بسم الله الرحمن الرحيم

يبدو أن أحدا لم يقرأ ما كتبته فى مشاركاتى الأخيرة !!
وقد يرجع ذلك الى كثرة الموضوعات تبعا لكثرة المنتديات التابعة لاتباع المرسلين
عموما فلن أنتظر رأى ديكارت أو غيره فى المعروض سابقا ، وانما سأواصل ما بدأت لأقدم شواهد أخرى تدحض شبهة الاختلاف والتعارض بين مواضع تكرار القصة فى القرآن
ويتم ذلك ببيان أن كل موضع من مواضع تكرار القصة انما يرتبط بسياق السورة ككل ارتباطا وثيقا لا انفصام له ، بل ارتباطا فريدا لا مثيل له ، حيث تبدو كل سورة على حدة نسيج وحدها من خلال بصماتها الخاصة المميزة ، وكل ما فعلته هو أننى قمت برصد أو برفع هذه البصمات الفذة الفريدة !!
وقد قدمت فيما سبق نماذج لتلك البصمات فى سور : الأعراف ، والشعراء ، وغافر
واليوم أقدم لكم بصمات سورة طه فى قصة موسى حتى نرى سويا كيف ارتبط الأسلوب البيانى لهذه القصة فى سورة طه بالأسلوب البيانى الفريد للسورة ككل
وفيما يلى بيان ببعض العبارات التى وردت فى قصة موسى بسورة طه ثم تكررت بعد ذلك فى ختام السورة ، أى بعد الفراغ من ذكر القصة
(1) " ان فى ذلك لآيات لأولى النهى " : وردت فى الآيتين 54 و 128 وهى عبارة فريدة خاصة بسورة طه وحدها
(2) " طريقتكم المثلى " : ورد بالآية 63 فى حديث سحرة فرعون ، ثم تكرر بلفظ " أمثلهم طريقة " فى الآية 104 فى سياق الحديث عن يوم القيامة
وهو أيضا تعبير فريد لا نجد له نظيرا فى غير سورة طه
(3) " أشد عذابا وأبقى " جاء هذا التعبير فى الآية رقم71 على لسان فرعون اللعين ، ثم تكرر بلفظ " ولعذاب الآخرة أشد وابقى " فى الآية رقم 127
وموطن العبرة هنا أن نعلم أن تلك العبارات قد انفردت بذكرها سورة طه وحدها من دون سور القرآن كافة !! فهى اذا بصمات لهذه السورة فحسب ، وبصمات لقصة موسى فى هذه السورة بوجه خاص !
والآن أتوجه بالسؤال الى محاورنا ديكارت والى كل من يشكك فى أسلوب القرآن قائلا : هل لا زلت ترى أنه يوجد اختلاف أو تعارض لا مبرر له بين مواضع تكرار قصة موسى فى القرآن العظيم؟!
أترك الجواب لضميرك ، فان الضمير هو خير وازع لذى العقل الرشيد
ولكن صدقنى يا عزيزى : لو كنت مكانك لما ترددت فى أن أشهر اسلامى !