بولس تكلم بوحي من الله، لكن أمانته دعته للإشارة إلى أن بعض الأمور التي يتحدث عنها قد سبق للمسيح وأن تحدث عنها، وأما البعض الآخر فلم يتحدث عنه المسيح وإنما تحدث عنه هو، وهذه منتهى الأمانة.
وكون بولس يشير إلى أن ما يقوله هو كلامه لا كلام المسيح فهذا لا يعني أن ما يتحدث به ليس وحياً، وإنما هو فقط للتأكيد على أن ما يقوله لم يسبق وأن تحدث عنه المسيح فيما سبق.
وهنا لا يسعني إلا أن أدع بولس الرسول بذاته يرد عليك، ومن نفس السفر الذي استشهدت به ، وحتى قبل الإصحاح الذي سقته:
1كور-2-12: وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ الْعَالَمِ بَلِ الرُّوحَ الَّذِي مِنَ اللهِ لِنَعْرِفَ الأَشْيَاءَ الْمَوْهُوبَةَ لَنَا مِنَ اللهِ
1كور-2-13: الَّتِي نَتَكَلَّمُ بِهَا أَيْضاً لاَ بِأَقْوَالٍ تُعَلِّمُهَا حِكْمَةٌ إِنْسَانِيَّةٌ بَلْ بِمَا يُعَلِّمُهُ الرُّوحُ الْقُدُسُ قَارِنِينَ الرُّوحِيَّاتِ بِالرُّوحِيَّاتِ.
1كور-2-14: وَلَكِنَّ الإِنْسَانَ الطَّبِيعِيَّ لاَ يَقْبَلُ مَا لِرُوحِ اللهِ لأَنَّهُ عِنْدَهُ جَهَالَةٌ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَهُ لأَنَّهُ إِنَّمَا يُحْكَمُ فِيهِ رُوحِيّاً.
1كور-2-15: وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ.
1كور-2-16: لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.
فكلام بولس لا يؤكد إلا على شيء واحد ، وهو أنه يتكلم بوحي إلهي من الروح القدس، وأنه لا يستمد آراءه ، وأحكامه، وأقواله لا من بشر، وإنما فقط من فكر المسيح، فهي على ذلك ليست مجرد اجتهادتٍ شخصية، بل تعليم من روح الله.
المفضلات