أخي الكريم أشكرك على السؤال ....
ولتوضيح الأمور وتبسيطها الى من ليس لديه أدنى فكرة عن اعتقاد النصارى بما يخص الموضوع ....
فنبدأ في البدء من استهلالية كمدخل الى فهم الموضوع ....
مكتوب في أناجيلهم ( انجيل يوحنا تحديدا ) :
3: 16 لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية 3: 17 لانه لم يرسل الله ابنه الى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم .
بمعنى أن الله أحب البشر ....
الذين انفصلوا عن الله بدخول الخطيئة بهم منذ أن أكل آدم وحواء من الشجرة المحرمة ....
وأصبح كل نسل آدم متوارث للخطيئة من أول يوم يولد فيه ....
فباتوا في عداد الهالكين .....
لهذا كان تدخل الله بذاته ....
لأنه أحب البشر ولا يريد لهم الهلاك ....
ولكن اقتضى عدل الله أن يكون هناك ذبيحة تقدم لفداء البشر بدمها .... ويجب أن تكون هذه الذبيحة نقية لا عيب فيها ولا خطيئة .... حتى تصلح لخلاص جميع البشر الوارثين للخطيئة ....
لذا فان الله قدم ذاته ليتجسد في انسان مثلنا .... لكنه لا يرتكب الخطايا قط .....
حتى يصلح أن يكون الذبيحة النقية التي يقبلها الله بعدله ( ونضع مليون خط أسفل كلمة عدله ) مقابل خلاص جميع البشر الوارثين للخطيئة ....
ولأنه عادل ( حسب اعتقاد النصارى ) ....
تم ذبح البرىء الذي بدون خطية ....
وأني بموضوعي هذا أسلط الضوء على الجانب الناسوتي ( البشري ) المخلوق مثلنا ....
والذي حل عليه الله الذي أحب العالم ....
فعندما يقال أن الله أحب العالم وبذل ابنه ....
فان تصور النصارى يكون منصبا على الله .....
بأن الله قدم نفسه من أجل خلاص البشر ....
ولكن الواقع الذي لا يمكن أن ينكره النصارى بقليل من الانتباه ....
أن هناك مخلوق بشري ( الناسوت ) .... تماما مثلنا ....
لكن الفرق أنه لا يخطىء .... وأنه مسير ....
لأنه لو أخطأ فان خطة الخلاص التي أعدها الرب سوف تفشل .....
لذا خلق انسانا وحل عليه .....
خلقه مسيرا لاتمام خطته .....
جعله يعيش بلا خطيئة .....
ثم قتله كالمجرمين شر قتلة .... بينما هو البرىء المسير الذي بلا خطيئة .....
لذا فكأن حقيقة النص السابق بعد الفهم تكون كالآتي :
هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد ليتجسد بانسان كامل برىء بلا خطيئة ....
ليتم قتل ذلك الانسان فداءا لمحبة الله وفداءا للبشر الخطاة والمجرمين !!!!!!
أعزاؤنا القراء والزوار .....
انها كارثة وجريمة .....
انها ليست قمة العدل .... بل منتهى الظلم .....
انها تعدي على الله ( والعياذ بالله ) حين نلصق بخالقنا العادل ذلك التخطيط الظالم !
لطالما النصارى يصرون أن في المسيح يوجد انسان كامل .....
ففكروا بحياة انسان كامل منذ الولادة وحتى تم فيه القتل .....
لطالما هو انسان مثلكم .... لكنه يختلف عنكم أنه انسان مسير .....
ولطالما هو انسان طبيعي .....
فكروا كيف استخدمه الرب لغاياته .....
فهل مغفرة الله وعدله ومحبته لا تتم الا بهكذا طريقة ؟؟!!!!
هل الله يحتاج لجسد انسان حتى يحقق أمره في المغفرة والعدل ؟؟؟!!!!!
عزيزي الأخ الكريم السائل .....
لقد أردت أنا من هذا الموضوع أن تعرفوا ....
أن الرب قد خلق الانسان بجعله مخيرا غير معصوم .... وأراده بارا بلا خطيئة قط .....
وعند أول خطيئة قامت الدنيا ولم تقعد لدرجة أن أى بار من نسل آدم لا يحسب بره .... بدون دم البرىء الطاهر !!!!!
ولكن الانسان الذي خلقه الرب ليتجسد فيه ويتم قمة البر عبر معيشته خلال 33 عام لكي يتحقق فيه القتل في النهاية .....
جعله الله بلا خطيئة ومسيرا تحت خطة الرب ووفق ارادته ليحقق العدل والمحبة والصفح !!!!!!
أردت أن تفهموا أمرا هاما ....
ان البر لم يحدث الا بخلق الله انسانا مسيرا بلا خطيئة .....
بينما ما خلق الانسان في آدم ونسله مثلما خلقه لغايات تجسده .....
لأن البشر مخلوقات مخيرة غير معصومة عن الخطأ .....
هل وضحت الصورة أكثر مما سبق ؟؟؟؟؟
واني على استعداد لأى استفسار أو محاورة تبرز مغزى الموضوع .....
في سبيل هداية كل من ضل السبيل ..... حين يساء الظن بالله أنه يقيم العدل عن طريق الظلم !
عجبي .... ولا حول ولا قوة الا بالله !
أطيب الامنيات لكم من نجم ثاقب ( طارق ) .
المفضلات