قـهـر الـغـضـب



عمر بن سلمة " الذي مات أبوه شهيداً " وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم أمه " أم سلمة " يحكي: كنت غلاماً في حجر النبي صلى الله عليه وسلم وكنت يدي تطيش في صفحة الأكل. فأخذني النبي صلى الله عليه وسلم في حجره. وقال: يا بني إذا أكلت فسم بالله وكل بيمينك وكل مما أمامك.
هذا الحديث رواه الغلام عمر وكان عمره حين حدث له ذلك خمس سنوات.




جذر المشكلة أن الولد تصرف بطريقة غير لائقة. ومن الخطأ معاقبته على ذلك. حل هذه المشكلة هو الإيمان بالله. ولهذا قال النبي للصبي: عندما تأكل تذكر الله. ثم نصح الصبي بأن يأكل بيمينه وليس بكلتا يديه، وأن يأكل من أمامه. أحياناً نعاقب على خطأ بينما المفروض حل أصل المشكلة. وأحياناً نعاقب من أجل أنفسنا. ننتقم.




أعرف سيدة دعت صويحباتها إلى بيتها الجديد، بمناسبة انتقالها إليه. وكان لديها ابنة عمرها ثلاث سنوات. هي لتنام بها خلال تواجد الضيوف. دخلت السيدة مع ضيفاتها غرفة الابنة ففوجئت بأنها أمام حالة من الفوضى أحدثتها الفتاة في الغرفة، حيث فرشت لعبها في أرض الحجرة. فجذبتها من ذراعها وعنفتها وأمرتها أن تنام.



الأم عاقبت الابنة دون سبب، وكسرت فيها عزة نفسها وكرامتها أمام الضيوف. استخدام العقوبة هنا حرام وإيذاء للأبناء خاصة لو كانوا أطفالاً.



والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب. انظر إلى هذه النصيحة التي قالها الله للنبى صلى الله عليه وسلم:"


ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ". أنا أخشى أن ينفض أولادك من حولك بعد ذلك .


هناك أب يقول: أنا شديد أعاقب أبنائي لأن هذا زمن صعب، ولو تراخيت وأسبغت الحنان على أولادى يفسدون. وأنا أرد على هذا الأب بالحديث الشريف: " إن الله رفيق يحب الرفق ". وأرد بالآية الكريمة:


"ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ". لهذا أرجوك لا تستعمل الضرب في العقاب، واجعل العقوبة آخر البدائل، فالعقوبة أحيانا تكون خطأ. والأسوأ أن تعاقب دون أن تدري، حين لا تقيم العدل بين أبنائك.


حوار أجراه أ. عصام الغازي مع الأستاذ عمرو خالد لمجلة كل الناس
وجزاكم الله خير الجزاء