بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نبذه تاريخيه عن الرق قبل الأسلام
لايعرف التاريخ بداية لاستعباد الأنسان لأخيه الأنسان ,ومنذ عرفت الحضارات ودون التاريخ نجد الرق ونجده قاسيا .
قد تعجب ايها القارىء اذا عرفت ان الرق هو ابشع صور الأنسانية ,لم يكن من صنع الأنسان المتوحش بل من صنع الأنسان المتحضر. فالجماعات البدائية التي كانت تعيش في العصر الحجري وتتغذى من الصيد وجني الثمار الطبيعية لم تعرف الرق, بل كان يشيع بينها التعاون والمساواة والعمل المشترك للحصول على الغذاء.
ولما اخذ الأنسان في تأهيل بعض الحيوانات وصنع الشباك , توفر له بعض الغذاء , فسلم من كان يقتل, واخذت الجماعة تفيد منه في رعي ماشيتها او في صنع شباكها, وحل استخدام الأسير محل قتله ومن هنا نشأ الرق كظاهره اجتماعيه تقوم على استغلال انسان قوي لانسان ضعيف بدلا من قتله , واعتبر نجاة الأسير من حيث الأخلاق تقدما عظيما, فالعيش في ادنى مراتب الحياة اهون من القتل.
وعندما اخذ الأنسان في زراعة الأرض والأستقرار فيها ,واصبح له وطن ثابت ,فأنشأ المدينة واختار لها مكانا ,فلما تطورت حياة المدينة بعد اتساعها ونموها, زادت الحاجة الى العمل والى تنظيمه,ووجدت دولة المدينة في الأسرى الذين كانوا يقعون في قبضتها في اعقاب الحروب التي كانت تنشب بين المدن اداة طيعة للعمل, فمنهم من تستبقيه لمرافق المدينة فيكون مملوكا للدولة, ومنهم من تبيعه فيشتريه ارباب الأسر للأفادة من قوته البدنيه, وهكذا اضحى الرق في المدينة نظاما قانونيا واداة لتنمية راس المال.
ففيمصر القديمه وجدت العبوديه وعلى اكتاف رقيق الأرض بنيت الأهرام واقيمت المعابد ونحتت المسلات.
وفي الصين كان الرق منتشرا , وكان من اسبابه الفقر الذي كثيرا مايدفع بصاحبه الى ان يبيع نفسه واولاده تخلصا من العوز الذي كان واسع الأنتشار في الهند حيث نظام الطبقات كان الشودر(Sudra) , والمنبوذون(Outcast ) يمثلان الغالبية العظمى بين السكان الأصليين للبلاد . وكانت هاتان الطبقتانتكونان طبقة العبيد ز وكان للبراهمة (الكهنة) الحق في ان يأخذوا من مال الشودرا مايشاءون .فهذه الطبقة وافرادها ملك خاص للبراهمه, اما طبقة المنبوذين فلم يكن لها الحق ان تملك شيئا ,وكان من التفضيل على اي من افرادها ان يتملكه احد وان يخرجه من طبقة المنبوذين الى المجتمع.
اما عند الفرس فقد انتشرت نظرية الحق الألهي واصبحت عقيده مرعية عند الجميع و بمقتضى هذه النظريه اعتقد الملوك والناس معهم ان دما من دماء الآلهة تجري في عروقهم وانهم لذلك طبقة اخرى غير طبقة البشر وان من سواهم عبيد لهم ولا ينال الشعب الرحمة من الألهة الا اذا رضي عنه الملوك وعلى هذا يمكن القول ان سكان فارس كانوا الهة وعبيدا