المرحلة الثالثة : مرحلة الدمج و فهم اللوغوس عند فيلون (20 قبل الميلاد الى50 بعد الميلاد )
يعدُّ فيلون أشهر ممثِّلٍ للفكر (سنة 20 قبل الميلاد الى 50 بعد الميلاد ) وقد عاش فى الإسكندرية ، وكان من رجال اليهود البارزين .. فكان أحد الذين ذهبوا إلى الإمبراطور الرومانى كاليجولا يشكون له سوءَ معاملة الحاكم الرومانى فى مصر لليهود . ولم يكن فيلون على ارتفاع مكانته عند أهل مِلَّته ، يعرف اللغة العبرية ، وإنما كان يقرأ التوراة فى نَصِّها اليونانى المعروف بعنوان : الترجمة السبعينية ، وهى الترجمة التى أنجزها سبعون عالماً يهوديّاً فى الإسكندرية ، بدعوةٍ من بطليموس فيلادلفوس الذى أخذ بنصيحة ديمتريوس الفاليرى و لم يكن فيلون يقرأ نصوصَ دينه فى لغتِها الأصلية ، وهى مسألةٌ تشير إلى ضَعف البنيةِ العامة للثقافة اليهودية آنذاك .بدت فلسفة فيلون كانعكاسٍ وصدى للفلسفة اليونانية التى كانت سائدةً فى عصره ، ولم يكن فيها من اليهودية الأصلية شئ يؤهِّلها لأن تكون فلسفةً يهوديةً حقة .. فكان الأمرُ كما وصفه ول ديورانت فى كتابه: قصة الحضارة ، حين قال : لقد أحسَّ فيلون العالم المتضلِّع فى البحوث العقلية اليونانية ، بالحاجة إلى صياغةٍ للعقائد اليهودية من جديد ، كى توائم عقلية اليونانى ذوى النزعة الفلسفية . وعند هذا الحد -لا أكثر- وقفت جهود فيلون وتحدَّدت مكانته فى التاريخ .

كل اعمال فيلو تستطيع الحصول عليها من خلال الروابط التالية :

و تستطيع استخلاص فكر فيلو عن اللوغوس من خلال هذا الرابط :


اللوغوس فى مؤلفات فيلو :

المذهب المحورى والأكثر تطوراً في كتابات فيلو و الذي يَتمحور حوله كامل نظامه الفلسفيِ، هو مذهبه عن اللوغوس . بتَطوير هذا المذهب دمج مفاهيم فلسفية يونانية بالفكر الدينيِ العبرى و زودت بهذا الفكر المؤسسة المسيحية ، أولا في تطوير أسطورة بولين المسيحية وتكهنات يوحنا، ولاحقاً في مذاهب اللوغوس المسيحية الهيلينية والمذاهبِ المعرفية من القرن الثاني . كل المذاهب الأخرى التى اعتمد عليها فيلو فى تفسيرِه لوجودِ وفعل الاله . كان مصطلح اللوغوس كثير الاستخدام في الثقافة الاغريقيه الرومانية وفي اليهودية أكثر مدارس الفلسفة الإغريقية ، كانت تستخدم هذا المصطلح لتحديد العقلانيه والذكاء وهكذا تنشيط مبدأ الكون هذا المبدأ استنتج من فهم الكونِ كحقيقة حية وبمقارنتها بمخلوق حى .
استخدمت اللوغوس هنا فقط كشكل مِنْ الخطابِ الخاص بفعل أَو عملَ الله . في ما يسمّى بأدبِ الحكمةِ اليهوديِ نَجِدُ مفهومَ الحكمةِ (hokhmah and sophia) التى يُمْكِنُ إلى حدّ ما ترجمَتها الى فصل الجسد أَو التمييز (الاقنوميه)، لكنه متغاير في أغلب الأحيان بالغباءِ الإنسانيِ. في القافة العبرية كَان يعتبر جزء من اللغة المجازية الشعريه التى تصف الحكمة الالهيه كصفه لله وهي تشير بشكل واضح الى الشخصية الإنسانية ضمن سياق وجود دنيويِ إنسانيِ.
ان المفهوم الغيبى اليونانى للوغوس يعتبر تناقض صارخِ لمفهومِ الله كشخص يتصف بصفات تشبيهيه طبقا للمعتقد اليهودى.
فيلو دمج النظامين وحاول تَوضيح الفكرِ اليهودى من خلال الفلسفة الإغريقيةِ بادخال المفهومِ الرواقّيِ للوغوس فى اليهودية . في هذة العملية، تحولت اللوغوس من كيان غيبي إلى إمتدد شبيهي الهى متسام وكينونه شبيهه أو وسيطَ بين الله و الناس .
كتب Martin McNamara قائلا " بالرغم من مراعاة فيلو للمعنى الحرفى للنصوص فى كتابه 'Questions and Answers كان اهتمامه الاساسى ينصب على التفسير المجازى للكتب المقدسه و توضح عناوين اعماله ان فكرته تتمحور و تنبع من النص المقدس على أية حال قام فيلو بدراساته على اساس كونه فليسوفا ومفسر للكتاب المقدس


ملخص اللوغوس عند فيلو
محور دراسة فيلو مبنى على العلاقة بين الله والعالم من خلال مذهبه فى اللوغوس و مذهب فيلو فى اللوغوس يمثل بشكل واضح الاقتوم الثانى في الإله الواحد مثل اقنومية قوة الله المبدعة الحكمة . إنّ الخالق الأعظم الله و ما يليه هو الحكمة أَو كلمة الله (Op. 24) .
اللوغوس لها العديد من الاسماء كما كان زيوس (LA 1.43,45,46), ولها وظائف متعددة .
اللوغوس الالهيه لا تمتزج بالأشياءِ المخلوقه والتى قدّر لها الموت .
إنّ مصطلح لوغوس ظهر مراراً وتكراراً في أعماله و بالرغم من ذلك هذا المصطلح لم يضع له تعريف و لكنه فى في
Who is Heir of Things Divine?, chapter 42 (§ 206) يجعل اللوغوس تتحدث و تقول عن نفسها: ( اقف بين الله وبينك انا لست غير مخلوقة مثل الله ولا خلقت مثلك، ولكنى فى وسط الطريق بين الطرفين , رهينة فى كلا من الجانبينِ.)
قال فيلون عن اللوغوس أنه أول القوى الصادرة عن الله، وأنه محل الصور، والنموذج الأول لكل الأشياء . وهو القوة الباطنة التي تحيي الاشياء وتربط بينها وهو يتدخل في تكوين العالم لكنه ليس خالقاً . وهو الوسيط بين الله والناس وهو الذي يرشد بني الإنسان ويمكنهم من الارتفاع إلى رؤية الله . ولكن دوره هو دائماً دور الوسيط . ويقينه بأنه " إلهي " θέος .
و رغم اننا نلاحظ انه ترجم العدد تكوين 1: 27 (فخلق الله الانسان على صورته. على صورة الله خلقه ) كالتالى ( جعل رجالا قبالة صورة الله ) و صورة الله الموجودة هذة التى هى مثال لكل الاشياء الاخرى تمثل فكرة الطراز البدائى لافلاطون و هكذا اصبحت اللوغوس نوع من الظل القاه الله الا ان فكرة هل اعتبر فيلو اللوغوس حقيقية كذات متميزة لها وجود حقيقى او اعتبرها فكرة تجريديه (غير واقعيه) ليس اكثر من ذلك فهى فكرة تحتاج الى نقاش .