ثلاث اقانيم و لكن !!!







(الحرف يقتل و الكلمة تضل !!!)






كثيرا ما نسمع جملة ( الحرف يقتل ) و نحن نزيد عليها جملة و ( الكلمة تضل ) و لكن هل هذا يعنى انه كلما استدللنا بنص جاء احدهم و قال الحرف يقتل و يعنى بذلك لا تعتمد على الحرف و الكلمة ؟ بالطبع هذا غير صحيح و لا يعنى تعبير الحرف يقتل هذا تماما و لكن التى تعنيه هذة الجملة هو ان الفهم الخاطىء للحرف او الكلمة قد يؤدى الى الهلاك و هذا صحيح جدا حيث ان كل العقائد تفهم من خلال حروف و كلمات و موضوع الاعتماد على علم يأتى من الله مباشرة الى القلب ( العلم اللدنى ) عن طريق الروح القدس او غيره هو نوع من التواكل الفكرى و نقول لأصحابه لماذا لا تعتمد هذة الطريقة فى رزقك و تجلس فى بيتك تنتظر . هذا إذا كان بيتك اساسا لم تسعى لكى تبنيه او تستأجره !



الدنيا هى دار اختبار و الاختبار يرتيط بالقدرة على الاختيار بين الصالح و الطالح و قد خلقنا الله بنعمة العقل التى هى اساس التخيير وعدم استخدام هذا العقل فى الاختيار هو عدم احترام لسنة الله فى كونه و تمرد على حكمة الله البالغة و اهم مجالات الاختيار هو مجال العقيدة اى ما يجب اعتقاده عن الله و مخلوقاته و خصوصا المخلوقات التى لا يستطيع العلم اختبارها و ان كان العلم قائما على العقل فما هو الحل و هل يعتبر هذا تناقض ان نؤمن بما هو غير قابل للتجريب و نحن ندعوا لأستخدام العقل و احترام سنة الله فى خلقه ؟



هناك حل بسيط لذلك ( بعيدا عن اللغو و التنطع العلمى احيانا او ما يدعوه البعض كذلك و احيانا التنطع بالجهل و هو اسوأ انواع التنطع ) و هو ان تبحث عن الرسالة الصحيحة التى ارسلت لك من رب العالمين و هو العالم بكونه الذى خلق المستحق للعبادة بما يرتضى من طرق و ما يحب من سبيل و لكن ايضا كيف اعرف إذا كانت هذة الرسالة التى هى عبارة عن نصوص بالطبع ( و هى الوسيلة التى يفهمها الانسان ) إذا كانت صحيحة اى من عند الله ام انها من عند غير الله ام انها من عند الله ثم تناولها البشر بالتبديل و التغيير ؟



الامر بسيط تدبر النص اى تعلم الادوات التى تستطيع تناول النص بها مثل لغة النص و قواعدها و تفسيرات اهل العقيدة و تفسيرات غيرهم ثم بعد ان تتناول النص سيكون هناك ثلاث احتمالات ستجد منها واحدا هو نتيجة تدبر هذا النص :




1- لن تجد تناقض فى النص تماما ( و هذا صعب جدا فى اى نص على وجه الارض حيث ان النص مرتبط بالتناول البشرى الذى يشوبه نقص )



2- ستجد تناقض قليل فى النص ( يجب ملاحظة ان كلمة تناقض هنا تعنى تناقض ظاهرى و لكننا لا نسبق بالحكم قبل التوضيح و هذا مقبول و ليس عيبا فى النص و لكن عيبا فى متناوله حيث ان الانسان فى طبيعته النقص و من السهل ان يتشابه عليه نص و خصوصا إذا كان من العمق الذى قد لا يستوعبه الانسان احيانا و يتجنب ذلك بتحصيل العلم )



3- سوف تجد تناقض كثير فى النص ( و اذا وجدت ذلك فإعلم ان هذا النص لا يمكن ان يكون هو رسالة الله الصحيحة و المقدسة و التى يجب ان تتبعها و لا تحيد عنها ما حييت .



و دعونا نستكمل رحلتنا مع الحرف الذى يقتل و الكلمة التى تضل إذا كانت منسوجة و إذا كانت النية مبيته لحياكة العقائد من خلال النصوص المنسوجة و المعدة سلفا و سوف نكمل موضوعنا الذى يتناول مخطوطات الكتاب و هل هى نسخ ام اقانيم و سوف تناول فى بحوث اخرى ان شاء الله النص البيزنطى الذى يفضله حائكى العقائد حيث انه يوفر عليهم نسج النصوص و لكن دعونا نبدأ و نتعرف على مفهوم كلمة اقانيم حتى نسترسل فى بحثنا الذى نسئل الله ان يجعله خالصا لوجهه الكريم .



كلمة اقنوم و اقانيم رغم انها تمثل اشكالية و فحوى عقيدة التثليث و رغم اننا افردنا لها بحثا سوف يتم نشره قريبا ان شاء الله و لكننا هنا لا نحتاج إلا لفهم ان كلمة اقنوم و بغض النظر عن الاصل السريانى هى باليونانية πόστασις( hupostasis ) و هى مكونة من شقين ὑπό(hupo ) اى تحت و στασις(stasis )التى تعنى وجود او كينونة او كيان و بالتالى فإجمالا الاقنوم تعنى تحت الكيان او القائم تحت و رغم ان هذا التعريف فى عجالة و بدون تفصيل إلا انه ما نحتاجه هنا حيث اننا لا نعالج العقائد و الخلاصة المبسطة هى ان الاقانيم هى كيانات تمثل كيان اكبر فى مجموعها .



و هذا يعنى ان ثلاث اقانيم هى ثلاث اشياء تمثل كيان واحد و بالطبع هذا تستطيح عندما نتناول التثليث و لكنه يكون كافى فى حالة تناول المخطوطات و بعد هذا التعريف يكون من السهل فهم السؤال التالى :


هل المخطوطات تمثل نسخ من الاصل الذى كتبه كتبة الكتاب ام تمثل اقانيم بمعنى انها تكمل بعضها البعض ؟


بالطبع و من المنطقى و العقلى انها تمثل نسخ و ليس اقانيم حيث ان لوقا الطبيب مثلا عندما كتب انجيله ثلاث اقانيم هى ثلاث اشياء تمثل كيان واحد و بالطبع هذا تستطيح شديد عندما نتناول التثليث و لكنه يكون كافى فى حالة فقد ترك مخطوطة فيها ما يسمى انجيل لوقا و الذى يمثل ما ساقه الروح لكتابته و عندما جاء احدهم لينسخ هذا الانجيل من المفترض انه تحلى بالامانة فى النسخ و ايضا من المفترض انه اذا حدث اخطاء كثيرة فى النسخ فيجب ان تتلف هذة المخطوطات حتى يحافظ على الكتاب من التغيير و التبديل و التحريف و حتى إذا تم دفنها نتيجة وجود خطأ ما فليس من المنطق ان تدفن مخطوطة تحوى العهد الجديد كاملا تقريبا لانه ايضا ليس من المنطقى ان يستمر الناسخ فى نسخ الكتاب كله ثم يكتشف خطأ او اكثر يجعله يدفن كامل المخطوطة ثم ان المخطوطة لم تكن فى صورة كتاب و انما فى صورة رقوق او حتى درج و فى كل الحالات لا يمكن ان يحوى الكتاب كاملا فى صفحة ( كلمة تقريبية للذهن ) واحدة و إذا وزعت على المدارس فليس من المنطقى لا ان توزع مخطوطة للكتاب كاملا و لا من المنطقى ان تحفظ بعد ان توزع على المدارس حتى تصل إالينا فى حالة جيدة .



و بعيدا عن النقد الكتابى و انواع النصوص و التى سوف نتعرض لها فى بحوث اخرى من تلك السلسلة دعونا نستعرض تلك المخطوطات ( الاقانيم ) الثلاثة لنستكشف كيفية تجميع الكتاب و مصداقية قدسية النصوص المجمعة من خلال مقارنة بسيطة يفهمها الانسان الباحث عن الحقيقة سواء كان دارسا للنقد الكتابى ام غير دارس له بين ثلاث مخطوطات يتفق معنا محاورينا على مصداقية الحوار حولها و دعونا نذكر المتحفزين و المتفيهقين من طلبة الماجستير فى النقد الكتابى ( عن قريب ) ان هذا البحث هو هو الجزء الثانى من بحث المخطوطات نسخ ام اقانيم و هو البحث الذى لا يعنيهم لا من قريب و لا من بعيد ( على الاقل فى هذة المرحلة لأنهم ليسوا اريوسين ) حيث انه يعنى الاريوسين امثالنا و امثال من يتفق معنا على مصداقية الحوار حول موضوع البحث .



و ان شاء الله فى البحوث القادمة من هذة السلسلة سوف نتوسع فى تناول ليس انواع النصوص التى يفضلها البعض فقط ( الغير اريوسية على حد تعبيرهم ) بل المخطوطات التى تحوى هذة النصوص بعجرها و بجرها مفككين ما نسجة اهل الحرفة فتبقى العقائد التى احيكت من النصوص المنسوجة كأنها اعجاز نخل خاوية .