بسم الله الرحمن الرحيم
ما كان من الممكن أن أتجاهل مشاركة موجهة لى وبصفة شخصية
وما كان من الممكن أن أنتظر رد الضيف ديكارت على طلب بعض الأخوة أكثر من هذا ، لهذا وذاك معا لم يكن هناك بد من أن أرد

عزيزى / رينيه ( أليس هذا هو اسمك يا ديكارت فيما أظن ؟ )
أصدقك القول : اننى أدين لك بالشكر !!
فهل تعرف لماذا ؟
لأنك دفعتنى - وان عن غير قصد - الى تدبر القرآن العظيم - فلقد فكرت فيما ذكرته بخصوص هوية صاحب سؤال " فماذا تأمرون ؟ " الوارد بسورة الأعراف الآية 110 ، وهدانى تفكيرى الى أنه فرعون نفسه ، وأن ما قبل هذا السؤال مباشرة وما بعده مباشرة هو من قول " الملأ من قوم فرعون "
وبذلك يكون هذا السؤال شبيه بجملة اعتراضية وسط كلامهم
وأقسم لك بالله العظيم أن هذا ما أهتديت اليه بنفسى
أما لماذا أقسم لك ؟! فلن تصدق ما حدث :
فبعد أن ارتحت الى هذا التفسيرتوجهت مباشرة الى تفسير الفخر الرازى وفتحته على آية الأعراف 110 فاذا بى - ويا للعجب - أجده يردد نفس هذا الرأى
والذى أسعدنى أكثر انى وجدته ينسب هذا الرأى الى الامام الزجاج الذى أعتبره أنا شخصيا عبقرية علمية فذة حيث أعجبنى منه من قبل آراء فى غاية الدقة والعمق
وبما أننى أنا الآخر - ولله الحمد - قد بلغ مستوى ذكائى على مقياس IQ الشهير 145 درجة ( وهى درجة العبقرية فى هذا المقياس) فقد رايت أن ما هدانى اليه تفكيرى هو من مظاهر عبقرية الامام الزجاج
سوف تدرك هذا حين تعلم كيف استدل على صحة ذلك الرأى ، فلقد استند فى رأيه ذاك على حجتين :
الحجة الأولى : أن قوله تعالى ( فماذا تأمرون ؟ ) خطاب للجمع لا للواحد ، فهو بالتالى من كلام فرعون للقوم
الحجة الثانية : هى ما ذكرته أنت يا سيد ديكارت من أن قائل ( أرجه وأخاه ) يجب أن يكون غير طارح السؤال ( فماذا تأمرون )
كان هذا هو ما نقله الرازى عن الزجاج ، ولكن يمكن أن نضيف الى هاتين الحجتين حجة أخرى أشد قوة كما يلى :
الحجة الثالثة : أن الذى سأل ( فماذا تأمرون ) فى سورة الشعراء كان هو فرعون تحديدا ، وهذا بحد ذاته يؤكد بقوة أنه هو صاحب السؤال نفسه بسورة الأعراف
أرأيت يا عزيزى عبقرية علماء المسلمين فى التعامل مع النصوص الالهية التى لا يأتيها الباطل ، والتى هى فى غاية العمق
ولذلك السبب - كونها عميقة المعانى - أمرنا منزلها علينا بأن نتدبرها جيدا فقال :
" أفلا يتدبرون القرآن ؟! ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
وتأمل تلك الآية جيدا " ولو كان من عند غير الله " ماذا يحدث ؟
" لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " كما يحاول السيد ديكارت جاهدا ان يجد فيه !!
ولكن هيهات هيهات ، لأنه من عند الله بالفعل , من عند الله لا غير
هل فهمت الآن يا عزيزى رينيه لماذا يجب علينا ان نتدبر القرآن العظيم ؟!
ولماذا نجد لكل سؤال من اسئلتك جوابا شافيا ؟!!
اننى مشفق عليك يا عزيزى ، لأنك لن تجد أبدا ما تصبو اليه
لأنه حقا كلام الله