رسالة اللّه إلى البشر
القرآن العظيم هو رسالة اللّه تعالى إلى جميع البشر بلا استثناء، وهذا البحث يضيف دليلاً مادياً جديداً على صدق هذه الرسالة ودقتها وأنها وصلتنا كما أرادها اللّه تعالى. ومن غير الممكن لأي كتاب في العالم أن يصمُد 1400 سنة دون أدنى تغيير أو تحريف لولا عناية وحفظ اللّه تعالى له، ولو تغير موضع كلمة واحدة في القرآن لاختل النظام الرقمي لكلمات القرآن بشكل كامل.
لذلك تحدَّى اللّه البشر جميعاً بأنهم لن يُعجزوهُ فقال لهم: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ) [العنكبوت: 29/22] كم مرة تكررت هذه الحقيقة في القرآن؟ لنقرأ الفقرة التالية، لنرى كيف نظَّم اللّه آيات كتابه بما ينسجم مع الرقم 7.
التحدي الإلهي
آيتان في كتاب اللّه بدأت كل منهما بالعبارة: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ)، يتحدى الله تعالى البشر بأنهم لم يكونوا معجزين في الآيتين:
1 ـ (وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاء وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [العنكبوت: 29/22].
2 ـ (وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [الشورى: 42/31].
إن أرقام الآيتين تشكلان عدداً من مضاعفات الـ 7 أي يقبل القسمة على 7 من دون باقٍ:
3122 = 7 × 446
إذن: هل يمكن لمخلوق أن يُعجز الخالق تعالى؟ لنتدبر مزيداً من العبارات القرآنية ليزداد إيماننا وثقتنا بأن أهم عمل يمكن أن يقوم به الإنسان هو أن يفني حياته وعمره ودنياه في دراسة الكتاب الأعظم ـ القرآن.
لا يكشف الضرّ إلا الله
في هذه الفقرة نعرض عبارة أخرى تكررت مرتين بالضبط في القرآن الكريم وهي: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ). ما هي أرقام الآيتين اللتين وردت فيهما هذه العبارة؟ لنقرأ:
1 ـ (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [الأنعام: 6/17].
2 ـ (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ) [يونس: 10/107].
إن العدد الذي يمثل هاتين الآيتين يقبل القسمة على 7:
10717 = 7 × 1531
إذن فمن يكشف الضر؟ أليس هو اللّه تعالى؟
أمة واحدة
هذه العبارة تكررت أيضاً مرتين في القرآن في الآيتين:
1 ـ (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 21/92].
2 ـ (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) [المؤمنون: 23/52].
إن التوافق اللغوي والرقمي يدل على أن الذي أنزل الآية الأولى هو نفسه الذي أنزل الآية الثانية، وهو نفسه الذي وضع كل آية منهما في الموضع الدقيق بحيث يتحقق النظام الرقمي. لنرَ ذلك:
إن العدد الذي يمثل الآيتين يقبل القسمة على 7:
5292 = 7 × 756 = 7 × 7 × 108
وكما نرى الآية الأولى تحدثت عن العبادة ( فَاعْبُدُونِ) بينما الآية الثانية تحدثت عن التقوى ( فَاتَّقُونِ)، والتقوى تأتي بعد العبادة لذلك جاء تسلسل الآيتين موافقاً لهذا الترتيب.
قول المشركين
هل الله تعالى بحاجة إلى أن يتخذ ولداً؟ أليس هو خالق كل شيء؟ لنرى القرآن كيف يخبرنا بقول هؤلاء الذين يدعون لله ولداً... هل دعواهم صحيحة؟ حتى قول المشركين في القرآن له نظام رقمي، وهذا يدل على بطلان قولهم، لنقرأ هاتين الآيتين:
1 ـ (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً) [مريم: 19/88].
2 ـ (وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) [الأنبياء: 21/26].
إن العدد الذي يمثل الآيتين هو 8 8 6 2 يقبل القسمة على 7:
2688 = 7 × 384
ولكن هل قولهم هذا صحيح؟ هل اتخذ اللّه ولداً؟ هل كان له صاحبة؟ لنرى كيف ينفي اللّه تعالى هذه الصفة عن نفسه :
اللّه... لم يتخذ صاحبة ولا ولداً
كلمة (صاحبة) تكررت مرتين في القرآن في آيتين:
1 ـ (بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ) [الأنعام: 6/101].
2 ـ (وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا) [الجن: 72/3].
إذن كلتا الآيتين تنفي أن يكون للّه ولد أو صاحبة. ولكن وراء هذه البلاغة الفائقة في التعبير عن حقيقة لا شك فيها: وحدانية اللّه تعالى، هل يوجد للأرقام لغة تصدِّق هذه الكلمات؟ إن العدد الذي يمثل أرقام الآيتين يقبل القسمة على 7:
3101 = 7 × 443
إذن: قول المشركين وهو باطل يتكرر في القرآن بنظام رقمي، كذلك ينفي اللّه عن نفسه قولهم ويتكرر النفي في القرآن بنظام رقمي، ألا يكفي هذا دليلاً على وحدانية اللّه تعالى؟
(تَزْعُمُونَ)
ولكن بعد أن نزَّه اللّه نفسَهُ عن أن يكون له ولد أو صاحبة، ماذا سيقول لهؤلاء المشركين يوم القيامة؟
لنتأمل هذه الكلمة (تَزْعُمُونَ) الخاصة بالمشركين، فقد خاطب اللّه بها المشركين 4 مرات في القرآن، لنرى هذه الآيات الأربعة:
1 ـ (ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام: 6/22].
2 ـ (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام: 6/94].
3 ـ (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [القصص: 28/62].
4 ـ (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) [القصص: 28/74].
ولنرى الآن النظام الرقمي لهذه الآيات الأربعة: إن العدد الذي يمثل هذه الآيات الأربع: 22-94-62-74 يقبل القسمة على 7:
74629422 = 7 × 10661346
تكرار مُعجز
في الفقرة السابقة لاحظنا أن كلمة (تَزْعُمُونَ) تكررت 4 مرات في القرآن كله، مرتين في سورة الأنعام، ومرتين في سورة القصص، فهل يوجد نظام رقمي لكل سورة على حدة؟ لنجيب بلغة الأرقام:
1 ـ (تَزْعُمُونَ) تكررت مرتين في سورة الأنعام في الآيتين: 22 ـ 94 والعدد الذي يمثل هاتين الآيتين هو 2 2 4 9 يقبل القسمة على 7:
9422 = 7 × 1346
2 ـ (تَزْعُمُونَ) تكررت مرتين في سورة القصص في الآيتين: 62 ـ 74 إن العدد الذي يمثل الآيتين هو: 2 6 4 7 يقبل القسمة على 7:
7462 = 7 × 1066
وهذا يؤكد أن النظام الرقمي موجود داخل السورة الواحدة..
إذن لكل سورة نظام رقمي، وهكذا حال مئات ومئات من الكلمات القرآنية انتظمت عبر آيات وسور القرآن بطريقة مذهلة ووفق نظام متقن كله بتقدير من العزيز الحكيم، والنظام الرقمي المُعجز له لغته الخاصة، فانتظام الأرقام بهذا الشكل الدقيق يدل على وجود منظم لها.
وبعد كل هذه الأدلة يأتي من يُنكر ويجحد بآيات اللّه، فماذا عن شخص كهذا؟
المفضلات