شكرا أختى الفاضلة

أول قضية هى الجزية لأننى أعلم انها تؤرق منام النصارى خاصة:
لم يكن هناك بد من صراع دموى ينشب بين الدولة الاسلامية وخصومها من المقيمين فى شبه الجزيرة العربية .

وفى عهد النبىكانت تلك الحروب مجرد حروب دفاعية للدفاع عن عقيدتهم ثم صارت حركة سياسية اقتضاها نشوء الدولة الاسلامية الوثابة.
وبجانب ذلك اتسم الفتح الاسلامى فى جميع اطواره بالعدل والسماحة .وقد فتح المسلمون اقطارا عدة فى المشرق والمغرب .ولم يكتب التاريخ انهم ضيقوا على اليهود والنصارى أو أجبروا أحدا للدخول فى الإسلام .
وأقصى ماكان يفعله المسلمون بعد الفتح أن يخيروا سكان البلاد بين الإسلام أو الجزية فالجزية من نتائج الحرب أى أثر من آثارها وليس سببا من أسبابها كما يقول المولى عز وجل:
(قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ماحرم الله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)
فى هذه الآية يتمسك كثير من أعداء الإسلام بفكرة أنه يحارب معارضيه ولكن لنا فى ذلك وقفة:
اذا كان الله يقصد الحرب لأنهم قوم ضلال ولأنهم يستحقون الموت لأنهم لايدينون الإسلام إذا لكانت النتيجة المنطقية هى القول حتى يسلموا وهم صاغرون ....ولكنه قال حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ...أى أن السبب فى الحرب هو حق الإسلام فى معرفة الناس به دون تقييد ...مثلما أقول لأحد أقتل هذا الرجل القاتل الفاسد الكافر.....فهل معنى ذلك لو كان كافرا فقط لقتلته ؟؟؟
فلماذا اذا لم يقتل الإسلام من لا يستجيب؟؟؟؟؟؟
نعود لموضوعنا حتى لا ننحرف عنه

ما الجزية

أطلقت كلمة الجزية فى عهد الرسولوأبى بكر على المال الذى يكلف به أهل الذمة أن يؤدوه للحكومة الإسلامية سواء كان ضريبة على الأشخاص أو الأرض الزراعية التى يملكونها
فلما اتسعت الفتوح فى مملكة فارس والروم دلت الجزية على الرءوس فقط أما الأراضى الزراعية فقد لقبت بالخراج

ممن تقبل الجزية؟

اختلف الفقهاء فى ممن تقبل الجزية فذهب الشافعى إلى انها تقبل من اهل الكتاب والمجوس فقط
لقولهتعالى الذى سبق وفندناه.
وذهب مالك والأوزاعى وغيرهما غلى انها تؤخذ من كل كافر سواء كان كتابيا أم غير كتابى
ولعل هذا الأوفق إذ رفضها يعنى اجباره على الإسلام وهذا يخالف الآية الكريمة(لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى)
وسبب آخر ان النبىأخذ الجزية من مجوس البحرين وهم فى الواقع كفار ليسوا اهل كتاب .
وكذلك فالرسولوخلفاءة لم يفرقوا بين عرب وعجم فى الجزية .
ولكن الإسلام لم يقبل جزية من المشركين العرب كما قبلها من أهل الكتاب ذلك لأن فى نظر الإسلام أن أهل الكتاب هم اهدى من العرب المشركين لما قاله تعالى(إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور)
ولو كان الإسلام دين باطل ودنيا لكان قبل المال من جميع رعيته.
وبما اننا جميعا نعرف أن العرب المشركين هم كانوا أشد الناس إيذاءا للمسلمين ومعرفة بأحوالهم وكانوا أقدر الناس على المباغتة والغدر لذلك إستخدم الله معهم أسلوب السيف والحرب لعندهم وانه لا يجدى معهم سوى ذلك فالرسولنلاحظ أنه كان يحترم جميع العقائد إلا عقيدة الوثنية التى كسر آلهتها بيده الشريفة.
وقد خصهمبحديثه(أمرت أن أقاتل الناس)لآخره
وكذلك الذين يرتدون عن الإسلام لا تقبل منهم جزية ....نلاحظ جميعا انتقائية الإسلام التى تقوم على مبدأ الحكم الإلهى وليس عرض دنيا ولهو.
ولم يأخذ النبىجزية من يهود خيبر لأن النبىقد صالحهم وجعلهم دار سلم قبل غزوة تبوك بثلاث سنوات أى قبل نزول الجزية فى القرآن.
فيم تنفق الجزية؟

السؤال الآن بعد أن تهجم أعداء الإسلام عليه بسبب الجزية فنقول هل كان يقصر نفعها على المسلمين؟
هل كان يحتكرها لنفسه وأقاربه؟
أين يذهب بها وكيف يتصرف فيها؟

كان الحاكم ينفق الجزية فى المرافق العامة للدولة ويدخل فى هذا أجور الموظفين والولاة والقضاة وأهل الفتوى من العلماء وإعداد الجيش وتمهيد الطرق والمساجد والقناطر والجسور وهكذا.......
ومن هنا نقر أن المرافق العامة لم تكن مقصوره على المسلمين فقط بل كان يستخدمها الآخرون
وأهل الذمة كانوا ينتفعون من أموال الجزية فعمر بن عبد العزيز كتب لوالى العراق يخبره انه قد اجتمعت عنده أموال كثيرة فأمرهم أن ينفق على المسلمين ففعل ثم يزوج أبكار النساء أبكار الرجال ففعل فأمره ان ينفق على أهل الذمة ويسد حاجتهم.
اذا هى كالضريبة
والآن الصاعقة بعد كل هذه الشبهات والمغالطات بسبب الجزية إليكم مقدارها
الفرد الغنى:48 درهما وهو بالنسبة للغنى مبلغ ضئيل جدا
المتوسط:24درهما
الفقير:12درهما
وهذا القدركان فى العصور المتأخرةو لم يضعه النبى إنما كان النبى زاهدا جدا فى تلك القضية انظروا معى
فمن النصارى كلهم جملة الجزية:300دينار فى السنة..فكان دينارا واحدا على كل بالغ
وكذلك كل بالغ بالبحرين ديناراوكذلك فى أى بلد مفتوحة وأؤكد على مصر خاصة أنها فرض عليها نفس القدر لأنها فتحت فى عصر الخليفة عمر بن الخطاب الذى سار على نهج النبى فى الجزية .
عدالة الجزية:
كانت الجزية تشريعا عادلا بكل المقاييس لأنها مقابل الزكاة المفروضة على المسلمين
فكانت الزكاة هى2.5%من مال المسلم ...تخيل معى أخى المعارض للجزية أن يدفع المرء كل عام 2.5%من ماله......اذا لا حجة بأن هناك فردا واحدا دخل الإسلام هروبا من الجزية لانه سوف يواجه الزكاة والتى ارتد بسببها كثير بعد وفاة الحبيبفاعلنوا ارتدادهم علنا حتى لا تؤخذ منهم جزية أو زكاة ولكن بعضهم ظل مسلما سرا وهذا أمر وأدهى من الذى ارتد تماما .

وفى المبحث القادم نتكلم عن الخراج وهل أسلم القبط هربا من الجزية وكذلك العشور بإذن الله