أساتِذتنا الغاليين ضياء وصفي الدين أتطفّل عليكما برد مُغاير ولو كان معي عصا فأكيد كانت النتائِج وخيمة
أعزّكُم الله وابنُ مسْعودٍ رضِيَ اللهُ عنه هو أحدُ هؤلاءِ الأرْبَعَة ...
أوّلاً : نؤكِّد أنه لا يوجد أي رواية صحيحة او ضعيفة أو موضوعة عن ابن مسْعودٍ أنه أنْكَرَ فيها قرآنِيّةَ المعوِّذتيْنِ .!!
وإنّما فهِمَ من فهِمَ من عمليّةِ الحكِّ أنه إنْكارٌ للقرآنِيّة لأنّهُ قد جاء في إحْدى الرِّواياتِ هكذا :
أخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد النخعي، قال: كان عبد الله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول: إنهما ليستا من كتاب الله.[1]وهذا تحليل يقتنِصُ الرِّوايةَ ويعِْلُها عن باقي رِواياتِ الحكِّ , وحتى بمعِلٍ عن باقي الرِّواياتِ الأخرى فحك المعوِّذتينِ من كتاب الله له توجيهه الذي لا يعني إنكار القرآنِيّة ..!!!
وإنما خرج مفهومُ إنكارِ القرآنِيّة كمفهومٍ شبه يقيني منسوب لابن مسْعود بعْد القرن الثالِثِ وغايةُ ما وصلنا أنه كان يحُكُّ المعوِّذتينِ ويقول أنهما ليسا من كِتاب الله ... ولِهذا كما أسْلفنا توْجيهُه .!
قال الحافِظُ ابن حجر العسقلاني رحِمهُ الله:
فقول من قال إنه كذب عليه مردود والطعن في الروايات الصحيحة بغير مستند لا يقبل بل الروايات صحيحة والتأويل محتمل. [2]
ثانِياً : صِحّةُ الحديثِ واستِفاضة أخبار الحك عن ابنِ مسْعودٍ تُرجِّح وقوعَ الحكِّ ... وترْجيح وقوع الحكِّ شيء , ونفي القرآنِيّةِ شيْ آخر ... و سنُرجِّحُ إن شاء الله بالأدِلّةِ أن هذا الحديثُ لا يُسْتفادُ مِنْهُ إنْكارَ ابنِ مسْعودٍ لقُرْآنِيّةِ المُعوِّذتيْنِ ....
وللحديثِ توْجيهُه ... الذي سأبيِّنُهُ بالمختصَر فأقول أن الحك للمعوِّذتيْنِ قد يُفْهَمُ مِنْه الحك لاسمِ السُّوَرَتيْنِ "المعوِّذينْ" وليْسَ للمتنِ نفسِه .... وسأرجِّحُ هذا التوجيهَ إن شاء الله .... في نهايةِ المقال....
المفضلات