و هناك دليل آخر أيضا يؤيد الفهم السابق و هو شروط صلح الحديبية
فقد كان من الشروط أن من أراد أن يلحق بقريش من المسلمين أن يلحق بهم
و معناه أن النبى
لن يقتل المرتد الراغب فى الرجوع إلى قريش و سيسمح له بالعودة
و قد يرد على ما سبق بأن حد الردة فرض بعدها و هو احتمال وارد ينقصه الدليل القاطع
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات