

-
حلية الأولياء لأبي نعيم الجزء 4
ص 955
حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا أحمد بن روح، حدثنا زكريا بن يحيى المدائني، حدثنا علي بن عاصم عن الجريري عن أبي عطاء عن كعب. قال: مر عيسى بجمجمة بيضاء، فقال: يا رب هذه الجمجمة أحبها، فأوحى الله تعالى أن أشح بوجهك، قال: ففعل ثم حول وجهه فإذا شيخ متكئ على كارة من بقل، فقال: يا عبد الله شل علي حتى ألحق بالسوق، قال: وما شأنك? قال: قلعت هذا البقل من هذه المبقلة وغسلته في هذا النهر وغلبتني عيني، قال: وخيل إليه ما كان فيه، قال: فسأله عيسى عليه السلام عن القوم الذي هو منهم فإذا بين المسيح وأولئك خمسمائة عام.
ص صفحة : 956
حدثنا أحمد بن السندي، حدثنا الحسن بن علوية القطان، حدثنا إسماعيل بن عيسى العطار، حدثنا إسحاق بن بشر أبو حذيفة، حدثنا محمد بن عبد الله البصري، وعامر بن عبد الله شيخ من أهل نهر تيري يرفعانه إلى كعب، قالا: قال كعب الأحبار: أن عيسى عليه السلام مر ذات يوم بوادي القيامة - يعني الصخرة - وهو عشية يوم الجمعة عند العصر، فإذا هو بجمجمة بيضاء نخرة قد مات صاحبها منذ أربع وتسعين سنة، فوقف عليها متعجباً منها، وقال: يا رب ائذن لهذه الجمجمة أن تكلمني بلسان حي وتخبرني ماذا لقيت من العذاب وكم أتى عليها منذ ماتت وماذا عاينت وبأي ميتة ماتت وماذا كانت تعبد? قال: فأتاه نداء من السماء فقال: يا روح الله وكلمته سلها فإنها ستخبرك، فصلى عيسى ركعتين ثم دنا منها فوضع يده عليها، فقال عيسى: بسم الله وبالله، فقالت: الجمجمة خير الأسماء دعوت وبالذكر استعنت، فقال عيسى: أيتها الجمجمة النخرة، قالت: لبيك وسعديك سلني عما بدا لك، قال: كم أتى عليك منذ مت? قالت: لا نفس تعد الحياة ولا روح تحصى السنين، فأتاه نداء أنها قد ماتت منذ أربع وتسعين سنة، فسألها، قال: فبماذا مت? قلت: كنت جالساً ذات يوم إذ أتاني مثل السهم من السماء فدخل جوفي مثل الحريق وكان مثلي كمثل رجل دخل الحمام فأصابه حره فهو يلتمس الخروج مخافة على نفسه أن تهلك، قال: فأتاني ملك الموت ومعه أعوانه ووجوههم مثل وجوه الكلاب بادية أنيابهم، زرق أعينهم كلهبان النار، بأيديهم المقامع يضربون وجهي ودبري، فانتزعوا روحي فكشطوها عني ثم وضعه ملك الموت على جمرة من جمر جهنم ثم لفه في قطعة مسح من مسوح جهنم فرفعوا روحي إلى السماء فمنعتهم الملائكة أن يدخلوا، وأغلقت الأبواب دونه فأتاني نداء: أن ردوا هذه النفس الخاطئة إلى مثواها ومأواها. فقال لها عيسى عليه السلام: فأي شيء كان أشد عليك ظلمة القبر وضيقه أم عذاب جهنم? فقالت: يا روح الله إذا انتزع الروح من الجسد فليس في العين نور يعرف الظلمة والضوء وليس للقلب عقل فيعرف الضيق والسعة، ولكن أخبرك أنه لما رد روحي فاحتملت إلى القبر دخل على ملكان عظيمان لا يوصفان، بيد كل واحد منهما مقمعة من حديد، فأقعداني فضرباني ضربة ظننت أن السموات السبع وقعن على الأرض، ودفعا إلي لوحاً، وقالا لي: اكتب كل عمل عملته، قال: فكتبته فلما كتبت الكتاب فتحوا لي بابا إلى جهنم، فجاءت نار فامتلأ قبري وأقبلت حيات كأمثال الذئاب أعناقهن كأعناق البخت فنهشوا لحمي، ورضوا عظمي، فدخل على ملك بيده مقمعة في رأس المقمعة ثعبان لا يوصف وفي أصله عقارب سود كأمثال البغال الدهم، على تلك المقمعة ثلاثمائة وستون غصناً على كل غصن ثلاثمائة وستون لوناً من نار، فضربوني بها فاشتعل النيران في جسدي، وأقبل إلى الثعبان والعقارب إذ أتاني نداء، فقال: على بهذه النفس الخاطئة، فتعلق بى ملائكة لا توصف صفة ألوانهم غير أن أنيابهم كالصياصي وأعينهم كالبرق وأصابعهم كالقرون فانتهوا بي إلى ملك قاعد على كرسي له، فقال: اذهبوا بهذه النفس الظالمة إلى جهنم مثواها، فانطلق بي حتى انتهوا بي إلى أول باب من أبواب جهنم، فإذا أنا بولجة ضيقة وريح شديدة وإذا أنا بأصوات الرعد القاصف وقواصف شديدة ونار ليست كناركم هذه وهي نار سوداء مظلمة يضعف حرها على حر ناركم هذه ستين جزءاً، ثم انطلق بي إلى الباب الثاني فإذا نار تأكل النار الأولى وهى أشد منها حراً ستين ضعفاً، ثم أدخلت الباب الثالث، فإذا أنا بنار هي أشد حراً من النار الأولى والثانية ستين جزءاً وهي تأكل النار الثانية والحجارة، ثم أدخلت الباب الرابع فإذا أنا بنار تأكل النار الثالثة وهي أشد حراً من النار الثالثة ستين ضعفاً. فإذا أنا بشجرة يتساقط منها حجارة سود حروفها نار وإذا قوم كلفوا أكل تلك الحجارة، فقلت: من هؤلاء. قال: الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً وعدواناً، ثم انطلق بي إلى الباب الخامس فإذا أنا بنار وظلمة وإذا تلك النار أشد حراً من الأبواب كلها ستين جزءاً وإذا أنا فيها بشجرة عليها أمثال رؤوس الشياطين فيها ديدان طوال طول الدودة منها مائة ذراع سود وإذا رجال كلفوا أكلها، قلت: ما هذه. قالوا: شجرة الزقوم، قلت: فمن هؤلاء. قالوا: أكلة الربا، ثم انطلق بي إلى الباب السادس فإذا أنا بنار تضعف على ما رأيت ستين ضعفاً وظلمة وإذا فيها بئر لا
صفحة : 957
يعرف قعرها وإذا فيها قوم يسيل من وجوههم الصديد لو وقعت منها قطرة على الأرض لملأت أهل الأرض نتناً وإذا فيها رياح يغلب بردها حر النار، قلت: ما هذا. قالوا: الزمهرير، قلت: من هؤلاء. قالوا: الزناة. ثم انطلق بي إلى رجل قاعد على كرسي له في النار وحوله الملائكة قيام بأيديهم مقامع من نار، فقال: ما كانت تعبد هذه. قالوا: كانت تعبد ثوراً من دون الله، قال: انطلقوا به إلى أصحابه، قال عيسى عليه السلام: فكيف كنتم تعبدون الثور? قالت: كنا نعبد ثوراً نسجد له ونطعمه الحمص ونسقيه العسل المصفى، قال عيسى عليه السلام: فمن كان نبيكم? قالت: إلياس، قالت: فانطلقوا بي حتى أدخلت الباب السابع فإذا فيه ثلاثمائة سرادق من نار كل سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كل قصر ثلاثمائة دار من نار في كل دار ثلاثمائة بيت من نار في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب، فيها الحيات والعقارب والأفاعي، فألقيت فيها مغلولاً مع أصحابي تحرقنا النار وتأكل بطوننا الأفاعي وتنهشنا الحيات وتضربنا الملائكة بالمقامع. فإنا منذ أربع وتسعن سنة في العذاب لا يخفف عني طرفة عين إلا أن الله تعالى يخفف عنا يوم الجمعة ويوم الخميس فنعلم الجمعة والخميس بالتخفيف عنا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني نداء: أن أخرجوا هذه النفس الخبيثة إلى جمجمتها الملقاة بوادي القيامة، فإن روح الله قد شفع لها، فأخرجت فأسألك يا روح الله وكلمته أن تسأل ربك أن يعفو عني وأن يشفعك في، قال: فصلى ركعتين فدعا ربه تعالى، فقال: يا إلهي وخالقي ابعث لي هذه النفس الخاطئة، قال: فبعثها الله عز وجل فلم تزل مع عيسى عليه السلام حتى رفع عيسى عليه السلام ثم قبضه الله بعد ذلك.عرف قعرها وإذا فيها قوم يسيل من وجوههم الصديد لو وقعت منها قطرة على الأرض لملأت أهل الأرض نتناً وإذا فيها رياح يغلب بردها حر النار، قلت: ما هذا. قالوا: الزمهرير، قلت: من هؤلاء. قالوا: الزناة. ثم انطلق بي إلى رجل قاعد على كرسي له في النار وحوله الملائكة قيام بأيديهم مقامع من نار، فقال: ما كانت تعبد هذه. قالوا: كانت تعبد ثوراً من دون الله، قال: انطلقوا به إلى أصحابه، قال عيسى عليه السلام: فكيف كنتم تعبدون الثور? قالت: كنا نعبد ثوراً نسجد له ونطعمه الحمص ونسقيه العسل المصفى، قال عيسى عليه السلام: فمن كان نبيكم? قالت: إلياس، قالت: فانطلقوا بي حتى أدخلت الباب السابع فإذا فيه ثلاثمائة سرادق من نار كل سرادق ثلاثمائة قصر من نار في كل قصر ثلاثمائة دار من نار في كل دار ثلاثمائة بيت من نار في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب، فيها الحيات والعقارب والأفاعي، فألقيت فيها مغلولاً مع أصحابي تحرقنا النار وتأكل بطوننا الأفاعي وتنهشنا الحيات وتضربنا الملائكة بالمقامع. فإنا منذ أربع وتسعن سنة في العذاب لا يخفف عني طرفة عين إلا أن الله تعالى يخفف عنا يوم الجمعة ويوم الخميس فنعلم الجمعة والخميس بالتخفيف عنا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني نداء: أن أخرجوا هذه النفس الخبيثة إلى جمجمتها الملقاة بوادي القيامة، فإن روح الله قد شفع لها، فأخرجت فأسألك يا روح الله وكلمته أن تسأل ربك أن يعفو عني وأن يشفعك في، قال: فصلى ركعتين فدعا ربه تعالى، فقال: يا إلهي وخالقي ابعث لي هذه النفس الخاطئة، قال: فبعثها الله عز وجل فلم تزل مع عيسى عليه السلام حتى رفع عيسى عليه السلام ثم قبضه الله بعد ذلك
ص 978
حدثنا أبو بكر بن مالك، حدثنا عبد الله ابن أحمد، حدثني عبيد الله ابن عمر القواريري، حدثنا جعفر بن سليمان، عن أبي عمران الجوني، عن نوف، قال: كانت مريم عليها السلام فتاة بتولاً، وكان زكريا عليه السلام زوج أختها كفلها فكانت معه، قال: فكان يدخل عليها يسلم عليها، قال: فتقرب إليه فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء، قال: فدخل عليها زكريا عليه السلام مرة فقربت إليه بعض ما كانت تقرب، قال: يا مريم أني لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب آل عمران 37. هنالك دعا زكريا ربه، قال: رب هب لي من لدنك ذرية طيبة آل عمران 38. الآية، قال: فبينا هي جالسة في منزلها إذا رجل قائم بين يديها قد هتك الحجب، فلما رأته قالت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقياً مريم 18. فلما ذكرت الرحمن فزع جبريل عليه السلام وقال: إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكياً ، إلى قوله تعالى: وكان أمراً مقضياً مريم 19 - 21. فنفخ جبريل عليه السلام في جيبها، فحملت حتى إذا أثقلت وجعت كما توجع النساء، فلما وجعت كانت في بيت النبوة فاستحيت فهربت حياء من قومها نحو المشرق، وخرج قومها في طلبها يسألون عنها فلا يخبرهم عنها احد، فأخذها المخاض فتساندت إلى النخلة، وقالت: يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً مريم 23. قال: حيضة بعد حيضة: فناداها من تحتها . مريم 24. قال: جبريل عليه السلام من أقصى الوادي: أن لا تحزني قد جعل ربك تحتك سرياً مريم 24. قال: جدولاً: وهزي إليك بجدع النخلة... إلى قول: فلن أكلم اليوم إنسياً مريم 25، 26. فلما قال لها جبرائيل اشتد ظهرها وطابت نفسها قطعت سرره ولفته في خرقة وحملته، قال: فلقي قومها راعي بقر وهم في طلبها، قالوا: يا راعي هل رأيت فتاة كذا وكذا، قال: لا، ولكن رأيت البارحة في بقري شيئاً لم أره منها قط فيما خلا، قالوا: وما رأيت منها، قال: رأيتها باتت سجداً نحو هذا الوادي، فانطلقوا حيث وصف لهم، فلما رأتهم مريم عليها السلام وقد جلست ترضع عيسى عليه السلام، فجاؤوا حتى قاموا عليها وقالوا لها: يا مريم لقد جئت شيئاً فرياً . مريم 27 قال: أمراً عظيماً: يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغياً . مريم 28. قال أبو عمران: قال نوف: فأشارت إليه أن كلموه فعجبوا منها: قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبياً . مريم 29. قال نوف: المهد حجرها، فلما قالوا ذلك ترك عيسى عليه السلام ثديها واتكأ على يساره ثم تكلم: قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً إلى قوله: أبعث حياً مريم 30- 33. قال: فاختلف الناس فيه
ص 979
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد، حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبيد، حدثنا إسماعيل بن الحارث، حدثنا داود بن المحبر، عن صالح المري، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد أن عيسى بن مريم عليهما السلام مر.بمشيخة، فقال: معاشر الشيوخ أما علمتم أن الزرع إذا ابيض ويبس واشتد فقد دنا حصاده، قالوا: بلى، قال: فاستعدوا فقد دنا حصادكم، ثم مر بشبان، فقال: معاشر الشباب أما تعلمون أن رب الزرع ربما حصده قصيلاً، قالوا: بلى، قال: فاستعدوا فإنكم لا تدرون متى تحصدون
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة العرابلي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 09-11-2008, 02:17 PM
-
بواسطة أسد الجهاد في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 03-07-2008, 01:04 AM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 01-08-2006, 08:08 PM
-
بواسطة h7oda_mody في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 26-06-2005, 10:51 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات