فى هذا الموضوع دليل آخرعلى كذب هذه الرواية الخاصة بثمن يسوع (ثلاثين من الفضة) فهذه النبوءة ليست مرتبطة لا بإرميا ولا حتى بزكريا بل مرتبطة بالتدليس والخداع لأن ما جاء فى زكريا ليس بنبوءة من الأساس بل هو حال الواقع حينئذ
كما أن مرقس ولوقا لم يذكرا شيئاً عن الثلاثين من الفضة بل جل ما ذكروه أن اليهود إتفقوا مع يهوذا على أن يعطوه فضة لا أكثر من ذلك ولا أقل

10ثُمَّ إِنَّ يَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَاحِدًا مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، مَضَى إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ. 11وَلَمَّا سَمِعُوا فَرِحُوا، وَوَعَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. وَكَانَ يَطْلُبُ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ فِي فُرْصَةٍ مُوافِقَةٍ.مرقس 14

3فَدَخَلَ الشَّيْطَانُ فِي يَهُوذَا الَّذِي يُدْعَى الإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ الاثْنَيْ عَشَرَ. 4فَمَضَى وَتَكَلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ الْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ. 5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً. 6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْوًا مِنْ جَمْعٍ. لوقا22

أما كاتب إنجيل متّى فإقترح هذه الزيادة الخاصة بثلاثين من الفضة من عنده


تعالوا معا لنضع نص متّى تحت المجهر


يقول متى
3حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4قَائِلاً:«قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا:«مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا:«لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ:«وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ». متى 27

فمما سبق يتضح أن يهوذا
1. طرح الفضة فى الهيكل
2. ثم خنق نفسه
وما جاء فى أعمال الرسل ينفى هذا الكلام
حيث يخبرنا كاتب أعمال الرسل أن يهوذا هو الذى إشترى حقل الدم وأنه لم يمت بالشنق بل مات عندما سقط على وجهه فانسكبت أحشاءه كلها
15وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ قَامَ بُطْرُسُ فِي وَسْطِ التَّلاَمِيذِ، وَكَانَ عِدَّةُ أَسْمَاءٍ مَعًا نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ. فَقَالَ: 16«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ الَّذِي سَبَقَ الرُّوحُ الْقُدُسُ فَقَالَهُ بِفَمِ دَاوُدَ، عَنْ يَهُوذَا الَّذِي صَارَ دَلِيلاً لِلَّذِينَ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ، 17إِذْ كَانَ مَعْدُودًا بَيْنَنَا وَصَارَ لَهُ نَصِيبٌ فِي هذِهِ الْخِدْمَةِ. 18فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا. أعمال1

لا حظ معى

18فَإِنَّ هذَا– أى يهوذا- اقْتَنَى حَقْلاً -أى حقل الدم- مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ- أى الفضة

يا سادة المعنى واضح أمامكم
يهوذا هو الذى إشترى الحقل وليس رؤساء الكهنة كما إدعى ذلك كاتب إنجيل متّى
وتحسباً لمحاولات النصارى فى دفع الحرج فإننا نريح عقولهم من البداية
فإن فرضنا أنهم سيقولون أن المال الذى اشتروا به الحقل هو فى الأساس مال يهوذا وعلى ذلك فإن الحقل يكون ملكه
فإن هذا لا يصير تفسيراً مقنعاً فكيف يصبح الشئ ملكاً لفلان إن كان فلان ميتاً

وإن قالوا أن يهوذا فعلاً مات مشنوقاً ثم بعد ذلك وقع من على الحبل حتى يحدث له ما حدث فى أعمال الرسل
فكيف يقع المشنوق على وجهه؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

إن أغرب ما فى هذه الرواية ما يلى
19وَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، حَتَّى دُعِيَ ذلِكَ اْلحَقْلُ فِي لُغَتِهِمْ «حَقَلْ دَمَا» أَيْ: حَقْلَ دَمٍ. 20لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ الْمَزَامِيرِ: لِتَصِرْ دَارُهُ خَرَابًا وَلاَ يَكُنْ فِيهَا سَاكِنٌ. وَلْيَأْخُذْ وَظِيفَتَهُ آخَرُ أعمال1
وكما هو المعنى واضح
فإن ما حدث ليهوذا صار معلوماً عند كل سكان أورشليم كما قال كاتب أعمال الرسل
وعلى الرغم من هذا فإن كاتب إنجيل متّى لم يصله هذا الخبر وكتب أن يهوذا مات عندما شنق نفسه

هداكم الله
يتبع...............