بسم الله الرحمن الرحيم
يقول صلى الله عليه وسلم
إن لله تعالى مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة
تأملى رحمة الله عز وجل بعباده لتعرفى كم هو رحيم يحب عباده ويريد لهم النجاة.
نحن أيتها الفاضلة "ماجى" نعبد الله عز وجل خوفا من عذابه ورجاءا فى حبه وثوابه.
الله سبحانه وتعالى حكيم ومن حكمته أن وضع ثوابا على فعل الخيرات وعقابا على اقتراف المنكرات.
ليس من العقل أن يثيب الله الزانى على زناه ولكن لابد من وضع العقاب المناسب حتى يردع هذا الزانى.
هل معنى ذلك أن الله لايحب عباده؟
إن من محبته لهم أن وضع عقابا على الذنوب والكبائر حتى لايقترفونها وبذلك يدخلون الجنة.
بفرض أن شخصا ما أراد أن يزنى فتذكر عقاب الله له فى الاخرة فامتنع عن الزنا...هل هذا العقاب وخوفه من الله شىء جيد أم سىء؟
بالتأكيد شىء جيد.
هناك من يعبد الله لأنه يبغى رضاه ومحبته كما تريدين وهناك من يعبد الله طمعا فى جنته وهناك من يعبد الله خوفا من عذابه ولكن لو أن شخصا لم يصل لمرتبة عبادة الله من أجل محبته ورضاه كيف سنقنعه وندفعه إذن فى هذا الوقت أن يعبد الله؟
لابد أن يكون هناك دافع يدفعه ويحثه على عبادة الله مثل طلب جنته أو الخشية من عذابه.
وبفرض أن الله قد ترك الناس بدون تخويف او زجر ,,فقط من أراد أن يعبد الله ويحبه فليحبه ومن أراد أن ينحرف ويحيد فله ذلك...إذن كيف سيرتدع شخص أراد أن يصبح قاتلا يقتل كل يوم هذا وذاك او كيف سيرتدع شخص اخر لم يمنعه كبر سن والديه من أن يؤذيهما قولا وفعلا!!
لابد أن يكون هناك ثوابا وعقابا حتى يرتدع الناس عن فعل المنكرات ويقبلون على فعل الخيرات ...هذا الثواب والعقاب هو الجنة والنار فى الإسلام..هو رضا الله وسخصه.
لنضرب مثلا ولله المثل الأعلى ..لنفترض أن والدا طلب من ولده أن يطيعه فهو والده وله حق عليه ثم طلب منه أن يذاكر دروسه ليتفوق فرفض الابن ذلك مع انه يحب أباه الذى رعاه ووفر له جميع احتياجاته..
أحس الاب بأن ابنه قد يرسب فى الامتحان خاصة أنه كرر الطلب أكثر من مرة ولم ير ردا أو استجابة.
فما كان من الأب إلا أن عرض على ابنه عرضا أن يكافئه على كل يوم مذاكرة بهدية متواضعة اخر اليوم كما أنه سيمنع عنه بعضا من مصروفه الشخصى إذا تكاسل أو أهمل.
فوجد الابن انه ان امتنع عن المذاكرة فسوف يخسر الكثير ,,سوف يخسر حب والده له خاصة أنه قد فاض به كما أنه سيفقد تفوقه الذى اعتاد عليه بالإضافة إلى تلك الهدية المتواضعة فبدأ فى المذاكرة والجد حتى نجح بتفوق.
انتهى.
والسؤال..هل هذا الابن لم يكن يحب والده عندما طلب منه أن يستذكر دروسه
الاجابة لا.
إذن لم أهمل؟
الاجابة لأنه كان كثير اللعب او يضيع وقته امام التلفاز او او..
هل كان الاب يكره ابنه عندما فرض عليه العقاب المذكور؟
الاجابة لا.
إذن لم فعل ذلك؟
الإجابة لأنه يحب ابنه ويريد له الخير.
انتهى.
بفرض أنه لايوجد عقابا على كبيرة مثل الزنا او الاغتصاب كيف سيكون المجتمع إذا انتشرت فيه هذه الافات؟
اختلاط الانساب.
كثرة الاطفال اللقطاء.
انتشار الامراض.
انهيار المجتمع.
إذا لم يردع الراغبون فى الزنا حبهم لله عن زناهم ,أليس من الحكمة أن يكون هناك تخويفا ما حتى يرتدعوا؟
تأملى- ياماجى- هذا الحديث القدسى عن رب العباد تبارك وتعالى..يقول الله عز وجل:
اني والانس والجن في نبأ عظيم
اخلق ويعبد غيري
ارزق ويشكر سواي
خيري الي العباد نازل
وشرهم الي صاعد
اتودد اليهم بالنعم
وانا الغني عنهم
ويتبغضون الي بالمعاصي
وهم افقر مايكونون الي
اهل ذكري اهل مجالستي
فمن اراد ان يجالسني فليذكرني
اهل طاعتي اهل محبتي
اهل معصيتي لا اقنطهم من رحمتي
ان تابوا فانا حبيبهم
وانا ابوا فانا طبيبهم
ابتليهم بالمعاصي لاطهرهم من المعايب
من اتاني منهم تائبا تلقيته من بعيد
ومن اعرض عني ناديته من قريب
اقول له: اين تذهب؟ الك رب سواي؟
الحسنة عندي بعشر امثالها وازيد
والسيئة عندي بمثلها واعفو
وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرت لهم
اقرأى -بارك الله فيكى- بتمعن هذا الحديث القدسى أيضا..يقول الله عز وجل:
يا عبادي.....
اني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا،
يا عبادي
كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم،
يا عبادي
كلكم جائع الا من اطعمته فاستطعموني اطعمكم،
يا عبادي
كلكم عار الا من كسوته فاستكسوني اكسكم
يا عبادي
انكم تخطئون بالليل والنهار وأنا اغفر الذنوب جميعا فاستغفروني اغفر لكم،
يا عبادي
انكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا علي أتقي قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا،
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيء،
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وانسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر،
يا عبادي
انما هي اعمالكم احصيها لكم ثم اوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه
امعنى النظر والقلب -هداكى الله- فى هذا الحديث القدسى ..يقول عز من قال:
يابن آدم إنك مادعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ماكان منك ولاأبالى
,يابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك
,يابن آدم إنك لو أتيتنى بقراب الأرض "أى بقرب حجم الأرض" خطايا ثم لقيتنى لاتشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة.
الضيفة الفاضلة "ماجى"...
الحق أحق أن يتبع ..ليس من الحكمة أن يخسر المرأ آخرته لأجل العند وفقط.
لو مسيحيتك كفر تحبين أن تموتى كافرة ؟؟!!
ماهذا المنطق؟
ومن سينفعك إن مت على الكفر؟
هل سينفعك يسوع يوم القيامة عندما تجدينه واقفا مثل بقية البشر ينتظر حساب الله عز وجل؟
هل سينفعك أحد منا أو من غيرنا من البشر او من الجان؟
لا والله.
يقول الله تعالى
"وَكُلٌهُمْ آتِيهِ يَومَ القِيَامَةِ فرْدا"
"وَلَقَدْ جِئتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَولَ مَرٌةٍ"
"وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا
اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا.
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً".
صدقينى ياماجى لن ينفعك إلا نفسك وعملك إن خيرا فخير وإن شرا فشر ففكرى جيدا فالأمر ليس هينا ..نحن هنا نتحدث فى مسألة حياة أبدية إما فى نعيم مقيم وقرب من الله الذى تحبينه و
إما خلود فى جهنم وغضب من الله الذى تحبينه فاختارى لنفسك طريق الحق إن ظهر لكى ولاتكابرى فتخسرى دنياكِ وآخرتكِ
يقول الله عز وجل "لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ.اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
فاللهم ارض عنا واجعلنا من أهل النور ولاتجعلنا من أهل الظلمات.
واهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى أمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المفضلات