
-
الجزء 17
ص 29
واحتجوا عليه بقوله تعالى: {شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن} وقال: {إنا أنزلناه فى ليلة القدر} فوجب أن تكون ليلة القدر في رمضان لئلا يلزم التناقص
وعلى هذا القول اختلفوا في تعيينها على ثمانية أقوال، فقال ابن رزين: ليلة القدر هي الليلة الأولى من رمضان، وقال الحسن البصري: السابعة عشرة، وعن أنس مرفوعا التاسعة عشرة، وقال محمد بن إسحق: الحادية والعشرون.
وعن ابن عباس الثالثة والعشرون، وقال ابن مسعود: الرابعة والعشرون، وقال أبو ذر الغفاري: الخامسة والعشرون، وقال أبي بن كعب وجماعة من الصحابة: السابعة والعشرون، وقال بعضهم: التاسعة والعشرون.
أما الذين قالوا: إنها الليلة الأولى (فقد) قالوا: روى وهب أن صحف إبراهيم أنزلت في الليلة الأولى من رمضان والتوراة ليست ليال مضين من رمضان بعد صحف إبراهيم بسبعمائة سنة، وأنزل الزبور على داود لثنتي عشرة ليلة خلت من رمضان بعد التوراة بخمسمائة عام وأنزل الإنجيل على عيسى لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان بعد الزبور بستمائة عام وعشرين عاما، وكان القرآن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في كل ليلة قدر من السنة إلى السنة كان جبريل عليه السلام ينزل به من بيت العزة من السماء .
الجزء 16ص 277
قال ابن عباس يعني الذين آمنوا في زمن عيسى عليه السلام، والذين كفروا كذلك، وذلك لأن عيسى عليه السلام لما رفع إلى السماء تفرقوا ثلاث فرق، فرقة قالوا: كان الله فارتفع، وفرقة قالوا: كان ابن الله فرفعه إليه، وفرقة قالوا: كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه، وهم المسلمون، واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس، واجتمعت الطائفتان الكافرتان على الطائفة المسلمة فقتلوهم وطردوهم في الأرض، فكانت الحالة هذه حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم ، فظهرت المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا كونوا أنصار}، وقال مجاهد: {فأصبحوا ظاهرين} يعني من اتبع عيسى، وهو قول المقاتلين، وعلى هذا القول معنى الآية: أن من آمن بعيسى ظهروا على من كفروا به فأصبحوا غالبين على أهل الأديان، وقال إبراهيم: أصبحت حجة من آمن بعيسى ظاهرة بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم وأن عيسى كلمة الله وروحه، قال الكلبي: ظاهرين بالحجة، والظهور بالحجة هو قول زيد بن علي رضي الله عنه، والله أعلم بالصواب والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
الجزء 14
ص 191
{وأنه} أي عيسى {لعلم للساعة} شرط من أشراطها تعلم به فسمي الشرط الدال على الشيء علما لحصول العلم به، وقرأ ابن عباس: {لعلم} وهو العلامة وقرىء للعلم وقرأ أبي: لذكر، وفي الحديث: "أن عيسى ينزل على ثنية في الأرض المقدسة يقال لها أفيق وبيده حربة وبها يقتل الدجال فيأتي ببيت المقدس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به" {فلا تمترن بها} من المرية وهو الشك {واتبعون} واتبعوا هداي وشرعي {هاذا صراط مستقيم} أي هذا الذي أدعوكم إليه صراط مستقيم {ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين} قد بانت عداواته لكم لأجل أنه هو الذي أخرج أباكم من الجنة ونزع عنه لباس النور.
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة العرابلي في المنتدى شبهات حول القران الكريم
مشاركات: 2
آخر مشاركة: 09-11-2008, 02:17 PM
-
بواسطة أسد الجهاد في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
مشاركات: 5
آخر مشاركة: 03-07-2008, 01:04 AM
-
بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى منتدى الكتب
مشاركات: 3
آخر مشاركة: 01-08-2006, 08:08 PM
-
بواسطة h7oda_mody في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 1
آخر مشاركة: 26-06-2005, 10:51 AM
-
بواسطة ismael-y في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 15
آخر مشاركة: 01-01-1970, 03:00 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى

المفضلات