الخالق لابد أن تكون له صفات الكمال و يتنزه عن كل صفات النقص


الخالق لابد أن تكون له صفات الكمال و بتنزه عن كل صفات النقص فكل موجود إما أن تكون له صفات كمال، وإما أن تكون له صفات نقص. و الثاني باطل بالنسبة للخالق فنافص الكمال لا يعطي الكمال وكيف يهب الكمال وهو غير كامل فينزه الله عن الضعف والذل والنوم و الغفلة والموت والاحتياج للطعام والشراب و العمى والصمم و غير ذلك من صفات المخلوق الضعيف .


الخالق لابد أن يكون فوق خلقه و ليس في خلقه

الخالق لابد أن يكون فوق خلقه و ليس في خلقه و العلو صفة كمال في حق المخلوق ، فهي في حق الخالق أولى ؛ لأن كل صفة كمال مطلقة, فهي ثابتة للخالق من باب أولى فمعطي الكمال أكمل ، والخالق كان ولا شيء معه لا سماء و لا أرض ثم خلق السماوات والأرض فإما أن يكون خلقها في ذاته فهي حالة فيه و هو حال فيها وهذا باطل ، و إذا كان الأمر كذلك فمخلوقاته بائنة عنه غير مختلطة به . و حينئذ فإما أن يكون الخالق فوق مخلوقاته و إما أن تكون مخلوقاته فوقه و هذا باطل بداهة فلم يبق إلا أن يكون الخالق فوقها ، وأيضا السماوات والأرض صغيرة بالنسبة لمن خلقها فكيف يكون فيها ؟و الخالق كان ولا شيء معه لا سماء ولا أرض ثم خلق السماء و الأرض فكان الخالق لا يحتاج للسماء والأرض قبل خلقهم وكذلك بعد خلق السماء و الأرض و لا تجد عاقلاً في أي مكان وفي أي ملة إلا و هو يثبت أن الخالق فوق المخلوقات ففي الشدائد ترى الواحد مهما تكن ديانته وشريعته بفطرته يمد يديه, ويرفع بصره إلى العلو يدعو الخالق فتعين أن الخالق فوق الجميع .




الخالق لا يحتاج لأحد و لا يضره أحد

الخالق لا يحتاج لأحد و لا يضره أحد فلا يستطيع أحد نفعه و لا يستطيع أحد ضره فلو استطعاع نفعه أحد فهو محتاج له وكيف يكون الخالق محتاجا و هو الذي يقضي حاجات عباده ؟ و إذا استطعاع أحد ضره فهو ضعيف وكيف يكون خالق القوى ضعيفا ؟!



الخالق هو الذي يشرع لعباده

الخالق هو الذي يشرع لعباده ما يصلحهم في الدنيا والآخرة فكما أنه الخالق وحده فهو الآمر وحده له الخلق وله الأمر لم يترك التشريع لعباده علما منه أن الإنسان قد يرى الشيء الضار نافعا ، ويرى النافع ضارا متأثرا بشهواته و تتطلعه للنفع العاجل اليسير دون النظر للضرر الآجل الجسيم .

__________________