الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)

العرض المتطور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    2,584
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-08-2023
    على الساعة
    03:23 PM

    افتراضي

    رد الدكتور زغلول النجار على القس رفعت فكري سعيد


    من المستفيد من محاولات تغيير الحقيقة؟


    بقلم: الدكتور زغلول النجار
    قرأت في عدد الاثنين 27/2/2006م من جريدة الأهرام الغراء تعقيباً من القس (رفعت فكري سعيد) على مقالي المنشور في نفس الجريدة بعددها الصادر بتاريخ 20/2/2006م، وللتوضيح أورد النقاط التالية :
    (1) نحن نعلم جيدا أن " مزامير " داود ـ عليه السلام ـ وترجمتها المحتواة في العهد القديم هي جزء لا يتجزأ منه، ونحن معشر المسلمين نؤمن بصدق وحيها، ولكن أين أصولها ؟.
    (2) أنكر القس على المسلمين أن يقوموا بتفسير النص الموجود في مزمور 84، واعتبره مسألة خاصة بالمسيحيين فقط، ولقد عجبت لهذا الموقف، حيث إن هذا المزمور هو من كتب اليهود أصلاً، ولقد أعطى المسيحيون لأنفسهم حق تفسير العهد القديم بتفسيرات خاصة بهم لا يوافق عليه اليهود. نأخذ مثالاً على ذلك، اعتبر النصارى أن ما جاء في أشعياء 14:7 هو نبوءة عن المسيح بالرغم من أن اليهود لم يقولوا أبداً أن هذا النص هو نبوءة عن المسيح المنتظر، ومازال هذا الخلاف قائما حتى الآن، فلماذا يعطي النصارى أنفسهم الحق في تفسير كتاب اليهود دون الرجوع للتفسيرات اليهودية، ويحرمون ذلك على المسلمين ؟.
    (3) أما قوله: " التوراة كلمة لا تطلق إلا على أسفار موسى الخمسة "، فهذا كلام غير صحيح، وهو لا يخالف كلام علماء الفكر والعقيدة المسيحية فقط، بل أيضا يخالف إنجيل يوحنا " 34:10 " الذي ينسب إلى المسيح أنه قال : " أليس مكتوباً في ناموسكم: أنا قلت إنكم آلهة "، فقد أطلق ناموس هنا على المزامير حيث إن هذا النص قد جاء في مزمور 6:82، ولو طبقنا القاعدة التي وضعها القس لكانت كلمة ناموس لا تطلق إلا على أسفار موسى الخمسة فقط، وكلامنا هذا ليس رأينا فقط، وإنما هو رأي نخبة من اللاهوتيين والمفكرين والقساوسة الإنجيليين الذين ينتمون لنفس الكنيسة التي ينتسب إليها القس، فقد جاء في دائرة المعارف الكتابية في حرف التاء مادة توراة الكلام التالي : " وكلمة ناموس أو شريعة في العهد الجديد تشير بوجه عام إلى ناموس موسى، ولكنها قد تشير أيضاً إلى كل أسفار العهد القديم، وفي التقليد اليهودي كانت التوراة ـ الشريعة ـ تشمل الناموس القديم يو " 34:10 " المكتوب والتفسيرات له ".
    (4) قال القس : " ولست أدري ما الذي جعل الدكتور الفاضل يحضر لنا إحدى الترجمات الإنجليزية لإثبات وجهة نظره، وكان الأولى به أن يحضر النص العبري للمزمور، حيث إنه يعلم تمام العلم أن معظم أسفار العهد القديم كتبت باللغة العبرية، ولكنه خشي أن يحضر لنا النص العبري؛ وذلك لأنه لن يجد فيه كلمة مكة "، وهذا الكلام لا يتفق مع النص العبري، حيث إن الكلمة التي جاءت في النص العبري هي بكة، وهذا هو النص العبري مزمور 7:84. ووادي بكة ينطق هكذا " بعميق هـ بكة ".
    (5) إن الأسماء لا تترجم بل تنقل كما هي في جميع التراجم، والاسم (وادي بكة) موجود في جميع تراجم العهد القديم بمختلف اللغات ماعدا بعض التراجم العربية ـ بما في ذلك اللغة العبرية التي ترجمت عنها ـ وهو موجود برسمه العبري في قواميس كلمات العهد القديم، ولست أدري كيف تحول هذا الاسم في بعض التراجم من (وادي بكة) إلى (وادي البكاء)، والفارق بينهما أكبر من أن يغفل ؟، وعلى ذلك فلست أنا الذي غيرت الجغرافيا أو التاريخ، ولكن هم الذين ترجموا العهد القديم إلى اللغة العربية الذين غيروا حقائق الجغرافيا والتاريخ وحقائق الدين، فهو موقع مسيحي، أما الاستدلال بالترجمات الإنجليزية المختلفة فهو أمر طبيعي جداً، فكما يقول المثل : " شهد شاهد من أهلها "، فإن الترجمات الإنجليزية المختلفة عندما ترجمت، فإن هذا يدل دلالة صريحة أن الفهم الطبيعي للاسم Valley of Baca في كلٍ من النصين العبري والإنجليزي هو وادي مكة المكرمة كما جاء ذكره في القرآن الكريم، كذلك فإن إطلاق اسم بكة على هذا الوادي جاء في أكثر من ترجمة، فهل من المصادفة أن يترجم كل هؤلاء اللاهوتيين والمترجمين النص العبري وادي بكة كاسم علم، ثم نجده في النص العربي وحده قد تحول إلى وادي البكاء ؟.
    وأنا أتعجب من المترجم العربي لماذا في كل أسماء الأودية ينقلها كما هي دون ترجمة الاسم إلا اسم وادي بكة ؟، نذكر من ذلك وادي جرار Valley of Gerar، وادي زارد Valley of Zared، وادي أشكول Valley of Eshcol، وادي أيلون Valley of Ajalon .
    (6) أما القول بأن وادي بكة وادٍ جاف قاحل به الكثير من أشجار البلسان، فنحمد الله الذي ساق على لسان القس هذه الحقيقة أن الوادي سمي وادي بكة لأن به الكثير من أشجار البلسان التي تفرز مادة صمغية، فتشبه بذلك الدموع؛ لأن هذه الأوصاف تنطبق أكثر على وادي بكة " مكة " الموجود في شبه الجزيرة العربية، وهذا ما تذكره دائرة المعارف الكتابية حرف الباء، مادة بلسان فتقول : " أما البلسان الحقيقي الذي ذكره المؤلفون القدماء فهو " بلسم مكة " الذي مازالت مصر تستورده من شبه الجزيرة العربية كما كان، وهذا الشجر حاول الكثير من العلماء البحث عنه في فلسطين فلم يجدوا له أي أثر، وهذا ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية أيضاً فتقول : " وشجرة البلسان لا تنمو الآن في فلسطين، وقد بحث عنها دكتور بوست وغيره من علماء النبات في الغور وفي جلماد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر بليني أنها كانت موطن الشجرة، ويقول استرابو إنها كانت تنمو حول بحر الجليل، وكذلك حول أريحا، ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة، مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها ". وإن كان القس يريد أن ينقل إحداثيات الطول والعرش الموجودة في مزمور 84 من مكة إلى مكان آخر، فليذكر لنا ما اسم البئر " ينبوع " الموجود في وادي بكة الجاف، فجغرافيا يوجد وادي بكة وهو مكة " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران:96)، وقد اتفقت المراجع على أن بكة هي مكة، وأن " بكة " هو اسم بطن مكة المكرمة كما يقول قاموس مختار الصحاح ج1 ص25.
    " مكة هي بكة ، والميم بدل الباء كما قالوا ما هذا بضربة لازب ولازم " معجم البلدان ج5 ص181.
    و" بكة " مكة سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم، وقيل لأن الناس يبتاكون فيها من كل وجه أي يتزاحمون (لسان العرب ج10 ص402).
    وجغرافياً يوجد بوادي بكة بئر زمزم، فأين هي البئر الموجودة في شمال فلسطين؟، وهل هناك واديا اسمه بكة في أي مكان بالعالم غير وادي بكة الموجود في شبه الجزيرة العربية ؟. وحتى لا يتسرع القس أحب أن أخبره بما جاء في هوامش ترجمة العديد من الأناجيل حيث تقول : " الموضع بالضبط غير معروف "، وبهذا يتضح أنه لا يوجد في العالم كله مكان معروف اسمه بكة غير بكة التي يعرفها المسلمون .
    (7) لا يوجد واد اسمه (وادي البكاء) في شمال فلسطين العربية المسلمة، وهذه المنطقة من أكثر المناطق العربية مطراً، ولا توجد بها أودية قاحلة، والقحولة صفة وصف بها (وادي بكة) الذي يضم الكعبة المشرفة، والذي يقول فيه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران:96) ، ويقول على لسان أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ: " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ .... " (إبراهيم: من الآية37) .
    (8) من ذلك يتضح أنني لم أغير اسم (بكة) إلى (مكة)؛ لأني لا أملك ذلك الجور، ولا يملكه أي إنسان؛ لأن الاسمين مذكوران في القرآن الكريم الذي حفظه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بحفظه على مدى أربعة عشر قرناً في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد، وتعهد ـ سبحانه وتعالى ـ بهذا الحفظ إلى قيام الساعة.
    (9) إن تجربتي الواسعة في خدمة تفسير القرآن الكريم، والتي تشهد لها مقالاتي بجريدة الأهرام ـ وقد فاق عددها المائتين ـ وعشرات الكتب والمجلدات المنشورة باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والصينية، وغيرها، تؤكد لكل ذي بصيرة درايتي بضوابط التفسير للكتب المقدسة.
    (10) أما القول بأن هناك علماً يسمى بعلم تفسير الكتاب المقدس يجب الرجوع إليه، وكأن الشروط التي وضعها القس شروط متفق عليها بين مفسري الكتاب المقدس، وهذا خطأ كبير، فيوجد مدرستان لتفسير الكتاب المقدس في مدرسة التفسير الرمزي، وقد اشتهرت في الإسكندرية ومن روادها العلامة أوريجانوس، ومدرسة التفسير الحرفي والتي تزعمتها كنيسة أنطاكية، ومن أبرز روادها يوحنا ذهبي الفم، وكلا المدرستين تنكر على الأخرى منهجيتها في التفسير، وهذه القواعد التي وضعها القس لا تتفق مع منهجية الكتاب المقدس نفسه.
    نأخذ مثالاً على ذلك ما جاء في متَّى 5:2 : " لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني " فلقد اعتبر كاتب إنجيل (متى) أن هذا النص عبارة عن نبوءة عن ذهاب المسيح إلى مصر وعودته منها، ولكن بالرجوع لهذا النص في العهد القديم في سفر هوشع 1:11 نجد النص كما يلي : " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني " وواضح جداً من النص أن الكلام لا يوجد به أي نبوءة مستقبلية عن المسيح المرتقب، وإنما هو تذكير لشعب إسرائيل بفضل الإله عليهم، وأنه أنجاهم من ظلم فرعون لهم عندما أخرجهم من مصر على يد نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ فالكلام يأتي في صيغة الماضي وليس المستقبل، ولم يفهم اليهود في أي عصر من العصور أن هذا النص نبوءة عن المسيح المنتظر، فلماذا أعطى النصارى أنفسهم حق تفسير هذا النص على هواهم دون الرجوع لعلماء اليهود وتفسيراتهم ؟، وكيف يطبق القس هنا الخلفية التاريخية للنص، والسياق، والقرينة، وأسباب الكتابة وظروفها كما اشترط على المسلمين ؟.
    (11) تعليقاً على النص التالي : " أيضاً ببركات يغطون مورة " ذكر القس ما يلي: ولكن إيمانهم كان يحول هذا الوادي إلى بركة، وفي عبورهم تل مورة الذي يعني المرارة فإنهم يغطونه بالبركات ". وللعلم لا يوجد أي ترجمة غير ترجمة فاندايك التي توهمت أن مورة هنا اسم علم، وحتى هذه الترجمة عندما أصدروها بالشواهد ذكروا أن النص يمكن أن يقرأ بحسب قواعد اللغة العبرية كما يلي : " أيضا ببركات يكسبه المطر المبكر " فالنص العبري ينطق هكذا: gam berachothyaateh moreh ، حيث إن كلمة مورة في اللغة العبرية تعني المطر، أو رامي السهم، أو المعلم والتعاليم، فلو نظرنا في ترجمة الآباء اليسوعيين نجد أنهم ذكروا النص هكذا : " فيجعلونه ينابيع ماء لأن المشترع يغمرهم ببركاته "، أما الترجمة العربية المشتركة فترجمتها هكذا : " فيجعلون عيون ماء بل بركا يغمرها المطر " أما كتاب الحياة فقد ترجمها هكذا : " ويغمرهم المطر الخريفي بالبركات " والرأي الجازم في هذه المسألة تورده دائرة المعارف الكتابية في حرف الميم : مادة مورة يذكر أن تل مورة لم يذكر بالاسم إلا في سفر القضاة 1:7 ولم يذكر بالاسم مرة أخرى في الكتاب المقدس بأكمله ، وبالتالي فإن ما ذكر في النص محل الخلاف لا يتكلم لا من قريب أو من بعيد عن تل مورة وبهذا يتضح أن مزمور 84 لا يمكن إلا أن يكون نبوءة عن أمة الإسلام ، ونبوءة عن شعيرة الحج إلى مكة المكرمة .
    (12) إن (بيت الله) في النص المشار إليها في المزمور رقم (84) ليس بالقطع هو ما يسمى باسم " هيكل سليمان "؛ لأن واضح النص يشير إلى (الكعبة المشرفة) بمكة المكرمة في (وادي بكة)، فمن أين جاءت الإشارة إلى الهيكل المزعوم ؟.
    (13) إن نص المزمور (84) يتحدث عن حج المؤمنين إلى بيت الله الذي هو في (وادي بكة)، ولا يتحدث عن اليهود بصفة محددة، ومن الثابت عندنا أن جميع المؤمنين وفي مقدمتهم أنبياء الله ـ تعالى ـ جميعاً من آدم إلى محمد ـ صلى الله وسلم وبارك عليهم أجمعين ـ قد حجوا بيت الله الحرام في مكة المكرمة (وادي بكة)، وأدوا فريضة الحج بكافة شعائرها، تماماً كما يؤديها مسلمو اليوم، وأن قلوب جميع المؤمنين في كل زمان تهفوا إلى حج بيت الله.
    (14) في مقالي المشار إليه لم أقم بتفسير المزمور (84)، ولكن أتيت بالنصين العربي والإنجليزي مصورين من نسختين للكتاب المقدس عندكم لأثبت لكم بالكلمة والصورة أن ترجمة النص (The Valley of Baca) لا يمكن أن تكون هي (وادي البكاء)؛ لأن الأسماء لا تترجم، فلماذا تغير الاسم في الترجمة العربية وحدها ؟، وما هي مبررات ذلك ؟، ومن يملك حق تغيير الجغرافيا والتاريخ والدين المنزل من الله ـ تعالى ـ ؟.
    (15) ليست المناقشات العلمية الجادة المدعمة بالأدلة المنطقية الصحيحة هي التي تثير الفتن، وتؤدي إلى حرق الوطن، ولكن قلب الحقائق، ومحاولة الانتصار للأخطاء بالتجاوزات غير اللائقة على الحق وأهله والتي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل مزعج من أمثال ما يتردد في قناة للموت تسمى ـ خطأً ـ باسم " قناة الحياة "، وما يكتب بمجلة " الكتيبة الطبية "، وفي جريدة " وطني "، وما جاء بالمسرحية الهزلية التافهة التي أجريت بإحدى كنائس الإسكندرية، والأفلام الملفقة لرموز الإسلام والتي تعرض في عدد من دور مفروض أنها للعبادة، والمؤتمرات بالداخل والخارج، والتي يتم فيها التطاول بغير حق على الإسلام، وكتابه، ونبيه، ورموزه، وغير ذلك مما لا داعي له أبداً هو الذي يثير الفتن، ويؤجج الكراهية بين أبناء شعب واحد عاشوا متحابين لأكثر من ألف وأربعمائة سنة.
    (16) وبودي أن أؤكد هنا أنه إذا كان من حق المسلم مناقشة كل الكتب السابقة على بعثة الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإيماننا بأصولها، وبالرسل الذين تلقوها، والذين نُجِلُّهم ونوقرهم جميعاً دون أدنى تفريق، فإن هذا لا يعطي لغير المسلم الذي لا يؤمن بالقرآن الكريم، ولا ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي حق في مناقشة الإسلام، أو التعرض لكتابه، أو لنبيه، أو حتى الاستشهاد بشيء من آيات القرآن الكريم الذي لا يؤمن بصدق وحيه.
    (17) بعد كل ما سبق يتضح بجلاء أن النص الذي استشهدت به في مقال الاثنين 20/2/2006م يشير بوضوح لا لبس فيه إلى أشرف بقاع الأرض وأقدسها عند رب العالمين، وهي مكة المكرمة ـ وادي بكة ـ حيث يوجد بيت الله ـ الكعبة المشرفة ـ التي تشتاق قلوب الملايين من المؤمنين إلى الحج إليه. والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


    المصدر

    http://www.elnaggarzr.com/index.php?...749&p=1&cat=97

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    29
    آخر نشاط
    13-10-2008
    على الساعة
    05:03 PM
    أما القول بأن وادي بكة وادٍ جاف قاحل به الكثير من أشجار البلسان، فنحمد الله الذي ساق على لسان القس هذه الحقيقة أن الوادي سمي وادي بكة لأن به الكثير من أشجار البلسان التي تفرز مادة صمغية، فتشبه بذلك الدموع؛ لأن هذه الأوصاف تنطبق أكثر على وادي بكة " مكة " الموجود في شبه الجزيرة العربية، وهذا ما تذكره دائرة المعارف الكتابية حرف الباء، مادة بلسان فتقول : " أما البلسان الحقيقي الذي ذكره المؤلفون القدماء فهو " بلسم مكة " الذي مازالت مصر تستورده من شبه الجزيرة العربية كما كان، وهذا الشجر حاول الكثير من العلماء البحث عنه في فلسطين فلم يجدوا له أي أثر، وهذا ما ذكرته دائرة المعارف الكتابية أيضاً فتقول : " وشجرة البلسان لا تنمو الآن في فلسطين، وقد بحث عنها دكتور بوست وغيره من علماء النبات في الغور وفي جلماد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر بليني أنها كانت موطن الشجرة، ويقول استرابو إنها كانت تنمو حول بحر الجليل، وكذلك حول أريحا، ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة، مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها ". وإن كان القس يريد أن ينقل إحداثيات الطول والعرش الموجودة في مزمور 84 من مكة إلى مكان آخر، فليذكر لنا ما اسم البئر " ينبوع " الموجود في وادي بكة الجاف، فجغرافيا يوجد وادي بكة وهو مكة " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران:96)، وقد اتفقت المراجع على أن بكة هي مكة، وأن " بكة " هو اسم بطن مكة المكرمة كما يقول قاموس مختار الصحاح ج1 ص25.
    " مكة هي بكة ، والميم بدل الباء كما قالوا ما هذا بضربة لازب ولازم " معجم البلدان ج5 ص181.
    و" بكة " مكة سميت بذلك لأنها كانت تبك أعناق الجبابرة إذا ألحدوا فيها بظلم، وقيل لأن الناس يبتاكون فيها من كل وجه أي يتزاحمون (لسان العرب ج10 ص402).
    وجغرافياً يوجد بوادي بكة بئر زمزم، فأين هي البئر الموجودة في شمال فلسطين؟، وهل هناك واديا اسمه بكة في أي مكان بالعالم غير وادي بكة الموجود في شبه الجزيرة العربية ؟. وحتى لا يتسرع القس أحب أن أخبره بما جاء في هوامش ترجمة العديد من الأناجيل حيث تقول : " الموضع بالضبط غير معروف "، وبهذا يتضح أنه لا يوجد في العالم كله مكان معروف اسمه بكة غير بكة التي يعرفها المسلمون .
    (7) لا يوجد واد اسمه (وادي البكاء) في شمال فلسطين العربية المسلمة، وهذه المنطقة من أكثر المناطق العربية مطراً، ولا توجد بها أودية قاحلة، والقحولة صفة وصف بها (وادي بكة) الذي يضم الكعبة المشرفة، والذي يقول فيه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ: " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وَضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ " (آل عمران:96) ، ويقول على لسان أبي الأنبياء إبراهيم ـ عليه السلام ـ: " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ .... " (إبراهيم: من الآية37) .
    (8) من ذلك يتضح أنني لم أغير اسم (بكة) إلى (مكة)؛ لأني لا أملك ذلك الجور، ولا يملكه أي إنسان؛ لأن الاسمين مذكوران في القرآن الكريم الذي حفظه ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بحفظه على مدى أربعة عشر قرناً في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ دون أن يضاف إليه حرف واحد أو أن ينتقص منه حرف واحد، وتعهد ـ سبحانه وتعالى ـ بهذا الحفظ إلى قيام الساعة.
    (9) إن تجربتي الواسعة في خدمة تفسير القرآن الكريم، والتي تشهد لها مقالاتي بجريدة الأهرام ـ وقد فاق عددها المائتين ـ وعشرات الكتب والمجلدات المنشورة باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والروسية، والصينية، وغيرها، تؤكد لكل ذي بصيرة درايتي بضوابط التفسير للكتب المقدسة.
    (10) أما القول بأن هناك علماً يسمى بعلم تفسير الكتاب المقدس يجب الرجوع إليه، وكأن الشروط التي وضعها القس شروط متفق عليها بين مفسري الكتاب المقدس، وهذا خطأ كبير، فيوجد مدرستان لتفسير الكتاب المقدس في مدرسة التفسير الرمزي، وقد اشتهرت في الإسكندرية ومن روادها العلامة أوريجانوس، ومدرسة التفسير الحرفي والتي تزعمتها كنيسة أنطاكية، ومن أبرز روادها يوحنا ذهبي الفم، وكلا المدرستين تنكر على الأخرى منهجيتها في التفسير، وهذه القواعد التي وضعها القس لا تتفق مع منهجية الكتاب المقدس نفسه.
    نأخذ مثالاً على ذلك ما جاء في متَّى 5:2 : " لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني " فلقد اعتبر كاتب إنجيل (متى) أن هذا النص عبارة عن نبوءة عن ذهاب المسيح إلى مصر وعودته منها، ولكن بالرجوع لهذا النص في العهد القديم في سفر هوشع 1:11 نجد النص كما يلي : " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني " وواضح جداً من النص أن الكلام لا يوجد به أي نبوءة مستقبلية عن المسيح المرتقب، وإنما هو تذكير لشعب إسرائيل بفضل الإله عليهم، وأنه أنجاهم من ظلم فرعون لهم عندما أخرجهم من مصر على يد نبي الله موسى ـ عليه السلام ـ فالكلام يأتي في صيغة الماضي وليس المستقبل، ولم يفهم اليهود في أي عصر من العصور أن هذا النص نبوءة عن المسيح المنتظر، فلماذا أعطى النصارى أنفسهم حق تفسير هذا النص على هواهم دون الرجوع لعلماء اليهود وتفسيراتهم ؟، وكيف يطبق القس هنا الخلفية التاريخية للنص، والسياق، والقرينة، وأسباب الكتابة وظروفها كما اشترط على المسلمين ؟.
    (11) تعليقاً على النص التالي : " أيضاً ببركات يغطون مورة " ذكر القس ما يلي: ولكن إيمانهم كان يحول هذا الوادي إلى بركة، وفي عبورهم تل مورة الذي يعني المرارة فإنهم يغطونه بالبركات ". وللعلم لا يوجد أي ترجمة غير ترجمة فاندايك التي توهمت أن مورة هنا اسم علم، وحتى هذه الترجمة عندما أصدروها بالشواهد ذكروا أن النص يمكن أن يقرأ بحسب قواعد اللغة العبرية كما يلي : " أيضا ببركات يكسبه المطر المبكر " فالنص العبري ينطق هكذا: gam berachothyaateh moreh ، حيث إن كلمة مورة في اللغة العبرية تعني المطر، أو رامي السهم، أو المعلم والتعاليم، فلو نظرنا في ترجمة الآباء اليسوعيين نجد أنهم ذكروا النص هكذا : " فيجعلونه ينابيع ماء لأن المشترع يغمرهم ببركاته "، أما الترجمة العربية المشتركة فترجمتها هكذا : " فيجعلون عيون ماء بل بركا يغمرها المطر " أما كتاب الحياة فقد ترجمها هكذا : " ويغمرهم المطر الخريفي بالبركات " والرأي الجازم في هذه المسألة تورده دائرة المعارف الكتابية في حرف الميم : مادة مورة يذكر أن تل مورة لم يذكر بالاسم إلا في سفر القضاة 1:7 ولم يذكر بالاسم مرة أخرى في الكتاب المقدس بأكمله ، وبالتالي فإن ما ذكر في النص محل الخلاف لا يتكلم لا من قريب أو من بعيد عن تل مورة وبهذا يتضح أن مزمور 84 لا يمكن إلا أن يكون نبوءة عن أمة الإسلام ، ونبوءة عن شعيرة الحج إلى مكة المكرمة .
    (12) إن (بيت الله) في النص المشار إليها في المزمور رقم (84) ليس بالقطع هو ما يسمى باسم " هيكل سليمان "؛ لأن واضح النص يشير إلى (الكعبة المشرفة) بمكة المكرمة في (وادي بكة)، فمن أين جاءت الإشارة إلى الهيكل المزعوم ؟.
    (13) إن نص المزمور (84) يتحدث عن حج المؤمنين إلى بيت الله الذي هو في (وادي بكة)، ولا يتحدث عن اليهود بصفة محددة، ومن الثابت عندنا أن جميع المؤمنين وفي مقدمتهم أنبياء الله ـ تعالى ـ جميعاً من آدم إلى محمد ـ صلى الله وسلم وبارك عليهم أجمعين ـ قد حجوا بيت الله الحرام في مكة المكرمة (وادي بكة)، وأدوا فريضة الحج بكافة شعائرها، تماماً كما يؤديها مسلمو اليوم، وأن قلوب جميع المؤمنين في كل زمان تهفوا إلى حج بيت الله.
    (14) في مقالي المشار إليه لم أقم بتفسير المزمور (84)، ولكن أتيت بالنصين العربي والإنجليزي مصورين من نسختين للكتاب المقدس عندكم لأثبت لكم بالكلمة والصورة أن ترجمة النص (The Valley of Baca) لا يمكن أن تكون هي (وادي البكاء)؛ لأن الأسماء لا تترجم، فلماذا تغير الاسم في الترجمة العربية وحدها ؟، وما هي مبررات ذلك ؟، ومن يملك حق تغيير الجغرافيا والتاريخ والدين المنزل من الله ـ تعالى ـ ؟.
    (15) ليست المناقشات العلمية الجادة المدعمة بالأدلة المنطقية الصحيحة هي التي تثير الفتن، وتؤدي إلى حرق الوطن، ولكن قلب الحقائق، ومحاولة الانتصار للأخطاء بالتجاوزات غير اللائقة على الحق وأهله والتي تزايدت في الآونة الأخيرة بشكل مزعج من أمثال ما يتردد في قناة للموت تسمى ـ خطأً ـ باسم " قناة الحياة "، وما يكتب بمجلة " الكتيبة الطبية "، وفي جريدة " وطني "، وما جاء بالمسرحية الهزلية التافهة التي أجريت بإحدى كنائس الإسكندرية، والأفلام الملفقة لرموز الإسلام والتي تعرض في عدد من دور مفروض أنها للعبادة، والمؤتمرات بالداخل والخارج، والتي يتم فيها التطاول بغير حق على الإسلام، وكتابه، ونبيه، ورموزه، وغير ذلك مما لا داعي له أبداً هو الذي يثير الفتن، ويؤجج الكراهية بين أبناء شعب واحد عاشوا متحابين لأكثر من ألف وأربعمائة سنة.
    (16) وبودي أن أؤكد هنا أنه إذا كان من حق المسلم مناقشة كل الكتب السابقة على بعثة الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ لإيماننا بأصولها، وبالرسل الذين تلقوها، والذين نُجِلُّهم ونوقرهم جميعاً دون أدنى تفريق، فإن هذا لا يعطي لغير المسلم الذي لا يؤمن بالقرآن الكريم، ولا ببعثة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أي حق في مناقشة الإسلام، أو التعرض لكتابه، أو لنبيه، أو حتى الاستشهاد بشيء من آيات القرآن الكريم الذي لا يؤمن بصدق وحيه.
    (17) بعد كل ما سبق يتضح بجلاء أن النص الذي استشهدت به في مقال الاثنين 20/2/2006م يشير بوضوح لا لبس فيه إلى أشرف بقاع الأرض وأقدسها عند رب العالمين، وهي مكة المكرمة ـ وادي بكة ـ حيث يوجد بيت الله ـ الكعبة المشرفة ـ التي تشتاق قلوب الملايين من المؤمنين إلى الحج إليه. والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.


    المصدر

    http://www.elnaggarzr.com/index.php?...749&p=1&cat=97[/COLOR][/SIZE][/FONT][/QUOTE]

الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كنت فى بيت الدكتور زغلول النجار .. وهذا ما حصل
    بواسطة golder في المنتدى منتدى غرف البال توك
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-08-2012, 10:04 PM
  2. رسائل من الماء.. الدكتور زغلول النجار
    بواسطة دفاع في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-08-2008, 05:27 PM
  3. موقع الدكتور زغلول النجار الرسمي
    بواسطة شبكة بن مريم الإسلامية في المنتدى منتديات الدكتور / زغلول النجار
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-07-2008, 12:33 AM
  4. الدكتور زغلول النجار على الـ (بي.بي.سي) يتكلم عن سفينة نوح
    بواسطة دفاع في المنتدى الإعجاز العلمي فى القرأن الكريم والسنة النبوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2008, 10:40 PM
  5. لآول مره الدكتور زغلول النجار على البالتاك
    بواسطة ebnatalislam في المنتدى منتدى غرف البال توك
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-04-2006, 05:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)

الدكتور زغلول النجار يرد على القس رفعت فكري سعيد بخصوص (وادي بكة)