إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له وأشهد إلا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون

يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام ان الله كان عليكم رقيبا

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ثم أما بعد

(( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ(( الآية 55 الذاريات، بعد النصيحة بقراءة كتيب ( أختاه الى متى الغفلة ) ولو أنه من المفترض أن يكون لغير المنتقبات اللهم إلا إذا كان هناك عند بعضهن مثل ما عند غيرهن كالبعد عن ذكر الله وما يقرب إليه ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) الآية 162 الأنعام ننصح بما يلي 1- المسلم الحق يجعل بفضل الله حياته بكل ما فيها ابتغاء مرضات الله حى طعامه وراحته يحتسبها لله بنية ان تكون سببا في قوة جسمه على طاعة الله . 2- على الأخت المنتقبة أن تتقي الله في النقاب فلا يكون لباس شهرة يجذب الأنظار إليها ببهرجة أو زينة وحلية فيه فالغرض من النقاب منع النظر لمنع الفتنة ))ِإنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ))الآية 19 سورة النور . 3- لا يجوز شرعا تحدث المرأة مع غير محارمها إلا بضرورة أو حاجة بشرط الضوابط الشرعية لأن الأصل قول الله (( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) الآية31 سورة النور. وفيها ذكر المحارم الذين يحل لهم دون غيرهم النظر الى وجهها وما يبدو عادة منها كالكف وجزء من الساعد والقدمين والشعر والرقبة ،، ولحديث النبي(شر صفوف الرجال آخرها وشر صفوف النساء أولها وهذا لقرب الرجال من النساء) عند تلك الصفوف ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عنه عبد الله ابن مسعود - في صحيح ابن خزيمة للأباني(إن المرأة عورة ، فإذا خرجت استشرفها الشيطان ، وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر بيتها ) وفي الترغيب والترهيب للمنذري بإسناد حسن(الألباني) عن ابن مسعود قال : (إنما النساء عورة ، وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها بأس ، فيستشرفها الشيطان ، فيقول : إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبته ، وإن المرأة لتلبس ثيابها ، فيقال : أين تريدين ؟ فتقول : أعود مريضا ، أو أشهد جنازة ، أو أصلي في مسجد ! وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها ) 4- من المعلوم من الدين بالضرورة أن كلام الرجال إنما يكون مع الرجال والنساء مع النساء ولا ينكر مؤمن ما هو معلوم من الدين بالضرورة فلا يحل أن يصرح بالحب في الله مثلا رجل إلا لرجل مثله أو امرأة لأختها المسلمة وفي الحديث (بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نسوة فلقننا فيما استطعتن وأطعتن قلت الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا قلت يا رسول الله بايعنا قال إني لا أصافح النساء إنما قولي لامرأة قولي لمئة امرأة) الراوي: أميمة بنت رقيقة المحدث: الدارقطني - المصدر: الإلزامات والتتبع - خلاصة الدرجة: صحيح ولقول الله ((قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك ازكى لهم ان الله خبير بما يصنعون )) وقوله سبحانه جل وعلى((وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها ..))الآيات 30 و31 سورة النورولذا لما رأى النبي.صلى الله عليه وسلم نهى النساء عن الإختلاط بالرجال بأي حال ولو في عبادة ففي الحديث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال للنساء استأخرن فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى إن ثوبها ليعلق بالجدار .الراوي: أبو أسيد الأنصاري المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: هداية الرواة - خلاصة الدرجة: [حسن كما قال في المقدمة] 5- الإنشغال بما يرضي الله ويمنع من سلطان الشيطان واجب ومستحب وأصل في حياة المسلم بحسب القدرة والعلم بالدين مثل ذكر الله وقراة القرآن والإستغار والصلاة على وقتها وهى من أعظم القربات حتى أنها قد تفوق الجهاد لعدة نصوص ثابتة في السنة كما قال الله سبحانه تعالى ((ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) وقال)) ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا)) وقال ((ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا))من الآيات 2و 4و 5 سورة الطلاق 6- عدم الإلتفات لكل هذه النصائح تدنينا من سخط الله أوعقابه قال تعالى ((ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) وقال تعالى(( كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ۚ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا *مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا *خَالِدِينَ فِيهِ ۖ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا )) الآيات 99-101 سورة طه. 7- يجب الحذر والبعد عن مواطن الشبهات وهذا يتضح جليا في السنة فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يترفع ويبعد عن كل ما يعرضه لكلام الناس ما استطاع بدليل ما ورد في الحديث- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا وكان عنده أزواجه فرحن (أي انصرفن) فأتيته أزوره ليلا ، فحدثته ثم قمت فانقلبت ، فقام معي ليقلبني (أي ينصرف معها حتى بيتها ثم يرجع مرة أخرى للمسجد)، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ، أو قال : شيئا .الراوي: صفية بنت حيي المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح
وفي النهاية على كل مسلم ومسلمة أن يتقي مواطن الريب والشك وأن يدفع عن نفسه وعرضه ما استطاع وبما وافق الشرع ولنعلم جميعا أن الله أقرب إلينا من حبل الوريد وسيسألنا كل منا وحده عن كل صغيرة وكبيرة ليس بيننا وبين الله ترجمان وقد قال تعالى ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيره ولا كبيره الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا ))آية 49 الكهف وقال ((وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم))آية 15 النور- وفي الحديث ( إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا . . ..الحديث من رواية عبد الله ابن مسعود في تخريج الإحياء للعراقي وفي رواية سهل ابن سعد الساعدي بالترغيب للمنذري( كمثل قوم نزلوا بطن واد فجاء ذا بعود وجاء ذا بعود حتى حملوا ما أنضجوا به خبزهم وإن محقرات الذنوب متى يأخذ بها صاحبها تهلكه) وفي الحديث الذي رواه زيد ابن أثيع عن النبي بمسند أحمد تحقيق احمد شاكر * سألنا عليا رضي الله عنه : بأي شيء بعثت يعني يوم بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه في الحجة قال : بعثت بأربع : لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته ولا يحج المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا . لا تحقرن من الذنوب صغيرة إن الجبال من الحصى ، *فمن عصى الله لينل شيئا من متاع الدنيا الزائل والذي لا يأتيه منها إلا ما كتب له منها حرمه الله منه فالجزاء من جنس العمل أو عاقبه بفوات خير من جهة اخرى لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولقول الله ((ليس بامانيكم ولا اماني اهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ))الآية 123 النساء . ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه،، وواقع الناس في ماضيهم وحاضرهم يشهد بهذا - و((لا يغررك تقلب الذي كفروا في البلاد متاع قليل الله )) - يؤكد الله أنه ليس دائم ولا كثير بل قليل .أما المسلم فيتمتع متاعا حسنا درجته أكبر وزمنه أطول وبعد الموت يجد كل الخير ((هل جزاء الإحسان الا الإحسان((سورة الرحمن الآية 60 ،،وقال النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) وفي حديث آخر للبخاري في الجامع الصحيح رواه أبو هريرة (حجبت النار بالشهوات ، وحجبت الجنة بالمكاره)،، فعلينا ما استطعنا أن نتقي الله ففي الحديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم النار ، فتعوذ منها وأشاح بوجهه ، ثم ذكر النار فتعوذ منها وأشاح بوجهه ، قال شعبة : أما مرتين فلا أشك ، ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فإن لم تجد فبكلمة طيبة)من حديث عدي بن حاتم الطائي- البخاري الجامع الصحيح .، ومن تقرب الى الله شبرا تقرب الله اليه ذراعا ومن أراد الدنيا والاخرة فعليه بالطاعة من قرآن يرفع الله به أوقواما ويضع به آخرين ومن ذكر ونوافل تكون سببا في محبة الله فيسمع دعائه ويكون عبدا يوفقه الله وينره في كل موطن وقد علمنا من الدعاء ما يستجاب بفضل الله ومنه قال :( دعوة ذي النون إذا دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فإنه لن يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له) رواه المنذري من حديث سعد ابن أبي وقاص وقال صحيح الإسناد في الترغيب والترهيب،، وصدق الله اذ يقول ((من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبه ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون)) آية 97 سورة النحل ،((من عمل سيئه فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فاولئك يدخلون الجنه يرزقون فيها بغير حساب)) آية 40 سورة غافر.