صف شباب القرية هربوا وأهل القتيل لم يتقبلوا العزاء بعد
غضب وحزن في* '‬قصر هور*'‬

لايزال الغضب والحزن يسكن بيوت أهالي عرب قصر هور الذين رفضوا إقامة العزاء لخليل إبراهيم محمد أبو قرين الذي لقي مصرعه إثر إصابته بطلق ناري في صدره أثناء الاشتباكات التي جرت السبت الماضي بين العربان وعمال البناء ورهبان دير أبو فانا بينما لاذ أكثر من نصف شبابها ورجالها هربا خوفا من ملاحقة الشرطة وغادروا بيوتهم حتي تهدأ الأمور ومازال الأهالي متمسكين بمواقفهم بمنع بناء سور للدير الذي يحرمهم من التوسع والزراعة والبناء وأنه أشبه بغلق المستقبل أمام مئات الأسر من عرب قصر هور،* ‬وأهالي هور وبني خالد الذين يكنون جميعا الاحترام والحب للأقباط وأن ما حدث ليس له علاقة بالدين فالصحراء والتوسع بها هي مصدر رزقهم الوحيد وأنهم يعيشون علي هذه الأرض منذ مئات السنين،* ‬وأنهم لن يتركوا ثأر قتيلهم رغم عدم معرفتهم بالقاتل الفعلي،* ‬وهو ما يهدد بثورة تهدد المنيا بأكملها مستقبلا*.‬

إبراهيم محمد مفتاح القريني* ‬مزارع* ‬63* ‬سنة والد المجني عليه أكد لنا أنه كان في الأرض هو وابنه وشهد مشاجرات عند سور الدير فاندفع هو وخليل نحو مكان المشاجرة التي بدأت بالعصي،* ‬وتطورت إلي استخدام البنادق الآلية والرشاشات بعد قيام المقاول واخيه باطلاق العديد من الأعيرة النارية في الهواء وفي اتجاه أهالي قصر هور وأصابت إحدي الطلقات بطن ابنه فوقع قتيلا*. ‬عدد كبير من الأهالي رفض الحديث أو التعليق علي الموضوع خاصة أن قوات الأمن لاتزال تحاصر القرية،* ‬وتم القبض علي عدد منهم وجاري* ‬البحث عن آخرين بحجة أنهم قاموا باختطاف ثلاثة رهبان وقاموا بتعذيبهم*.‬
الأهالي أكدوا أن سبب المشكلة يرجع إلي قيام رهبان الدير ببناء سور علي أراضي وضع يد وذلك بموجب أوراق ثبوتية وحكم محكمة صادر لصالح عبدالتواب هارون وآخرين من عائلته منذ عام* ‬1989* ‬بعد نزاع ومحاضر من قبل هيئة الآثار التي أقرت بأن المنطقة ليس بها آثار منذ* ‬19* ‬عاما،* ‬ويقوم عبدالتواب وشركاؤه بزراعة هذه الأراضي بعد استصلاحها علي نفقتهم الخاصة ويعيشون منها،* ‬فهي بالنسبة لهم حياتهم ومصيرهم،* ‬إلا أنهم فوجئوا برهبان الدير يقومون بتشجير الأرض وإقامة سور مع أن هذ الأرض تبعد عن الدير* ‬3*.‬5* ‬كيلو متر*. ‬وأضاف أحد الأهالي* -‬رفض ذكر اسمه*- ‬أن المقاول رفعت مر علي بعض الأهالي قبل الشروع في البناء بثلاثة أيام وأخبرهم بأنه أخذ مقاولة البناء للسور وأنه من يتعرض له سيقتله ويدفنه بالجبل،* ‬مشيرين إلي* ‬أنه يوم الحادثة وأثناء القيام بالبناء تصادف وجود هارون ابن القائم بزراعة الأرض الذي اشتبك في مشادة كلامية مع الأنبا باخوم تطورت إلي مشاجرة تم استخدام العصي والنبابيت،* ‬وقام الراهب باستدعاء المقاول وشقيقه اللذين جاءا يحملان بنادق آلية وقاما باطلاق النار في الهواء الأمر الذي أثار حفيظة أهالي النجع وقاموا بالاشتباك معهم*.‬
ونفي الأهالي قيامهم بخطف الرهبان وأنه لو كان ذلك حدث للقي أحدهم مصرعه علي أيديهم بعد قيامهم بقتل خليل الذي لم يتعد* ‬33* ‬سنة الذي ترك وراءه ثلاث بنات أكبرهن عندها أربع سنوات*.‬
وحمل الأهالي الدولة مسئولية ما حدث،* ‬مؤكدين أن الدولة تقوم بسحب الأراضي من الفلاحين واعطائها للدير ذي* ‬المساحة الشاسعة،* ‬مشيرين إلي* ‬أن الهدف من بناء السور هو التوسع فقط وليس لحماية رهبان الدير الذين لم تحدث معهم مشكلة منذ مئات السنين،* ‬متسائلين عن السبب وراء تلك المشاكل منذ* ‬2005* ‬وحتي الآن رغم أنهم سابقا لم تكن هناك أية مشاكل خاصة أن الاعتراف الكنسي من قبل المجمع المقدس بالدير جاء متأخرا،* ‬وذلك في 2004.
‬ورفض الأهالي الادعاءات التي يرددها الأقباط بأنهم هم الذين قتلوا خليل أبو قرين متسائلين كيف نقتل واحدا* ‬منا ونصيبه في صدره أو بطنه وفق ما جاء في التقرير الشرعي أن سبب الوفاة طلق ناري سكن في منطقة الصدر وأدي للوفاة مباشرة؟
وأوضح أحد الأهالي* - ‬رفض ذكر اسمه - قال إنه محام من عائلة* ‬غلاب وأن الرهبان يريدون السيطرة علي الجبل ويبنون سورا لضم المساحة إلي الدير الذي يبعد أكثر من* ‬5* ‬كيلو مرات عن القرية،* ‬والخلاف علي قطعة أرض مزروعة أراد الدير أن يضمها وفق أوراق قال إنه حصل عليها من المسئولين رغم أن هذه الأراضي تخضع للعرب الذين يمتلكونها بحكم العرف ووضع اليد*.‬
يذكر أن نصف رجال قرية قصر هور تقريبا* ‬غادروا بيوتهم وهربوا خوفا من تعقب الشرطة لهم عقب الأحداث إلي الجبل*.‬
--------------
المصدر
http://www.elaosboa.com/elosboa/issues/583/retosh9.asp