
-
إلى الأخوة الفضلاء بعض حكم نزول المصائب والبلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخوة الفضلاء بعض حكم نزول المصائب والبلاء
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
و أشهد أن لا إله إلى الله ، و أن محمدا عبده ورسوله بلغ الرسالة ونصح الأمة و كشف الله به الغمة و جاهد في سبيل الله حتى أتاه اليقين
أما بعد :
فهذه تذكرة إلى كل مسلم عامة و إلى أخواني و أحبابي أهل غزة - فك الله كربهم و نصرهم على أعدائهم – خاصة ببعض حكم نزول المصائب و المحن والبلاء فالكل معرض لمصيبة له أو لعزيز عليه فقد يمرض الشخص أو يمرض حبيب له أو يحدث به مجاعة أو فقر أو يحدث لعزيز عليه فيجول في خاطر الإنسان سؤال ألا وهو لما يحدث الله هذه المصائب لما يحدث الله هذه المحن أليس الله رحيما بنا فكانت هذه الكلمة تذكير لكل مسلم بالإجابة على هذا السؤال الذي يدور في الخاطر .
و بداية نحن خلق الله قال تعالى : ﴿ و َاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾[1] و الخالق له أن يفعل في خلقه ما يشاء قال تعالى : ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾[2] فمن حكم في ماله ما ظلم فكيف بمن حكم في خلقه ؟!!
[/align]
[1] - النحل الآية 70
[2] - الأنبياء الآية 23
التعديل الأخير تم بواسطة نوران ; 13-01-2009 الساعة 01:14 AM
طبيب
-
رحمة الله و عدله و حكمته
و ثانيا الله
أرحم بنا من أنفسنا ، قال تعالى : ﴿ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾[1] و الله أرحم بنا من أمهاتنا فإذا كان جزء واحد من الرحمة في الأرض ومن هذا الجزء تراحم الأمهات على أولادهن فكم هي رحمة الله إذا!! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءا وأنزل في الأرض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه »[2] و عن عمر بن الخطاب قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟ فقلنا لا وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال لله أرحم بعباده من هذه بولدها[3] .
و ثالثا الله لا يظلم أحدا حتى و لو مقدار ذرة قال تعالى : ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً ﴾[4] و قال تعالى : ﴿ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴾[5] قال الألوسي : والأمر أنه تعالى ليس بمعذب لعبيده من غير ذنب من قبلهم ، والتعبير عن ذلك بنفي الظلم مع أن تعذيبهم بغير ذنب ليس بظلم قطعاً على ما تقرر من قاعدة أهل السنة فضلاً عن كونه ظلماً بالغاً لبيان كمال نزاهته تعالى بتصويره بصورة ما يستحيل صدوره عنه تعالى من الظلم[6] ، وليس في الآية نفي كثرة الظلم فالآية لا تعني أن الله يظلم بحال بل هي باعتبار كم الذين لا يظلمهم من قولك : فلان ظالم لعبده وظلام لعبيده قال ابن عادل في نفي صيغة المبالغة ظلام عن الله أنها للكثرة ، ولكنه لما كان مقابلاً بالعباد -وهم كثيرون- ناسب أن يقابلَ الكثيرَ بالكثيرِ[7] .
ورابعا الله حكيم في أفعاله فكل فعل يفعله له حكمة و الله لا يخلق شيئا عبثا حتى الذبابة يذل الله بها أنوف الجبابرةو كل أمر يأمر به له حكمة و كل نهي ينهي عنه له حكمة عرفناها أو لم نعرفها قال تعالى : ﴿ و َاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [8] و قال تعالى : ﴿ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾[9] و قال تعالى : ﴿ و َإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾[10] .
[1] - الحديد من الآية 9
[2] - صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3095
[3] - رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما
[4] - النساء الآية 40
[5] - ق الآية 29
[6] - تفسير الألوسي
[7] - تفسير اللباب لابن عادل
[8] - النساء من الآية 26
[9] - الأنعام الآية 18
[10] - العمران الآية 62
طبيب
-
بعض حكم تقدير المصائب و المحن
و الله
يبتلينا بالمصائب كما يبتلينا بالنعم اختبارا لنا و امتحانا قال تعالى : ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ﴾[1] .
و الله يبتلينا بالمصائب كي يرى منا عبادة الصبر ففي المصائب يجب أن نصبر بحبس أنفسنا عن التسخط في المقدور و نحبس ألسنتنا عن الشكوى لغير الله قال تعالى : ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴾[2] و هنيئا لمن صبر قال تعالى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾[3] و الله مع الصابرين بعونه و توفيقه وتسديده لهم قال تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[4] و هنيئا لمن صبر فالله يحبه قال تعالى : ﴿ و َاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾[5] ، و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر وكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له » [6].
و الله يبتلي غيرنا بالمصائب كي يرى منا عبادة الشكر و ذكر الله بالحمد على معافة الله لنا و ابتلاء غيرنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من رأى مبتلى فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء »[7]و كي نتعظ فأيها المسرف في المعاصي ألا تخشي أن يحل بك بلاء من الله مثل ما أنزله على غيرك قال تعالى : ﴿ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون ﴾[8]أي : وضرب الله مثلا بلدة "مكة" كانت في أمان من الاعتداء, واطمئنان مِن ضيق العيش, يأتيها رزقها هنيئًا سهلا من كل جهة, فجحد أهلُها نِعَمَ الله عليهم, وأشركوا به, ولم يشكروا له, فعاقبهم الله بالجوع, والخوف من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيوشه, التي كانت تخيفهم; وذلك بسبب كفرهم وصنيعهم الباطل[9].
و بالمصائب يفيق الغافلون عن الله فكم من فاسق اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره و كم من ضال اهتدى بسبب بلاء نزله به أو نزل بغيره أرأيتم عارضة الأزياء الفرنسية فابيان التي أعلنت اعتناقها الإسلام بعد أيام قليلة من اندماجها في صفوف المجاهدات الأفغانيات فعندما رحلة إلى بيروت أثناء العدوان عليها رأت مستشفى للأطفال تنهار و في ظرف دقيقة أصبحت كومة تراب فصرخت و انقشعت الغمامة و الغشاوة عن عينيها و اندفعت نحو أشلاء الأطفال الأبرياء كانت تحاول ما في وسعها أن تنقذ من بقي منهم على الحياة ثم تركت بيروت و سافرت إلى باكستان و عند الحدود الأفغانية عاشت ثم ما لبثت سنة و هي ترعى الأسر الأفغانية إلا و اعتنقت الإسلام فرب ضارة نافعة ، و ما خبر توبة المغنية شادية منا ببعيد فقد أبتليت ببعض الأمراض الخطيرة و التي استدعت كل منها إجراء جراحات خطيرة و لما من الله عليها بالشفاء أفاقت من غفلتها و عرفت أنه لا ملجأ من الله إلا إليه ، و كم من متبرجة ارتدت الحجاب بعد مرض أو حادثة حدثت لها .
و بالمرض تعرف نعمة العافية و الصحة كما أن بالموت تعرف نعمة الحياة فالكثير منا لا يشعر بنعمة الصحة إلا لما تنزع منه .
الله يبتلينا بالمصائب و المحن كي يرى منا عبادة الدعاء و الابتلاء فكم من إنسان لا يعرف الدعاء إلا عند الابتلاء مع أن الله أمرنا بأن ندعوه قال تعالى : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾[10] و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الدعاء هو العبادة »[11]
الله يبتلينا بالمصائب و الأمراض كي يرفع درجاتنا في الجنة و يحط من خطايانا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة »[12] .
[1]- الأنبياء الآية 35
[2]- يوسف الآية 86
[3]- البقرة الآية 155
[4]- البقرة الآية 153
[5]- ال عمران من الآية 146
[6]- صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 3960
[7] - صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 6248
[8] - النحل الآية 112
[9] - التفسير الميسر
[10] - غافر الآية 60
[11] - صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 1479
[12] - صحيح الجامع الصغير للألباني رقم 1660
طبيب
-
بعض حكم عدوان الكفار على المسلمين و غارتهم عليهم
الله يبتلي
المسلمين بالأعداء حتى يرجعوا إلى الإسلام و يتوبون إليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم »[1]
الله يبتلينا بالعدو حتى يرى الله منا عبادة الجهاد بالنفس و المال و الصبر على قتال الأعداء قال تعالى : ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾[2] و ما نراه من عدوان أهل الكفر من صلبيين ويهود على المسلمين إلا لنرجع لديننا ونوحد صفنا و نجاهد في سبيله فالدعاء وحده دون بذل النفس و المال لله ضرب من التواكل فأين العمل و أين العمل بقوله تعالى : ﴿ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ ﴾[3] و سنة الله ألا ينصر إلا من ينصره قال تعالى : ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ﴾[4] .
و في غارات العدو على أراضي المسلمين من يموت من المسلمين فهو شهيد و من يؤذى فيصبرفله أجر عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله عز وجل المطعون شهيد والمبطون شهيد والغريق شهيد وصاحب الهدم شهيد وصاحب ذات الجنب شهيد وصاحب الحرق شهيد والمرأة تموت بجمع شهيدة »[5] فقتلى المسلمين في الجنة فاصبروا يا عباد الله و رابطوا في سبيل الله
[1]- صححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود رقم 3462
[2]- محمد الآية 31
[3]- الأنفال الآية 60
[4]- الحج الآية 40
[5]- صححه الألباني في صحيح و ضعيف سنن النسائي 1846
طبيب
-
ما يجب فعله تجاه أهل غزة
فالله حكيم في ما قدره في نيل العدو من المسلمين حين من الدهر فلا نسيء بالله الظنون بل علينا أن ندعوه و نبتهل إليه ابتهال المسكين الخائف الذليل و نرجع إلى الله بالتوبة إليه و التذلل بين يديه و نصبر على قضائه و قدره قال تعالى : ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾[1] و بالاستغفار يزيد الله قوتنا قال تعالى : ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ ﴾[2] و بالاستغفار يدفع الله البلاء قال تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾[3] و لنترك المعاصي فهي من مؤخرات النصر و لنوحد صفنا نواجه العدو يدا واحدة لا الفلسطنيين وحدهم هم الذين يقفون أما الغزو الصهيوني بل كل المسلمين معهم بالدعاء و العدة و ليرسل رأساء البلاد الإسلامية بعض جيوشهم لنصرة أهل فلسطيين فهذا واجب المسلم لنصرة أخيه المسلم و لنقبل على الله بقلوب راجية هذا هذا والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة الثلاثاء 2 محرم 1430 هـ 30 /12 / 2008 م
[1]- النور الآية 55
[2]- هود الآية 52
[3]- الأنفال الآية 33
طبيب
-
جزاك الله خيراً أخي الفاضل د. ربيع الورد
الحقيقة نحن أمة مشتتة هذا لأننا تخلينا عن كتاب الله عز وجل
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
اللهم اغفر لأبي وأمي وارحمهما كما ربياني صغيرا
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك
ان مع العسر يسرا*فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا
وقال ابن رجب : من لطائف أسرار أقتران الفرج بالكرب,
واليسر بالعسر , لأن الكرب اذاعظم واشتد , وحصل للعبد اليأس من
الخلق , تعلق قلبه بالله وهو من أكبرالأسباب التى تطلب بها الحوائج,
فان الله يكفى من توكل عليه , كما 
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
قال الفضيل –رحمه الله-:
والله لو يئست من الخلق , حتى لاتريد منهم شيئا,
لأعطاك مولاك كل ماتريد ...
وأيضا , فان المؤمن اذا أستبطأ الفرج , وأيس منه بعد كثره دعائه وتضرعه , ولم تظهر عليه أثر الاجابه , فرجع الى نفسه
باللائمه , وقال لها :لو كان فيكى خير لاجيبت دعوتك
وهذا اللوم للنفس أحب لله تعالى من كثير منالطاعات , فانه يوجب انكسارالعبد لله , وأعترافه بانه اهل لما نزل به من بلاء , وانه ليس اهلا
للاجابه , عند ذلك يسرع اليه فرج الكرب واجابه الدعاء , فان الله تعالى
عند المنكسره قلوبهم عسى فرج يأتى به الله انه له كل يوم فى خليقته أمر اذا لاح عسر فارتجى اليسر قضى الله ان العسر يتبعه اليسر
وقال ابن رجب ايضا :
اذا عظم الخطب واشتد الكرب كان الفرج حينئذ قريبا.
(حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْجَاءهُمْ نَصْرُنَا).
ثم يذكر ابن رجب وجها آخر من لطائف أقتران اليسربالعسر
أن العبد اذا اشتدد عليه الكرب , فانه يحتاج حينئذ
لمجاهده الشيطان , لانه يأتيه فيقنطه ويسخطه ,
فيحتاج العبد الى مجاهدته ودفعه , فيكون هذا الدفعوالمجاهده , دفع
للبلاء عنه ورفعه
ولهذا جاء الحديث الصحيح :
يستجاب لاحدكم مالم يعجل , فيقول : دعوت فلم يستجب لى , فيدع الدعاء (.
وفى المسند والترمذى عن أبى أمامه :radia-icon: أن النبى
(قال : عرض علىربى بطحاء مكه ذهبا , فقلت : لا يا ربى ! أشبع يوما وأجوع يوما, فان جوعت تضرعتاليك وذكرتك , واذا شبعت حمدتك وشكرتك (.
وهكذا لابد أن يكون حال المؤمن
أنيكون مطمئن لكل قضاء الله لان الله لا يقضى للمؤمن قضاء الا وكان خيرا له .
وقالعمر بن الخطاب :radia-icon: : ما أبالى أصبحت على ما أحب , أو على
ما أكره , لأنى لا اعلم الخير فيما أحب او فيما أكره .
*أقوال فى تهوين المصائب :
* قالبعض السلف: لولا مصائب الدنيا , لوردنا الآخره مفاليس .
*وقال معروف الكرخى –رحمه الله-:
ان الله يبتلى المؤمن بالأسقام والأوجاع , فيشكو الى
أصحابه , فيقول له الله تعالى : بعزتى وجلالى ما ابتليتك بهذه
الاوجاع , الا لأغسلك منالذنوب فلا تشكنى .
*وقال وهب بن منبه : لايكون الرجل فقيه كامل الفقه حتى يعدالبلاء
نعمه , ويعد الرخاء مصيبه , وذلك لأن صاحب البلاء ينتظر الرخاء , وصاحب الرخاء ينتظر البلاء .
وقال على بن أبى طالب :radia-icon:: ألا انالصبر من الأيمان بمنزله الرأس من الجسد ,فاذا قطع الرأس بار الجسد, ثم رفعصوته فقال : ألا انه لمن ايمان لمن لا صبر له
*وقال سليمان بن القاسم –رحمهالله-:
كل عمل يعرف ثوابه الا الصبر ,
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب )
قال : كالماء المنهمر
*وقيل الى لقمان الحكيم :
أى شىء خير ؟ قال : صب لا يتبعه أذى
قيل : وأى الناس خير ؟قال : الذى يرضى بما أوتى
[b][font=Arabic Transparent](منقول)[/font][/b]
التعديل الأخير تم بواسطة فداء الرسول ; 03-01-2009 الساعة 11:06 PM
سبب آخر: تنسيق
-
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم ااجرنا اجر الصابرين
-
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة حبر الامة في المنتدى المنتدى الإسلامي
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 15-04-2011, 10:10 PM
-
بواسطة ahmedali في المنتدى الذب عن الأنبياء و الرسل
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 06-03-2010, 08:39 PM
-
بواسطة الحاجه في المنتدى المنتدى العام
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 02-01-2009, 04:37 AM
-
بواسطة دفاع في المنتدى الفقه وأصوله
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 08-07-2008, 05:44 PM
-
بواسطة - جُـــنْـــد - في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 18-10-2006, 02:01 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات