أخي العزيز أبو حمزة السيوطي ..

شكراً جزيلاً على ردك الجميل رغم أنه كان متوقعاً ..

تعقيباً على كلامك .. فإنه فعلاً لم يتم استنساخ الإنسان إلى الآن .. ولكن تم استنساخ خلايا الإنسان واستنساخ بعض أعضاءه كما لا يخفى عليك ..

وأنت تعلم بأنه تم استنساخ نعجة .. والدراسات لا زالت جارية لاستنساخ إنسان في القريب العاجل ..

أريد أن أطلب منك أن تعيش معي في اليوم الذي يتم فيه استنساخ الإنسان .. وهو ليس ببعيد .. وسأسألك سؤالاً آخراً بفرض أننا نعيش الآن عصر استنساخ الإنسان ..

قلت لي في ردك:
فرد ذلك ببساطة هل الإستنساخ خلق من عدم أم تطوير مادة لم يخلقها إلا الله ؟

جواب ذلك ببساطة أنه خلق من مادة خلقها الله وبكل تأكيد ..

والآن السؤال هو:
قال تعالى:((وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ {12} ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ {13} ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {14} )) سورةالمؤمنون

و روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم

بمعنى آخر أن الملك ينفخ في المضغة الروح عندما يبلغ عمرها 120 يوماً .. ولا وجود للروح في مراحل ما قبل المضغة .. أي أن العلقة وما قبلها ليست حية ولا يوجد فيها روح ..

إلى الآن ما ذكرته لك هو من المسلمات ولا خلاف عليه ..

سؤالي هو:
بما أنك تقول بأن الاستنساخ تم بواسطة خلية حية خلقها الله عز وجل .. ولا خلاف في ذلك كما اتفقنا ..
فأين يذهب قول الله وقول النبي صلى الله عليه وسلم أن مراحل ما قبل المضغة ليست حية و لا ينفخ فيها الروح؟

بمعنى آخر .. لو كانت الخلية حية .. فهذا يخالف قول الله أنه ينفخ الروح في مرحلة المضغة ..
وإذا كنت ستبرر ذلك بأن الخلية غير حية أو ميتة (ليس فيها روح) فهذا دليل على قدرة الإنسان على خلق إنسان آخر من مادة غير حية (من العدم على حد تعبيرك) .. مما يعني أن الله ليس الوحيد الخالق!!


أشكرك من صميم قلبي على تفاعلك معي ..

أخوك/ محتار