أما بالنسبة للوفاة:-
هل سيصعب على خالق هذا الجسد بمعجزة أن يجعل وفاته أيضاً بمعجزة؟
هل هذا الجسد الذي خلق على غير العادة ستكون نهايته هذه النهاية المشئومة التي يدعيها النصارى؟
من أتى بالمسيح في بطن أمه من دون سبب أليس بقادر على أن يتوفاه ويرفعه إليه بدون سبب؟
هل من ولِدَ بهذا الإعجاز سيموت بهذا العجز الذي ادعيتموه؟
مادمت أيها المخلوق آمنت وصدقت أن ميلاده معجز فعليك أن تؤمن أن وفاته أيضاً ستكون معجزة حتى يكمل الله بها المنهج والهدف الذي أتى المسيح عليه السلام من أجل تحقيقه
فيا بني إسرائيل:- ها هو نبي من عند الله
يولد بدون رجل (غيبيات)
يتكلم في المهد(غيبيات)
يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله(غيبيات)
يحيي الموتى(غيبيات)
يتوفاه الله ويرفعه إليه وموته يكون غير موتكم لأن ولادته كانت غير ولادتكم(غيبيات)
وسوف ينزل مرة أخرى في نهاية العالم ليحكم بشريعة الله التي تهاجمونها الآن فهو لا زال حياً(غيبيات)
فليس أمامكم حجة حتى تنكروا الروحانيات وتسيروا كالأعمى وسط النار ...لا يدري أهو خارج منها أم متعمق فيها
أما أنتم يا نصارى فمعذورون على ما أنتم فيه من اعتقاد بأن الذي صلب هو المسيح عيسى بن مريم
لأنه شُبِه لكم أنه يُصلب ويُعَذب
ففي الحقيقة الذي صلب ليس بالمسيح
ولكن:-
هل لكم عذرا الآن بعد أن أرشدكم الله وأخبركم بالحقيقة التي غابت عنكم؟
هل لكم عذراً بعد أن جاء القرآن الكريم وقال كلمة الحق؟
ستقولون ولماذا تركنا الله كل هذه الفترة غافلين؟
نقول لا لم يترككم الله غافلين
ولكن ألم يقول المسيح بنفسه لبطرس أن الذي صُلب هذا ليس هو أما المسيح سيرفع إلى ربه؟
ولكنكم حذفتم هذه الجملة من كلام المسيح حتى تجدوا تربة خصبة لخداع الناس بعقيدة الصلب والفداء
ومن ثم تأليه المسيح وبنوته لله
في حين أن النصارى أنفسهم اختلفوا حول عقيدة الصلب والفداء هذه في القرون الأولى وأنكره من عاصر المسيح
ويظهر هذا في مخطوطة إنجيل بطرس التي أنكرتموها وقد جاء فيها:
اقتباس:
" رأيته يبد وكأنهم يمسكون به. و قلت: ما هذا الذي أراه يا سيد ؟ هل هو أنت حقا من يأخذون؟.. أم أنهم يدقون.دمي و يدي شخص أخر ؟... قال لي المخلص:.....من يدخلون المسامير في يده وقدميه... هو البديل . فهم يضعون الذي بقى في شبهه العار. أنظر إليه. وأنظر إلي".
اقتباس:

اقتباس
كما ورد في كتاب " سيت الأكبر " على لسان المسيح قوله:
" كان شخص آخر... هو الذي شرب المرارة والخل، لم أكن أنا... كان آخر الذي حمل الصليب فوق كتفيه، كان آخر هو الذي وضعوا تاج الشوك على رأسه. وكنت أنا مبتهجا في العلا... أضحك لجهلهم".

وجاء في كتاب "أعمال يوحنا" الذي عثر عليه بنجع حمادي أيضا، على لسان المسيح قوله:
" لم يحدث لي أي شئ مما يقولون عني".

موقع المكتبة الغنوصية التي عثر عليها بنجع حمادي
http://www.gnosis.org/naghamm/apopet.html
وهذا ما قاله قرأننا الكريم:
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) [النساء : 157

وهذه أدلة تاريخية قاطعة تنفي حدوث الصلب للمسيح
http://www.ebnmaryam.com/monqith/monqith4/page5.htm



ونتيجة لخداع قساوستكم هذا الذي بُنيت عليه الديانة المسيحية
لم يُرد الله لكم الانخراط في طريق الضلال ولكن أرسل لكم نبياً بكلام من عنده يخبركم بالحقيقة ولكن منكم من آمن ومكنم من جحد واستكبر
فألهتم المسيح والروح القدس إلى جانب الأب وادعيتم بأن الله هو ثلاثة في واحد

أما عن الروح القدس هذه في الحقيقة أنها تأييد من الله لعبده المسيح عليه السلام فلم يكتفِ الله بتيسير المعجزات على يديه بل أيده الله بالروح القدس تصاحبه دوماً
وذلك لأن الروح( وليس المادة) ستشيع في جميع أفعاله ميلاداً وإعجازاً ورفعاً
فكان الوحي دائماً في صحبته حتى يرفع عنه مسألة الهمز واللمز ممن حوله وقد يكذبونه في تلك المعجزات الروحانية
فأيده الله وقواه وقوى بشريته لتتحمل ما ستفعله من معجزات مَنَّ الله بها عليه

ولكن ما هي الروح القدس هذه؟
الروح: هي سبب حركة الحياة
فقال تعالى:
(يا أيها الناس استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
أي أنهم إن لم يستمعوا ويستجيبوا لما يُحييهم فهم غير أحياء
ولكنهم يحيون بحياة المادة
أما الحياة المطلوبة هنا في الآيات حياة الروح
وهي المتمثلة في إفعل ولا تفعل
فالإنسان يتكون من مادة(الجسد) وقيم تحكم هذه المادة
وروح المادة تجعل المادة نافعة (الأكل والشرب والتكاثر)
أما روح القيم هي التي توجه القيم إلى السلوك السوي
فتجعل حركة المادة نافعة(فلا تسرق لتأكل ولكن اعمل)
فيتحد كلاً من روح المادة وروح القيم السوية وتنتج بشراً عاقلاً قلباً وقالباً مؤهلاً لأن يعيش بهذا المزيج النافع حياة أبدية
ولذلك نجد أن كل ما يتصل بمنهج الله هو روح وكل ما ينزل به روح
فعليك بغذاء المادة وغذاء الروح
غذاء المادة المتمثل في الطعام والشراب
غذاء الروح المتمثل في المنهج الرباني الروحاني البعيد عن الماديات

هذا عن الروح
فماذا عن القدُس؟
القدُس تفيد الطهر والتنزيه عن كل ما يعيب
فالقدوس هو المطهر من كل ما يشبهه بالبشرذاتاً وأفعالاً وصفات
فتلك هي الروح القدس الروح الطاهرة التي لازمت المسيح عليه السلام وأيده الله تعالى بها ليقوى على تحمل ما مَنَّ الله عليه به من آيات
وهي نفس الروح التي لازمت جميع الأنبياء
وهى الوحي الذي يرسله الله لأنبيائه يثبتهم ويقويهم على ما سيواجهونه من مشاق في سبيل الله

مِن كل ما مضى ماذا نستنتج؟
نستنتج أن المسيح عليه السلام أتى بمجموعة من الروحانيات غير المعتادة على بني إسرائيل حتى يكسر فيهم حاجز المادة التي سيطرت على قلوبهم وعقولهم
وليس لكي تؤلهوه وتصنعوه إلهاً
فلم يأتِ بعصا سحرية مثل موسى عليه السلام(ماديات)
ولم يأتي بناقة مثل صالح عليه السلام(ماديات)
ولم يأتي بأي معجزة مادية تغلق قلبكم عن عالم السماء

والواقع الأليم الذي يغيب عن عقول النصارى...
هو أن معجزات المسيح هذه ليست هي السبب الأساسي في تأليههم له
وإلا كنا ألهناه نحن أيضاً..وألهه كل من قرأ عنه
كما أن هذه المعجزات التي ذكِرَتْ عن المسيح في قرآننا تفوق ما جاء بها كتابهم
بل إن كتابهم يخفي بعضها
ولكن السبب الأساسي في تأليهكم للمسيح هو ولادتكم على ذلك ورضاعتكم هذه الأفكار في الكنائس والأديرة
فمعجزات المسيح هذه لو كانت سبباُ في تأليه المسيح
ما ترك مسيحياً واحداً دينه المسيحي واتجه للإسلام
فهذا التحول يحدث لمعتنقي الإسلام لما وجدوه فيه من رجاحة عقل ومخاطبة للفكر الواعي والقلب المؤمن والفطرة السوية التي تجاري بشرية الإنسان و التي تفتقدها مسيحيتكم التي تعتمد أولاً وأخيراً على
صدق وغصب عنك لابد أن تصدق

هداكم الله إلى الطريق المستقيم وانقذوا أنفسكم قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
أتمنى أن لا أكون أطلت عليكم الحديث
وأتمنى أن أكون قد أفدت بمعلومة جديدة
وأعوذ بالله أن أكون جسراً تعبرون عليه إلى الجنة ويلقى به في النار
وأستغفر الله على ما صدر مني من سهو أو نسيان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته