مصارحات في غير محلها


بعد الزواج أصبح الزوجان روح واحدة في جسدين وليس من اللائق بل إنه من المفسد للعلاقة: الحديث عن المغامرات السابقة أو الافتخار بعدد الخاطبين والمخطوبات فهذا من شأنه تكدير صفو الحياة ويكون مدخلاً من مداخل الشيطان ليفرق بين الزوجين حيث يبدأ الشك وينمو ويزداد.

من حق الزوجة أن تخفي عن شريك حياتها ماضيها مهما بلغ من سوء؛ لتفادي تدمير الحياة الزوجية؛ وكذلك الزوج؛ فالصدق في غير محله؛ ويكفي الإخلاص وأداء الحق، ورعاية البيت، وعدم التقصير في شؤون المنـزل.

فيما يتعلق بحياة الخاصة لكل من الزوجين بعيداً عن المنزل والأسرة والأبناء؛ كعلاقتهما بأصدقائهما أو أهليهما؛ فإنه لا يجب فيها المصارحة على الإطلاق؛ لأن للأهل والأصدقاء أسراراً لا يجب أن يفشيها أي طرف، بل إن معرفتها لن تنفع في استقرار الحياة الزوجية بل ربما تضر بالزوجين أو بأهليهما أو بأصدقائهما.

سلوكيات عند فقد المصارحة:


إذا ضعفت ثقة المرأة في زوجها وشعرت أنه لا يصارحها ويخفي عنها أشياء؛ يتبادر إلى ذهنها أن في حياته امرأة أخرى فتقيس كل تصرفاته وانفعالاته وفق نظرتها وتتحول حياتها إلى جحيم.

إذا فقد الرجل الصراحة من زوجته أحال حياتها وحياته إلى عذاب؛ فيبدأ بمراقبتها في كل الأوقات، ويفتش في حقائبها وملابسها وخصوصياتها، وربما يفاجئها في أوقات لا تعتادها فيه بغية أن يجد ما يدعم شكه، وبذلك تنهار الأسرة.

ضوابط شرعية للمصارحة بين الزوجين:


1- الالتزام بالضوابط والآداب الشرعية في الكلام والحديث؛ باجتناب السخرية، والإهانة (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم، ولا تلمزوا أنفسكم، ولا تنابزوا بالألقاب).

2- عدم الطعن بدور كل من الزوجين؛ بالحديث عن عدم صلاحية كل منهما في مسؤوليته؛ مثلاً: (أنتِ لست بأم)، و(أنتَ إذا لم تكن قادراً على تحمل المسؤولية فلا تتزوج).

3- عدم بخس حق الآخر، قال تعالى: (COLOR="DarkGreen"]ولا تبخسوا الناس أشياءهم[/COLOR] )فالمصارحة هي تشجيع على المسؤولية ومدح الأعمال ليستمر العطاء.

4- المشاركة في اتخاذ القرارات والتزام الشورى في الأمور المصيرية والقضايا الكبرى في الحياة الزوجية، قال تعالى: (وأمرهم شورى بينهم) كتغير مقر السكن، والترحل والهجرة، وتعليم الأولاد، ونحوها.

5- المصارحة بما لا يضر الآخر أو يجرح مشاعره.

6- عدم الوصول إلى درجة التجسس؛ فالاطلاع على أسرار الزوجة سواء خطاباتها أو حقيبتها الخاصة أو جيوب ملابسها أو مكالماتها التليفونية عمل غير أخلاقي.

نصيحة للرجال:
[IMG]يا أيها الذين آمنوا لا يسخر[/IMG]

على الزوج عدم الاكتراث بماضي الزوجة أو الاهتمام به؛ لأن فترة المراهقة لا تخلو في الغالب من علاقات تكون في معظمها وهمية.

فأغلب الأزواج فما زالوا مصرين على معرفة ماضي الزوجة، ويعتبرونه حقاً من حقوقهم لأن ما بني على خطأ يظل خطأ.

والأصل في هذه الأمور قول رسول الله "من أصاب من هذه القاذورات شيئاً فستره الله فهو في ستر الله فلا يكشف ستر الله عليه".

نسأل الله الكريم أن يرزقنا اليقين ويجنبنا الشك أنه ولي ذلك والقادر علية
ونسأله سبحانه وتعالى ان يمن على المتزوجين بحياة زوجية كلها سعادة وفرح وسرور وان يرزق جميع بنات المسلمين الزوج الصالح وشباب المسلمين الزوجة الصالحة وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه
امين يا رب العالمين

منقول بتصرف