خطأ استغراب بعث الرسل و إنزال الكتب ، وإزالة إشكال




يقول الشاب : (( هل الله لهذه الدرجه هامينه أنه ينزلأنبياء وكتب و يخاطب بني إسرائيل بأنه انعم عليهم وكل قوم يخاطبهم أليس هو بغنى عناوعن سخافاتنا ومراقبة تصرفاتنا ))

أولا : الله يفعل ما يشاء و لا أحد له الاعتراض على فعله قال تعالى : ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ[1] و قال تعالى : ﴿ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [2] .

ثانيا : العجز عن معرفة الحكمة من وجود الشيء لا تستلزم عدم وجود الشيء فكم من أمور لا نعرف حكمة وجودها لكنها موجودة بالفعل فإذا خفى على الإنسان الحكمة من وجود دودة من الديدان فإن هذا لا يستلزم عدم وجودها .

ثالثا : استغراب إنزال الله الرسل و الكتب السماوية ينم عن عدم العلم بصفة الحكمة لله فالله حكيم في فعله ، وإذا كان الإنسان لا يقوم بعمل ما إلا و له هدف في عملهفكيف بالخالق ؟!! و الله خلقنا و أنزل الرسل و الكتب ليعرفنا بنفسه ، وقد بين الله الهدف من خلق الإنسان ألا و هو عبادته سبحانه وتعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [3] .

رابعا : كون الله غنى عناوعن سخافاتنا و عن مراقبة تصرفاتنا فهذا لا يستلزم عدم إرسال الرسل و الكتب فالرسل يبعثها الله في أقوامهم ليعرفوا الناس ربهم و كي يعبدوا ربهم رغم أنه غني عنهم .

قال تعالى : ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ [4] .



[1] - الأنبياء الآية 23
[2] - الأعراف الآية 54
[3]- الذاريات الآية 56
[4]- النحل الآية 36