الموضوع أبسط مما تتصوره يا أخى ...... و لا بد أن تُطالع تلد الشًبهات التى يتقيأ بها أعداء الله فى منتداياتهم و مواقعهم العقيمة .... بدءاً .... لا تحكم على الأمور و تُسطحها من حيث تقف أنت الآن .... أى لا تحكم على الأمور من زمنك و لكن فى إطار الزمان و المكان التى تمت فيه ...... فهذا حدث فى جزيرة العرب ، أو ما هو معروف الآن بالمملكة العربية ..... و فى القرن السابع الميلادى !

يعنى ، أكل الجراد هو عادة مُنتشرة بين سكان الصحراء .... و ما زالت مُنتشرة حتى الآن ...... و ليست فى الصحراء فقط ...... بل فى فرنسا ، و فى أشهر مطاعمها (مكسيم فى باريس) ، طبقه الرئيسى هو شوربة الجراد و أفخاذ الضفادع !!!!! ..... هذا هو طعمهم المُفضل لأبناء الطبقة الأستقراطية الراقية هناك !!!! ...... و الجراد يأكله البدو هنا فى مصر و يشوونه و يجدونه لذيذاً ...... و الجمبرى الذى تأكله و تتلذذ بطعمه يُسمى بجراد البحر ...... و هو يمُت إلى الحشرات بصلة قرابة و من رتبة الرأس صدريات منها !!!! ..... و الأكل ليس فيه مُقرف أو مُقزز .... فالملوخية التى يعشقها المصريون ، تجدها بعض الشعوب مُقرفة و مُقززة ..... و شعوب شرق آسيا يأكلون الصراصير و الفئران و شعوب أفريقيا يأكلون حشرات النمل الأبيض المُسمى بالترمايت و يجدونها فى لذة الكباب ! ..... فهل فى ذلك ما يُسيئ غلى رسول الله صلى الله عليه و سلّم !

و بالنسبة لموضوع الفأر أو الذبابة و ما إلى ذلك ..... الرسول يُريد أن يُعلم الناس شيئاً هاماً .... لا تُهدروا الطعام و الشراب هباءاً لمُجرد أنكم فى تقززتم منه ..... فهو نعمة من الله و يجب الحفاظ عليها و شكر الله عليها ..... فلذلك لا يجب أن نرمى إناء مملوء بالسمن لأن فأر أو حشرة و قعت فيه ..... و كذلك كوب الشاى أو العصير لمُجرد أن ذبابة أو ناموسة قد وقعت فيه .... فهذا إسراف و تبديد و تبذير ..... و المُبذرين كانوا إخوان للشياطين ...... و الرسول كان يحرص على أكل الطعام حتى آخره و لا يترك جزء منه ليتم رميه أو التخلص منه بحكم أنه فائض أو زائد عن الحاجة . و قال : آخر الطعام بركة ، ليحض الناس على عدم التخلص من باقى الطعام على أنه قمامة ..... فالذى لا تحتاجه لأنك شبعان أو قرفان منه ، قد يتمنا أخ لك يتضور جوعاً ..... هذه هى حكمة رسول الله الذى لا ينطق عن الهوى !

و من فيض الكلام عن عدم الحكم على الإشياء من زماننا و مكاننا مسألة زواج الرسول عليه الصلاة و السلام مثلاً من السيدة عائشة و هى صغيرة السن ...... فالزمان و المكان يجعلان من إبنة الثمانى و التسع سنوات فى ذلك الوقت (حيث لا مدراس و لا تعليم ، و النبت تولد و معروف أنها ستكون زوجة أو أم عن قريب) هى أنثى كاملة و ناضجة ..... و نجد كثير من البنات فى ريف مصر و فى البدو يتزوجن و هن فى نفس هذا السنّ ..... و لم يتأخر سن المُراهقة لدى الشباب و الفتيات إلا بعد التمدن و بعد إنتشار التعليم و مرور الزمن ..... فتأخر سن الزواج للشباب و الفتيات و تأخر معه سن إنقطاع الحيض بالنسبة للسيدات .....فصرنا نسمع عن سيدات فى الخمسينات يُنجبن و لم ينقطع عنهن الحيض حت قرب سن الستين ، بالرغم أنه كان من الأعاجيب منذ أقل من خمسين سنة !