5- شبهة يا أخت هارون[1]
بدأت أبحث في أصول هذه الشبهة تخيلوا إن أول من أثار هذه الشبهة نصارى نجران وفى عصر الرسول عندما ذهب الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة إلى نجران وندعه يقص لنا ما حدث عندما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجران فيقول " لما قدمت نجران سألوني – فقالوا : إنكم تقرؤن " يا أخت هارون " . وموسى قبل عيسى بكذا وكذا .
فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك فقال ( إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم والصالحين قبلهم )[2] .
عندما كنت أقرأ هذا الحديث النبوي وقعت أمامي مجله تنصيريه فيها رد أنبا على سؤال وجهه له تقريبا في نفس الموضوع آخوه المسيح وهل له إخوة كما ذكر في الإنجيل .... فقال بالحرف كلمه أخ قد تطلق في الماضي وفي التعبير اليهودي تطلق على القريب شديد القرابة للإنسان على ابن الأخت أو ابن الأخ وبنفس الأسلوب قيل أخوه المسيح ويريدون بها أولاد خالته . انتهى .
فقلت لنفسي سبحان الله يرد على شبهه وضعت في نجران وأخذناها ونرددها إلى اليوم إن كلمه أخ أو أخت تطلق على القريب وهذا يكفي ويقنعني تماما ولكني إشتقت لأعرف المزيد والمزيد .
2- فوجدت أن العرب تقول يا أخا تميم وتعني يا أخي في نسل تميم فقولهم "يا أخت هارون " يعنون بها يا أختا من نسل هارون ولا يعنون بها أنها شقيقه هارون ، كما أن العربي لا يقصد بأخا تميم أن المنادي شقيق تميم .
3- نعلم جيداً أن المسيح جاء بمعجزة من الله نؤمن سواء مسيحيون أو مسلمون بها فهو بدون أب ولكن نسبه إلى والدته " مريم " يقول لوقا : ( 1: 37 ) إن مريم قريبه الياصبات والياصبات هارونيه فتكون مريم هارونيه ، وذكر لفظه قريبتك جاءت في الترجمة العربية المشتركة أما ترجمه فانديك فجاء نسيبتك بدل قريبتك واللفظة اليونانية المترجمة تعنى من سلالتك .
فمريم هارونية بنص الكتاب المقدس في لوقا (1 : 5 ) (زكريا من فرقة أبيا وإمرأته من بنات هارون وإسمها اليصابات) هل معنى ذلك أن اليصابات أم النبي يحيى عليه السلام عندما يقول عنها في الإنجيل أنها من بنات هارون فهل هذا يعني أنها بنت هارون ؟؟
الواضح لمن له عقل أن الفرق بينهم 13 قرناً من الزمان .
إذا المقصود أنها سيدة هارونية من سبط هارون أصحاب الكهانة والزعامة في بني إسرائيل فالشجرة كلها هارونية زكريا وامرأته من بنات هارون وإسمها اليصابات ومعها أختها حنة وبنتها مريم وابن أختها يحيى .... ثم عيسى عليه السلام منهم ذريه بعضها من بعض .[3]
4- وجدت أن كلمه " يا أخت هارون " التي وردت في القرآن ما هى إلا كلام اليهود و يمكن أن تكون العبارة من باب الاستهزاء أو الملامة فالقرآن نقل ما كان يقال من ألفاظهم ومشهد الحدث وماذا قيل فيه .
5- عرفت أيضا أن مريم أخت موسى وهارون كانت نبيه وأنها قادت نساء بني إسرائيل في الترنيم بالدفوف والرقص فرحا بالنجاة من عبودية فرعون جاء ذلك في سفر الخروج (15 : 20 ) (فأخذت مريم النبية أخت هارون الدف بيدها وخرجت جميع النساء وراءها بدفوف ورقص. " ولأن مريم بنت عمران أخت موسى وهارون كانت نبيه كما تقدم تيمنا بها وجدنا السيدة حنة أم مريم فور أن علمت بعد وضعها أن المنذور أنثى ، وجدناها على الفور أطلقت عليها إسم مريم تيمناً بمريم النبيه أخت هارون والذي جعل الله الكهانة في نسله ، ومريم كان يطلق عليها لقب أخت هارون ليس على سبيل المجاز وإنما على الحقيقة .... فالتشابه بينهم كبير .
يا له من عجب القرآن الذي يرشدنا الى نسب مريم بينما ننسبها الى داود النبي وهنا يتحول الأمر إلى حقيقة ساطعة يا سبحان الله إنها هارونيه في الهيكل وهذا بذاته إعجاز ولكن كلمه أخت هارون في مصطلحات اليهود أى خادمه في الهيكل وهذا خاص لسلالة هارون .
تساءلت في نفسي أليس الكتاب المقدس يثبت نسب مريم ؟؟
بعد مراجعتي لهذه الشبهات وشبهات أخرى كثيرة كنت أظن أنها سوف تهدم الإسلام وكلما عدت لكل شبهه لكي أبحثها أكتشف الجديد .
بعدما وجدت رداً لا يمكن اختراقه وعدت أدراجي جالسا أفكر فإذا بي أجد نفسي أنتقل بفكري إلى الكتاب المقدس وسألت نفسي ماذا يقول الكتاب المقدس عن هذه الشبهات والأباطيل ؟؟ التي بحثت فيها لأجد خيبتي تساءلت في نفسي هل الكتاب المقدس مقتبس من أماكن أخرى

[1]- رددنا على ذلك بالتفصيل في سلسة (المحاكمة الكبرى لأعداء الإسلام)تحت الطبع مكتبة النافذة

[2] - روا ه مسلم في صحيحه رقم 2135صحيح الترمذي - الرقم3155

[3] - المزيد مراجعه كتاب أستاذنا الفاضل ع.م.جمال الدين شرقاوي (هاروني أم داودي) مكتبة النافذة
يتبع