قدرة الله على كل شيء لا يدخل فيها القدرة على إماتة نفسه لكونها ليست شيئا
قدرة الله على كل شيء لا يدخل فيها القدرة على إماتة نفسه لكونها ليست شيئا ؛ لأن الشيء يطلق على كل ما هو موجود ، و صفة إماتة الله نفسه ممتنعة بالنسبة لله أي يستحيل أن يتصف الله بها لاشتمالها على صفات لاتليق به سبحانه كصفة العدم التي هي ضد بقائه و الموت الذي هو ضد حياته ، و العدم الذي هو ضد وجوده ، و العبث الذي هو ضد حكمته ، و المستحيل ليس بشيء لا في الخارج ، ولا في الذهن ، فالذهن يحكم على ما يتصور أما المستحيل فلا يتصور ، و قوله تعالى : ﴿ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ لا تتناول قدرة الله على إماتة ذاته ؛ لأن القدرة صفة يتمكن بها الفاعل من الفعل دون عجز ، والفعل الذي يتمكن من فعله هو الفعل الممكن أما غير الممكن فليس له علاقة بالقدرة ، والله دائم الوجود فيستحيل أن يكون منعدم الوجود ،و الله دائم الحياة فيستحيل أن ينعدم الحياة .
__________________
المفضلات