بسم الله الرحمن الرحيم
(إذن لا يضيعنا )


هاجر عليها السلام زوجة الخليل إبراهيم صلي الله عليه وسلم
هاجر التي علمت الدنيا كلها كيف يكون اليقين علي الله سبحانه وتعالي
هاجر عليها السلام التي علمتنا كيف تكون قمة الإيمان والتوكل علي الله سبحانه وتعالي خالق السماوات والأرض

صحراء ........... لا زرع ........... لا ماء

هي امرأة ضعيفة
معها طفلها الرضيع ( اسماعيل صلي الله عليه وسلم )

يتركها الخليل ابراهيم صلي الله عليه وسلم


هنا تسأل هاجر عليها السلام إبراهيم صلي الله عليه وسلم

آلله الذي أمرك بهذا ؟


لماذا السؤال ؟

هي تعلم يقينا أن إبراهيم صلي الله عليه وسلم بشر لايملك لنفسه نفعا ولا ضرا

بشر لا يملك أن يفجر الأرض ينبوعا


بشر لا يملك أن ينزل مطرا من السماء


إذن لا بد من اليقين علي
أن هذا أمر من الله سبحانه وتعالي
خالق الأرض ومائها والسماء وأمطارها


فكان الجواب من الخليل إبراهيم صلي الله عليه وسلم بكلمة واحدة

( نعم )



هنا قالت المرأة المؤمنة المتيقنة بوعد الله سبحانه وتعالي
قالت كلمتها التي حفرتها في التاريخ بماء الذهب

(إذن لا يضيعنا )


يا الله علي حلاوة الإيمان

والله إني لأشعر بها الآن والكلمة تملأ قلبها فرحا بالإيمان

( لن يضعنا )

هكذا بلا أسباب أمامها

لا مطر أمامها

لا طعام

لا بشر

ومع هذا لن يضيعنا الله

غيب مطلق

يا إخواني وأخواتي

تصوروا الموقف

واشتشعروا فرحة الإيمان بالله العظيم سبحانه وتعالي
استعروا معي هذه الحلاوة التي إن متنا بعدها تهون علينا الدنيا
هذه الفرحة التي ندعوا غيرنا لها

نعيش معا هذه الفرحة الإيمانية



الله
الله العظيم
الله الرحيم

الله التواب

.......


نعم والله لقد تعلمنا من هاجر عليها السلام


وهنا وبعد أن ملأ الإيمان قلبها وكيانها
بدأت تأخذ بالأسباب
توكل ويقين كامل ........... ثم أخذ بالأسباب

سعت بين الصفا والمروة

.........
......
ومع القصة كاملة أدعوكم لقراءتها بالنص





صحيح البخاري - (ج 3 / ص 1227)
3184 - وحدثني عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال ابن عباس
: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة

ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد

وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء

فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقا فتبعته أم إسماعيل

فقالت
يا إيراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء ؟ فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يتلفت إليها

فقالت له آلله الذي أمرك بهذا ؟

قال نعم


قالت

إذن لا يضيعنا


ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت

ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع - حتى بلغ - يشكرون } .

وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء
عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى أو قال يتلبط

فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا


فلم تر أحدا فهبطت من الصفا

حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي

ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات .

قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فذلك سعي الناس بينهما ) .


فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت صه - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت قد أسمعت إن كان عندك غواث

فإذا هي بالملك عند موضع زمزم

فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء


فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف .

قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( يرحم الله أم إسماعيل لو كانت تركت زمزم - أو قال لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا ) .

قال فشربت وأرضعت ولدها

فال لها الملك لا تخافوا الضيعة فإن ها هنا بيت الله يبني هذا الغلام وأبوه وإن اله لا يضيع أهله .


وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله

فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة

فرأوا طائرا عائفا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء

فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء
فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك ؟

فقالت نعم ولكن لا حق لكم في الماء قالوا نعم .

قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه و سلم ( فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس ) .

فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم................. الحديث
..........................