خطوات على الجمر

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

فضح الكنيسة ببلاد العم سام و ممارساتها ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | القرآن الكريم بالقراءات العشر » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | شرح كتاب الطهارة من عمدة الفقة لابن قدامة المقدسي - محمد بن محمد المختار الشنقيطي » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | تأملات قرآنية_ صالح بن عواد المغامسي » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | مختارات من خطب الجمعة..887 خطبة لثلة من الشيوخ و الدعاة » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | أسماء الله الحسنى__ناصر بن عبد الرحمن الحمد » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | محاضرات و سلاسل في فضائل و أحكام شهر رمضان 201 محاضرة » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | باقة من الادعية بصوت العديد من القراء » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | باقة من أجمل و أعذب الأدعية بصوت القارئ عماد المنصري » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == | 22 محاضرة في فضائل عشر ذي الحجة و أحكامها » آخر مشاركة: ابو ياسمين دمياطى | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

خطوات على الجمر

صفحة 4 من 12 الأولىالأولى ... 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 40 من 118

الموضوع: خطوات على الجمر

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gardanyah مشاهدة المشاركة
    هذا الموضوع شيق وجميل
    ولكن
    مقلق اشد ما يكون القلق ومحزن بسبب هدم الكعبة او نسفها على حد تدبيرهم
    اللهم احعل تدبيرهم فى تدميرهم
    اللهم ندرئك فى نحورهم وتكفينا شرورهم
    اللهم رد عليهم تدبيرهم فى انفسهم وابنائهم وازواجهم وبيوتهم واشغلهم فى انفسهم بما يلهيهم عنا
    اللهم انا ندراك فى نحورهم وتكفينا شرورهم
    سوف ادعووساظل ادعو عليهم ما دمت حية
    اللهم نقى الاسلام والمسلمين من ذوى النفوس الضعيفة والمتشيعة باسم الدين
    اااااااااااااااااااااااااااااامين
    اللهم آمين

    نسف الكعبة ذكر فيه أثر عن صحابي قوي يحتج به ... وعلامتاته لاحت في الأفق

    أثر عبد الله بن عمرو في كظائم مكة رواه ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه قال: كنت آخذا بلجام دابة عبد الله بن عمرو فقال: كيف أنتم إذا هدمتم البيت فلم تدعوا حجرا على حجر؟! قالوا: ونحن على الإسلام؟! قال: وأنتم على الإسلام. قال: ثم ماذا؟ قال: ثم يبنى أحسن ما كان. فإذا رأيت مكة قد بعجت كظائم ورأيت البناء يعلو رؤوس الجبال فاعلم أن الأمر قد أظلك). وإسناده لا بأس به وهو موقوف على عبد الله بن عمرو من قوله.

    وروى ابن الجعد في مسنده (1/311) حدثنا علي أنا شريك عن يعلى عن أبية أن عبد الله بن عمرو قال له: كيف أنتم إذا هدمتموها؟! وأشار إلى الكعبة. قلت: ومن يفعله؟ قال: أنتم. قلت: ونحن يومئذ على الإسلام؟ قال: نعم. ثم تبنى فتعود أحسن ما كانت. قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم ذكر علي بن الجعد ها هنا كلمة لم أفهمها، ويعلو البنيان على رؤوس الجبال، فإذا رأيت ذلك فقد أظلك الأمر.

    وحسبما أرى فلن يمر العام حتى تقع النبوءة ... عسى أن يظهر حينها خليفة المسلمين بعدها ليعيد بنائها على أحسن ما يكون

    والقاسم المشترك بين من سرقوا الحجر الأسود وبين من يسعى اليوم لنسف الكعبة أنهم سحرة من المحسوبين على المسلمين اسما لا فعلا ...

    هذا بخلاف زعماء (النظام العالمي الجديد) ... والذي تقف وراءه منظمة ما سونية كبرى ... وهي نفس المنظمات التي تشرف رقابيا على أبحاث السحر والسحرة .... وسوف نتعرف أنه نظام وضعه ويتابعه وينفذه أكابر سحرة العلم ... وعلى رأسهم الساحر (جورج بوش) .... متلبس به جن وتنطق العفاريت على لسانه .... سأفضحه وأفضح اللذين أنجبوه كابرا عن كابر .... وهذا سأثبته بالصور والتصريحات الواضحة التي لا تقبل تأويلا ولا تحتاج شرحا ولا تفصيلا .... لنعلم حقيقة أن الذي يشن حربا على المسلمين اليوم هو ساحر بمعنى الكلمة .... ويتلقى توجيهاته من شياطين الجن

    ولكن لن أكشف فضيحة جورج بوش قبل أن أوضح محاولات سرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم من قبره الشريف ... ومن قبل السحرة أيضا ... لنعلم جميعا ولتلعم الأمة كلها كم نحن مستغفلون وغافلون ومتغافلون عما يحاك لمقدساتنا من قبل السحرة

    أهم شيء لدي أن يفيق المسلمون لحقيقة وحتمية مواجهة السحرة والتصدي لهم
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 28-03-2008 الساعة 02:54 PM

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    476
    آخر نشاط
    06-01-2012
    على الساعة
    01:13 AM

    افتراضي

    مقالك مرعب

    وليا تعقيب علية بعد دراستة

    واتفق معك فى كثير مما فية لقرائات سابقة لى فى مواضيع مشابهة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7,692
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    09-08-2017
    على الساعة
    09:57 AM

    افتراضي

    [Qولكن لن أكشف فضيحة جورج بوش قبل أن أوضح محاولات سرقة جسد النبي صلى الله عليه وسلم من قبره الشريف ... ومن قبل السحرة أيضا ... لنعلم جميعا ولتلعم الأمة كلها كم نحن مستغفلون وغافلون ومتغافلون عما يحاك لمقدساتنا من قبل السحرة

    أهم شيء لدي أن يفيق المسلمون لحقيقة وحتمية مواجهة السحرة والتصدي لهمUOTE][/QUOTE]
    نعمحاول اليهود وغيرهو من الحاقدين سرقة حسد الرسول الكريم صلى الله علية وسلم اكثر وخمس مرات ولكن تم احباط كل المحاولات بحمد الله من قبل السلطات السعودية وقرات فى ذلك كثير لدرجة ابهم صبوا على القبر الشريف حديد مصهور حتى لا تصل الية يد الغدر
    ولكن لم اعلم ان من حاول ذلك من السحرة ايضا
    لعنهم الله .............نعم فهم ملعونين اصلا من الله هم واتباعهم
    ام جورج بوش الكلب هذا فجدة الاكبر كان قسيسا كبيرا وكتب كتاب اوضح فية ان محمد نبى المسلمين مبشر بة فى اناجيلهم وهو معترف بذلك والكتاب موجود فى مكتبة الكونجرس الامريكية
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    476
    آخر نشاط
    06-01-2012
    على الساعة
    01:13 AM

    افتراضي

    ليا تعليق ثانى صغير

    فيما يخص الشيعة
    الحمد الله كلنا هنا سنة
    وانا اعرف من هم الشيعة جيدا واعرف كل ما قلتة ومعك فية الا نقطتين
    1-ان ثورة ايران كانت بسبب امريكا
    2-ان حرب حزب الله مع الصهاينة من امريكا
    فانا لست معك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد مسلم مشاهدة المشاركة

    أكمل يا أخى
    فالموضوع خطير وإنى أتفهم هذا بما ثبت من نصوص شرعية
    وكلام العلماء الثابت الصحيح
    أكمل ولا حول ولا قوة الا بالله تعالى
    جزاك الله خيرا وبارك فيك على مشاركتك الطيبة

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    اقتباس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gardanyah مشاهدة المشاركة
    ولكن لم اعلم ان من حاول ذلك من السحرة ايضا
    أختي الفاضلة بارك الله فيك

    اعلمي أن نبش القبور Exhumation وتدنيس حرمتها لا يمكن أن يقدم عليه إلا السحرة .. لأن نبش القبور هو من جملة طقوس عبدة الشيطان .. وهذا متبع منهم حول العالم كله .. وخاصة ما يعرف عن سحرة الزومبي Zombie في هايتي .. فيخرجون الجثث من قبورهم لتتحرك كالأحياء تماما .. فيظن أن الجثث عادت للحياة .. والمسيح الدجال يقوم بهذا أيضا .. وسوف أشرح هذا موثقا بإذن الله تعالى

    والسحرة يهتمون بالقبور التي لم تبلى الأجساد فيها بعد .. بمعنى أنهم يبحثون عن الموتى حديثي العهد بالدفن .. ويدنسون حرمة الموتى بممارسات طقوسية لعبادة الشيطان ..

    أهل الكتاب يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم كأي بشر عادي يتحلل جسده بعد موته .. ولا يؤمنون بأنه نبي مرسل .. وبالتالي لا يمكن أن يذهب عقلهم أبدا إلى أن جسد النبي صلى الله عليه وسلم لا يبلى .. لأنهم يؤمنون بأن أجساد الأنبياء لا تبلى .. وسوف اثبت هذا بأحاديث صحيحة ..

    ورغم ذلك المعتقد لدى النصارى سنجد أنهم حاولوا نبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم .. مما يدل على أنهم سحرة متسترين بالنصرانية .. وكذلك فعل المجوس وهم موالين لليهود ومندسين علينا من خلال التشيع

    هذه العلاقة بين تلك النوعية من الجرائم .. وبين المجوس والشيعة والنصارى هي علاقة شيطانية .. والشيطان والسحر متلازمان .. تلك العلاقة لا تحتاج إلى أدلة وإثباتات لكي ندينهم بممارسة السحر .. ولكن تحتاج فقط إلى بصيرة نافذة ..

    اليوم سحرة اليهود دنسوا المسجد الأقصى .. ولن أتطرق لما يقومون به من ممارسات سحرية داخل حفرياتهم تحت المسجد الأقصى .. فهذا موضوع سيفتح علينا أبوابا من الشر لا يعلمها إلا الله تعالى .. لأن ما يحدث في هذا الموقع تحديدا يجعله من اكبر مراكز السحر العالمية ..

    وفيما سبق اعتدى سحرة النصارى واحتلوا الأقصى من خلال محفل (فرسان الهيكل) الماسوني .. والماسونية كلها قائمة على عبادة الشيطان كما سبق وشرحت

    ومن قبلهم اعتدى سحرة الشيعة المجوس من خلال القرامطة .. وسرقوا الحجر الأسود وحاولوا سرقة جثمان النبي صلى الله عليه وسلم

    ومن بعدهم سحرة الملاحدة متمثلي في (الحاكم العبيدي) سادس الخلفاء العبيديين تولى الحكم في سنة 386 هـ وادعى الإلوهية سنة 408 هـ ومات سنة 411 هـ وكان قاسيا سفاكا للدماء ودروز لبنان يقدسونه معتقدين أن الله قد حل فيه وينتظرون عودته. البداية والنهاية (11/441).

    وهؤلاء جمييعا كونوا في عصرنا الحالي "اتحادا رباعيا سريا" لم يتم الاعلان عنه بعد .. وأطلقو عليه اسم (اتحاد القوى العالمية العظمى) .. قوام هذا الاتحاد يعتمد على السحر .. والمعلومات عنه تقريبا شبه معدمة حاليا .. هدفهم تنفيذ خطة تستهدف المسلمين
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 30-03-2008 الساعة 07:01 PM

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    محاولات سرقة جسد النبي وصاحبيه رضي الله عنهما:
    تكلمنا فيما سبق عن سرقة القرامطة وهم سحرة من الشيعة للحجر الأسود، وأن أحد الملاحدة استغواه الحاكم العبيدي في مصر سنة 413 هـ للاعتداء على الحجر الأسود، وحادثة أخرى في آخر شهر محرم سنة 1351 هـ عل يد رجل فارسي من بلاد الأفغان، من مجموع ما سبق نجد أن دائرة الإدانة تحاصر الشيعة المجوس، وهنا أيضا سأذكر محاولات الشيعة واخص منهم المجوس الذين يدعون كذبا وزورا انتسابهم لآل البيت الكرام، وسأوضح كيف حاولوا الاعتداء أيضا على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما. لذلك سأنقل بشكل كامل كل ما ذكره الدكتور محمد إلياس عبد الغني في كتابه القيم "تاريخ المسجد النبوي الشريف" نظرا لأهمية محتواه، ولعدم وجود النص كاملا على شبكة المعلومات، وربما يتعذر على الكثيرين الحصول على نسخة من كتابه، ولأنه استوفى خلاصة الروايات بشكل يجعلنا على وعي كامل بتلك المحاولات، وهو المطلوب.

    فليس لدينا أعز من مقدساتنا، حتى نقف مكتوفي الأيدي أمام تكرار تلك المحاولات المنكرة! فقد ذكر المؤرخون خمس محاولات فاشلة أو أكثر للاعتداء على قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن يتبادر لذهني سؤال: إذا كنا كمسلمين اكتشفنا خمس محاولات فاشلة وربما أكثر فهل ثمة محاولات فاشلة أكثر لم نعلم عنها شيئا؟ وهل تم تكرار المحاولة بواسطة السحر أم لا؟ أسئلة واردة والإجابة عنها ضرب من المحال، لكن المهم في الأمر أن نكون على وعي تام بأهمية مقدساتنا، وأن نكون على المستوى اللائق بالحفاظ عليها ضد أي من أنواع الإهانة المتعمدة وغير المتعمدة.


    كتب الدكتور محمد إلياس عبد الغني يقول: ( 1)

    إن الكتب التاريخية تروي لنا مظاهر حقد أعداء الدين الإسلامي منذ ولادة نبي الهدى والرحمة صلوات الله وسلامه عليه. وذلك بعد فشلهم في مواجهته صلى الله عليه وسلم بالدليل والبرهان، ومن أبشع هذه المظاهر محاولاتهم لقتله صلى الله عليه وسلم والتي باءت بالفشل لأن الله تعالى قد وعده بالعصمة. قال تعالى: (والله يعصمك من الناس).

    وبعد عجزهم عن النيل منه صلى الله عليه وسلم في حياته استمروا في الكيد والعداء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ويتمثل ذلك في محاولاتهم لسرقة جسده الشريف من قبره المنيف. وأنى لهم ذلك وقد وعد الله نبيه بعصمته حيا وميتا. وفي الصفحات التالية بيان لهذه المحاولات ودراسة لبعض جوانبها.

    المحاولة الأولى:
    إن المحاولة الأولى لنقل الجسد الشريف من الحجرة الشريفة إلى مصر كانت في بداية القرن الخامس الهجري، وذلك بإشارة من الحاكم العبيدي الملقب (بالحاكم بأمر الله). ( 2) وعلى يد أبي الفتوح. ( 3)

    وقد ذكر المؤرخون تفصيل هذه المحاولة نقلا عن تاريخ بغداد لابن النجار بسنده قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن المبارك المقرئ، عن أبي المعالي صالح بن شافع الجيلي، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن محمد المعلم، ثنا أبو القاسم عبد الحليم ابن محمد المغربي أن بعض الزنادقة أشار على الحاكم العبيدي صاحب مصر بنقل النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه من المدينة إل مصر، وزين له ذلك، وقال: متى تم لك ذلك شد الناس إليك رحالهم من أقطار الأرض إلى مصر وكانت منقبة لسكانها، فاجتهد الحاكم في مدة وبنى بمصر حائزا، وأنفق عليه مالا جزيلا. قال: وبعث أبو الفتوح لنبش الموضع الشريف، فلا وصل إلى المدينة الشريفة وجلس بها حضر جماعة من المدنيين وقد علموا ما جاء فيه، وحضر معهم قارئ يعرف بالزلباني، فقرأ في المجلس (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم) إلى قوله (إن كنتم مؤمنين) فماج الناس، وكادوا يقتلون أبا الفتوح ومن معه من الجند، وما منعهم من السرعة إلى ذلك إلا أن البلاد كانت لهم.

    ولما رأى أبو الفتوح ذلك قال لهم: الله أحق أن يخشى، والله لو كان على من الحاكم فوات الروح ما تعرضت للموضع، وحصل له من ضيق الصدر ما أزعجه كيف نهض في مثل هذه المخزية، فما انصرف النهار ذلك اليوم حتى أرسل الله ريحا كادت الأرض تزلزل من قوتها حتى دحرجت الإبل بأقتابها والخيل بسروجها كما نحرج الكرة على الأرض، وهلك أكثرها وخلق من الناس، فانشرح صدر أبي الفتوح وذهب روعه من الحاكم لقيام عذره من امتناع ما جاء فيه. ( 4)


    المحاولة الثانية:
    تفيد المصادر التاريخية أن الحاكم بأمر الله العبيدي حاول مرة أخرى لنبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم لكن هذه المحاولة باءت أيضا بالفشل والخذلان، وحفظ الله نبيه صلى الله عليه وسلم.

    وقد ذكر المؤرخون تفصيل هذه المحاولة نقلا عن كتاب تأسي أهل الإيمان فيما جرى على مدينة القيروان لابن مسعود القيرواني ما لفظه:


    ثم أرسل الحاكم بأمر الله إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم من ينبش قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدخل الذي أراد وسكن دارا بقرب المسجد وحفر تحت الأرض ليصل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فرأوا أنوارا وسمع صائح يقول: أيها الناس إن نبيكم ينبش ففتش الناس فوجدوهم فقتلوهم. (5 )

    نلاحظ أن الشيعي الملحد الحاكم بأمر الله العبيدي كان يستهدف في عصره أقدس مقدساتنا، قام عدة محاولات لسرقة الجثمان الطاهر، ومحاولة تهشيم الحجر الأسود، وإذا كان الأثر يذكر أن نبوءة نسف الكعبة ستتم بأيدي المسلمين، إذا فمن خلاف الشيعة سيفعل هذا بها؟ خاصة أن أجهزة الأمن أحبطت لهم عدة محاولات فعلية للاعتداء على الحرم والحجيج. إذا يجب أن نكون على حذر من الشيعة في كل عصر ومكان، ويجب على المتشيعة من آل البيت ومن العرب ومن غيرهم أن يكونوا على علم بحقيقة أن المجوس دسوا عليهم التشيع، وأنه ليس من الدين في شيء، وأنهم واقعين تحت نير خدعة كبرى روجها عليهم المجوس واليهود، فليراجع الشيعة أنفسهم، وليمحصوا تاريخ أجدادهم الملطخ بالخزي والعار، وليتوبوا إلى الله رب العالمين.

    طبعا إذا تحققت نبوءة نسف الكعبة فسوف تكون فتنة عظيمة يتخبط فيها الناس، ويتهم بعضهم بعضا. لك أن تتخيل ما يمكن أن يقع من أحداث بين المسلمين بعد نسف الكعبة المشرفة، وما موقف النصارى واليهود حينها والعلمانيين والملاحدة الشامتين والمتربصين بنا الدوائر؟ العلامات تنذر أن هذا سيقع في عصرنا الحالي كما سبق واتضح من الأثر، لذلك فهذه الدراسة التي أقوم بها هي محاولة استباقية لإنقاذ المسلمين حينها من الفتن، على الأقل أثبتنا وجود نص يحوي نبوءة نسف الكعبة، وأن نسفها نبوءة من آيات الله، وحجة على المنكر للدين، وليس نسفها دليل ينفي قدسية الكعبة المشرفة. فلن أنتظر حتى تقع الكارثة ثم أبدأ في البحث عن المعلومات، فهل سيسعفني الوقت حينها؟ فلا بد وأن أعد العدة من الآن لما قد يقدره الله تعالى في زماننا أو في أي زمن آخر.

    المحاولة الثالثة:
    لقد خطط لهذه المحاولة لهذه المحاولة بعض ملوك النصارى ونفذت بواسطة اثنين من النصارى المغاربة 557 هـ وقد كان تخطيط هذه المحاولة وتنفيذها بكل دقة ومهارة لكن قدرة الله فوق كل شيء وقد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم بالحفظ والعصمة فحفظه، وفشلت محاولة النصارى، وقد ذكر المؤرخون تفاصيل هذه المحاولة، فقال السمهودي:

    وقفت على رسالة قد صنفها العلامة جمال الدين الأسنوي في المنع من استعمال الولاة للنصارى فرأيته ذكر فيها ما لفظه:

    وقد دعتهم أنفسهم – يعني النصارى- في سلطنة الملك العادل نور الدين الشهيد ( 6) إلى أمر عظيم ظنوا أنه يتم لهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وذلك أن السلطان المذكور كان له تهجد يأتي به بالليل وأوراد يأتي بها، فنام عقب تهجده، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه وهو يشير إلى رجلين أشقرين ويقول، أنجدني أنقذني من هذين، فاستيقظ فزعا، ثم توضأ وصلى ونام فرأى المنام بعينه، فاستيقظ وصلى ونام فرآه مرة ثالثة، فاستيقظ وقال: لم يبق نوم.

    وكان له وزير من الصالحين يقال له جمال الدين الموصلي، فأرسل خلفه ليلا، وحكى له جميع ما اتفق له، فقال له وما قعودك؟ اخرج الآن إلى المدينة المنورة، واكتم ما رأيت، فتجهز في بقية ليلته، وخرج على رواحل خفيفة في عشرين نفرا، وصحبته الوزير المذكور، ومال كثير فقدم المدينة في ستة عشر يوما، فاغتسل خارجها ودخل فصلى بالروضة وزار، ثم جلس لا يدري ما يصنع، فقال الوزير وقد اجتمع أهل المدينة في المسجد: إن السلطان قصد زيارة النبي صلى الله عليه وسلم، وأحضر معه أموالا للصدقة، فاكتبوا من عندكم، فكتبوا أهل المدينة كلهم، وأمر السلطان بحضورهم، وكل من حضر ليأخذ تأمله ليجد فيه الصفة التي أراها النبي صلى الله عليه وسلم له فلا يجد تلك الصفة، فيعطيه ويأمره بالانصراف، إلى أن انقضت الناس، فقال السلطان: هل بقي أحد لم يأخذ شيئا من الصدقة؟ فقالوا: لم يبق أحد إلا رجلين مغربيين لا يتناولان من أحد شيئا، وهما صالحان غنيان يكثران الصدقة على المحاويج، فانشرح صدره وقال: علي بهما، فأتي بهما فرآها الرجلين الذين أشار النبي صلى الله عليه وسلم إليهما بقوله: أنجدني أنقذني من هذين، فقال لهما: من أين أنتما؟ فقالا: من بلاد المغرب، جئنا حاجين فاخترنا المجاورة في هذا العام عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أصدقاني، فصمما على ذلك، فقال: أين منزلهما؟ فأخبر بأنها في رباط بقرب الحجرة الشريفة، فامسكهما وحضر إلى منزلهما، فرأى فيه مالا كثيرا وختمتين وكتبا في الرقائق، ولم ير فيه شيئا غير ذلك، فأثنى عليهما أهل المدينة بخير كثير وقالوا: إنهما صائمان الدهر ملازمان الصلوات في الروضة الشريفة وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم وزيارة البقيع كل يوم بكرة وزيارة قباء كل سبت ولا يردان سائلا قط بحيث سدا خلة أهل المدينة في هذا العام المجدب، فقال السلطان: سبحان الله! ولم يظهر شيئا مما رآه، وبقي السلطان يطوف في البيت بنفسه، فرفع حصيرا في البيت، فرأى سردابا محفورا ينتهي إلى صوب الحجرة الشريفة، فارتاعت الناس لذلك، وقال السلطان عند ذلك: أصدقاني حالكما وضربهما ضربا شديدا، فاعترفا بأنهما نصرانيان بعثهما النصارى في زي الحجاج المغاربة، وأمالوهما بأموال عظيمة، وأمروهما بالتحيل في شيء عظيم خيلته لهم أنفسهم، وتخيلوا أن يمكنهم الله منه، وهو الوصول إلى الجناب الشريف ويفعلوا به ما زينه لهم إبليس في النقل وما يترتب عليه، فنزلا في أقرب رباط إلى الحجرة الشريفة، وفعلا ما تقدم، وصارا يحفران ليلا، ولكل منهما محفظته، ويخرجان لإظهار زيارة البقيع، فيلقيانه بين القبور، وأقاما على ذلك مدة، فلما قربا من الحجرة الشريفة أرعدت السماء وأبرقت، وحصل رجيف عظيم بحيث خيل انقلاع تلك الجبال، فقدم السلطان صبيحة تلك الليلة. واتفق إمساكهما واعترافهما، فلما اعترفا وظهر حالهما على يديه، ورأى تأهيل الله له لذلك دون غيره بكى بكاء شديدا، وأمر بضرب رقابهما، فقتلا تحت الشباك الذي يلي الحجرة الشريفة، وهو مما يلي البقيع، ثم عاد إلى ملكه، وأمر بإضعاف النصارى، وأمر أن لا يستعمل كافر على عمل من الأعمال، وأمر مع ذلك بقطع المكوس جميعها. انتهى.


    وقد أشار إلى ذلك الجمال المطري باختصار، ولم يذكر عمل الخندق حول الحجرة وسبك الرصاص به، لكن بين السنة التي وقع فيها ذلك مع مخالفة لبعض ما تقدم، فقال في الكلام على سور المدينة المحيط بها اليوم: وصل السلطان نور الدين محمود بن زنكي بن اقسنقد في سنة سبع وخمسين وخمسمائة إلى المدينة الشريفة بسبب رؤيا رآها ذكرها بعض الناس وسمعتها من الفقيه علم الدين يعقوب بن أبي بكر المحترق أبوه ليلة حريق المسجد عمن حدثه من أكابر من أدرك أن السلطان محمود المذكور رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات في ليلة واحدة وهو يقول في كل واحدة: يا محمود أنقذني من هذين الشخصين الأشقرين تجاهه، فاستحضر وزيره قبل الصبح فذكر له ذلك، فقال له: هذا أمر حدث في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له غيرك، فتجهز وخرج على عجل بمقدار ألف راحلة وما يتبعها من خيل وغير ذلك، حتى دخل المدينة على غفلة من أهلها والوزير معه، وزار وجلس في المسجد لا يدري ما يصنع، فقال له الوزير: أتعرف الشخصين إذا رأيتهما؟ قال: نعم، فطلب الناس عامة للصدقة، وفرق عليهم ذهبا كثيرا وفضة، وقال: لا يبقين أحد بالمدينة إلا جاء، فلم يبق إلا رجلان مجاوران من أهل الأندلس نازلان في الناحية التي قبلة حجرة النبي صلى الله عليه وسلم من خارج المسجد عند دار آل عمر بن الخطاب التي تعرف اليوم بدار العشرة، فطلبهما للصدقة فامتنعا وقالا: نحن على كفاية ما نقبل شيئا، فجد في طلبهما، فجيء بهما، فلما رآهما قال للوزير: هما هذان، فسألهما عن حالهما وجاء بهما، فقالا: لمجاورة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أصدقاني، وتكرر السؤال حتى أفضى إلى معاقبتهما فأقرا أنهما من النصارى، وأنهما وصلا لكي ينقلا من في هذه الحجرة الشريفة باتفاق من ملوكهم، ووجدهما قد حفرا نقبا تحت الأرض من تحت حائط المسجد القبلي، وهما قاصدان إلى جهة الحجرة الشريفة، ويجعلان التراب في بئر عندهما في البيت هما فيه، هكذا حدثني عمن حدثه، فضرب أعناقهما عند الشباك الذي في شرقي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم خارج المسجد، ثم أحرقا بالنار آخر النهار وركب متوجها إلى الشام.


    وقد ساق المجد هذه الواقعة على الوجه الذي ذكره المطري فقال: ومن الحوادث في المسجد الشريف ما نقله جماعة من مشايخ المدينة وعلمائها، وذكر ما تقدم، وكذلك الزين المراغي ذكر ما تقدم عن المطري نقلا عنه، وزاد أن وزير السلطان نور الدين الذي استحضره وذكر له القصة وهو الموفق خالد بن محمد بن نصر القيسراني الشاعر، قال: وكان موفقا.

    ومأخذه في ذلك – كما رأيته في حاشية بخطه على كتابه – أن الذهبي قال في ترجمة الموفق هذا: موفق الدين، أبو البقاء، صاحب الخط المنسوب، وكان صدرا، نبيلا، وافر الحشمة، وزر للسلطان نور الدين، توفي بحلب سنة ثمان وثمانين وخمسمائة، انتهى.
    وقد خالف الزين في ذلك ما قدمناه عن شيخه الأسنوي من تسمية الوزير المذكور بجمال الدين الموصلي، ولا يلزم من كون الموفق وزر للسلطان نور الدين أن يكون هو الوزير عند وقوع الرؤيا المذكورة؛ لاحتمال أنه وزر له بعد ذلك أو قبله، وجمال الدين الموصلي هذا هو الجواد الأصفهاني، وقد تقدم ذكره في ترخيم الحجرة، ووصفه بأنه وزير بني زنكي؛ لأنه كان وزير والد نور الدين الشهيد الذي هو زنكي ثم وزر لولده غازي، وأدرك دولة نور الدين الشهيد وزمان هذه الواقعة؛ فالظاهر أنه وزر له، وأنه المراد في هذه الواقعة.

    وقال بن الأثير: طالعت تواريخ الملوك المتقدمين قبل الإسلام وفيه إلى يومنا، فلم أر بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز ملكا أحسن سيرة من الملك العادل نور الدين، انتهى. ( 7)

    وبعد هذه الحادثة أمر السلطان نور الدين زنكي بحفر خندق عظيم وصل عمقه إلى الماء الجوفي محيطاً بالحجرة الشريفة، ثم صب في الخندق الرصاص المذاب فأصبحت مسورة بسور من الرصاص المذاب، وبعد عودته إلى مكان ملكه أمر بإضعاف النصارى وألا يستعمل كافر في عمل من الأعمال تشديدًا عليهم، وكان ذلك سنة خمسمائة وسبعة وخمسين هجرية، وأما بناء القبة وطلاؤها باللون الأخضر الذي جعلها تسمى بالقبة الخضراء بعد أن كانت بيضاء، فقد تم عام 1233 هـ على يد السلطان محمود الثاني، وظل طلاؤها أخضر حتى الآن ولم يكن هذا بناءًا كاملاً للقبة، بل كان ترميمًا وطلاءًا باللون الأخضر لأن بناء القبة الحالي له أكثر من أربعة قرون.



    باب الحجرة الشريفة حيث يرقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما

    بناء السور حول القبور الشريفة:
    ظهر من هذا السرد التاريخي أن المحاولتين الأولى والثانية لنقل جسد النبي صلى الله عليه وسلم كانتا مابين سنة 386- 411 هـ في عهد الحاكم العبيدي الإسماعيلي المقلب بالحاكم بأمر الله وفي المرة الثالثة قام نصارى المغرب بهذه المحاولة سنة 557 هـ وفي كل مرة حفظ الله نبيه صلى الله عليه وسلم. ونظرا لما رأى السلطان نور الدين زنكي رحمه الله في النام مايتعلق بالمحاولة الثالثة أحب أن يحصن القبور الشريفة بسور رصاصي متين كيلا يتمكن أي زنديق للعودة إلى استخدام أسلوب السرداب السري في مثل هذه المحاولات. وقد كان ذلك، فمنذ أن بنى هذا السور لم يتجرأ أحد على تكرار هذه المحاولة سرا. وفيما يلي أهم ملامح بناء هذا السور.

    أمر السلطان بحفر خندق عميق إلى الماء حول الحجرة الشريفة وصب فيها الرصاص بين أحجار عظيمة مربوطة بكتل من الحديد فأصبح الوضع بعد تمامه ثلاثة جدر، جدار قائم على الماء مربوطة أحجاره بالحديد وأحجاره متداخلة في بعضها البعض وجدار أخر أمامه يشبهه تماما في الشكل والوضع والعمق وصب الرصاص بين الجدارين على شكل قوالب الأحجار، فشكل الرصاص بهذا الوصف جدارا ثالثا، فصارت ثلاثة جدر محيطة بالحجرة الشريفة .

    هذه خلاصة ما قاله الخيارى،( 8) أما السمهودي وغيره من المؤرخين القدامى فلم يذكروا هذا التفصيل بل قالوا: أمر السلطان بإحضار رصاص عظيم، وحفر خندقا عظيما إلى الماء حول الحجرة الشريفة كلها وأذيب ذلك الرصاص ، وملأ به الخندق فصار حول الحجرة الشريفة سورا رصاصا إلى الماء حتى لايتمكن أحد من العودة إلى مثل هذه المحاولة. ( 9)

    وجدير بالذكر أن الدار التي جلس فيها السلطان نور الدين الزنكي لتوزيع المنح على أهل المدينة عرفت بدار الضيافة. وكانت موجودة شمالي المسجد خارج باب عمر بن الخطاب إلى أن هدمت في التوسعة السعودية الثانية وضمت إلى المسجد.
    أما الموضع الذي كان يجمع فيه الرصاص ويذاب فكان على بعد خطوات من باب السلام وظل معروفا "بسقيفة الرصاص" إلى أن تهدم أثناء حريق سوق القماشة في يوم الاثنين الموافق 18 / رجب 1397 هـ. ( 10)


    المحاولة الرابعة:
    ذكر إبن جبير تفاصيل هذه المحاولة حيث وصل مدينة الإسكندرية بمصر أثناء رحلته يوم السبت / التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة سنة 578 هـ ( 11) ورحل منها يوم الأحد / الثامن لذي الحجة من السنة نفسها، (12 ) وذكر في رحلته ما شاهد بالإسكندرية:

    لما حللنا الإسكندرية في الشهر الموؤرخ أولا عاينا مجتمعا من الناس عظيما بروزا لمعاينة أسرى من الروم أدخلوا البلد راكبين على الجمال ووجوههم إلى أذنابها وحولهم الطبول والأبواق. فسألنا عن قصتهم ، فأخبرنا بأمر تتفطر له الأكباد إشفاقا وجزعا. وذلك أن حملة من نصارى الشام اجتمعوا وأنشأوا مراكب في أقرب المواضع التي لهم من بحر قلزم "البحر الأحمر – ثم حملوا أنقاضها على جمال العرب المجاورين لهم بكراء اتفقوا معهم عليه ، فلما حصلوا بساحل البحر سمروا مراكبهم وأكملوا إنشاءها وتأليفها ودفعوها في البحر وركبوها قاطعين بالحجاج، وانتهوا إلى بحر النعم فأحرقوا فيه نحو ستة عشر راكبا، وانتهوا إلى عيذاب فأخذوا فيها مركبا كان يأتي بالحجاج من جدة، وأخذوا أيضا في البر قافلة كبيرة تأتي من قوص إلى عيذاب، وقتلوا الجميع ولم يحيوا أحدا، وأخذوا مركبين كانا مقبلين بتجار من اليمن، وأحرقوا أطعمة كثيرة على ذلك الساحل كانت معدة لميرة مكة والمدينة أعزهما الله، وأحدثوا حوادث شنيعة لم يسمع مثلها في الإسلام، ولا انتهى رومي إلى ذلك الموضع قط.

    ومن أعظمها حادثة تسد المسامع شناعة وبشاعة، وذلك أنهم كانوا عازمين على دخول مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإخراجه من الضريح المقدس. أشاعوا ذلك وأجروا ذكره على ألسنتهم. فأخذهم الله باجترائهم عليه وتعاطيهم ماتحول عناية القدر بينهم وبينه. ولم يكن بينهم وبين المدينة أكثر من مسيرة يوم. فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت من مصر والإسكندرية دخل فيها الحاجب المعروف بلؤلؤ مع أنجاد المغاربة البحريين. فلحقوا العدو وهو قد قارب النجاة بنفسه فأخذوا عن آخرهم. وكانت آية من آيات العنايات الجبارية، وأدركوهم عن مدة طويلة كانت بينهم من الزمن نيف على شهر ونصف أو حوله. وقتلوا وأسروا، وفرق من الأسارى على البلاد ليقتلوا بها، ووجه منهم إلى مكة والمدينة. وكفى الله بجميل صنعه الاسلام والمسلمين أمرا عظيما، والحمد لله رب العالمين. (13 )

    لاحظ في هذه المحاولة البغيضة، أن من قاموا بها كانوا من النصارى، ورغم أن النصارى ينكرون نبوة النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن هذه العصابة كانوا على يقين ببقاء جسده الطاهر لم يتحلل بعد أكثر من خمسمائة عام من دفته، وتحديدا في عام سنة 578 هـ. والمحاولة الثالثة التي قام بها بعض ملوك النصارى ونفذت بواسطة اثنين من النصارى المغاربة 557 هـ. وكانوا بالفعل في طريقهم إلى المدينة على مسيرة أكثر من يوم لاستخراج جثمانه لولا أن قدر الله تعالى للمسلمين أسرهم وقتلهم.

    المحاولة الخامسة:
    "يا صواب: (14 ) يدق عليك الليلة أقوام المسجد، فافتح لهم ومكنهم مما أرادوا ولا تعارضهم ولا تعترض عليهم". (15 )

    كلمات قالها أمير المدينة النبوية لشيخ خدام المسجد النبوي الشريف في شأن ناس من أهل حلب جاءوا لإخراج جسد الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من الحجرة الشريفة ، وفيما يلي تفصيل ذلك:

    لقد ذكر المحب الطبري في "الرياض النضرة في فضائل العشرة"، قال: أخبرني هارون ابن الشيخ عمر ابن الزعب – وهو ثقة صدوق مشهور بالخير والصلاح والعبادة – عن أبيه، وكان من الرجال الكبار – قال: كنت مجاورا بالمدينة المنورة وشيخ خدام النبي صلى الله عليه وسلم إذ ذاك شمس الدين صواب اللمطي، وكان رجلا صالحا كثير البر بالفقراء والشفقة عليهم، وكان بيني وبينه أنس، فقال لي يوما: أخبرك بعجيبة، كان لي صاحب يجلس عند الأمير ويأتيني من خبره بما تمسُّ حاجتي إليه، فبينما أنا ذات يوم إذ جاءني فقال: أمر عظيم حدث اليوم، قلت: وما هو؟ قال: جاء قوم من أهل حلب وبذلوا للأمير بذلا كثيرا، وسألوه أن يمكنهم من فتح الحجرة وإخراج أبي بكر وعمر رضي الله عنهما منها، فأجابهم على ذلك، قال صواب: فاهتممت لذلك هما عظيما، فلم أنشب أن جاء رسول الأمير يدعوني إليه، فقال لي: يا صواب: يدق عليك الليلة أقوام المسجد، فافتح لهم ، ومكنهم مما أرادوا ولا تعارضهم، ولا تعترض عليهم، قال: فقلت له: سمعا وطاعة، قال: وخرجت ولم أزل يومي أجمع خلف الحجرة أبكي لا ترقأ لي دمعة ولا يشعر أحد ما بي، حتى إذا كان الليل وصلينا العشاء الآخرة وخرج الناس من المسجد وغلقنا الأبواب فلم ننشب أن دق الباب الذي حذاء باب الأمير، أي باب السلام ، فإن الأمير كان سكنه حينئذ بالحصن العتيق.

    قال: ففتحت الباب، فدخل أربعون رجلا أعدهم واحد بعد واحد، ومعهم المساحي والمكاتل والشموع وآلات الهدم والحفر. قال: وقصدوا الحجرة الشريفة، فوالله ما وصلوا المنبر حتى ابتلعتهم الأرض جميعهم بجميع ماكان معهم من الآلات، ولم يبق لهم أثر، قال: فاستبطأ الأمير خبرهم، فدعاني، وقال: يا صواب ألم يأتك القوم؟ قلت: بلى، ولكن اتفق لهم ماهو كيت وكيت، قال: انظر ما تقول، قلت: هو ذلك، وقم فانظر هل ترى منهم باقية أو لهم أثراً، فقال: هذا موضع هذا الحديث، وإن ظهر منك كان يقطع رأسك، ثم خرجت عنه، قال المحب الطبري: فلما وعيت هذه الحكاية عن هارون حكيتها لجماعة من الأصحاب فيهم من أثق بحديثه فقال: وأنا كنت حاضرا في بعض الأيام عند الشيخ أبي عبد الله القرطبي بالمدينة والشيخ شمس الدين صواب يحكي له هذه الحكاية سمعتها بأذني من فيه ، انتهى ماذكره الطبري.

    قال السمهودي: وقد ذكر أبو محمد عبد الله بن أبي عبد الله بن أبي محمد المرجاني هذه الواقعة باختصار في تاريخ المدينة له، وقال: سمعتها من والدي، يعني الإمام الجليل أبا عبد الله المرجاني، قال: وقال لي: سمعتها من والدي أبي محمد المرجاني سمعها من خادم الحجرة، قال أبو عبد الله المرجاني: ثم سمعتها أنا من خادم الحجرة الشريفة، وذكر نحو ما تقدم، إلا أنه قال فدخل خمسة عشر – أو قال عشرون – رجلا بالمساحي، فما مشوا غير خطوة أو خطوتين وابتلعتهم الأرض ولم يسم الخادم ، والله أعلم. ( 16)


    وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولة كانت في منتصف القرن السابع الهجري ويدل على ذلك قوله بعد ذكره هذه القصة: وأما أهل بغداد فقد تقدم في الباب الاعتذار عنهم بأنهم كانوا مشغولين بما داهمهم من أمر التتار فلذلك لم يرد جوابهم عن هذا الأمر. (17 )

    فعلم أن هذه المحاولة كات عند انشغال العباسيين بأمر التتار، ومعلوم أن ذلك كان في منتصف القرن السابع الهجري. ( 18)

    وإنه لمن الغريب حقا أن يأتي ناس علنا يقصد إخراج أجساد الشيخين جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلاحظ أن هؤلاء الناس لم يستخدموا في هذه المحاولة أسلوب السرداب كما سبق ضمن بعض المحاولات لأن السور الرصاصي الموجود حول القبور الشريفة حال دونهم فلجاوا إلى مؤامرة علنية لدخول الحجرة الشريفة وحفر القبور المباركة بكل مكر ودهاء وبالتعاون مع أمير المدينة آنذاك، وقد باءت هذه المحاولة بالفشل وحفظ الله جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور الشريفة. اهـ.

    وهذه المحاولة الأخيرة قام بها الشيعة أيضا، فهؤلاء كانوا (قوم من شيعة حلب وأغروا أمير المدينة آنذاك بالأموال الجزيلة لكي يمكنهم من نقل جثمان الصديق والفاروق ليحرقوهما فأجابهم هذا الأمير لذلك، لأن الشيعة في ذلك الوقت كان لهم النفوذ في الحجاز ... وقيل: إن ذلك الأمير تاب بعد ذلك وكتب عما شاهده من أمرهم، هذه الحادثة ذكرها المحب الطبري وعزا للقرطبي أنه سمعها من شمس الدين بنفسه وهو في المدينة المنورة، وذكرها السيد السمهودي).

    وكان هناك محاولة استهزاء من أحد سفهاء النصارى أخزاهم الله، لا نقول أن من قام بها ساحر، ولكن حتما كان الشيطان يدفعه ويغرر به لا محالة، (ورد في بناء الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي الشريف أن أحد الروم الذين استخدمهم في البناء رأى ظهراً أن المسجد خال من الناس فقال هذا الرومي: لأذهبن وأبولن على قبر صاحبهم فقال له زملاؤه من الروم: إنك لن تستطيع ذلك، فأصر عدو الله على الذهاب، فلما تجاوز المنبر وقبل أن يصل إلى المحراب صرخ صرخة منكرة وسقط على الأرض، فلما جاء قومه وجدوا بطنه قد انفجرت ودماغه قد انتثر).

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] عبد الغني؛ د. محمد إلياس/(تاريخ المسجد النبوي الشريف)/ ط الخامسة 1424 هـ ـ 2003 م/ مطابع الرشيد ـ المدينة المنورة/ صفحة (174: 185).
    [2] هو سادس الخلفاء العبيديين تولى الحكم في سنة 386 هـ وادعى الإلوهية سنة 408 هـ ومات سنة 411 هـ وكان قاسيا سفاكا للدماء ودروز لبنان يقدسونه معتقدين أن الله قد حل فيه وينتظرون عودته. البداية والنهاية (11/441).
    [3] هو أبو الفتوح الحسن بن جعفر من بني سليمان تولى إمرة مكة والمدينة سنة تسعين وثلاثمائة من الهجرة بأمر الحاكم العبيدي. صبح الأعشى للقلقشندي (4/299).
    [4] (تحقيق النصرة) ص 146، 147 /(الوفا بما يجب لحضرة المصطفى) ص 129 /(وفاء الوفا) (2/652، 653) /(عمدة الأخبار) ص 128، 129.
    [5] (وفاء الوفا) (2/653).
    [6] هو محمد بن عماد الدين أبو القاسم نور الدين زنكي، ولد في شوال سنة 511 هـ، قسمت دولة الأتابكة بعد وفاة أبيه بينه وبين أخيه، فتولى حلب وأخوه سيف الدين الغازي الموصل، وامتد نفوذ نور الدين إلى الموصل والجزيرة وسوريا ومصر وقونيا، توفي سنة 569 هـ / 1174م ودفن بالقلعة، ثم نقل ودفن بمدرسته في سوق الخواصين بدمشق.
    [7] (وفاء الوفا) (2/648: 652).
    [8] تاريخ معالم المدينة المنورة ص 84 .
    [9] (وفاء الوفا) (2/60).مرآة الحرمين (1/474).
    [10] انظر صورة هذه السقيفة في المدينة المنورة وأول بلدية في بلاد الاسلام ص88 لمحمد عبد الجليل النمر.
    [11] (رحلة ابن الجبير) ص12.
    [12] (رحلة ابن جبير) ص17.
    [13] (رحلة ابن الجبير) ص31 ، 32 .
    [14] هو صواب الشمس الملطي شيخ الخدام، وذكر السخاوي حكايته والثناء عليه ضمن ترجمة هارون بن الزغب.
    انظر: التحفة اللطيفة (2/247) نرجمة رقم 1829. (هكذا ذكره سخاوي ولعل الصواب اللمطي ).
    [15] (وفاء الوفا) (2/653) والوفا بما يجب لحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ص 153.
    [16] (وفاء الوفا) (2/653 ، 654).
    [17] الوفا لما يجب لحضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ص 153 .
    [18] البداية والنهاية (13/213).


    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 31-03-2008 الساعة 04:42 AM

  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    المعتقدات السحرية حول جثث الموتى:
    من المعروف أن أهل الكتاب يكذبون بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتهمونه بالأباطيل والأكاذيب، والنبي صلى الله عليه وسلم أرفع وأعلى من أن ندافع عنه، لأن الضعيف فقط من يفتقر لمن يدافع عنه، إنما نقتص بالقتل ممن يتجاوز الحد معه.

    المهم في المسألة أنهم ينظرون إليه باعتباره مجرد بشرا عاديا، وبعد وفاته يتعرض جسده لما يتعرض له جسد أي بشر آخر، من مظاهر التحلل والفناء، إذا فمن المفترض أنهم يؤمنون بأن جسد النبي صلى الله عليه وسلم تحلل بعد وفاته وصار ترابا، وأن مرقده الشريف خاوي لا جسد فيه ولا رفاة كما نعتقد ونؤمن.

    ومن الثابت أن أجساد الأنبياء لا تبلى ولا تتحلل، وهذا يلزم أن لا يفكر أهل الكتاب في استخراج جسد يعتقدون في فناءه، ولكنهم رغم ذلك حاولوا سرقة جثمانه الطاهر عدة مرات، وهذا ليس له إلا تفسيرين، إما أنهم يعلمون بحقيقة نبوته ويجحدون بها، ويريدون أن يزدادوا كفرا، وإما أن لهم معتقدات خرافية خاصة بهم، وهذا سوف نتعرف عليه.

    وكما ذكرنا من قبل أن تدنيس المقدسات هو من شريعة الشيطان، وكفرا يكسب السحر قوة، إذا فمحاولة جماعة من أهل الكتاب الحصول على جثمان النبي صلى الله عليه وسلم ليس مبنيا على حسد أو حقد، ولكنه هدف إلحادي وكفري، يتنافى مع كل القيم والأخلاق والأديان. بل إن نبش القبور، واستخراج الجثث وعظام الموتى هو من جملة طقوس عبادة الشيطان، وهذا معروف عنهم لا يحتاج إلى استدلال. إذا نخلص من هذا أن من حاولوا نبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا سحرة وعبدة للشيطان. ولكن المفاجأة أن لهم معتقدات خرافية في الموتى لا بد أن نتعرف عليها ونبينها، لنكتشف مدى تبددها من استمراريتها حتى عصرنا الحالي.

    أجساد الأنبياء لا تبلى:
    يجب أن نستيقن تماما، أن جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم حاله كما كان عليه يوم دفن، فلا يبلى ولا يتغير، في صحيح الجامع عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون). وفي صحيح بن خزيمة أوس بن أوس الثقفي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي). قالوا : يا رسول الله! وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ يعني وقد بليت. قال: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء). وهذا يلزم منه أن نعلم أن من حاولوا سرقة الجثمان الطاهر، كانوا على يقين جازم بأن جسد النبي صلى الله عليه وسلم موجود داخل قبره، غضا طريا كاملا، لم يتغير ولم يبلى، وإلا ما غامروا بحياتهم وأموالهم من أجل محاولة الوصول إلى جسد يعتقدون أنه أرم وبلي كأحد من البشر.

    اعتقاد أهل الكتاب بأن أجساد الأنبياء لا تبلى:
    وأهل الكتاب يعلمون تمام العلم أن أجساد الأنبياء لا تبلى، ولا تأكلها الأرض، والشاهد على هذا ما رواه الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد وصححه ولفظ الحديث كما في المطالب العالية للحافظ ابن حجر رحمه الله: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أعرابي، فأكرمه فقال له: (ائتنا). فأتاه فقال: (سل حاجتك). فقال: ناقة نركبها وأعنز يحلبها أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟ فسألوه فقال: (إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر ضلـوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقـا من الله أن لا نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: عجوز من بني إسرائيل، فبعث إليها، فأتته، فقال: دُلني على قبر يوسف، قالت: حتى تعطيني حكمي، قال: ما حكمك؟ قالت: أن أكون معك في الجنة، فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها، فانطلقت بهم إلى بحيرة موضع مستنقع ماء، فقالت: أنضِبوا هذا الماء، فأنضبوه قالت: احتفروا، فحفروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلـوها إلى الأرض إذا الطريق مثل ضوء النهار). اهـ

    وقوله هنا (واستخرجوا عظام يوسف) لا يتنافى وحياة الأنبياء في قبورهم، وأن لا تبلى أجسادهم، ولكن قوله (عظام) يدخل في باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، وهو من أنواع المجاز، فذكر عظام يوسف عليه السلام المراد به الجسد. ولا يتعارض من جهة المعنى والدلالة مع كون الأنبياء أحياء في قبورهم وأن لا تبلى أجسادهم. وهذا بدليل أن الفترة الزمنية بين وفاة يوسف عليه السلام وبين خروج بني إسرائيل طويلة جدا، وتعد كافية جدا لكي يبلى عظم أي إنسان فلا يبقى منه شيء، فإن كان المقصود عظامه، فمن المفترض أنها أرمت وتحللت، ولم يبقى منها شيء، وهذا يستحيل معه وجود بقايا عظمية، وهذا مما يجزم بأنه أطلق لفظ عظام وقصد به الجسد ككل.

    إحياء الموتى بين المعجزة والسحر:
    إن إحياء الموتى معجزة اختص الله تعالى بها نفسه، وقد ورد ذكر عدة أحداث في القرآن الكريم أحيى الله تعالى فيها الموتى، كمعجزة وآية بينة في الحياة الدنيا، وقد قتل بنوا إسرائل نفسا فاختلفوا في القاتل، فأحيى الله المقتول وشهد على من قتله، قال تعالى: (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ * فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [البقرة: 72، 73].

    وقد أحيى الله رجلا بعد أن أماته مئة عام، وقد مات وبعث هو وحماره، قال تعالى: (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 259].

    ولقد كان المسيح عليه السلام يحيي الموتى بإذن الله، معجزة وآية من الله عز وجل، قال تعالى: (وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ) [آل عمران: 49].

    قد تكلمنا فيما سبق عن تحكم الجن في الأحياء، وذلك بالسيطرة على أجهزة الجسم الداخلية، بقي أن نتعرف على إمكانية تحكمهم في أجساد الموتى، وسيطرتهم عليها. وهذا يذكرنا بما سيقوم به المسيح الدجال بما يشبه إحياء الموتى (وإن من فتنته أن يقول لأعرابي أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك فيقول: نعم، فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه فيقولان يا بني اتبعه فإنه ربك)، وتمثل الجن أن يرى الشخص الجني ولا يراه من حوله، فمن الواضح أن الدجال هنا سيكون منفردا بهذا الشخص، فلو أنكر أحد المحيطين رؤيتهما لأدرك الرجل أن هذا سحر.

    وكما قرأنا في الأحاديث أن ما يقوم به الدجال من أفعال معضلة قد أطلق عليها النبي صلى الله عليه وسلم فتنة، وهي من أفعال السحر لأن الدجال يعتمد في تنفيذها على شياطين الجن كما تقدم في الحديث، والاعتماد على الشياطين في تنفيذ بعض المطالب وتحقيقها هو عين السحر. لذلك فالسحر فتنة، لأنه يفتن الإنسان في دينه، فيؤمن ببعض المعتقدات وتثبت لديه بعض المفاهيم على أنها حق، وهي عين الباطل والضلال، وهذا من فعل الشيطان وتزيينه.

    فيبدو لمن يجهل بأمور السحر أنها أفعال خارقة ومعجزات وكرامات من الله تعالى، كما يقوم بذلك النصارى واليهود والصوفية والشيعة، وذلك لكسب دخلاء جدد إلى ملتهم، أو لدعم إيمان أتباعهم وتثبيتهم على ما هم عليه من باطل. والحقيقة أنها أفعال خاضعة لقدرات الجن وألاعيبهم، وتحكمها القوانين الطبيعية الخاصة بعالم الجن، بخلاف تقدمهم العلمي السابق لعلم الإنس، فالجن خلق قبل البشر، وبالتالي فحضارتهم سابقة على حضارة الإنس، وتفوقها بمراحل مذهلة جدا.

    سبق حضارة الجن على الإنس:
    فحضارتهم متطورة جدا في مجال الطب والفيزياء والكيمياء، بل لديهم علوم محدثة لم نكتشفها إلا في عصرنا الحالي فقط، مثل الطوبولوجيا Topology أو الهندسة اللاكمية أو اللامقدارية: وهس فرع من الرياضيات يعنى بدراسة موقع الشيء بالنسبة إلى الأشياء الأخرى. وهذا العلم يدخل فيه دراسة العقدة Knot، ويدخل في سحر العقد Knots Magic فكل شيء مخلوق في هذا الكون هو عبارة عن عقد، فالحبل الوراثي DNA هو عبارة عن مجموعة من العقد. والعقد تدخل في السحر، فقد سحر لرسول الله صلى الله عليه وسلم في خيط معقود.

    والطوبولوجيا هي فرع من علوم الهندسة محدث، رغم أن القرآن الكريم قد أشار إليه منذ أربعة عشر قرنا مضت، فقال تعالى: (مِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ) [الفلق: 4]، إلا أن هذا العلم لا يزيد عمره عن مئة عام فقط. فقد تأسس هذا الفرع من الرياضيات في بدايات القرن العشرين آخذا في تطوره من عام 1925 إلى 1975 حيث شهد نضوجه وتشكله كاختصاص متكامل.


    فقد شاع استخدام سحر العقد منذ أزمنة موغلة في القدم، حيث نطالع الكثير من الإشارات عن العقد وسحر العقد في الفن والأدب من جميع الثقافات القديمة، مثل بلاد ما بين النهرين والحضارة الفرعونية والرومانية والهندوسية، بل ووجد لها ذكر في الكثير من ديانات العالم، حتى قبل ظهور الإسلام.

    وفي البخاري ما يشير إلى معرفة الجن بعلم العقد منذ أربعة عشر قرن مضت: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان). ولما سحر النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر فنزحوا ماء البئر كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجف فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان من مشطه، وإذا فيه وتر معقود فيه اثنتا عشرة عقدة مغروزة بالإبر، فأنزل الله تعالى السورتين فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة حين انحلت العقدة الأخيرة فقام كأنما نشط من عقال) رواه ابن كثير عن بن عباس وعائشة رضي الله عنهما وقال: فيه غرابة.


    فالعقد لها أنواع لا حصر لها، ومنها أنواع بالغة التعقيد، وعلم في الرياضيات محدثث واسع شاسع، وهنا يلح سؤال، كيف لساحر في العصور القديمة أمي لم يسمع عن الطوبولجيا كعلم محدث أن ينفذ العقد السحرية بدون معلم؟ وهنا الإجابة أنهم يلتقون بشياطين الجن وسحرتهم، ويتعلمون منهم السحر كما تعلمه اليهود من الشياطين، وهذا يجزم به قوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102].

    ولا أريد أن أتعمق في الحديث عن العقد السحرية، فلها بحث عميق وأسرار كثيرة جدا، ولكن أريد فقط أن نستوعب مدى تقدم الجن علميا على عالم الإنس. وأن تتفتح بصيرتنا بحقيقة ما يقدم عليه السحرة من أفعال، قد تبدو لها تفسيرات سطحية، ولكن في الحقيقة لها تفسيرات أخرى موغلة في أعماق الكفر والضلال، فإذا تمكنا كمثقفين من تفسير أفعال السحرة، وكشف عمق صلتها بالشياطين، فحتما ولا بد أننا سوف نكون قادرين على كشف زيفهم، وفضح حقيقتهم أمام البسطاء وعوام المسلمين، ليس هذا فقط؛ بل سنكون قادرين على فضح سحرة أهل الكتاب، من القساوسة والحاخامات القادرين على خداع أتباعهم بما يشبه الكرامات. تعمقنا كثيرا جدا في الجانب العقلاني عند مناظرة أهل الكتاب، وأغفلنا الجانب الروحي، والمتعلق بالمعتقدات المبنية على الكرامات، وهذا جانب يستهوي فئة واسعة من الناس، بدليل ما سيقوم به الدجال من فتنة الناس، وسيتبعه كم غير يسير من البشر.

    نبش القبور Exhumation:
    قال شيخنا العلامة محمد ناصر الدين الألباني عليه رحمة الله قال: (هناك فرق طبعا بين نبش قبور المسلمين ونبش قبور الكافرين فنيش قيور المسلمين لا يجوز إلا بعد أن تفنى وتصبح رميما ذلك لأن نبش القبور يعرض جثة المقبور وعظامها للكسر وقد قال عليه الصلاة و السلام كسر عظم المؤمن الميت ككسره حيا فالمؤمن له حرمة بعد موته كما كانت له حرمة في حياته طبعا هذه الحرمة في حدود الشريعة.

    أما نبش قبور الكفار فليست لهم هذه الحرمة فيجوز نبشها بناء على ما ثبت في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر من مكة إلى المدينة كان أول شيئ باشره هو بناء المسجد النبوي الموجود اليوم فكان هناك بستان لأيتام من الأنصار وفيه قبور المشركين فقال عليه الصلاة و السلام لهؤلاء الأيتام ثامنوني حائطكم يعني بيعوني حائطكم بثمنه فقالوا هو لله ولرسوله لا نريد ثمنه فكان فيه الخرب وفيه قبور المشركين فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فسويت بالأرض وأمر بالخرب فمهدت ثم أقام المسجد النبوي على أرض ذلك البستان.

    فإذن نبش القبور على وجهين قبور المسلمين لا يجوز أما قبور الكفار فيجوز وقد أشرت في الجواب إلى أنه لا يجوز نبش قبور المسلمين حتى تصبح رميما وتصبح ترابا ومتى هذا؟إنه يختلف باختلاف الأراضي فهناك أراض صحراوية ناشفة تبقى فيها الجثث ما شاء الله من السنين وهناك أراض رطبة يسرع الفناء فيها إلى الأجساد فلا يمكن وضع ضابط لتحديد سنين معينة لفساد الأجساد كما يقال أهل مكة أدرى بشعابها فالذين يدفنون في تلك الأرض يعلمون المدة التي تفنى فيها جثث الموتى بصورة تقريبية). (1)

    و قد استدل بعض أهل العلم على جواز نبش القبر لاستخراج مالٍ دُفن مع الميت بما رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: خرجنا معه إلى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هذا قبر أبي رغال، وهو أبو ثقيف، وكان من ثمود، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه) فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن. أخرجه أبو داود في سننه وضعفه العلماء.

    ورغم حرمة نبش قبور المسلمين والصحابة خاصة، فقد أفادت مفكرة الإسلام في الجمعة 25 المحرم 1427هـ –24 فبراير 2006م بأن عناصر جيش المهدي الشيعية قامت بنبش قبر الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه خادم الرسول صلى الله عليه وسلم في منطقه الشعيبة وسط البصرة. وقال مراسل المفكرة إن عناصر جيش المهدي وبمساعده من "فيلق بدر" الشيعي الموالي لإيران قاموا بنسف محيط القبر بعبوات ناسفة، ومن ثم قاموا بنبش القبر بشكل كامل.

    ش.ج.س. تومسون يقول في كتابه (السحر طقوسه وأسراره): (ألهبت الهامات (الجثث التي يعتقد أنها تفارق القبر ليلا لتمتص دماء النائمين) خيال البشرية طوال قرون، وحقيقة أن بعض الحيوانات قادرة على امتصاص الدم البشري منحت وجودها بعض المصداقية. وهي توصف بأقلام كتاب قدامى بأنها "أشخاص يقومون من قبورهم في الليل ويمتصون دم الأحياء، ثم إنهم يعودون إلى قبورهم". وحقيقة في أعقاب وفاة شخص معين، لوحظ أن أنسباءهم كانوا يغدون غالبا شاحبي اللون، ونحيلين، منحت هذا الاعتقاد بعض الصحة أو الاحتمال.

    كانت المجر، على نحو مخصوص، مصدر قصص كثيرة عن الهاموية (الاعتقاد بالهامة)، وأوحى بنظريات شتى لتعليل الحكايات الغريبة واللافتة للنظر التي رويت عن أعمالها الجريئة. وفي حالة الاشتباه بهامة ما، كان الجثمان، ينبش من القبر، فإذا ما وجد طريا ومملوءا دما، كان يعلن أن الاتهام صحيح. ولوضع حد لنشاطاته، كان يغرز وتد حاد في قلبه، ثم كان الجسم يحرق. في بعض الأماكن، كانت تتخذ إجراءات قضائية ضد الأشباح الرهيبة، وكانت الأجساد المنبوشة تفحص بحثا عن علامات الفساد (وبخاصة الفسوق) التي كانت تشتمل، على مرونة الأوصال، وسيولة الدم. وأخيرا، اتضح لعقول الأشخاص الأوفر ذكاء أن ما يعرف بالهامات كانوا أشخاصا ربما دفنوا أحياء. ومن القصص الكثيرة المتعلقة بالهامات، هناك قصص مدونة في "الرسائل اليهودية"، سنة 1738، شهد عليها ضابطان من قوات الإمبراطور في غرادتز كانا شاهدي عيان، يمكن اتخاذها مثالا.

    "في مطلع أيلول 1738، توفي امرؤ في سن الثانية والستين، في قرية كيسيلوفا بالقرب من غرادتز. وبعد دفنه بثلاثة أيام ظهر ليلا لابنه وطلب إليه طعاما قدمه إليه الابن، ثم اختفى. وأطلع الابن الجيران في اليوم التالي على ما حدث. وبعد ليلتين اثنتين، ظهر الأب من جديد، حاملا الطلب عينه. وفي اللية التالية وجد الابن ميتا في سريره، وأصيب بالمرض خمسة أو ستة أشخاص وقضوا (نحبهم) في غضون بضعة أيام. وقدم تقرير إلى المحكمة في بلغراد، فأوفد موظفان وجلاد إلى المكان للتحقيق في الأمر.

    "وفتحوا قبور أولئك الذين ماتوا قبل أسابيع، فلما بلغوا جثمان الرجل العجوز ألفوا عينيه مفتوحتين وذاتي لون حسن، وكان تنفسه طبيعيا، فاستنتجوا من ذلك أنه هامة. عند ذلك غرز الجلاد وتدا في قلبه، وأحرق الجثمان حتى غدا رمادا مذرورا".

    في قصة أخرى جرت في قرية ليبايا، يزعم أن الهامة ألقى القبض عليها فلاح كان يراقب من أعلى برج الكنيسة. فقتل الهامة بضربة على أم رأسها، ثم إنه قطع رأسها بالفأس. تلك كانت قصص الهامات التي كانت يعتقد بوجودها حتى القرن الثامن عشر.

    ويذكر تورنفور في سنة 1717، أنه في الأرخبيل (مجموعة جزر) اليوناني، كان أولئك الذين تنزل بهم الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية الحرم يحفظون أجسادهم سالمة من التعفن أو الفساد بعد الوفاة. وقد شهد نبش جثة من القبر، و"خوزقة" هامة مزعومة وإحراقها في جزيرة ميكون، قيل إنها كسرت عظام سكان الجزيرة وامتصت دماءهم من عروقهم وشرايينهم. (2)


    وكان اليهود يزعمون أن الروح تدور حول قبر المتوفى سبعة أيام ثم تذهب، ومن هنا نشأت فكرة الهامة عند العرب قبل الإسلام، ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبطل ذلك كله. قال ابن منظور: والهامة: رأس كل شىء من الروحانيين، عن الليث؛ قال الأزهرى: أراد الليث بالروحانيين ذوى الأجسام القائمة بما جعل الله فيها من الأرواح؛ وقثال ابن شميل: الروحانيون هم الملائكة والجن التي ليس لها أجسام ترى، قال: وهذا هو القول الصحيح عندنا. أبو زيد: الهامة أعلى الرأس وفيه الناصية والقصة، وهما ما أقبل على الجبهة من شعر الرأس، وفيه المفرق، وهو فرق الرأس بين الجبينين إلى الدائرة، وكانت العرب تزعم أن روح القتيل الذي لم يدرك بثأره تصير هامة فتزقو عند قبره، تقول: اسقونى اسقونى! فإذا أدرك بثأره طارت. وكانوا يقولون: إن القتيل تزج هامة من هامته فلا تزال تقول اسقونى اسقونى حتى يقتل قاتله. وفى الحديث وتركت المطى هامًا؛ قيل: هو جمع هامة من عظام الميت التي تصير هامة، أو هو جمع هائم وهو الذاهب على وجهه؛ يريد أن الإبل من قلة المرعى ماتت من الجدب أو ذهبت على وجهها. ومن الحديث: أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال: (لا عدوى ولا هامة ولا صفر). أبو عبيدة: أما الهامة فإن العرب كانت تقول إن عظام الموتى، وقيل أرواحهم، تصير هامة فتطير، وقيل: كانوا يسمون ذلك الطائر الذي يخرج من هامة الميت الصَّدَى، فنفاه الإسلام ونهاهم عنه؛ ذكره الهروى وغيره. والهامة من خير الليل: طائر صغير يألف المقابر، وقيل هو الصِّدى. ابن سيده: والهامة طائر يخرج من رأس الميت إذا بلى، والجمع أيضا هام.( 3)

    وقد ذكر الزبير ابن بكار في (الموفقيات) أن العرب كانت في الجاهلية تقول: إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة، وهى دودة، فتدور حول قبره فتقول: اسقونى اسقونى، فإن أدرك بثأره ذهبت وإلا بقيت، وفى ذلك يقول شاعرهم:

    يـا عمرو إلا تـدع ***شتمــى ومنقصتى
    أضربـك حتى تـقول *** الهامــة اسقــونى

    قال: وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب: وذكر ابن فارس وغيره من اللغويين نحو الأول: إلا أنهم لم يعينوا كونها دودة، بل قال القزاز: الهامة الطائر من طير الليل، كأنه يعنى البومة. وقال ابن الأعرابى: كانوا يتشاءمون بها، وإذا وقعت على بيت أحدهم يقول: نعت إلى نفس أو أحدًا من أهل دارى. وقال أبو عبيدة كانوا يزعمون أن عظام الميت تصير هامة فتطير، ويسمون ذلك الطائر الصدى. فعلى هذا فالمعنى في الحديث لا حياة لهامة الميت، وعلى الأول لاشؤم بالبومة ونحوها، ولعل المؤلف ترجم (لا هامة) مرتين بالنظر لهذين التفسيرين والله أعلم.( 4)

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] مسائل وأجوبتها العلامة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- مجلة الأصالة العدد العاشر صفحة41/42.
    [2] تومسون؛ ش.ج.س. /(السحر طقوسه وأسراره)/ تر. شيخاني؛ سمير/ ط. الأولى 2002/ المكتبة الثقافية _ بيروت. صفحة 28، 29.
    [3] المصري؛ ابن منظور [لسان العرب] صفحة (12/624،625).
    [4] العسقلاني؛ ابن حجر /[فتح البارى بشرح صحيح البخارى]. صفحة (10/252).

    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 31-03-2008 الساعة 10:37 PM

  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7,692
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    09-08-2017
    على الساعة
    09:57 AM

    افتراضي

    صلى الله على محمد
    صلى الله علية وسلم
    حفظك الله حيا وميتا سيدى يارسول الله
    كما طبت حيا وميتا سيدى يا رسول الله
    يا اول من تنشق عنة الارض
    يا شفيع يا مشفع فى قومك
    يا حبيبى يا رسول الله
    ليتنى كنت حية وموجودة فى زمانك ولم اعش وارى هذا الزمان العسر والتعس واسمع بهذة المحاولات الدنيئة لنبش قبرك بل والتعدى عليك بالرسوم والافلام من الحاقدين والكفرة الملاعين
    الذين اتيناهم الكتاب يعرفونة كما يعرفون ابنائهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون
    ولما جائهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كانهم لا يعلمون
    ولا نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    509
    آخر نشاط
    22-03-2009
    على الساعة
    01:55 PM

    افتراضي

    ظاهرة زومبي zombie:
    عقيدة (الفودو) تلك مثل جميع العقائد الوثنية، تؤمن بوجود وسيط بين الرب أو الأرباب وبين العبيد، وحيث أن هناك نوعين من الأرباب، أرباب خيرة وأرباب شريرة، فهناك أيضا كهنة طيبون وأشرار، الطيبون هم همزة الوصل مع الأخيار، والأشرار هم همزة الوصل مع الأشرار، والكهنة الطيبون يطلق عليهم اسم (هانجان)، أما الأشرار فيطلق عليهم اسم (بوكور)، وعلى الهانجان أن يستوعب جيدا جميع فنون السحر الشريرة، وأساليب إحياء الأموات التي يمارسها (البوكور) الشرير، حتى يستطيع أن يبطل سحره إذا اقتضى الأمر، وهؤلاء السحرة الكهان الذين يطلق عليهم اسم (البوكر) باستطاعتهم من خلال طلاسم وتعاويذ سحرية معينة تسخير الموتى، وإعادتهم للحياة كجثث شيطانية تعمل وفقا لرغبة الساحر، ويطلق على هؤلاء الأموات الأحياء في تلك العقيدة السوداء اسم (الزومبي)، والكلمة لها أصول أفريقية، ومعناها الميت الذي يمشي على الأرض، حيث أن السحرة الذين يمارسون هذا النوع من السحر الأسود يملكون المقدرة كما ذكرنا على تسخير الموتى لخدمتهم، ويؤكد سكان (هايتي) أن هناك علامات معينة يمكنهم عن طريقها التعرف على (الزومبي)، فهو يترنح أثناء سيره، ويؤدي الوظائف الجسدية بطريقة ميكانيكية، عيناه شاخصتان، لا يستطيع التركيز في شيء معين، وصوته يبدو وكأنه صادر من الأنف، ويؤكد السكان على أن السحرة يسيطرون على أعداد كبيرة من (الزومبي) بأنفسهم.


    سحر الزومبي ألهب خيال السينمائيين

    (وليام سيروك) وهو صحفي أمريكي اهتم بدراسة عالم (الزومبي)، أحد هؤلاء الذين رصدوا حوادثهم، وهي كثيرة وشائعة في (هايتي)، وسجل العديد من قصص الضحايا في مؤلف شهير له، روى فيه أن شركة (هاسكو) وهي شركة مشتركة بين هايتي وأمريكا، طلب يوما عمالا لجني محصول قصب السكر، وعلى الفور توجهت أعداد كبيرة من العمال إلى مكاتب تشغيل الشركة للانضمام للعمل، وكان من المعتاد في هذه المناطق أن يعمل العمال في جماعات، ويتم دفع أجرهم إلى الملاحظ الذي يقوم بتوزيع الأجر، ويحصل على نسبة معينة منه، وذات يوم جاء أحد السحرة وزوجته مصطحبين معهما تسعة رجال يرتدون خرقا بالية، وتوجهوا إلى مكتب تأجير العمال بالشركة، وقال الساحر أنهم مزارعون بدائيون يسكنون التلال والمناطق النائية، وأنهم يتحدثون بلهجة ريفية غير مألوفة، ولا يفهمون الفرنسية، وأنهم على الرغم من ذلك أقوياء ويعملون بجد واجتهاد، وقد وافق رئيس العمال على اقتراح الساحر، وكان اسمه (جوزيف)، بأن يعملوا في معزل عن العمال الآخرين، لأنهم يخجلون ويضطربون من الغرباء، ولكن السبب الحقيقي وراء اقتراح الساحر كما أكد سكان المنطقة للصحفي الأمريكي، كان خوف الساحر من أن يتعرف أحد أقارب هؤلاء العمال عليهم لأنهم كانوا من (الزومبي).


    يعالج سحرة الفودود المصابين بالصرع في برك الوحل والطين

    ويواصل الصحفي الأمريكي روايته فيقول؛ أن عمال الساحر (جوزيف) الغامضين بدأوا يعملون بجد خلال ساعات النهار، إلا في أوقات راحة قليلة كانوا يتناولون فيها وجبة من الخبز غير المملح لماذا؟ لأن تقاليد سحر (الفودو) تؤكد أنه إذا تناول (الزومبي) طعاما مملحا أو لحوما فسوف يدرك حالته الحقيقية، ويتوجه إلى قبره حيث مكانه الطبيعي، (لذلك هناك معتقد سائد بأن الملح له تأثير في السحر، وهذا قد يجدي مع السحرة لكنه من سحر السيمياء، وبكل بد لن يجني في العلاج الشرعي)، وفي أحد الأيام مرض الساحر (جوزيف)، فترك لزوجته مهمة الذهاب بالعمال، وأثناء توجههم إلى الحقل التقت بهم سيدة شعرت بالرثاء نحوهم، واعتقدت أن إعطائهم بعض الأطعمة سوف يسعدهم، وبمجرد أن قاموا بمضغ الطعام المملح أدرك (الزومبي) أنهم ينتمون للقبور المظلمة، وليس لعالم (هايتس)، فقاموا بإطلاق صيحات حزينة، وتوجهوا تجاه قبورهم في الجبال البعيدة عبر الغابات، وعندما وصلوا إلى هناك تعرف عليهم أقاربهم وأصدقاؤهم الذين سبق وقاموا بدفنهم منذ شهور مضت، وعندما وصلوا للمقابر أزاحوا الصخور التي تغطيها، ونزلوا بداخلها متحولين إلى جثث متحللة.


    تدنيس الصليب والسحر على جثث الموتى من طقوس سحرة الفودو

    وقد نقل الصحفي الأمريكي تلك الرواية عن صاحب مزرعة في (هايتي) يؤكد أنه لا يؤمن بالخرافات المنتشرة في (هايتي)، ولكن بالنسبة له كان (الزومبي) حقيقة لا تحتمل الشك، ويشاركه في الإيمان كل سكان (هايتي) الذين يخشون كهان (الفودو) الشريرين، والذين يعيشون معظم حياتهم بين القبور وجثث الأموات، ويؤكدون أن قمة السحر لديهم (إحياء الموتى)، وأن كان كاهن (الفودو) الشرير لا يزعم بأن لديه القدرة على إعادة الروح (المقصود بالروح هنا القرين من الجن، وليس الروح التي بخروجها يموت الإنسان) إلى الجسد فقط، هو يؤكد بأن لديه القدرة على إعادة الروح إلى داخل الجسد الميت، فيتحرك ويمشي ويتكلم قليلا، إلا أن هذا الجسد يصبح عبدا لهذا الكاهن، وحيث إنه شرير فإن الكاهن يسخر الميت الحي في أغراض شريرة، فيمكن أن يقتل له شخصا على سبيل المثال، أو أن يبيع الكاهن (الميت الحي) الذي لا يملك من نفسه شيئا إلى أحد أصحاب المزارع، فيعمل في السخرة بدون أجر وإلى الأبد.

    ويتفنن كهنة (الفودو) الشريرون في إيذاء من يريدون عن طريق سحرهم الأسود وبطرق عجيبة، وعلى سبيل المثال؛ فإنهم حينما يختارون ضحيتهم، تبدأ هذه الضحية في الشعور بعلامات ضيق شديدة واكتئاب أشد، ثم تشعر الضحية بعد ذلك برائحة عفن تتصاعد تدريجيا مع مرور الوقت، حتى يشعر الشخص الضحية بأن جسده يتحلل كالجثة الميتةن ويهيم الشخص الضحية على وجهه كالمجنون وتنتهي المأساة، إما أن يصبح الضحية مجنونا رسميا، أو يتخلص من حياته، كيف؟ سؤال يجيب عنه المتخصصون في سحر (الفودو) والمهتمون بدراسة ظاهرة (الزومبي) فيقولون؛ أن ذلك يتم من داخل إحدى المقابر، حيث يجلس الكاهن الشرير بجوار جثة الضحية المستهدفة، ثم يمارس طقوسا سريعة على الجثة، وبمرور الوقت وكلما ازدادت الجثة تحللا زاد شعور الضحية بالعفن والجيفة حتى يجن أو يموت.

    طقوس مرعبة في تلك العقيدة السوداء عقيدة (الفودو)، حيث أنه من المعروف في تلك العقيدة أن يقوم كاهن (الفودو) الشرير ببيع أرواح الآخرين إلى قوى الشر (الشيطان)، وحيث أن قوى الشر في تلك العقيدة الوثنية تختلف عن بقية العقائد الأخرى، فهي تشترط على الكاهن أن يبيعها أرواح أقرب الناس إليه، وكذلك أحبهم لنفسه، وعندما تموت الضحية المسكينة فإنها تتحول إلى (زومبي) أو (ميت حي)، ولكن ماذا بعد أن يفنى جميع أقرباء وأحباء الكاهن؟ الاتفاق هو الاتفاق، ويكون الاتفاق أنه عندما تفرغ أرواح المقربين والمحبين يأتي الدور على الكاهن الشرير فيقدم روحه لقوى الشر لتتحول جثته هي الأخرى فيما بعد إلى (زومبي).

    والسؤال كيف يتم أو يحدث ذلك؟ وذلك يتم بأن يختار الكاهن منزل الضحية التي قرر أن يبيع روحها إلى الشيطان والمرشحة جثتها لأن تكون (زومبي)، حيث يصل الكاهن الشرير ويضع فمه على فرجة من الباب، ثم يستنشق الهواء بقوة من غرفة الضحية المسكينة، وخلال استنشاق الكاهن الهواء يسحب روح الضحية، ثم يفرغها في زجاجة، ويحكم عليها الغطاء، بعد ذلك بأيام قليلة تشعر الضحية بضعف شديد وهزال لا يعرف الأطباء سببا له، ينتهي بوفاة سريعة، وحينما تدق الساعة منتصف الليل يتسلل الكاهن إلى قبر الضحية ليلة دفنها .. ويفتح التابوت، وينادي على الميت باسمه، حيث أنه طبقا لعقيدة (الفودو) فإن الكاهن يمسك بروح الضحية الميت من زجاجة محكمة الغطاء، ومن ثم فإن الميت بمجرد سماع اسمه ينادى فإنه يرفع رأسه على (الفودو)، ويتقدم الكاهن ويفتح غطاء الزجاجة، ويضع فوهتها تحت أنف الميت لمدة ثلاث ثوان فقط، فيقوم الميت متعثرا، وعقب ذلك يقوم الكاهن بتقييد الجثة المتحركة بالسلاسل من الرسغين والرقبة، ثم يقوم بضرب الميت فوق كفيه وأسفل رأسه لمزيد من استعادة الوعي، وفي أغلب الأحيان فإن الكاهن الشرير يتعمد أن يصحب الميت الحي معه بالقرب من منزله حتى يتأكد من أنه لم يتعرف به، ولن يعود إليه مرة ثانية، حيث يقوم بعد ذلك بتسخير ذلك الميت الحي لخدمة أغراضه الشريرة.

    ويصف المتخصصون في عقيدة (الفودو) الحالة التي يوصف بها (الزومبي) بأنها أقرب إلى أن تكون حالة تنويم مغناطيسي، فهو يتحرك ويفعل ما يؤمر به دون نقاش .. وطبقا لمعتقدات (الفودو) فإن (الزومبي) محكوم عليه بالبقاء في هذه الحالة (لا موت ولا حياة إلى الأبد)، إلا في حالة تناوله كميات من الملح عدة مرات حسبما ذكرنا من قبل، حيث يعيد الملح (الزومبي) إلى وعيه لكي يدرك فقط حقيقة أنه ميت قبل أن يعود طواعية مرة أخرى ليرقد في قبره للأبد.

    على أية حال فقد أثارت ظاهرة (الزومبي) اهتمام العديد من الكتاب والصحفيين والعلماء ورجال الدين، وهؤلاء تمكنوا من رصد العديد من حالات (الزومبي)، وبعض هؤلاء كما ذكرنا رجال دين أقاموا الصلاة على أموات ودفنوهم بأيديهم، وأغلقوا عليهم القبر، ليفاجئوا بهؤلاء الأموات بعد بضعة أيام يتجولون في حالة أقرب إلى الجنون، ومن تلك الحالات حالة سيدة شابة اسمها (فاليشيا فيلكس) ماتت ودفنت، وبعد وفاتها بأعوام طويلة كانت شقيقتها التي أصبحت عجوزا تقف أمام منزلها، وإذا بها ترى شقيقتها الميتة والتي دفنتها بيديها تهيم أمامها في الحقل المواجه للمنزل، عارية كما ولدتها أمها، وفي حالة صحية في منتهى السوء، فصرخت، وهكذا فعل جميع أفراد العائلة الذين تعرفوا على ابنتهم التي توفيت ودفنت من قبل، وها هي ترقد الآن على الفراش أمامهم، لا تقوى على الكلام أو استيعاب ما يقال لها، وتأكل بصعوبة فهي ليست سوى جثة متحركة.

    وتصف (زوراهورستون) الكاتبة الأمريكية والمتخصصة في دراسة عقيدة (الفودو) وهي واحدة ضمن قليل من المتخصصين الذين التقوا بالحية الميتة (فاليشيا) فتقول كان المنظر مرعبا .. كان الوجه خاليا من أي تعبير .. العينان .. لا تعكسان أي ردود أفعال .. وكانت هناك هالات بيضاء غامضة حول عينيها حيث يحسب الناظر للوهلة الأولى أن الجفون قد ذابت بفعل حامض قوي .. كانت حطاما حيا أو ميتا لا ادري .. لا استطيع أن اجزم بشيء حيث أنني لم أستطع أن أواجه ذلك المشهد المرعب أو أواجه الفكرة اكثر رعبا لمدة ساعة فقط.

    وفي كتابه (غير المرئيين) يسجل (فرانسيس هوكسلي) عالم الأجناس البريطاني البارز عددا من أغرب حالات (الزومبي) ويقول أنه زار جزيرة (هايتي) في أحد الأعوام، وهناك أقام بجوار كنيسة كاثوليكية كبيرة في العاصمة، وفي إحدى الليالي استدعاه راعي الكنيسة، ليفاجأ بأحد هؤلاء (الزومبي) جالسا في الفناء الخلفي للكنيسة، وعلى الفور قرر (هوكسلي) وراعي الكنيسة ضرورة تسليم (الزومبي) التعيس إلى مركز الشرطة بصفتهم الجهة الرسمية التي يمكن أن تتصرف حيال هذا الموقف، إلا أن البوليس أصابه الرعب من مجرد دخول الميت الحي إلى قسم الشرطة.

    وأخيرا وجدت الشجاعة طريقها إلى قلب أحد الأشخاص الذي قدم محلولا ملحيا لهذا (الزومبي)، الأمر الذي ساعده على استعادة بعض من وعيه وأخيرا نطق باسمه، وتعرفت عليه عمته وأكدت والرعب ملء عينيها أنه مات ودفن من أربع سنوات، وعلى الفور تم استدعاء أحد كهنة (الفودو) الطيبين! الذي نجح بوسائله الخاصة في معرفة اسم الكاهن الشرير الذي أيقظ ذلك الميت المسكبن من نومته الأخيرة، كما اكتشف أن الساحر الشرير فعل نفس الشيء مع عشرات الأموات لكي يعملوا بالسخرة في مزرعته للأبد. (1)


    مما سبق يتبين لنا قدرة الجن على تحريك جثث الأموات، رغم ما تمر به من عمليات تحلل كلما تقادم عليها الزمن، ولكن كما أن للجن قدرات فائقة فإن علومهم متطورة سابقة على علوم ومعارف الإنس، فمن الممكن لهم الوصول إلى تقنية تخفى علينا تمكنهم من الاحتفاظ بالجثث غضة طرية، فنجد أن الحضارات القائمة على السحرة تعاملت مع جثث الموتى بطرق تختلف من حضارة إلى أخرى، وأشهر هذه الطرق وأعقدها كان تحنيط جثث الموتى، خاصة في حضارة الفراعنة الغابرة، ولا تزال أسرار التحنيط مبهمة حتى يومنا هذا، والسبب أن الممارسات السحرية كان لها دور في تحنيط جثث السحرة، وهذا ما تثبته البرديات الفرعونية، ولأن نظرة الباحثين عن أسرار التحنيط قاصرة على جانب العلم البشري، فلن يصلوا إلى سر التحنيط ما لم يعترفوا ويقروا بدور السحر في تحنيط جثث الموتى، ودور السحر هنا يعني بالضرورة تدخل الجن في احتفاظ الجثة بهيئتها على مدار آلاف السنين.

    والتحنيط ما هو إلا ندية من الشيطان لله عز وجل، فالله تبارك وتعالى يحفظ جثامين رسله وأنبياءه من أن تبلى، وكذلك الشيطان يحتفظ بطريقته الخاصة بجثث السحرة من الإنس، ليس إكراما لهم بقدر ما هو تحدي وندية منه لله تبارك وتعالى، فإن كان إكرام الميت دفنه، فإن من إهانته تحنيط جثته، فيبقى احتفاظ الأرض بجثامين الأنبياء (معجزة) وتكرمة لهم، وتحنيط الشيطان لجثث أولياءه (فائقة) وإهانة لهم، فالتحنيط هو تسخير من الشيطان لجثث أولياءه من الإنس، فكما باعوا أنفسهم للشيطان إبان حياتهم، فقد باعوا له أجسادهم في آخرتهم، لتكون دليلا على نديته لله تبارك وتعالى، فهم قاتلهم الله يحاربونه أحياءا وأمواتا، إذا فالساحر مسخر للشيطان حيا وميتا.

    مومياوات ذات ذيول:
    في شهر أغسطس سنة 1997، وفي واحة باريس تم اكتشاف 13 مجموعة من المومياوات مدفونة في الأرض، والغريب أنها كانت ذات ذيول مفرطحة، أشب بورقة (الكرنب)، فاختلاف صفاتها التشريحية عن صفات للإنس يجزم بعدم نسبتها للإنس. ومن الجدير بالملاحظة أن طريقة دفن هذه المومياوات غير الأسلوب المتبع في المقابر الفرعونية التقليدية، فالمومياوات لم تحنط في الوضع الأوزوريسي، بتقاطع الساعدين على الصدر، ولكن اليدين متباعدتين عن الجسد، ويبدو عليها علامات الرعب والفزع. وقد عثر عليها مدفونة في الرمال قرب سطح الأرض، وغير محفوظة داخل توابيت، أو داخل حجرات دفن، مما يجعلها عرضة للتلف، والمدهش أن هذا ما لم يحدث لها، فعلى افتراض أنها مدفونة منذ زمن سحيق، إلا أن هذه المومياوات لم تبلى ولم تأرم، رغم دفنها في الرمل والطين، قريبًا من سطح الأرض، وتعرضها لالتهام ديدان الأرض ودوابها. هذا بخلاف أن طريقة تكفين هذه المومياوات بلفائف وخيوط من الكتان، واستخدام خيوط الكتان هو أسلوب مختلف تمامًا عن المتبع في التحنيط الفرعوني، مما يغلب الظن عدم نسبتها إلى الفراعنة، وربما دفنت في زمن قريب جدًا قبل اكتشافها. وأعتقد أن الجن قد قاموا بدفنها قريبًا، كرسالة هادفة ذات مغزى ومعنى إلى بني البشر، ومن باب إثبات وجودهم، والله تعالى أعلى وأعلم.


    وقد اعتمد مكتشف هذه المومياوات على الكشف البصري، وتحديدًا اعتمد على (سحر السسُكْر)، وهو ما يطلق عليه (التنويم المغناطيس)، يذكر كيفية اكتشافه فيقول: (جلست وحيدًا في حجرتي، بدأت في تنويم نفسي، وجهت عقلي الباطن نحو واحة باريس، وفي الصحراء التي تحاصرها أصبحت مثل أشعة الليزر، التي تمسح الأرض وتخترقها، وفجأة ظهرت أمامي المقابر، أدركت أنها مقابر غير عادية لأن الجثث كانت ملفوفة كما هي، وليس هناك أثر لعظام متناثرة، كانت طريقة الدفن عادية، مجرد جثث مدفونة في مقابر طفلية في الرمل، ليس هناك توابيت، ولا تماثيل، ولا مشغولات ذهبية، أفقت نفسي من التنويم وأنا مندهش مما رأيته، كنت سعيدًا لأنني استطعت من خلال تجوال عقلي الباطن أن أعثر على تلك المقابر، ولكن أين هي بالضبط في تلك الصحراء الممتدة حول واحة باريس؟!

    كنت في بداية شهر أغسطس في عام 1997م حين حملت كاميرا التصوير الخاصة بي مسافرًا إلى صديقي، بعد ساعات طويلة من السفر وصلت إليه، استقبلني بترحاب وسعادة بالغة، بعد أن استرحت من عناء تلك الرحلة حكيت له ما حدث، ظهرت عليه علامات التعجب والاندهاش أثناء حديثي، قلت له: إن ما يشغلني الآن هو التحديد القطعي لأماكن وجود تلك المقابر، قال: وكيف نحل تلك المشكلة؟ قلت له: سأقوم بتنويم نفسي أمامك وسأذكر الأماكن التي سأمر بها وبالتأكيد ستعرف تلك المعالم، فأنت موجود هنا منذ فترة طويلة، قال: فلنجرب ونرى.

    قمت بتنويم نفسي وجهت عقلي الباطن نحو الصحراء، كنت أذكر المعالم التي أمر عليها، إلى أن وصلت إلى موقع المقابر، أفقت نفسي لأجد صديقي يصرخ في، لقد عرفت مكانها، خرجنا معًا إلى الصحراء في سيارته، وعند الموقع الذي حددته أثناء التنويم توقف، حمل معوله وبدأ في الحفر وما هي إلا دقائق حتى ظهرت مقبرة طفلية ثم بعض خيوط الكتان، برفق زحنا الرمال، شيئًا فشيئًا أصبحت المومياء أمامنا كاملة، التقطت صورًا لها من الخلف لفت انتباهي أن خيوط الكتان عند نهاية الظهر وبداية المؤخرة متضخمة عن المعتاد، دفعني حب الفضول أن أزيح بعض خيوط الكتان، وكانت المفاجأة أن هذا الجزء المتضخم ما هو إلا ذيل، صرخ صديقي ذيل لمومياء بشرية ما هذا الذي نراه؟! لم يكن الذيل كالذيول العادية بل كان أشبه بورقة الكرنب، بدايته الرفيعة من أعلى ثم تتسع كلما نزلت إلى أسفل حتى تغطي المؤخرة بأكملها، التقطت صورًا كثيرة لهذه المومياء ثم لففناها بالكتان ودفناها مرة أخرى وأهلنا عليها الرمال، وذهبنا إلى بيت صديقي وتسائلنا ما العمل؟ لقد استطعت من خلال جلستي التنويم أن أعرف أن هذه المنطقة تشمل على 13 مقبرة لمومياوات بشرية..). (2)



    يذكر مكتشف هذه المومياوات ما يشير إلى أنه قد مارس (سحر السُّكر)، أو التنويم المغناطيسي حسب الدارج، والذي في الغالب قد انتقلت إليه الشياطين عن طريق والده لتساعده على مثل هذه الكشوفات، والذي كان يتعامل مع الجن، حيث يعتقد بقدرة أبيه على تسخير الجن فيما ينفع البشر!! رغم أن تسخير الجن أمر بيد الله وحده، ولم يسخرهم الله تعالى إلا لسليمان عليه السلام، فلا قدرة لبشر على تسخير الجن، لا في النفع، ولا في الضرر، ولكنها ادعاءات يطلقها السحرة على ممارساتهم السحرية لإكسابها صفة المشروعية، كمبرر يتيح لهم الانخراط في المجتمعات بسلام، زاعمين أنهم يسخرون الجن في فعل الخير فقط، وهو ما يطلق عليه السحر الأبيض، والسحر ضرر محض لا نفع فيه، وهذا مشروح في موضعه.


    فكما ذكر في كتابه الذي أطلق عليه (النظرية الثالثة) يقول: (فقد كان والدي رحمه الله يقوم بتسخير الجن فيما ينفع البشر، وكانت التجارب التي حدثت أمامي تؤكد وجود عالم الجن وقدرته على الفعل، لكنني وجدت نفسي في مواجهة العالم القروي ملزمًا أن أدافع عن والدي من تهمة الدجل والنصب والشعوذة، وغيرهما من تلك التهم التي كانت تمزقني، كنت ممزقًا بين ما أراه من قدرات أبي في تسخير الجن وبين صورته أمام الناس، والشائعات التي تطلق عليه من حين إلى آخر، كان من الطبيعي وقد ولدت في تلك البيئة أن أرث عن أبي كل ما يعلمه عن العالم، وكان من الطبيعي أن أسير على طريقته، كان الطريق ممهدًا أن أكون خليفته.. كان علي أن أنحي عالم الجن جانبًا، وأن أتوغل في عالم التنويم المغناطيسي بمنهج علمي مدروس، لا يحتمل التأويل ولا يتوقف على المصادفة). (3)


    فإذا كان أهل الكتاب يأبوا الاعتراف بنسبة هذه الجثث للجن، إما وفقًا لمعتقداتهم المستمدة من كتبهم المحرفة، أو لأنهم يخفون أكثر الحق ويبدون بعضه، قال تعالى: (وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) [الأنعام: 91]، فالله يشهد بأنه علمهم مالم يعلموا هم وآباؤهم، وأنه يحتفظون بهذا الحق سرًا، ونحن نشهد عليهم بما شهد به الله تعالى، ولا حاجة بنا إلى علمهم المستور، لأن الله كشف كل المستور في كتابه الكريم.

    فعمدوا إلى إخفاء والتكتم على ما قد يتم العثور عليه من آثار بشرية، والتي تثبت قطعيًا صحة ما ذكره القرآن الكريم من طول قوم عاد الفاره، وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم من أن آدم عليه السلام كان ذو قامة طويلة، فلقد كرم الله تعالى آدم عليه السلام فخلقه على صورته، وهكذا كانت ذريته من بعده على نفس الصورة، فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعًا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك، وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).


    إذًا فأصل الإنسان أن صورته كريمة، لا على صور الحيوانات المذيَّلة، قال تعالى: (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر: 64]، قال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) [التغابن: 3]، فمحال أن يكون هناك بشر من ذرية آدم مُذَيَّلين أو بقرون، أو ذوي صفات تشريحية مخالفة لما نحن عليه اليوم، خاصة وأن الله تعالى قد فضل بني آدم على كثير من خلقه، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء: 70]، وهذا يدحض نظرية النشأة والتطور، ولكن الخلق في اضمحلال من ستون ذراعًا إلى ما نحن عليه اليوم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن)، بدليل أن مومياوات الفراعنة منذ آلاف السنين في نفس أحجامنا.


    فنسبوا بعض الحفريات إلى أقوام أتوا من كواكب أخرى، وبنوا هذه الحضارات، ولم يضعوا فرضية أن هذه الكائنات هم من عمار الكواكب من الجن والشياطين، وأهم الشواهد لنسبة هذه الجثث والمومياوات لعالم الجن، مخالفتها للصفات التشريحية للجنس البشري، إما في جميع جزئياتها، أو في بعض الجزئيات، أو وجود أعضاء حية بارزة غير موجودة في الإنس، كأن يكون لهم ذيول، أو قرون، ومما يدعم هذا إمكان تجسد الجن في صور شتى، وتحوير أجسادهم، وقد ثبت لنا أن السماء مأهولة بالجن والشياطين، والشاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ من جملة شرور الشياطين فقال: (ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها.. ) إذا فالسماء مسكونة بالشياطين، وعلى هذا فعمار الكواكب المحيطة بنا من الجن هم ذوي صفات تشريحية مختلفة عن الجن من عمار الأرض، بحيث تتلاءم والأجواء والطبيعة المغايرة لطبيعة كوكب الأرض.


    فلسنا الكائنات الحية العاقلة الوحيدة التي تحيا في السماوات والأرض، وإن لم نكتشف هذا فهناك كائنات حية غيرنا تشاركنا عمارة هذا الكون الفسيح، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَآبَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ) [الشورى: 29]، فالله بث في السماوات وفي الأرض دواب كثيرة، ولأن العبادة مناط الخلق، والغاية منه، فلذلك ليس هناك غير الإنس والجن، المخلوقين المكلفين حسب نص القرآن الكريم، قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]، وعلى هذا فقد تكون هذه المومياوات لجثث من شياطين الجن.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] عبد الخالق؛ سامي/(أصحاب الخوارق والظواهر غير الطبيعية)/ مدبولي الصغير _ القاهرة. صفحة: 85: 93.
    [2] (سليمان؛ يسري عطية [النظرية الثالثة ثورة التنويم المغناطيسي]. صفحة (145: 147).
    [3] [ثورة التنويم المغناطيسي]. صفحة (10، 11).

    يتبــــــــع
    التعديل الأخير تم بواسطة أقوى جند الله ; 31-03-2008 الساعة 11:19 PM

صفحة 4 من 12 الأولىالأولى ... 3 4 5 ... الأخيرةالأخيرة

خطوات على الجمر

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. (( همـومُ فـتاة )) بين حرارة الجمر.... وفجر الأجر......!
    بواسطة جــواد الفجر في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 29-01-2012, 05:27 PM
  2. صنع ورود من الريش خطوات+صور
    بواسطة ســاره في المنتدى منتدى التجارب والأشغال اليدوية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-11-2009, 02:00 AM
  3. خطوات في إصلاح الذات....
    بواسطة أم الخير في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-08-2008, 01:21 PM
  4. واتبعوا خطوات الشيطان
    بواسطة عبد القدوس في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-07-2006, 04:17 PM
  5. القابضون على الجمر
    بواسطة حازم حسن في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 18-08-2005, 12:58 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

خطوات على الجمر

خطوات على الجمر