حتى يُفتح لنا طريقاً إلى الجنة













كان هناك صديقان حميمان يمشيان في الصحراء حتى ضلوا الطريق .. فسأل أحدهما الآخرمن أين نسير ؟

فأشار عليه من هذا الطريق .. فمشوا حتى أيقنو على الهلاك فغضبأحدهما على الآخرفضربه على وجهفما كان من المصفوع إلا أنأخذ عوداً وكتب علىالرمال :

(في هذا اليوم صفعني صديقي على وجهي ).
ثم مشوا حتىأدركوا النهر فقاموا وشربوا منه ونزل المصفوع حتى يسبح فغرق فما كان من صاحبه إلاأنأنقذه من الغرق !
فأخرج المصفوع سكيناً وكتب علىالحجر:
(في هذا اليوم أنقذنيصديقي من الغرق ).
فتعجب صديقه من أمره فسأله :
لماذا عندماصفعتككتبت علىالرمل، وعندماأنقذتكنحت علىالحجر.!؟
فأجابهقائلاً :
لأني رأيت فيصفعتكشيئ عابر لايستحق منيالاهتمام به فكتبت ذلك علىالرمللأنها ستمحي من قلبي كماستمحى من على الرمل ،
أماإنقاذكلي فهو شيئ لا أستطيعنسيانه كما هو حال المنحوت علىالحجر ] .. *







الشاهد من هذه القصه











أن كثيراً ما تمر بنامواقفعبر سيرناعلىسفينة بحر الحياة، منهاالمرومنهاالجميل ..



ونعلم جيداً أن قلوبنا خُلقت نقيه لا يشوبها أي عكر سواءًا من كره وبغضوماشابه ذلك ولا غيرها من الأخلاق الذميمة ..




......




هكذا هي الدنيا .. وهكذا هم بني البشر .. !

لم يُخلقالكمالفيأحد ولن يمتاز بهذاالكمالسوى رب الكمال والجلال..
علينا أن نعلم جيداً معنى : أنكِ لن تجدي أيُّ أب ، أم ، أخ ، صديق ، وأيبشر ، بعيد تمام البعد عن العيب والنقص ..





فما المانعمن التماس الأعذار لأخوتنا على ما بدر منهم ، إن كان الكمال في الأصل ليس له وجودبيننا ؟!

هل من الجميل أن نعيش وقلوبنا مسودّة بالبغض والحقد ؟! أم العيش والرب غضبان بسبب الهجران ؟!هل نعلم ما معنى أن تكونقلوبنا شتى؟!!
وكأننا بهذا الصنيع نماثل الكفرةوالمنافقين ! وهل نرضاه لأنفسنا ؟!





"تحسبهم جميعاوقلوبهم شتى "




فمن المخزي أن نجد صفوف الغرب متماسكة حال عدْوهم علىالمسلمين ، أما نحن فلا نجد معيناً يعين على ما هو أقل من ذلك !

بسببأن العلاقات بيننا قد مزقت ، وأننا لا نغض الطرف عن الزلات والهفوات ،فحتى العذر لا نلتمسه!





عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قالرسول الله صـلى الله عـليه وسلم :

( ألا أنبئكمبشراركم؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله ، قال : إن شراركم الذي ينزل وحده ، ويجلدعبده، ويمنع رفده .
أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى إن شئت يا رسول الله . قال : من يبغض الناس و يبغضونه، قال : أفلا أنبئكم بشرمن ذلك ؟
قالوا : بـلـى إن شـئـت يا رسول الله .
قال : الذين لا يقبلون عثرة ولا يقبلون معذرة ولا يغتفرون ذنباً، قال : أفلا أنبئكم بشر من ذلك ؟ قالوا : بلى يا رسول الله : قال : منلا يُرجى خيره ولا يؤمن شره ) ..
رواه الطبراني وغيره ..





فعلينا أن نقذفبالإساءات أياً كانت خارج نطاق القلب وأيضاً العقل ، فلا فائدة تُرجى من اجهادهمابالتفكير بفعلٍ ربما لم يكن من خلفه مقصد ..!




.....

لنعلنهاالآن : أن القلب لا مجال له بحملما يكون سبيلاً للكره بيننا ، ولنجعل كل السبل المؤدية للكره والبغض والهجرمثبتة على رمل يحمله الريح في يوم عاصف فتمحى.!





..........




أماالعمل الحسنلنجعل له كل الحيز في القلب .. ولننحته على حجر الوفاء حتى لايُمحى هذا الإحسان !فمن سِمات المؤمن وفائِه لأخيه المسلم في كل الأمر !

" وهل جزاء الإحسان الإحسان" !