1- القيم العائلية:
في السنوات الأخيرة، رفع المسيحيون شعار القيم العائلية، ولكن لم يذكر يسوع في الكتاب المدعو مقدس جملة" قيم عائلية" في أي مكان بداخله.
بل على النقيض يبدو أن حياة يسوع تعارضت مع مبدأ المسيحيين الحاليين الخاص بـ" القيم العائلية".
أ- تفريق العائلة
وِفقاً للأناجيل، وكذا المدافعين عن المسيحية فإن يسوع لم يكن له أية خبرة بالحياة العائلية علاوة على ذلك، فإن كلمات يسوع قد أوحت بالتفريق بين أفراد العائلة:
35 فاني جئت لأفرّق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. 36 وأعداء الإنسان أهل بيته ( متى 35:10-36)
ب- كراهية الأسرة
ولم يدْعُ يسوع فقط للتفريق بين أفراد العائلة،
ولكن أيضاً من أراد أن يكون له تلميذاً فعليه أن يكرههم أيضا!
26 إن كان احد يأتي إليّ ولا يبغض أباه وأمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته حتى نفسه أيضا فلا يقدر أن يكون لي تلميذا. (لوقا-26)
ملحوظة: بعض المتشددين يحاولون تفسير الآية السابقة على أن كلمة ( يبغض) ليست كما على ظاهرها.
كلمة بغض هنا جاءت من اليونانية القديمة التي تعني (بغض) ، وإذا كان هناك أية مترادفة يمكن أن تحل محل هذه الكلمة، ستكون كلمة ( كاره بشده، مشمئز، يحتقر).
علاوة على ذلك، فإن الأناجيل فعلياً قد فسرتها إلى (بغض).
لكي تنفي هذه الكلمة تكون بذلك تنفي كلمة مزعومة قد قالها يسوع!
فالبغض هو نقيض الحب و هو نفسه الإساءة إلى الآخرين والهجوم عليهم .
ج- تقسيم العائلة:
إن من يقول أن يسوع هو أمير السلام يعلن لنا أنه لم يقرأ الأناجيل، فإنه ليس فقط لم يأتِ ليدعُ إلى سلام، ولكنه دعا إلى تقسيم العائلة:
51أتظنون اني جئت لأعطي سلاما على الأرض.كلا أقول لكم.بل انقساما. 52 لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة. 53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والام على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها(لوقا 51:12-53)
د- التخلي عن العائلة:
ويكشف يسوع عن مكافأة ورشوة لمن يتخلى عن عائلته:
29 وكل من ترك بيوتا أو إخوة أو أخوات أو أبا أو أما أو امرأة أو أولادا أو حقولا من اجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الابدية.(متى19: 29)
إن تمجيد كل من الكراهية، وتقسيم الأسرة كفضيلة، لايمكن أن يكون محطاً للإعجاب ، ولابد للمرء أن يغير فكرته عن أن اليسوع هو معلم الأخلاق الأسرية... فهو بذلك يُرجعنا على عصور التخلف وزوار الليل .
هـ الزواج:
حسناً، وماذا قال يسوع عن الزواج؟
ليس بالكثير، ولكن الآتي سيوضح فكرته عن الزواج والبعث
34 فاجاب وقال لهم يسوع ابناء هذا الدهر يزوَّجون ويزوِّجون. 35 ولكن الذين حسبوا اهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الاموات لا يزوجون ولا يزوجون. 36 اذ لا يستطيعون ان يموتوا ايضا لانهم مثل الملائكة وهم ابناء الله اذ هم ابناء القيامة.(لوقا 34:20-36)
هذه الآيات تشير إلى أن علاقات الزواج لا تحدث في عالم القيامة.
ولابد للمرء أن يواجه حقيقة أن فكر يسوع الجنسي يتمثل في العفة والبتولية، وليس الزواج ولا الأطفال( الذين يرتبطون بخطيئة علاقة الزواج نفسها)
في النصرانية القديمة، كثيراً ما فسّر آباء الكنائس إصحاح 20 في إنجيل لوقا على أنه يشير إلى ترفع العفة لحالة الزواج.
في الواقع ولعدة قرون اعتاد العديد من القساوسة إلى استخدام هذه الآيات كجزء لتعليل تبتلهم ( الأمان أفضل من أن تشعر بالندم)
وقد تحايلت الكنائس على هذا الأمر بأن سمحت بالزواج لرعايا الكنيسة كوسيلة للسيطرة على خطيئة الشهوة والرغبة، ولكن هذا صدر عن عقيدة الكنيسة وليس عن خلاصة قول اليسوع.
ملحوظة: القليل من الكنائس قد صدّقت على صيغة الزواج الروحي، وهو زواج بغير علاقة زوجية، مما لا يجعل هناك نسلا، ولكن هذا من الصعوبة بمكان أن يتفق مع الزواج الموجه إلى إقامة أسرة، لذا، فإن أردت أن تستحق الحياة الآخرة، فعليك ألا تتزوج، وألا تمارس العلاقة الزوجية أبداً وكل هذا من أجل الرب.
والسؤال الآن : إن أردت أن ترسم لنفسك حياة أبدية .. فما هي احلامك التي تتمنى أن تعيش فيها ؟
رد على نفسك وأنا واثقة بأنك لن تقبل الحياة التي يوهمنا بها كلام يسوع .
و- عدم دفن الأهل
ماذا ستكون نظرتك لصاحب العمل إن عنّفَ عامل عنده لأنه يريد حضور جنازة ابيه المتوفى ؟
حسبما جاء في الأناجيل؛ فإن يسوع أجاب تلميذه الذي أراد أن يحضر جنازة أبيه:
22 فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم ( متى 22:8)
ز- لا تودع أهلك
عندما قرر رجل أن يتبع يسوع، أراد أن يودع أهله، ولكن بدلاً من الرفق واللين، أجابه يسوع:
62 فقال له يسوع ليس احد يضع يده على المحراث وينظر الى الوراء يصلح لملكوت الله (لوقا 62:9)
ح- الوقاحة مع الأم:
وكان يسوع وقحاً مع أمه حين قال لها:
4 قال لها يسوع ما لي ولك يا امرأة ( يوحنا 4:2)
ط- الإجهاض:
لن تجد أي مناهض للإجهاض يستشهد بهذه الآية. إنها تعود إلى يهوذا؛ ولاحظ ما يلعبه الجزء الأخير منها في مسألة الإجهاض:
24 ان ابن الانسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الانسان.كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولد.(متى 24:26)
إن أخلاق اليسوع المزعومة تعلم الكُرْه والبُعد عن أفراد العائلة، وتحذر من الزواج.
في الواقع، إن اتبعه الجميع، سنجد أن العنصر البشري قد انقرض تماماً خلال جيل واحد، وكل من أراد أن يحتفظ بأخلاقيات العائلة والزواج لابد وأن يتخلى عن تعاليم اليسوع.
فهل ليسوع محبة؟
يتبع بإذن الله
المفضلات