، ويمكن أن تكرر العملية في نفس المكان حتى تخرج الكمية اللازمة من الدم .

ينظف الموضع عند الانتهاء بالمطهرات المعروفة ويغطى بلاصق طبي وتمسح جوانبه بمنشفة مبللة بماء دافئ .

ويرى الدكتور محمود النسيمي (1) استطبابات هامة للحجامة الرطبة منها :

1- الاحتقانات كاحتقانات الرئة والكبد ووذمة الرئة الحادة وهذه تتطلب السرعة لإسعاف المريض بالحجامة .

2-التهبات التامور والتهاب الكلية الحاد .

3-الآلام العصبية القطنية والوربية والألم الناخس. فالحجامة مسكنة للألم سواء منها الجافة أو الرطبة بحيث توضع المحاجم عند الإصابة بالآلام العصبية القطنية جانبي العمود الفقري وليس على العجز أما في الآلام الوربية فتوضع على الظهر .

4-لأخذ الدم من أجل إجراء الفحوص المخبرية حينما لا يتمكن المخبري من بزل الوريد لأخذ الدم خصوصاً عند الأطفال .

5-الحجامة يمكن أن تقوم مقام الفصد العام أيضاً عندما لا يتمكن الطبيب من بزل الوريد بإبرة غليظة. وقد يوصي الطبيب بالحجامة الدامية إذا ظهرت لدى المريض بعض الأعراض الخطرة من زلة وزرقة بسبب إصابة قلبية أو ارتفاع توتر شرياني شديد .

ويعترف الطب الغربي، وخصوصاً الفرنسي بفوائد الحجامة في الأمراض الجلدية وخاصة الذئبة السلية والذئبة الحمامية والأكالات الحادة والاكزيمة (1).

ومن فنلندا كتب كل من Vaskilampi T, Hanninen O. (1) معتبرين الحجامة الرطبة شكلاً من الطب التقليدي الفلندي حيث عولج 15 مريضاً بهذه الطريقة العلاجية، ويحدث هؤلاء المرضى أن الحجامة كانت نافعة جداً من آلام الأسنان المستمرة والنوبية، ولعلاج آلام الرأس والرقبة والكتفين والظهر، كما أفادت في معالجة ارتفاع الضغط الدموي وعدد من الجلادات المزمنة، ويستحسن إجراؤها بعد مساج للمنطقة أو بعد حمام ساونا ساخن .

وينقل الدكتور أيمن الحسيني(1) عن عدد من الباحثين خلاصة دراستهم العميقة للارتكاسات الايجابية الجيدة التي تحصل نتيجة الحجامة. فقد قام فريق طبي بدراسة مخبرية لدم الحجامة، ومن الطريف أن أغلب الكريات الحمراء هرمة وشاذة [الشكل8] وكانت نسبة الكريات البيض محدودة نسبياً، وكأن الحجامة تحفظ بذلك خلايا الدم السويّة بينما تخلص البدن من الخلايا الشاذّة. وينقل عن الطبيب الفرنسي كانتيل توصله لحقيقة مفادها أن الأشخاص الذين أجريت لهم الحجامة تزيد عندهم قدرة الكريات البيض على إنتاج الإنترفون بمعدل عشرة أضعاف قدرتها بعد عمل الحجامة مقارنة لها بقدرتها على إنتاجه عند الأشخاص غير المحجومين. ومادة الأنترفيون هذه هي مادة بروتينة تصنعها الكريات البيض، لها مفعول قوي ضد الفيروسات التي يمكن أن تغزو الجسم، وبالتالي فإن زيادة الأنترفيرون تعني زيادة مناعة الجسم ضد العدوى والمرض .

كما يؤكد الدكتور كانتيل أن عدد الكريات البيض في الدم ترتفع بعد الحجامة ويفسر ذلك بحدوث تنشيط لنخاع العظم المنتج للكريات البيض بعد الحجامة وكأنه قد أفاق وتخلص من تعبه بعد تخليص الدم من الشوائب والأخلاط الغريبة.

وعن خلاصة لدراسة أمريكية يكتب د. الحسيني: أن التهاب الكبد الفيروسي في حالاته الشديدة يزيد من القابلية للإصابة بسرطان الكبد، وتضيف الدراسة أن حدوث هذا السرطان عند الرجال حوالي 74% بينما تنخفض عند النساء إلى حوالي 6%، واعتبرت الدراسة أن أهم أسباب هذا الفارق الكبير في نسبة الإصابة بسرطان الكبد بين الجنسين تميز النساء بالمحيض، معتبرين أن خروج دم الحيض ينقي الجسم ويريح الأعضاء وكأنه حجامة طبيعية ربانية.


الاستطبابات الحديثة للحجامة


كتب Subhuti Dharmanda مدير معهد الطب التقليدي (1) في بورتلاند عن آلية تأثير الحجامة يقول:

تعود الحجامة لممارسات صينية قديمة وهي طريقة علاجية لها صلة بتقنيات تدليكية خاصة مثل الوخز والقرص السريع.ومن تلك الممارسات التي يسمونها بالتونيا:

" الجلد الذي يقرص أو يوخز في نقاط معينة حتى يحمر". فالحجامة تطبق في مناطق تطابق نقاط الوخز بالابر,أو مناطق من الجسم متأثرة بالألم. و حيث أن الألم بالحقيقة أعمق من النسج التي يمكن أن تجس, فقوارير الحجامة حين تتحرك على مناطق من سطح الجلد , فالمعالجة تذكرنا حينئذ بالغواشا Guasha أو ما يسمى في الأدب الطبي Sand scraping و هي علاج شعبي في جنوب شرق آسيا يجرى بتشطيب الجلد بواسطة مسامير أو ما يشبهها , لكن حركة المحاجم ألطف و أسلم.

كما أن القوارير المستخدمة في الحجامة /بالنار/ لها شبه بالمعالجة بالكي, وإن الهواء الساخن داخل الكأس له تأثير حاث أو منبه جيد. و يعمل التشطيب (بتزيغ الجلد) قبل وضع المحاجم على تنشيط الدوران الدموي وإزالة الركود منه , فهو يزيل الاحتقان و الوذمات(التورم) ويسكن الألم .

ثم إن Subhuti يؤكد فوائد الحجامة في معالجة الأمراض التالية:

في أمراض الجهاز التنفسي تفيد في معالجة التهاب القصبات المزمن – الربو، التهاب القصبات الحاد والمزمن عند الأطفال.

وفي أمراض الجهاز الهضمي تفيد لمعالجة الزحار، الاسهال الصباحي المبكر

Early Morning Diarrhea والتهاب المعدة المزمن. وتقترح الحجامة حول السرة وفي أسفل البطن ومنطقة المعدة. كما يعالج بها الأطفال المصابون بعسرة الهضم.

وفي تناذر الألم تفيد في معالجة الصداع المزمن والشقيقة، وألم العصب مثلث التوائم، آلام الأسنان و أذيات النسج الرخوة.

وفي اضطرابات الجهاز التناسلي عند المرأة تفيد الحجامة في معالجة بعض حالات العقم واضطرابات الطمث والضائعات البيض وتجري تحت الفقرة القطنية الثالثة، كما تفيد في المعص الرحمي Uterine Cramps .

و تفيد الحجامة أيضاً لمعالجة المصابين بالأرق وفي شلل العصب الوجهي.أما في الأمراض الجلدية فقد ذكر Chen Decheng (1) فائدتها في معالجة العد الشائع كما

ذكر(2) Wang Huaiping فائدتها في معالجة الشرى المزمن حيث ذكرها مع وجوب التشطيب المسبق للجلد [ الحجامة المبزغة ]