الشاهد الثانى :
جاء فى قصة موسى أيضا ولكن فى سورة الشعراء هذه المرة قول الله عز وجل عن سحرة فرعون بعد ايمانهم :
" انا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين " الآية 51
وبالتدبر والاحصاء معا نكتشف أن تعبير ( نطمع أن يغفر ) أو الحديث عن ( الطمع فى مغفرة الخطايا ) بصفة عامة لم يأت على الاطلاق فى أى سورة غير سورة الشعراء
وأيضا الى هنا والأمر عادى ، ولكنه يصبح غير عادى بالمرة حين نعلم أن هذا التعبير قد جاء مرة ثانية فى السورة ذاتها وفى قصة أخرى غير قصة موسى !!
حيث نجد التعبير ذاته قد ورد فى قصة ابراهيم صلى الله عليه وسلم فى قوله عن رب العزة جل وعلا :
" والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتى يوم الدين " الآية 82
ويهدينا التدبر ويؤكد الاحصاء أيضا الى أن الحديث عن ( الطمع فى مغفرة الخطايا ) لا مثيل له فى القرآن فى غير هذين الموضعين من سورة الشعراء !
أفلا يكفينا أن نجد العديد من هذه الشواهد العجيبة للاقرار بأن لا يوجد تكرار محض للقصة فى القرآن ؟ وانما هو تكرار اعجازى يراعى الاسلوب المتفرد لكل سورة على اعتبار أن كل واحدة من السور تعد معجزة قائمة بذاتها أو يتحقق بها الاعجاز فى معرض التحدى كما يشير الى ذلك قوله تعالى :
" وان كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله "
ولا يزال عندى شواهد أخرى ولكنى أنتظر رأى السيد ديكارت الذى أثار هذه الشبهة الواهية ، وكذلك رأى الأخوة الكرام فيما أوردته