بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اقتباس
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تجويد مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل



ليتكم تفعلون حتى تكونوا بهذا قد رددتم عليهم بشكل كامل ولا يتطاول متطاول منهم بشكل آخر أو بجزئية أخرى ..

بارك الله فيكم وجعله في ميزان حسناتكم

جزاكم الله خيراً ونفع بكم

1 - جاء في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي جـ 2 الصفحة 239 و 240 طبعة عالم الكتاب لسنة 2003 تحقيق هشام البخاري

والعرب تنصب على المدح وعلى الذم كأنهم يريدون بذلك إفراد الممدوح والمذموم ولا يتبعونه أول الكلام ، وينصبونه. فأما المدح فقوله : {وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ} [النساء : 162]. وأنشد الكسائي :

وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلون لمن دار نخليها
وأنشد أبو عبيدة :
لا يبعدن قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك ... والطيبون معاقد الأزر
وقال آخر :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل
فنصب على المدح. وأما الذم فقوله تعالى : {مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا} [الأحزاب : 61] الآية. وقال عروة بن الورد :
سقوني الخمر ثم تكنفوني ... عداة الله من كذب وزور

وهنا يبين أن هناك ثلثا شواهد غير الذي ذكرة ابن كثير

2 - وجاء في إعراب القرآن جـ 2 بصفحة 387 إستشهاد سيبويه في كتابة القيم ( الكتاب ) بشاهد سبق بيانه وهو
وهذا سائغ في كلام العرب كما قال الشاعر:
لا يبعدن قومي الذين هم *** سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك *** والطيبون معاقد الأزر
واستشهد سيبويه في ذلك بقول الشاعر:
وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم *** إلا نميرا أطاعت أمر غاويها
الطاعنين ولما يطعنوا أحدا *** والقائلون: لمن دار تخليها

و إستشهاد سيبويه له قيمة عظيمة في اللغة العربية وتنبع تلك القيمة في قول الكثيرين جدا بإن لا يوجد في العربية من يفوق سيبويه في اللغة إلا الخليل , ولقد أثبت الدكتور الكريم شوقي ضيف أن سيبويه لم يتوقف علمة بالعربية علي التعلم من علمائها بل أنتقل بنفسة الي حيث ينابيع اللغة وعايش العرب وسمع منهم وتلقي عنهم , وكتابة المعنون بالكتاب هو كتاب قيم ومن أعظم الكتب في هذا الفن

3 - المنصوب على الذَّم والشَّتم وما أشبههما: تقول: "أتاني زَيْدٌ الفَاسِقَ الخبيثَ" لم يرد إلاّ شَتْمَة بذلك، وَقَرَأَ عَاصِمُ قَولَهُ تَعَالى: {وَامْرَأَتُه حَمَّالَةَ الحَطَبِ} بنصب حمَّالة على الذم، والقراءات الأُخرى برَفْع حَمَّالة على الخَبر لامْرَأتِه، وقال عُرْوةُ الصَّعَاليك العَبْسي:
سَقَوْني الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُوني * عُداةَ اللَّهِ مِن كَذِبٍ وزُورِ
وقال النابغة:
لَعَمْري وما عَمْرِي عَليَّ بِهَيِّنٍ * لَقَد نَطَقَتْ بُطْلاً عَليَّ الأقَارِعُ
أقَارِعُ عَوْفٍ لا أُحَاوِل غَيْرَها * وُجُوهَ قُرُودٍ تَبْتَغِي مَنْ تُجَادِع
"و الأقَارِعُ هم بنو تميم "

- ( الشيخ عبد الغني الدقر صفحة 105 الجزء الثاني )

4 - جمع من الشواهد العديدة التي تفوق السبع لدي سيبويه ويستعرض إشكال عدة للنصب تعظيما وزما فننقلة بتمامة للفائدة

" وزعم يونس أن من العرب من يقول: " النازلون بكل معترك والطيبين " فهذا مثل " والصابرين " . ومن العرب من يقول: الظاعنون والقائلين، فنصبُه كنصب الطيبين إلا أن هذا شتمٌ لهم وذمٌّ كما أن الطيبين مدحٌ لهم وتعظيم. وإن شئت أجريتَ هذا كلّه على الاسم الأول، وإن شئت ابتدأتَه جميعاً فكان مرفوعاً على الابتداء. كل هذا جائز في ذين البيتين وما أشبههما، كلُّ ذلك واسع.
وزعم عيسى أنه سمع ذا الرمة يُنشد هذا البيت نصباً:
لقد حملتْ قيسُ بن عَيلانَ حربَها ... على مستقلّ للنوائب والحربِ
أخاها إذا كانت عِضاضاً سما لها ... على كل حالٍ من ذَلول ومن صعبِ
زعم الخليل أن نصب هذا على أنك لم ترد أن تحدّث الناس ولا مَن تخاطب بأمرٍ جهلوه، ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمتَ، فجعله ثناء وتعظيماً ونصبه على الفعل، كأنه قال: أذكرُ أهلَ ذاك، وأذكر المقيمين، ولكنه فعلٌ لا يستعمل إظهارُه.
وهذا شبيهٌ بقوله: إنا بني فلانٍ نفعل كذا، لأنه لا يريد أن يخبر مَن لا يدري أنه من بني فلان، ولكنه ذكر ذلك افتخاراً وابتهاءً. إلا أن هذا يجري على حرف النداء، وستراه إن شاء الله عزّ وجلّ في بابه في باب النداء مبيّناً. وتُرك إظهار الفعل فيه حيث ضارع هذا وأشباهه، لأن إنّا بني فلان ونحوه بمنزلة النداء. وقد ضارعه هذا الباب.
ومن هذا الباب في النكرة قول أميةَ بن أبي عائذ:
ويأوي الى نِسوة عُطّلٍ ... وشُعثاً مراضيعَ مثل السّعالي
كأنه حيث قال: الى نسوة عُطّل صِرنَ عنده ممن عُلم أنهن شُعثٌ، ولكنه، ذكر ذلك تشنيعاً لهن وتشويهاً. قال الخليل: كأنه قال: وأذكرهنّ شُعثاً، إلا أن هذا فعلٌ لا يُستعمل إظهارُه. وإن شئت جررت على الصفة.
وزعم يونس أنك تقول: مررت بزيد أخيك وصاحبك، كقول الراجز:
بأعيُن منها مليحات النُّقَبْ ... شكلِ التِّجارِ وحلالِ المكتسَبْ
كذلك سمعناه من العرب. وكذلك قال مالك بن خويلد الخُناعي:
يا ميَّ لا يُعجز الأيامَ ذو حِيَدٍ ... في حَومةِ الموت رزّامٌ وفرّاسُ
يحمي الصريمةَ أُحدانُ الرجال، له ... صيدٌ، ومجترئٌ بالليل همّاسُ
وإن شئت حملته على الابتداء كما قال:
فَتي الناس لا يخفى عليهم مكانُه ... وضِرغامةٌ إن همّ بالحرب أوقعا
وقال آخر:إذا لقى الأعداء كان خلاتَهم ... وكلبٌ على الأدنين والجارِ نابحُ
كذلك سمعناهما من الشاعرين اللذين قالاهما.
واعلم أنه ليس كل موضع يجوز فيه التعظيم، ولا كل صفة يحسن أن يعظَّم بها. لو قلت: مررت بعبد الله أخيك صاحبَ الثياب أو البزّاز، لم يكن هذا مما يعظَّم به الرجل عند الناس ولا يفخَّم به. وأما الموضع الذي لا يجوز فيه التعظيم فأن تذكر رجلاً بنبيهٍ عند الناس، ولا معروفٍ بالتعظيم ثم تعظّمه كما تعظّم النبيه. وذلك قولك: مررت بعبد الله الصالح. فإن قلت مررت بقومك الكرام الصالحين ثم قلت المُطعِمين في المَحل، جاز لأنه إذا وصفهم صاروا بمنزلة من قد عُرف منهم ذلك، وجاز له أن يجعلهم كأنه قد عُلموا. فاستحسن من هذا ما استحسن العربُ، وأجِزْه كما أجازته.
وليس كل شيء من الكلام يكون تعظيماً لله عزّ وجلّ يكون تعظيماً لغيره من المخلوقين: لو قلت: الحمدُ لزيد تريد العظمةَ لم يجز، وكان عظيماً. وقد يجوز أن تقول: مررت بقومك الكرام، إذا جعلت المخاطَب كأنه قد عرفهم، كما قال مررت برجلٍ زيدٌ، فتُنزله منزلةَ من قال لك من هو وإن لم يتكلم به. فكذلك هذا تُنزله هذه المنزلة وإن كان لم يعرفهم.

الكتاب لسيبويه صفحة 104 و 105


ولمن أراد الزيادة - فضلا عن كتب التفسير في الآية الكريمة - التّبيان في إعراب القُران 1/407، 408، والفريد في إعراب القرآن المجيد 1/818، والدّرّ المصون 4/153، 154.