فصل 4 : بقاء بعض البشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم بالكتاب المقدس عند النصارى اليوم :


أخوتاه إذا وجدت توراة موسى غير المحرفة وإنجيل المسيح عليه السلام فسوف نجد اسم نبينا صلى الله عليه وسلم مكتوبا فيهما كما أخبر الله حيث قال : ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [ الأعراف : 157 ] و رغم أن توراة موسى عليه السلام الحالية توراة محرفة ، والأناجيل المعترف بها لدى آباء الكنيسة ليس فيها إنجيل المسيح إلا أننا نجد بعض البشارات بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم في أسفار موسى الحالية وفي أناجيل النصارى الحالية ، وإليكم من هذه البشارات ما جاء في سفر التثنية : " أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك ، وأجعل كلامي فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ،ويكون الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذى يتكلم به باسمي أنا أطالبه "( التثنية الإصحاح 18 : العدد 18 _ 19) فهذا النص يدل على أن الله قد وعد موسى عليه السلام ببعث رسول لبني إسرائيل مثله عليه السلام، و ليس هذا النبي من بني إسرائيل بل من إخوة بني إسرائيل وقالت اليهود المراد بهذا النبي نبي من أنبياء إسرائيل هو يوشع بن نون فتى موسى ، أو صموئيل وقالت النصارى هذه بشارة بعيسىوكلا القولين يبطله سياق النص فالنص يقيد البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو من وسط إخوة بنى إسرائيل وليس منهم وهذا النبي مثل موسى عليه السلام صاحب شريعة وجهاد لأعداء الله ،وهذان الشرطان لا وجود لهما لا في يوشع بن نون ، ولا فى صموئيل كمايدعى اليهود ولا فى عيسى عليه السلام كما يدعى النصارى؛ لأن يوشع وصموئيل وعيسى من بنى إسرائيل وليسو من وسط إخوة بنى إسرائيلولو كان المراد نبياً من بني إسرائيل لكان الوعد أقيم لهم نبياً منهم ، ونجد نصا يخرج يوشع وصموئيل، والنص في سفر التثنية : " لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى " ( التثنية الإصحاح 34 : العدد 10 ) وقد كان موسى عليه السلام صاحب شريعة ، ويوشع وصموئيل وعيسى وجميع الرسل الذين جاءوا بعد موسى عليه السلاملم يكن واحداً منهم صاحب شريعة ، وإنما كانوا على شريعة موسى بما فيهم المسيح عليه السلام وقد قال المسيح عليه السلام في إنجيل متى: " ما جئت لأنقض بل لأكمل " ( الإصحاح 5 : لعدد 17 ) إذاً عيسى عليه السلام ما جاء بشريعة جديدة ،ولكن جاء متمماً ومعدلاً لشريعة موسى ،وعيسى عليه السلام له أم فقط أما موسى عليه السلام فله أب وأم وعيسى عليه السلام ولادته معجزة أما موسى عليه السلام فقد ولد ولادة طبيعية وعيسى عليه السلام لم يتزوج أما موسى عليه السلام فقد تزوج وأنجب ، وعيسى عليه السلام لم يحكم قومه أما موسى عليه السلام فقد حكم قومه والمسيح عليه السلام رفع إلى السماء أما موسى عليه السلام فقد مات ودفن في الأرض فليس عيسى عليه السلام مثل موسى عليه السلام وإن قيل موسى وعيسى عليهما السلام من بني إسرائيل وأيضا موسى وعيسى عليهما السلام نبيان لذلك عيسى عليه السلام كموسى عليه السلام نقول هذا يستوي فيه كل أنبياء بني إسرائيل فلما يترجح عيسى عليه السلام إذاً ؟ ، ومحمد صلى الله عليه وسلم يتحقق فيه الشرطان فهو من نسل إسماعيل ، وإسماعيل أخو إسحاق كما في سفر التكوين الإصحاح 16 : العدد 12 وإسحاق عليه السلام هو أبو يعقوب المسمى إسرائيل لذلكيكون محمد صلى الله عليه وسلم من وسط إخوة بنى إسرائيل وليس من إسرائيل نفسها، ومحمد صلى الله عليه وسلم صاحب شريعة مستقلة مثلما كان موسى عليه السلام ،ومحمد صلى الله عليه وسلم كان له أب وأم مثل موسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم قد ولد ولادة طبيعية من زواج رجل وامرأة كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم تزوج وأنجب كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم كان نبياً وحاكماً كموسى عليه السلام ، ومحمد صلى الله عليه وسلم مات ميتة طبيعية ودفن في الأرض كموسى عليه السلام


__________________