تأثير فكر هيراقليطس على كاتب انجيل يوحنا
الدكتور على سامي النشار ( في كتابه : هيراقليطس فيلسوف التغير ) يقول :
ظهر الأثر الهيراقليطي واضحا في فيلون فيلسوف اليهودية الكبير ، فقد اخذ بفكرة اللوغوس كما وضعها هيراقليطس . وقد أثر فيلون فى القديس يوحنا الإنجيلي أثرا كبيرا . بل المقارنة الدقيقة بين إنجيل يوحنا وبين أقوال فيلون ، وبالتالي أقوال هيراقليطس ، لتثبت كيف سيطر هيراقليطس واتباعه الرواقيون على القديس يوحنا وإنجيله ، وبهذا نصل إلى أكبر أثر لهيراقليطس فيمن بعده وأعني المسيحية ممثلة في يوحنا . كأن فيلون قريب العهد من المسيحية وقد بشر بأغلب مذاهبها ثم أتى القديس يوحنا فاعتنق آراء هيراقليطس . أن نظرية هيراقليطس في اللوغوس أقرب ما تكون إلى عقيدة الحكمة أو المسيح . بل أنهم ذهبوا إلى أنه كان مسيحيا قبل المسيح نفسه . ولقد بدأ القديس يوحنا إنجيله كما هو معروف " في البدء كان الكلمة ( اللوغوس ) ، كل به كون وبغيره لم يكن شئ مما كون . فيه كانت الحياة " . وهذا تعبير هيراقليطي أخذه يوحنا الإنجيلي من هيراقليطس حقا أن يوحنا حاول بعد ذلك ان يصبغ نظرية هيراقليطس بصبغة مأخوذة من فيلون ، فقال : والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " أن انه أضفي على نظرية اللوغوس مسحة خاصة . ولكن حتى هذه المسحة الخاصة لا تختلف أبدا عن نظرية هيراقليطس في اللوغوس وان اللوغوس عند هيراقليطس " هو حقيقة أيضا مطلقة فوق التغير المحسوس " وهو العلم التعيني فى جوهر الأوحد " ولم يقل يوحنا بأكثر من هذا ، ويستمر أثر هيراقليطس فى المسيحيين الأوائل ، فنرى القديس يوستينوس ( 103 – 167 ) يعرض لفكرة اللوغوس أو " الكلمة في ألفاظ رواقية ، أو بمعني أدق فى ألفاظ هيراقليطس . ومن الخطأ ان نقول بأنه يختلف عن هيراقليطس بأن اللوغوس عند هيراقليطس مبدأ مادى منبثة فى العالم متحد به ، وعنده هو موجود روحى مفارق للعالم مسيطر عليه تجسد البشرية من نير الخطية ، كما كان عند يوحنا الإنجيلي شخصا تاريخيا تجسدت فيه الكلمة . ان هيراقليطس يذهب أيضا إلى القول بأن الكلمة منبثة في الآراء المتغيرة ولكنها أيضا مفارقة ، كما ان هيراقليطس كان يذهب أيضا إلى أن الكلمة تجسدت فيه هو . فالمذهب المسيحي في الكلمة ، إنما هو كل تفسير واضح مؤكد للمذهب الهيراقليطس . وانتقل أثر هيراقليطس خلال الرواقية في كل من اكليمنضس الاسكندري ( 150 – 217 ) كما اثر أكبر الأثر في اوريجين الاسكندري ( 158 – 254 ) ص 273 – 275 .



اللوغوس عند سقراط (469 ـ 399 ق.م)


فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يترك أن سقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أرسطوفانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل. كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وقد قضت هيئة المحلَّفين بثبوت التهمة على سقراط وأصدرت حكمها عليه بإلإعدام. ونفذ الحكم بكلِّ هدوء متناولاً كوبًا من سم الشوكران.
وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.
و قد سعي سقراط لتغليب اللوغوس على الميثوس




اللوغوس عند افلاطون (427 ق.م - 347 ق.م)



أفلاطون (باليونانية: ΠλάτωνPlátōn) ( عاش بين 427 ق.م - 347 ق.م ) هو أرسطوقليس، الملقَّب بأفلاطون بسبب ضخامة جسمه، وأشهر فلاسفة اليونان على الإطلاق. ولد في أثينا في عائلة أرسطوقراطية. أطلق عليه بعض شارحيه لقب "أفلاطون الإلهيإستعملَ أفلاطون مصطلح اللوغوس ليس فقط بمعنى الكلمة المنطوقة ولكن أيضاً استخدم بمعنى الكلمة الغير منطوقه، الكلمة التى ما زالت في لعقلِ – السبب و عندما طبق اليونانيون هذا المفهوم على الكون كانوا يتكلموا على المبدأ العقلانى الذى يحكم الاشياء .
قال أفلاطون«علينا أن نساير العقل إلى حيث يذهب بنا».
أفلاطون قال بوجود الإله المتعالي الذي "ليس كمثله شيء"، والإلهالصانع الخالق. وذلك كي يحل مشكلة العلاقة بين الله والعالم المتمثلة فيما يلي: إزاء وحدانية الله هناك التعدد في العالم! والله موجِد العالم أو خالقه فكيف نفهمالعلاقة بين تلك الوحدانية وهذا التعدد ؟ وبعبارة أخرى: كيف نفهم صدور الكثرة عنالواحد ؟
يقول أفلاطون في محاورةبارمنيدس:" والآنإذا كان الواحد غير موجود،فإنّه لا يمكن أن نتصوّر أيّ شيء من الأشياء الأخرى لا بوصفه واحدا ولا بوصفهكثيرا؛ إذ أنّه دون الواحد، يستحيل أن نتصوّر الكثرة"




اللوغوس عند ارسطو ( 322ق.م – 384 ق.م)




أرسطو (384- 322 قبل الميلاد) فيلسوف يوناني قديم كان أحد تلاميذ أفلاطون و معلم الإسكندر الأكبر. كتب في مواضيع متعددة تشمل الفيزياء، و الشعر، و المنطق، و عبادة الحيوان، و الأحياء، و أشكال الحكم.ارسطوطاليس ثاني أكبر فلاسفة الغرب بعد افلاطون . مؤسس علم المنطق ، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية ، والفيزياء الحديثة .
افكاره حول ( الميتافيزيقيا ) لازالت هي محور النقاش الأول بين النقاشات الفلسفية في مختلف العصور ، وهو مبتدع علم الاخلاق الذي لازال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور . ويمتد تأثير ارسطو لأكثر من النظريات الفلسفية ، فهو مؤسس علم البيولوجيا ( الأحياء ) بشهادة داروين نفسه ، وهو المرجع الاكبر في هذا المجال .


Logos و ethos و pathosهذة الثلاث عناصر هى وسائل الاقناع عند ارسطو ويدعوهم the three appeals ( ثلاث طرق لاقناع الجمهور )


ُlogos عند ارسطو تشير إلى الأنظمة المختلفة من التفكير، الكلمة تدفع الاخرين للاقتناع عن طريق قوة الحجة
ethos تعنى عند ارسطو الأخلاقياتُ درجةَ المصداقية أَو الجدارة بالثقة التي يؤسسها المؤلفين مع الجمهورِ من خلال كتابتهم
Pathos تدعى ايضا pathetic و تعنى المحرك الشعورى الذى من خلاله يقنع الجمهور عن طريق اثارة عواطفهم


يقدم ارسطو المولود في مستعمرة يونانية في تراقيا صورة عن العقلية اليونانية بمثله الأعلى الثلاثي ( القياس ، العقل ، الجمال ) تفوق في دقتها - كما لوحظ غالبا - تلك التي يقدمها الأثيني افلاطون ، فليس لدى ارسطو شيء من ذلك المزيج الفريد الذى اختصت به الأفلاطونية أي مزيج الشاعرية الصوفية بعض الشيء والتصلب الأخلاقي ( هذا ما جعل افلاطون يبدو احيانا وكانه يتحدث منذئذ اللغة المسيحية وجعل من السهل بالتالي على آباء الكنيسة الأوائل تقبله ) ، وكانت الخطوة الأولى في ميتافيزيائه إلغاء مفهوم سماء "المثل" الصوفية

لوجوس تعنى الكلمة باليونانى وتشير الى قوة تماسك الرساله وهذا مايوضح الزعم ومنطقيه الاسباب وفاعليه مساندتها لاسبابها و تأثير الكلمات على المتلقيين يمكن التعبير عنه بقول استئناف الجدال العقلى و معنى "العقل" عند ارسطو لا يقل تعبيرا عن معنى الكلي أيضا. وبرغم أنّنا صرنا نردد بعد هيدغر أنّ المعنى الأصليللتعريف ليس "الحيوان العاقل" بل "الحيوان الذي يملك القدرة على الكلام" الوجود والزمان فإنّ الترجمة اللاتينية "animal rationale" وربيباتها الحديثة لم تكن عبثا بل تعبيرا عن فهم معيّن للتداخل العميقبين اللوغوس- العبارة (الذي استعاده هيدغر) وبين اللوغوس-التصوّر (الذي أعرض عنههيدغر) وفي الحقيقة فانه قد تبين اليوم أن أرسطو مثلا ليس فقط يأخذ اللوغوس علىمعان عدة، بل هو يردف مثلا بين "اللوغوس" و"التعريف"، وبين اللوغوس والتصور أوالمعنى العقلي، وبين اللوغوس والماهية. بذلك تعني صفة "logon" / "عاقل" فيمعنىأنّ ماهية "الإنسان" هو أنّه "حيوان –عاقل ". هذا يسمى لدى أرسطو "لوغوس الإنسان" أي "حدّ الإنسان"و "ماهية الإنسان" و"القول العقلي عن الإنسان". بيد أن المهم هنا هو أن أرسطو ينبهنا إلى أن "اللوغوس" فيمعنى ما به نحد ماهية موجود ما، هو كونه لا يقال إلاّ عن "موضوع" أي عن موجودأول، وليس عن عرض أو صفة. ولايقال له ماهية إلاّ عن "صور نوعية داخلة في الجنس الذي تنضوي تحته" (ما بعد الطبيعة، الزاي 4). وبالمعنىالأنطولوجي لا يقال "لوغوس" إلاّ عن "جوهر" أي موضوع تُحمل عليه المحمولات ولايُحمل على شيء .
و النقطة التي يجب أن ندركها أن أرسطو إنما يقدم حقا ما يراه من تحليل مفصل لكيفية عمل اللغة، ولكن هذا التحليل هو ما ندعوه الآن بـ" المنطق" . فاللغة بالنسبة لأرسطو إنما هي ببساطة مظهر للوغوس (logos) الذي هو القدرة العقلية المميزة التي تجعل من الإنسان (حيوانا عاقلا) .

ويعتقد ارسطو ام كل لوغوس له معنى ليس بصفته أداة من أدوات الطبيعة ولكن بوساطة العرف، وعلى أية حال ليس ممكنا أن يسمى كل شيء فرضا يحتمل الصدق والكذب في ذاته. فنحن نسمي، فرضا، تلك الأشياء التي تمتلك الصدق والكذب في ذاتها. وهنا، كما هو واضح ، فإنه يرغب في التفريق بين اللوغوس (القول) من مثل "دعنا نذهب إلى أثينا" الذي يعبر عن رغبة مجردة، و اللوغوس (القول) من مثل " ذهبنا إلى أثينا" الذي يعبر عن تقرير والذي بناءا على ذلك ، من وجهة نظره، يجب أن يكون إما صادقا أو كاذبا، ولكن لم يجسد متسعا للتفريق بين جملة (من مثل "ذهبنا إلى أثينا")، بكلمة أخرى أي بوصفها تشكيلا من الكلمات ليس صادقا أو كاذبا بحد ذاته، ولكنها تنطوي على إمكانية أن يجري استخدامها في مناسبات مختلفة من أناس مختلفين لإنشاء التوكيدات التي، واعتمادا على الظروف، ربما يحكم عليها بعد ذلك بالصدق أو الكذب. وإحدى الطرق لوضع ذلك بلغة حديثة هو القول أن أرسطو لم ير ضرورة للتفريق بين اللوغوس بوصفه جملة (أو بنية جملة) و اللوغوس بوصفه قولا أو تفوها ( أو بصفته رسالة تحتمل الصدق والكذب) ، أو بين اللوغوس بوصفه سمة مميزة و اللوغوس بوصفه علامة . وهذا يصدم القارئ الحديث لأن كل ما هو أكثر جدارة بالملاحظة في ذلك النص الأرسطي هو أنها "حافلة" بالأمثلة (بمعنى أن الجمل المكتوبة بين فوا رز مقلوبة أو بوساطة المدرس على السبورة إنما هي أمثلة ) إن الأمثلة اللسانية من هذا النوع مسلم بأنها تنطوي على معنى وإلا فإنه سيكون من الحماقة أن يتم إيرادها كأمثلة، ولكن ليس من الواضح أن الأمر يؤدي إلى كثير من المعنى إذا ما عزونا الصدق أو الكذب إلى الكلمات "ذهبنا إلى أثينا" عندما تكتب على اللوح في الفصل الدراسي؛ أو لحدث كتابتها، أو لأية فرضية ( ما هي هذه الفرضية؟) يزعم أنها تعبر عنها.