لنضرب المثل الآن بالشفرة الوراثية DNA
نريد أن ننظر فقط إلى شئ واحد
الشفرة الوراثية تحدد خصائص الخلية
و كل خلية فى جسم الإنسان لها نفس الشفرة الوراثية
و لكن ليست كل خلايا الجسم لها نفس الخصائص
فهناك خلايا للمخ و خلايا للكبد و خلايا للعقل و خلايا للكلى وغيرها
فكيف يحدث الاختلاف بين تلك الخلايا و لها نفس الشفرة الوراثية؟
بعض أجزاء الشفرة الوراثية تكون مؤثرة على الخلية لأنها تكون مكشوفة لإنزيمات ضرورية لتصنيع ما يسمى ب m RNA و بعضها تكون متكتلة على نفسها و بشدة بحيث لا تكون مكشوفة لتلك الإنزيمات فتكون غير مؤثرة على خصائص الخلية
و الأجزاء المؤثرة من الشفرة الوراثية و الغير مؤثرة تختلف من خلايا عضو إلى خلايا عضو آخر
فهل يعقل أن اختلاف الأجزاء المؤثرة من الشفرة من عضو إلى عضو جاء بالصدفة؟
فالمصادفة نظمت الشفرة بحيث تعمل بعض الخلايا كقلب
ثم أعادت المصادفة تنظيم الشفرة بحيث تعمل بعض الخلايا كعقل
ثم أعادت المصادفة مرة أخرى تنظيم الشفرة بحيث تعمل بعض الخلايا كرئة
....إلخ
و فى النهاية أصبحت كل تلك الأعضاء و بالمصادفة البحتة تعمل مع بعضها بتجانس مدهش فعضو للحركة و آخر للتفكير و آخر للتنفس و آخر للتكاثر و آخر لضخ الدم و آخر للرؤية و آخر للسمع بحيث يوجد كائن صالح للحياة يستطيع أداء جميع الوظائف الحيوية المختلفة
سبحان الله عما يشركون
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات