والآن ....
لنحلل من النص ....
حين قرر الرب خلق الانسان ( آدم ) الرب أراد للبشر أن :
يتسلطوا .
على كل الكائنات الحية الأخرى .... أليس كذلك ؟
وباركهم الرب ....
ثم أمرهم حسب النص بما جاء :
وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض.
مطلوب منهم أن يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض ويخضعوها لهم ويتسلطوا عليها وعلى الأسماك والطيور والدواب كلها التي على الأرض .
هذا ما أراده الرب من خلق الانسان ....
اراد لهم التناسل والاكثار والتسلط ....
وكان بعلمه المسبق يعلم كل ما سيحدث .... لا أعتقد أن أى نصراني مؤمن ممكن ان يقول أن الرب عندما بارك الانسان لم يكن يعلم بالبدء أن الخطيئة ستدخل فيه وأنه سيضطر الى التدخل بنفسه ....
وننتقل الى نقطة أخرى هامة ....
تخص خلق الانسان وغاية الرب منذ البدء ....
السؤال هو .... هل أراد الله اختبار آدم منذ البدء ؟
نتفق جميعا أن الله يعلم كل ما سوف يحدث ....
يعلم الله أن آدم سوف يخرج من الجنة .... يعلم كيف سيخرج ... ومن الذي سوف يساهم بهذا الخروج الكبير ....
وها هو السبب الأول للخروج .... يحضره الرب لآدم ليسكن معه في جنته الأرضية التي أراده الله أن يتسلط عليها .... ولا تنسوا أن الرب هو ذاته يسوع المحبة في نظر النصارى ....
ها هو المساهم الأول في سقوط الانسان :
وأنبت الرب الاله من الارض كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل.وشجرة الحياة في وسط الجنة وشجرة معرفة الخير والشر .
انها شجرة معرفة الخير والشر ....
ما كان دور تلك الشجرة يا ترى حين وضعها الرب في مسكن آدم وحذره منها في نفس الوقت ؟
والآن الى المساهم الثاني الذي أسكنه الرب الى جانب الانسان في جنته بينما الرب يعلم كل ما سيحدث :
وجبل الرب الاله من الارض كل حيوانات البرية وكل طيور السماء.فاحضرها الى آدم .
ولا شك ان الحية كانت أحد تلك الحيوانات لأن الرب جبل ( كل ) حيوانات البرية ليحضرها الى آدم .....
والآن ....
الرب ( يسوع ) يعلم مسبقا أن الشجرة سيأكل منها آدم الذي باركه وأن الحية هي التي ستغوي الانسان ليأكل منها !
فهل المحب يضع خطرا الى جانب الحبيب وهو يعلم بأن الحبيب سيسقط بالخطر ؟؟!!!!
الا اذا كان المحب أراد أن يبدأ مع الانسان ارادته فيه ....
أن يتسلط الانسان على الارض ومخلوقاتها ....
وأن يعرف معنى الخطيئة ....
ويعرف معنى المحرمات وثمن السقوط بالخطيئة ....
وأهمية الوصية .....
وليدخل الانسان في دار اختبار ....
لقد جعل الله الانسان منذ البدء مخيرا ....
وخلقه ضعيفا .... له شهوات ....
حواء نظرت الى الشجرة فوجدتها شهية ....
الرب خلق نفسا وجسدا للانسان فيه شهوة ....
وهو غير معصوم عن الخطأ مثل الرب ....
لذلك ( بالمنطق ) فان الرب حذره ....
ولكن وجود شجرة معرفة الخير والشر مع الانسان ....
تدل أن الرب أراد اختبار آدم .....
وبالأحرى أن يفهم آدم معنى الاختبار ....
ومعنى حفظ الوصية .... ومخالفة وصية الرب .....
ان الرب عادل ....
الرب خلق الانسان ليعبده ....
لذلك صدق الله العظيم حين قال :
( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) ....
انها دار اختبار يا سادة ....
صدق دين الحق ...
انها ارادة الله منذ البدء .....
اختبار للانسان ....
ليعبده ويحفظ وصاياه .....
ثم الثواب والعقاب ....
وتجلي العدل والرحمة .....
نعم اراد الله للانسان أن يتسلط ( اني جاعل في الارض خليفة ) ....
ولكنه تسلط المسؤولية والدخول في الاختبار ....
لأن الامر لو كان مبنيا على المحبة الخالصة كما يدعي النصارى معيبين على الاسلام تأكيده خلق الله للانسان كى يعبده .....
ما كان المحب الذي يعلم كل ما سيحدث مسبقا أسكن الحبيب الى جانب أسباب ستضعفه ليسقط في الخطيئة .....
مما يجعل مبدأ الاختبار قائم ....
بل ان الارادة نافذة .....
بل حكمة الله واضحة ....
انه الدرس الأول للانسان ليفهم ويعلم نسله من بعده .....
ثمن السقوط بالخطايا ....
والنجاة في حفظ الوصايا .....
وأهمية تحذير الله للانسان .....
والآن .....
وضح لدينا ( حتى من كتابهم الذي يقدسونه ) ....
أن الرب لم يكن بعلمه المسبق يريد للانسان أن يبقى في النعيم ....
بل وضعه في اختبار وجعله مخيرا .....
موضحا له ومحذرا له ..... وهذا قمة العدل ....
وهو يعلم كخالق أن الانسان يملك جسدا ضعيفا .....
ويعلم أنه خلق بشرا غير معصوم عن الخطأ ....
هذا هو جسد البشر منذ البدء .....
وهذه حكايته ....
وهذه ارادة الرب فيه .....
وهنا نسألكم .....
هل وجدتم تطابق بين ارادة الله بالانسان وحكمته وارادة الله وحكمته في الجانب الناسوتي للرب المتجسد ( حسب اعتقاد النصارى ) ؟
هل هناك تطابق بقوة الجسد الناسوتي وقوة الجسد الانساني العادي ؟
هل هيأ الرب جسدا له مماثل بالنوع لجسد الانسان ..؟؟؟؟؟
هل جعل ناسوته مخيرا ؟؟؟؟ أم مسيرا ؟؟؟؟؟
هل كانت مهمة الخلق مماثلة لكليهما .؟
اقرأوا وستخبركم النصوص ....
لنناقش بعدها الغاية من خلق جسد الناسوت ونفسه البشرية ؟
لنفهم كيف أن تدخل الرب بتصحيح آثار الخطيئة هو أكبر ظلم للعدل .....
حين قتل بشرا مسيرا بريئا ......
حين هيأ له جسدا بشريا مختلفا عن أجسادنا حتى يتم غايته ....
لأن قضية التسيير والتخيير تختلف كما سترون بين ما هيأه الرب لنفسه وما هيأه لنا نحن كبشر .....
يتبع .....
المفضلات