وقصة القس إبراهيم خليل تضيف فصلاً جديداًلسنة الله في حفظ هذا الدين وتأييده ونصره
يقص علينا الحاج إبراهيم خليل أحمد قصته قائلاً والذي كان اسمه من قبل " القس إبراهيم خليل فليبس " فيقول:
أنا من مواليد الإسكندرية في 13 ينايرسنه 1919م يوم الاثنين 10 ربيع الثانى عام 1337هـ. ولدت لأبوين صعيديين إذ يرجع أصلهما إلى محافظة أسيوط قلب الصعيد وعاصمته وقد وسع الله عليهما في العيش فأدخلاني المدارس الخاصة ذات المصروفات الباهظة ونظرا لعنايتهما بتربيتي درست في مدارس الإرسالية الأمريكية
كنت متفوقا في دراستي الابتدائية ثم انتقلت إلى المرحلة الثانوية ، التحقت بالكشافة ثم الجوالة التي أتاحت لي الفرصة الطيبة للتعرف على البيئات والعقائد والأديان ، تعرفت على الأديان الثلاثة ( اليهودية والنصرانية والإسلام )
وفى تلك الفترة قامت الحرب العالمية الثانية ، التي دفعت أهوالها بأهل الإسكندرية إلى الهجرة .
هاجرت إلى أسيوط ، ودخلت الكلية الأمريكية هناك لإتمام دراستي وحصلت على دبلوم كلية أسيوط سنة 1942م وتخصصت في الدراسات الدينية تمهيداً لدخولي كلية اللاهوت. كنت دائما منهمكاً في القراءة ، أميل إلي البحث والتنقيب في الكتب ، عكفت على قراءة أحدث الكتب وأقواها في اللغتين العربية والانجليزية وساعدني على ذلك مكتبة الكلية الزاخرة بأحدث الكتب والمؤلفات
وأثناء الحرب العالمية دفعتنا الكلية الأمريكية للإلتحاق بخدمة الجيش الأمريكي بمصر ، وألحقونيبسلاح الصيانة عام 1945م حيث عملت في المعامل الكيميائية لتحليل المعادن ، في مخيم هايكستب مطار القاهرة الحالي
رأيت عن قرب آثار الحرب المدمرة ( الخراب – الدماء – الموت – القسوة ...الخ ) رأيت الحياة بظروفها القاسية ، فكانلذلك أثرا عميقا في نفسي ، دفعني إلى الحب الصادق للسلام ، والدعوة له فما هو الحل في نظري ؟ وما هو الطريق للسلام ؟
إنه السلك الديني ليس غيره مما جعلني أوظف كل إمكانياتي وطاقاتي للسعي إلى السلام النفسي عن طريق المسيح والكنيسة .[1]
وفي نفس العام التحقت بكلية اللاهوت الإنجيلية ، ولم يكن الالتحاق بكلية اللاهوت بالأمر السهل أو الهين حيث لا يستطيع أى حاصل على الدبلوم أن يلتحق بهذه الكلية دون تزكية الكنيسة وإجتياز عدد من الإختبارات الدقيقة ولقد حصلت على تزكية كنيسة العطارين بالإسكندرية ، كما حصلت على تزكية المجمع الكنسي للوجه البحري بعد إجراء إختبارات عديدة ودقيقة للتعرف على مدى إستعدادي لأن أصبح رجل دين ............ ثم حصلت على تزكية المجمع ( السنودسي الإنجيلى) وهو يضم مجموعة قساوسة من السودان ومصر ويعتبر كمؤتمر ديني عام. وقد قرر المجمع السندوسى الموافقة على دخولي كلية اللاهوت سنة 1945م بالقسم الداخلي
درست على يد أساتذة أمريكيين ومصريين وتخرجت في عام 1948م بعد أن أمضيت بها أعواما ثلاثة حصلت بعدها على دبلوم اللاهوت " يعادل ليسانس كلية دار العلوم جامعة القاهرة " آنذاك [2]
ولكن دعني أحدثك عن هذه الكلية " إنها لا تخضع لأي وزارة تعليمية في مصر " فلمن تخضع إذن ؟؟؟
إنها تخضع إلى إشراف جامعة " برنستون " بالولايات المتحدة الأمريكية مما جعل غالبية الأستاذة من الأمريكين ،وكان يوجد فيها 19 أستاذا بينما كان عدد الطلاب الدارسين 16 طالبا فقط
هل أدركت مدى العناية الفائقة بالدراسة والإعداد.........!!!!!!!!!!!
مدة الدراسة النظرية ثلاث سنوات متتالية بينما الأجازات تستخدم في التدريب على الوعظ والتعليم في الكنائس، كانت الدراسة داخلية " إقامة كاملة " لمراقبة الطالب والتعرف على أخلاقه حيث لن يحصل الطالب على شهادته الجامعية إلا بشهادة على السلوك من أساتذة الكلية والمتخصصين .

[1]- لماذ أسلم هؤلاء القساوسة....؟ ص 25 الشوادفي الباز مكتبة العبيكان

[2]- رجال ونساء أسلموا الكتاب 4 ص 78-94 عرفات كامل العيشي دار القلم