أخي الكريم بارك الله فيك وفي عملك

فإنه بذرة على الطريق ، ولابد من أن نرويها جميعا ً لتثمر وتؤتي أكلها ،
ولي بعض الملاحظات أرجو منك تقبلها بقبول حسن ،

لقد تكلمت عن زكريا بطرس ، وكأنه نجم ساطع في سماء الفضائيات ،
وأن الكل يعرفه ؟!! ، وهذا ليس بصحيح فالناس لا تعرف إلا صورة ذلك القس

المتوشح بالسواد والذي يتكلم بثبات وكأن معه الحقيقه ، فيدلس بذلك على جهال المسلمين
ويبسط عوام النصارى ورجال دينهم الذين يريدون اليوم قشه يتعلقون بها في طوفان الحق

الذي يكشف عوراتهم يوما ً بعد يوم ، والمطلوب من أخونا الفاضل ، عمل مقدمة لسيرة هذا
المشبوه والمطرود من مصر من الكنيسة والحياة الإجتماعية قاطبة ، حتى يتبين للناس من هو

ذلك المحرض إسخريوطي عصره ، الذي باع دينه ووطنه للفضائات ، ثم بعد تلك المقدمة نشرح
الغرض الذي من أجله أصتنعت قناوات فضائية لتهاجم الإسلام ، وأقترح بعد ذلك أن نتناول معضلاته

التي يرى أنها تفحم الإسلام والمسلمين ، فنشرحها ونفندها بغير إلتزام بترتيبها داخل حلقاته ،
فهو يضرب في كل إتجاه ، ولا يلتزم بقواعد ولا أصول ، على الرغم من ظنه أنه مرتب ومتدرج

في حديثه وشرحه ، ولكن هذه العشوائية لا تقابل إلا بتسديد لكمات محترف يعرف أين ومتى يسدد
ولا نتفاعل معه بإسلوبه العشوائي ، ولنضع أمام أعيننا أن حجته واهية ولا تستدعي ، كل هذه الأستشهادات العريضة ، فكلما أكثرنا الكلام والإستشهاد عليه ، كلما تغلغل هو وفكره في العوام ،

نحن لا نقدم بحث أو رسالة جامعية حتى نلجأ لهذا التعقيد ، ولنترك اسلوب إبن القيم وابن تيميه
الذي كان متبعا ً من ستمئة سنة وأكثر ، فلو حضرنا الشيخين لتحدثوا بلغة عصرنا ، فالحجة والدليل

في بساطة الطرح وسلاسته ، لذلك نجح إسخريوطي عصره في أن يجلس أمام شاشته الكثير ، ليس
لقوة ما يدعي ولكن لبساطة طرحه ، نحن اليوم نعاني من سطحية التفكير ليس على مستوى المسيحين فحسب بل أيضا ً المسلمين ، فلا أجد داعي لأن تحج مسيحي مثل هذا الدجال ، بشرح سند الأحاديث في المنهج الإسلامي ، نحن بذلك نثبت لعوام القراء والمشاهدين للفضائيات ، أن الرجل عميق في طرحه لذلك بلبلنا وجعلنا نعود القهقرة لأمهات الكتب لدينا لنعيد حسابتنا ، أو لنصحح مفاهيمنا ، أخي لاتعطي ذلك الأفاك أكبرمن حجمه ، ولنعلم جميعا أن الإعلام فرقعات لبالونات
تبهر الناظر بحجمها وبريقها ، حتى إذا ما لمسها انفجرت وتلاشت ولم تضره أو تنفعه ولم يجدها شيء :

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }النور39

أن مجرد ذكر ذلك الرجل بإسمه في مثل منتداكم لهو خير عوض له ، إنه كأي ضائع يبحث عن مجد
ولو كان ذلك بالسب أو الإبهار أو أي شيء أخر ، مثله مثل الفنانات التي تدفع شرفها مقابل الشهره

فلا تعطوه ما يريد ، ولتكن إيجابتكم سهلة موجهة للمسيحي الذي لاعلاقة له بالحديث والتفاسير ،
فما دام القوم لايؤمنون بما في أيدينا ، فلابد من محاجتهم بما في أيديهم ، مع ذكر تدليس وكذب

إسخريوطي عصره بإقتضاب ومباشره ، فإن كثرة الكلام تتوه العوام ملمهم ومسيحيهم على حد ٍ سواء

لم مني الشكر وجعله الله في ميزان حسناتكم .