وعليكم سلام الله ورحمته وبركاته
أخي الحبيب استدراك بسيط أنت ذكرت في السؤال "الطمس" والطمس يكون للأعين, بينما القلوب عليها الطبع والختم والعياذ بالله
يبدو أخي أن السائل لا يعي مسألة التسيير و التخيير في الإسلام فلو فهمها ما سألها
يخبرنا ربنا عز وجل أن بعدما عاهد اليهود نبينا موسى عليه السلام على ألا يعبدوا إلا الله ولا يشركوا به شيئاً تركوا كل ذلك و عبدوا العجل
وأنهم بعدما أمروا ألا يعدوا في السبت نقضوا ميثاقهم قال تعالى :
"فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (155)"
فلو كان باب التوبة قد أغلق لمن طبع الله على قلبه ما تاب نفر قليل منهم وآمنوا لقوله فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا
أي أنه لا يزال للكفار الخيار أن يتوبوا ويؤمنوا بربهم حتى بعد أن لعنهم الله وغضب منهم , لا يزالون مخيرون لهم حق الإختيار بين الكفر والإيمان
والتوبة متاحة لكل البشر وقائمة حتى علامة الساعة
وهذه فتوى شرعية في هذا الأمر
اقتباسفإن قبول الله للتوبة وغفرانه لمن تاب وأقلع ظاهراً أو باطناً لا خلاف فيه، فإن الله تعالى لم يسد باب التوبة عن أحد من خلقه، ولو كافراً تاب من كفره وأسلم أو منافقاً تاب من نفاقه. قال تعالى في شأن المنافقين ( إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين ) [النساء: 146]
والتوبة تأتي على كل ذنب بالغاً ما بلغ، قال تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).[الزمر:53]
وبالجملة فليست هناك معصية إلا ويقبل الله التوبة منها بفضله وإحسانه، كما وعد في كتابه المجيد بقوله: ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات).[الشورى:25]
وأما الأسباب المؤدية إلى الختم على القلب والطبع عليه فهي كل ما لا يرضي الله تعالى من الخطايا والمعاصي، لحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتتة سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قبله، وإن زيد عاد فيها حتى تعلوا قلبه، وهو الران الذي ذكر الله: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) "رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.
وأما علامات الختم على القلب فهي عدم استجابة الأوامر لله سبحانه وتعالى، فالقلب المختوم عليه هو الذي لا يعرف ربه، ولا يعبده بأمره ونهيه، بل هو دائر مع شهوات صاحبه ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه
المفضلات