لازلنا في مرحلة الجهل الغوي ,, لكن سنرد على أحد المزاعم أيضاً لكن بشكل غير مباشر .
المشكلة في هذا ( الكتاب ) وغيره من كتب نصارى العرب الموجهة لعامتهم , هي أنها تصدُر من أناس لا يميزون وتُوجه لشعب لا يميز ومن عادته تصديق أي شئ وذلك حسب المبدأ المقدس " توكل على الرب بكل قلبك وعلى فهمك لا تعتمد " .
هذا المثال قد اجتمع فيه عدد كبير من الأغلاط اللغوية التي تعبر عن حال فادي ومستواه العلمي المتدني .
في ص 8 يبدأ فادي بوضع تقسيم لإستخدامات يسوع المسيح للعبارة " إيجو إيمي " حيث يقسمها إلى ثلاثة أقسام
1- أنا هو الشخص المطلوب
2-أنا هو المسيا
3-أنا هو يهوه
وقال أن ما يهمه بعد الحالة الأولى هو الحالة الثالثة ( التي تخيلها في عقله وسنرى تدليله العقيم عليها ) .
تدليلات فادي على الحالة الثالثة :
نص يوحنا 58 : 8
الحق الحق أقول لكم , قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن .
وقد قام بتظليل المقطع " إيجو إيمي " كالعادة .

لنرى الكلام العجيب الذي كتبه ص 9
حيث قد قمتُ بتقسيم المشاكل الموجودة إلى ثلاثة نقاط كل واحدة بلون مختلف .

المشكلة الأولى
يقرر فادي حقيقة لغوية جديدة وهي أن استخدام التصريف " إيمي " الذي هو في المضارع التام هنا , أو كما عبر عنه فادي ب ( المضارع في الماضي ! ) حيث قال أنه يعبر عن كينونة لا بداية ولا نهاية لها !!!!!!
إذاً فكل من يتكلم اليونانية ويقول " إيجو إيمي " I'm فهو إله له كينونة لا بداية لها ولا نهاية !!!
أقل ما يقال عن هذا أنه كلام فارغ !
المشكلة الثانية :
يتحفنا فادي بحقيقة رهيبة جداً وهي أن هذا المقطع لابد وأن يكون " يهوه " والسبب في ذلك أنهم أرادوا أن يرجموه !!
إذاً فكل من يتكلم كلاماً لا يُعجب السامعين , ثم يهب السامعين لضربه فيجب علينا حينها أن نستنتج أن المتكلم كان يقول لهم " أنا يهوه " . خاصة وان كان في كلامه المقطع I'm
المشكلة الثالثة :
ينقل لنا العلامة فادي إجماع كل آباء الكنيسة وكل العلماء حديثاً على هذه الحقيقة الباهرة , ونسي فادي العلامة أن يحدد لنا من أين أتى بهذا الإجماع ! . نقلته عن من يا فادي ؟ لكن فعلاً فادي عنده حق في الكذب والتدليس المستند على جهله أولاً , طلاما أن شعب النصارى الجاهل لا يُكلف نفسه للتحقق من أي شئ !
هل انتهت المشكلة إلى هنا ؟ لا
فلنرى تدليل فادي اللغوي على أن يسوع المسيح كان يقول لهم " أنا يهوه " .
الدليل الأول :
الموسوعة اليهودية ! , هل ضاعت المعاجم ليذهب للموسوعة اليهودية ؟ , بغض النظر
سنجمل شرح الكلمة في نقطتين لعله يتعلم شيئاً في حياته :
1- التصريف יהוה هو المضارع من المصدر الأرامي הוה بمعنى " كان " . وهذا التصريف هو تصريف عادي للفعل وليس هو الإسم " يهوه " بالضرورة . ص 219 معجم Gesenius
2- مصدر الإسم يهوه غير معلوم يقيناً , فكلها ترجيحات , بل وحتى نطق الإسم غير معلوم يقيناً حيث أن اليهود لا ينطقون هذا الإسم لأنه مقدس وغير مسموح بنطقه , فإحدى طرق نطق الكلمة والذي ظهر في الترجمات القديمة المختلفة للنص العبري كان نتيجة للجهل بما يسمى عند اليهود ب ( المقروء غير المكتوب ) حيث تم وضع علامات الحركة الخاصة بكلمة " أدوناي " على حروف كلمة " يهوه " لأن اليهود يقرأون كلمة " يهوه " هكذا " أَدُناي" فهي قراءة لما هو غير مكتوب لذلك فهم يضعون علامات الحركة لكلمة " أدوناي " ( المقروء الغير مكتوب ) تحت حروف كلمة " يهوه " هكذا على سبيل المثال " َ ُ َ " .
راجع ص 221 معجم Gesenius
وكذلك ص 255 من معجم
A comprehensive etymological dictionary of the Hebrew language for readers of English, By Ernest David Klein, Ernest Klein, Baruch Sarel - (1987 foreword by Haim Rabin.
At The Hebrew university of Jerusalem
على العموم سنتساهل معه ونقول أن الاسم " يهوه " هو أحد اشتقاقات المصدر الأرامي السابق ذكره بالأعلى .
الدليل الثاني ( المقابلة ) :
يقوم بها فادي دائماً , وفي جل الحالات تكون خاطئة .
وقبل عرضها نلاحظة أنه يستشهد بالترجمة العبرية للعهد الجديد ! وكأنها نص مُعول عليه ! . سنتساهل أيضاً ونمررها .
نرى الآتي في ص 10

أنا وقفتُ كثيراً أمام هذه العبارات , لم أتوقع هذا الجهل الرهيب وهذا السفه الذي يُروج لشعب النصارى الضال المغرر بهم .
ظلل فادي كلمة היה في النص العبري وذلك إعتقاداً منه أنها مقابلة للعبارة " أنا كائن " ثم قابلها بكلمة יהוה . وكان دليله أنه لا يوجد سوى حرف واحد مختلف ! ( هما حرفان وليس حرف واحد , لكن ليست هذه هي القضية )
ما قام به فادي في هذه الأسطر القليلة عبارة عن خطأ مركب نتيجة عن جهل مركب أيضاً .
1 - يذكر لنا فادي حقيقة لغوية رهيبة وهي أن كلمة יהוה مصدراً !!! ولا يعرف أنها إسماً ولو سلمنا بالفرضية السابقة التي تساهلتُ معه فيها بأنها اشتقاقاً من المصدر الأرامي הוה فإنها ستكون بمعنى " يكون " أي تصريف المصدر הוה في المضارع .
2- يتحفنا فادي بحقيقة لغوية أخرى وهي أن كلمة היה هي التصريف المضارع لِما يعتقد أنه مصدراً وهو كلمة יהוה ولا يعلم فادي المسكين أن كلمة היה هي مصدر الفعل " يكون " في العبرية وهي بمعنى " كان " .
المقابلة الصحيحة :
1- المقابل للعبارة " أنا كائن " في الترجمة العربية والتي وصف بها يسوع المسيح نفسه ليست كلمة היה التي ظللها فادي بل العبارة אני הייתי !!! ومعناها الحرفي المباشر " أنا كنت "
أما المقابل لكلمة היה ومعناها " كان" هي الكلمة المظللة باللون الأحمر في العبارة " قبل أن يكن إبراهيم "
إذاً فحسب شرح فادي فإن إبراهيم عليه السلام هو " يهوه القدير " . !! ياللعجب .
الشرح مبسط على الصورة :

صراحة لا أجد تعليقاً مناسباً لوصف فادي ! غير أنه مسكين .
يتبع طبعاً
التعديل الأخير تم بواسطة Abo Ayoop Al-ansary ; 26-11-2008 الساعة 05:00 AM
ومنهم أمييون لا يعلمون الكتاب إلا أمانيَّ وإن هم إلا يظنون
المفضلات