من معلقة زهير بن أبي سلمى
(... - 13 ق. هـ = ... - 609 م)
تُسَـــاقُ إلـــــــى قـــومٍ لِـــقَـــوْمٍ غَـــرَامَةً = عُلالَةَ أَلْـفٍ بَــعْـــدَ أَلْــــــفٍ مُـــصَـــتَّـــمِ
ومَـنْ يَعـصِ أَطْـرَافَ الـــزِّجـــاجِ، فـــإنَّـــهُ = يُطـيعُ الـعَـوَالـي رُكِّـبَــتْ كُـــلَّ لَـــهْـــذَمِ
وَمَنْ يُـــوفِ لا يُذْمَــمُ وَمَنْ يُفْضِ قَلْبُـــــــهُ = إلـــــــــى مُطْمَئِنِّ البِرِّ لا يَتَـجَــمْــجَــــــمِ
وَمَنْ هــــــــــابَ أَسبـــــــابَ المَنايا يَنَلْنَهُ = وَلَـو رَامَ أَسْـبَـابَ الـسَّــمـــاءِ بِـــسُـــلَّـــمِ
وَمَنْ يَــــكُ ذَا فَضْـــــل ٍ، فَيَبْخَلْ بِفَضـــــلِهِ = على قَوْمـــــِهِ يُسْتَغـــْنَ عَنْـــــهُ وَيُذْمَـــمِ
وَمَنْ لا يَزَلْ يَسْتَرْحِــــــــلُ النـــــّاسَ نَفْسَه ُ= وَلاَ يُعـْفِهـــــــا يومـــــــــاً من الذُّلّ يَنْدَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسَـــــــــبْ عَدُوّاً صَدِيْقَـــــهُ = وَمَنْ لا يُـكَرِّمْ نَفْسَـــــــــــــه لا يُـــــكَرَّمِ
وَمَنْ لـــــَمْ يَـــــذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِـــــلاَحِهِ = يُــــــهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظلــــــِمِ النّـــاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ لَم يُصــــــــانِعْ في أُمُـــــــــورٍ كَثيرَةٍ = يُضَـرَّسْ بِـأَنْـيَابٍ وَيُوْطَــأْ بِـــمَـــنْـــسِـــمِ
وَمَنْ يَجْعــــــــــَلِ المَعروفَ في غَيرِ أَهْلِه = يَكـــُنْ حَـــمْـــدُهُ ذَمّـــَــــاً عَليــــــْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَهْمَا تَكــــــُنْ عِنْدَ امرِىءٍ مِنْ خَليْقـــــَةٍ = وإنْ خَالَها تَخْفَى, على النّـــــــــــَاسِ تُعلَمِ
وكَائِنْ تَرَى مِنْ صــــــــــــامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ = زِيَــــادَتُـهُ أَوْ نَـقْـصُـهُ فــي الـــتَّـــكَـــلُّـــمِ
لِسـانُ الـفَـتـى نِـصْـــفٌ وَنِـصـفٌ فُـــؤادُهُ = فَلَـمْ يَبْــقَ إلاّ صُـــورَةُ الـلّـــحـــمِ والـــدّمِ
وَإنَّ سَـفـاهَ الــشَّـــيْخِ لا حِـــلـمَ بَـــعْـــدَهُ، = وإنَّ الـفَـتـى بَـعْـدَ الــسَّـــفـــاهَةِ يَحْـــلُـــمِ
سَئِمْـتُ تَـكَـالِــيْفَ الـحَـيَاةِ ومَـــنْ يَعِـــشْ = ثَمَــــــانِـــينَ حَـــوْلاً لا أَبَـــا لـــكَ يَسْــــأَمِ
وأَعْـلَـمُ مَـا فـي الـيَوْمِ وَالأَمْــسِ قَـــبْــلَـهُ = وَلَـكِـنَّـنـي عَـنْ عِـلـمِ مـا فــي غَـــدٍ عَـــمِ
رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشواءَ مَنْ تُصِبْ تُمِتْـهُ = وَمَـــــــــــنْ تُخْطِىءْ يُــعـــَمّــــــَرْ فَيَهْـرَمِ
ســـــــأَلْنَا فَأَعْطَيْتُمْ وَعُدْنــــــَا فَعُدْتُـــــــم = وَمَــــــــــنْ يُكْثِرِ التِّسْآلَ يَومــــاً سَيُحْرَمِ
لك الله وحده يا غزة ولا حول ولا قوة إلا بالله
المفضلات